في منشور على موقع X (تويتر سابقاً)، قال الشهير إيلون ماسك إنه تم اكتشاف نشاط دماغي "واعِد" بعد العملية التي أُجريت على شخص زُرِعت لديه أول شريحة دماغية في رأس إنسان، وأن المريض تعافى بشكل جيد بعد العملية، وكان هدف الشركة ربط العقول البشرية بأجهزة حاسوب للمساعَدة في معالجة الحالات العصبية المعقدة.
وقالت البروفيسور آن فانهوستنبيرج من جامعة كينجز كوليدج في لندن: "بالنسبة لأي شركة تُنتِج أجهزة طبية، فإن الاختبار الأول على البشر يُعدُّ علامة فارقة"، وأضافت: "بالنسبة لمجتمع واجهة الحاسوب الدماغية، يجب أن نضع هذه الأخبار في السياق الذي يتطلبه، ففي حين أن هناك العديد من الشركات التي تعمل على منتجات مثيرة، لا يوجد سوى عدد قليل من الشركات الأخرى التي زُرِعَتْ أجهزتها في البشر، لذلك انضمّت شركة Neuralink إلى مجموعة صغيرة إلى حد ما ".
ومع ذلك، أشارت أيضاً إلى ضرورة توخّي الحذر، لأن النجاح الحقيقي لا يمكن تقييمه إلا على المدى الطويل.
ومن الجدير بالذكر أنه لم يتم التحقق بشكل مستقل من ادعاءات ماسك، كما لم تقدّم شركة نيورالينك أي معلومات حول الإجراء الذي يقول إنه تم.
الاختبارات التي تجريها شركة Neuralink
تعرَّضت شركة نيورالينك لانتقادات في الماضي، فقد ذكرت رويترز في ديسمبر 2022 أن الشركة شاركت في اختبارات أدت إلى نفوق ما يقرب من 1500 حيوان، بما في ذلك الأغنام والقرود والخنازير.
وفي يوليو/تموز 2023، قال رئيس وزارة الزراعة الأمريكية -التي تحقّق في مخاوف رعاية الحيوان- إنها لم تجد أي انتهاكات لقواعد البحوث الحيوانية في الشركة. ومع ذلك، ما يزال هناك تحقيق منفصل تجريه الوكالة.
وحصلت شركة ماسك على الإذن باختبار هذه الشريحة الدماغية على البشر من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في مايو 2023.
كيف تمت زراعة أول شريحة دماغية في البشر؟
أعطت موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الضوء الأخضر لبدء الدراسة التي تستمر ست سنوات على زارعة شريحة دماغية ، والتي يتم خلالها استخدام الروبوت لوضع 64 خيطاً مرناً، أرقّ من شعرة الإنسان، جراحياً على جزء من الدماغ الذي يتحكم في إرادة الحركة، وفقًا لما ذكره الباحثون.
وتقول الشركة إن هذه الخيوط تسمح بزرع شريحة دماغية بشكل تجريبي ومدعوم ببطارية يمكن شَحنها لا سلكياً، ومن ثم تسجيل ونقل إشارات الدماغ لا سلكياً إلى تطبيقٍ يفكّ شيفرة الطريقة التي ينوي بها الشخص التحرك.
وقالت البروفيسور تارا سبايرز جونز، رئيسة جمعية علم الأعصاب البريطانية: "إن زرع شريحة دماغية لديه إمكانات كبيرة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية في المستقبل، وهي مثال ممتاز لكيفية تسخير أبحاث علم الأعصاب الأساسية لتحقيق التقدم الطبي".
وأضافت: "ومع ذلك، فإن معظم هذه الواجهات تتطلب جراحة أعصاب، وما تزال في مراحل تجريبية، وبالتالي من المحتمل أن تمر سنوات عديدة قبل أن تصبح متاحة بشكل شائع".