يتحكم الجانبان الأيمن والأيسر من الدماغ في وظائف مختلفة في الجسم. ومع ذلك، فإن الدليل على أن أيًا من جانبي الدماغ يمكنه تحديد الشخصية والسلوك هو دليل محدود. يعتقد بعض الناس أن الشخص إما أنه يستخدم المخ الأيسر أو الأيمن، وهذا ما يحدد كيف يفكر ويتصرف. في هذه المقالة، نستكشف الحقيقة والمغالطات وراء هذا الادّعاء. تابع القراءة لمعرفة المزيد حول وظائف وخصائص الدماغ الأيمن والأيسر:
كيف يعمل الدماغ؟
الدماغ هو عضو معقّد يتحكم في جميع العمليات الجسدية، بما في ذلك التفكير والإدراك الحسي والعمل البدني. يحتوي الدماغ البشري على ما يصل إلى 100 مليار خلية عصبية و100 تريليون وصلة عصبية. تستخدم الخلايا العصبية النبضات الكهربائية والكيميائية لنقل المعلومات بين خلايا الجهاز العصبي. يعالج الدماغ المعلومات التي يتلقاها من خلال شبكته العصبية، ويرسل إشارات إلى جميع أجزاء الجسم للتحكم في وظائف الجسم والاستجابة للمنبهات.
الجانبان الأيمن والأيسر من الدماغ
الجانبان الأيمن والأيسر من الدماغ لهما وظائف مختلفة، ويتحكّمان في عمليات مختلفة. يحتوي كل نصف من الدماغ على ستة فصوص مختلفة.
- النصف الأيسر من الدماغ مسؤول بشكل أساسي عن الكلام والتفكير المجرد. كما أنه يتحكم بالحركة والإحساس في الجانب الأيمن من الجسم.
- الجانب الأيمن من الدماغ مسؤول عن معالجة الصور والتفكير المكاني، ويتحكم بالحركة والإحساس في الجانب الأيسر من الجسم.
- يتصل الجانبان الأيمن والأيسر من الدماغ عبر شبكة مكثفة من الألياف العصبية.
- في الدماغ السليم، يتواصل الجانبان مع بعضهما البعض.
- ومع ذلك، لا يتعين على الجانبين التواصل بالضرورة. وإذا كان الشخص يعاني من إصابة مرضية تفصل بين نصفي الدماغ، فلا يزال بإمكانه العمل بشكل طبيعي نسبيًا.
نظرية الدماغ الأيسر والدماغ الأيمن
في الستينات، اقترح عالم الأحياء العصبية روجر دبليو سبيري أن كل الناس لديهم نصف دماغ يعدّ أكثر هيمنة، ويحدد شخصياتهم وأفكارهم وسلوكهم من النصف الآخر. ووفقًا لهذه النظرية، فإن الأشخاص الذين يستعملون الدماغ الأيسر يتميزون بـ:
- التحليل.
- المنطق.
- التفاصيل والحقائق.
- ويكونون أكثر ميلًا للعمليات الحسابية.
على النقيض من ذلك، تقترح النظرية أن الأشخاص أصحاب الدماغ الأيمن يتميزون بـ:
- الإبداع.
- التفكير الحر.
- الحدس.
- التخيل.
ماذا يقول البحث العلمي؟
تشير الأبحاث إلى أن نظرية الدماغ الأيسر مقابل الدماغ الأيمن غير صحيحة. فبينما تهيمن أجزاء معينة من الدماغ على معالجة المهمات العقلية المختلفة، لا يوجد عادةً جانب مهيمن بشكل عام.
قيَّمت دراسة عام 2013 صورًا ثلاثية الأبعاد لدماغ أكثر من 1000 شخص. قاموا بقياس نشاط نصفَي الدماغ الأيمن والأيسر باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي. تُظهر نتائجهم أن الشخص يستخدم نصفي الدماغ معاً، ولا يظهر وجود جانب مهيمن.
ومع ذلك، فإن نشاط دماغ الشخص يختلف باختلاف المهمة التي يقوم بها. على سبيل المثال، تشير مراجعة عام 2020 إلى أن الجانب الأيسر من الدماغ هو الجهة المهيمنة في معالجة اللغة، على الرغم من أنّ كلا الجانبين ضروريان للفهم الكامل.
وظائف وخصائص الدماغ الأيسر أو الأيمن
على الرغم من أن الناس لا يندرجون بدقة في فئات متميزة للدماغ الأيسر أو الأيمن، فإن هناك اختلافات فيما يفعله نصفا الدماغ الأيمن والأيسر:
1. المشاعر
بينما يستخدم الدماغ مناطق متعددة لمعالجة وتوليد الاستجابات العاطفية، فإن الجانب الأيمن من الدماغ هو المسيطر في هذه العمليات. هذا هو الحال بالنسبة لجميع المشاعر.
2. اللغة
يعتبر الدماغ الأيسر أكثر نشاطًا من الدماغ الأيمن في عملية الكلام. ومن المعلوم أنّ لأي شخص منطقتَين تتحكّمان في اللغة تقعان في نصف الدماغ الأيسر.
3.اليد
يستخدم الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى واليمنى الجانبين الأيمن والأيسر من أدمغتهم بشكل مختلف. على سبيل المثال، يستخدم الشخص الذي يستخدم اليد اليسرى دماغه الأيمن للقيام بالمهام اليدوية والعكس صحيح.
هل تختلف هيمنة نصف الدماغ الأيسر أو الأيمن بين الناس؟
لا تعمل أدمغة الجميع بنفس الطريقة. قد يقوم بعض الأشخاص بمعالجة اللغة بشكل أساسي في الجانب الأيسر من دماغهم، بينما قد يقوم الآخرون بذلك في الجانب الأيمن أو بشكل متماثل.
وجدت دراسة كبيرة عام 2021 أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى يستخدمون غالبًا جوانب مختلفة من أدمغتهم للذاكرة واللغة والرؤية والتحكم اليدوي مقارنة بالأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى. كما وجد الباحثون أيضًا أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى عادةً ما يكون لديهم المزيد من المادة الرمادية في الجانب الأيمن من دماغهم. قد يكون هذا بسبب أن الجانب الأيمن من الدماغ هو الذي يتحكم في اليد اليسرى المهيمنة.
نصائح للحفاظ على صحة عقلك
يمكن أن يساعدك البقاء نشيطًا، والانخراط في أنشطة محفزة عقليًا في تحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية، وذلك من خلال:
- التأمل، هناك أدلة متزايدة على أن التأمل الواعي يمكن أن يساعد في إبطاء التدهور المعرفي المرتبط مع التقدم في العمر.
- التمرين، تظهر الأبحاث أن التمارين المنتظمة يمكن أن تحسن الذاكرة العرضية لدى كبار السن.
- النوم، وفقًا لدراسة أجريت عام 2020، فإن الحصول على القليل من النوم أو الكثير منه يرتبط بتدهور معرفي أسرع عند البالغين.
- الألعاب التحفيزية، تشير الدراسات إلى أن استخدام الألغاز الرقمية وغيرها من الألعاب المحفزة عقليًا بانتظام يمكن أن يساعد في تحسين الوظيفة المعرفية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
- النظام الغذائي، إن اتباع نظام غذائي متوازن وصحي هو طريقة بسيطة وفعالة لإبطاء التدهور المعرفي الناتج عن الشيخوخة.
المصادر:
