صحــــتك

كم يومًا يستطيع الإنسان العيش بدون مياه؟

الصورة
مصطفى سعيد
كم يومًا يستطيع الإنسان العيش بدون مياه؟

في ظل الوضع الراهن في قطاع غزة وما تتناقله وسائل الإعلام حول انقطاع المياه عن القطاع، يتبادر إلى ذهن الجميع السؤال حول إمكانية قدرة الإنسان على العيش في مثل هذه الظروف العصيبة التي لا يمكن لأي بشر تحملها، ما المدة التي يمكن للناس في غزة تحملها بدون ماء، أو كم يستطيع الناس التحمل في ظل الشح الرهيب للمياه؟ تعرف على الجواب في مقالنا هذا.

 

يشكل الماء نحو 60 بالمئة من تكوين جسم الإنسان، ويحتاج الجسم الكثير من المياه لأداء العديد من الوظائف الحيوية، كتوازن درجة حرارة الجسم الداخلية، وبقاء الخلايا على قيد الحياة.

كقاعدة عامة؛ يستطيع الشخص أن يظل على قيد الحياة بدون مياه لثلاثة أيام، وبالرغم من ذلك، فإن هناك بعض العوامل التي من الممكن أن تؤثر على هذه المدة بالزيادة أو بالنقصان بحسب كمية المياه التي يحتاجها الجسم الفردي، وكيفية استخدامه لهذه المياه، وما يأكله الشخص أيضًا يؤثّر على هذه المدة. فعلى سبيل المثال؛ الشخص الذي يتناول طعامًا غنيًا بالماء كالفواكه والخضراوات والعصائر يستطيع أن يصمد فترة أطول من الشخص الذي يتناول الحبوب والخبز والأطعمة الجافة، وأيضًا تناول المشروبات الكحولية والكافيين تسرّع من جفاف الجسم لما لها من تأثير على زيادة التبول، كذلك الظروف البيئية التي يعيش فيها الشخص الفاقد للمياه، في البيئة الحارة تجعله أكثر تعرقًا، وبالتالي أسرع عٌرضة للجفاف عن الشخص الذي يعيش في بيئة باردة، فسيكون فقدانه لمخزون المياه برتبة أقل.

كما تسهم الفروق الفردية الآتية في المدة التي يستطيع أن يعيشها الإنسان بدون مياه:

  • السن.                                                   
  • مستوى النشاط.
  • عوامل جسدية كالطول والوزن.
  • الصحة العامة.
  • العِرق

لماذا لا يستطيع الإنسان البقاء مدة طويلة بدون مياه؟

الماء بالنسبة للإنسان عنصر حيوي للغاية، فقد يظل الإنسان على قيد الحياة أيامًا بل ربما شهورًا بدون طعام، لكنه قد يفقد حياته في أيام معدودة إذا انقطع عن المياه، وذلك لأن جسم الإنسان يحتاج إلى الماء في معظم العمليات الحيوية، مثل:

  1. تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال التعرق والتنفس.
  2. تساعد في الهضم عن طريق تكوين اللعاب والإنزيمات وهضم الطعام.
  3. ترطيب الأغشية المخاطية بالجسم.
  4. تساعد في توازن درجة الحموضة بالجسم.
  5. تساعد في حركة المفاصل وحماية الدماغ والحبل الشوكي.
  6. تساهم في عمل المخ وتكوين الهرمونات.
  7. تعمل على تقليل السموم ونقلها خارج الجسم.
  8. تخرج الفضلات من خلال البول والتنفس.
  9. تعمل على توصيل الأكسجين إلى جميع الأنسجة والخلايا.

فبدون المياه لم يعد الجسم قادرًا على تأدية الوظائف بطريقة صحيحة، ويصاب بالجفاف ويتوقف عن العمل.

أول يوم بدون مياه

يحدث الجفاف بسرعة مسببًا عطشًا شديدًا وإرهاقًا، وبالتدريج نصل إلى فشل في وظائف الأعضاء الحيوية والوفاة.

بداية من اليوم الأول يبدأ الشخص الشعور بالعطش، فيرسل إشارات إلى الدماغ لتحفيز الاستجابة التي يلاحظها الشخص.

فالعطش هو العلامة الأولى على أن الشخص ليس لديه المياه الكافية في الجسم.

الشرب عند الشعور بالعطش سيوفر للإنسان ما يكفي من الماء للعمل والنمو، لكن إذا تجاهل الشخص هذه العلامة المهمة أو لم يستطع الحصول على المياه فإن الجسم سوف يستجيب، ويرسل المخ إشارات عصبية وهرمونية للجسم بأن يحافظ على المياه بأكثر من طريقة مختلفة، كتقليل التبول والتعرق، مما قد يؤثر على وظائف الكليتين، وتتدرج الأعراض إلى أن تصبح أكثر خطورة.

لماذا يُعدُّ الجفاف عَرَضًا خطيرًا؟

كما وضحنا؛ يلجأ الجسم إلى استراتيجيات دفاعية في حالة نقصان المياه، ومنها تقليل إنتاج العَرق، فالجسم يستخدم المياه لإنتاج العَرق الذي يتبخر ويخفض درجة حرارته، وفي حالة نقصان العَرق يكون هناك زيادة خطرة في درجة حرارة الجسم، ووضع الإجهاد على السوائل بالجسم، ومنها الدم، وبالتالي ينقص حجم الدم فيقل دوران الدم داخل الأوعية الدموية، فينخفض ضغط الدم، وهذا نفسه يؤدي إلى الإغماء والوفاة.

الاستراتيجية الثانية للمحافظة على سوائل الجسم هي تقليل التبول، فكما نعلم تساعد المياه على تخليص الجسم والخلايا من السموم وإخراجها عن طريق البول والتنَّفس، فعند تقليل التبول تقل هذه الكفاءة وتتراكم السموم داخل الخلايا وداخل الكليتين، مسببة فشلًا في الأعضاء، والفشل الكلوي.

أعراض الجفاف

في دراسة أجريت في BMC public health وَجدت أن الماء يصنع 60% من وزن جسم الإنسان، وأن فقدان 3% من وزن الماء قد يؤدي إلى الجفاف، والذي تتدرج أعراضه فتبدأ ب:

  • جفاف الحلق والفم.
  • العطش الشديد.
  • نقص الطاقة وتباطؤ الأداء.
  • صداع.
  • إمساك.
  • دوخة وارتباك.
  • نقص التبول والتعرق.

 

وإذا لم يحصل الشخص على المياه، سواء لتجاهله هذه الأعراض، أو لعدم توفر الماء، كما قد يحدث في حالات السفر والتخييم، فإن الأعراض تتطور إلى:

  • انخفاض ضغط الدم.
  • زيادة ضربات القلب.
  • صدمة و تشنجات.
  • ارتفاع حرارة الجسم أو عدم انتظامها.
  • تورم في الدماغ.
  • تصلب في المفاصل التي قد تلتصق بالنهاية ولا تعمل بشكل صحيح.

أما بالنسبة للرضع والأطفال غير القادرين على التعبير عن العطش أو تناول الماء بأنفسهم، فإن ملاحظة هذه الأعراض تفيدك في مساعدتهم: ستجد جفافًا في الفم واللسان، البكاء دون دموع، العيون قد تكون غائرة، والخدين كذلك، لا بلل في الحفاضات لمدة أكثر من ثلاث ساعات، الخمول أو التهيج، وقد نلاحظ منطقة غائرة أعلى الجمجمة (اليافوخ).

عوامل خطورة تزيد من احتمالية الإصابة السريعة بالجفاف

 

كما ذكرنا؛ فكل الأشخاص عرضة للإصابة بالجفاف إذا لم يتناولوا القدر الكافي من المياه، أو مُنع منها بشكل أو بآخر، فإن هناك بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم، أو أعلى خطورة إذا أصيبوا بالجفاف، وهم:

  1. الرضع والأطفال: فهم أكثر عرضة للإسهال الشديد والقيء بشكل خاص، نظرًا لارتفاع مساحة سطح الجسم مقارنة بحجمه، وهم أيضًا يفقدون نسبة عالية من سوائلهم بسبب الحمى الشديدة أو الحروق.
  2. كبار السن: مع تقدمك في العمر، يصبح احتياطي السوائل في جسمك أقل مما كان، وتقل قدرتك على الحفاظ على الماء، ويصبح إحساسك بالعطش أقل حدة، وتتفاقم هذه المشكلات بسبب الأمراض المزمنة، كالسكري والخرَف واستخدام بعض الأدوية كمدرات البول وأدوية ارتفاع الضغط، وقد يعاني أيضًا كبار السن من مشكلات في الحركة تحد من قدرتهم على الحصول على الماء بأنفسهم.
  3. الأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة: الإصابة بمرض السكري أو عدم تشخيصه يعرضك لخطر الإصابة بالجفاف، وتزيد أمراض الكلى أيضًا من خطر إصابتك، كما تفعل الأدوية التي تزيد من التبول نفس الشيء، حتى إصابتك بالبرد أو احتقان الحلق تجعلك أكثر عرضة للجفاف، وذلك لعدم قدرتك على تناول الطعام والشراب.

أسباب الجفاف

من الممكن أن يحدث الجفاف لأسباب بسيطة، كعدم شربك للماء بانتظام، لأنك مريض أو مشغول، أو لعدم توفّر الماء النظيف، أو قد يحدث لأسباب أخرى ومنها:

  • الإسهال والقيء: قد يأتيك الإسهال بشكل شديد ومفاجئ فيتسبب بفقدانك كمية كبيرة من المياه والشوارد في فترة زمنية قصيرة، وإذا صاحب الإسهال القيء فسيكون فقدانك للماء والأملاح أشد.
  • الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة: كلما زادت درجة الحرارة زاد مستوى الجفاف، والأسوأ أن تكون مصاحبة بالإسهال أو القيء أو الاثنين معًا.
  • التعرق الزائد: إذا كنت تمارس التمارين القاسية فإنك تزيد من كمية فقدان الماء عن طريق التعرق، كما أن ارتفاع حرارة الجو ورطوبته تزيد من هذه الكمية، فقد تؤدي بك إلى الجفاف حتمًا إذا لم تقم بتعويض هذه الخسارة من المياه.
  • زيادة التبول: إذا كنت مريضًا بالسكري أو تتناول بعض الأدوية كمدرات البول، فإن كمية التبول ستزيد، بالتالي احرص على تعويض فقدان المياه حتى لا تصاب بالجفاف.
  • ممارسة الرياضة: إذا كنت تمارس الرياضة في جو شديد الرطوبة فإن احتمال إصابتك بالجفاف ستزداد، وذلك لأنه عندما يكون الهواء رطبًا لا يمكن للعَرق أن يتبخر بالسرعة التي يفعلها عادة، وسيؤدي ذلك إلى زيادة درجة حرارة الجسم، والحاجة إلى مزيد من السوائل.

كيف يتم تشخيص الجفاف؟

يعتمد الطبيب عادةً على الأعراض والفحص السريري، وقياس المؤشرات الحيوية، وقد يلجأ لفحوصات الدم كقياس نسبة الكرياتينين والبولة في الدم، والنظر إلى كفاءة الكليتين، والتحقق من مستوى الشوارد، وكذلك تحليل البول، فلونه الداكن وبعض مكوناته تشير إلى حدوث الجفاف.

استراتيجية علاج الجفاف

تشمل ثلاث خطوات يتم تفعيلها بالتزامن مع بعضها البعض وليس بالتتابع، وأولها إعادة ترطيب الجسم وإمداده بالماء مرة أخرى، سواء عن طريق شرب المياه مباشرة أو بالحَقن الوريدي، والثانية تعويض واستبدال الشوارد المفقودة التي عادة يتم تضمينها مع الخطوة الأولى عن طريق إضافتها إلى المحلول الوريدي أو مياه الشرب، والثالثة توقيف الأسباب الظاهرية التجفاف كعلاج الإسهال أو القيء لوقف فقدان المزيد من المياه.

الوقاية من الجفاف ومخاطره

  • احرص على تناول الأطعمة الرطبة التي تحتوي على كميات كبيرة من المياه.

  • اجعل عطشك يقودك إلى شرب الماء.
  • تذكر دائمًا زيادة شرب الماء إذا مارست التمارين القاسية، أو أصابك القيء والإسهال، أو كنت مريضًا لأحد الأمراض المزمنة السابق ذكرها.
  • إذا كان الجو حارًا أو رطبًا أكثر من المعتاد، فاحرص على زيادة شرب الماء.

ما هو سبب جفاف الجسم رغم شرب الماء؟ 

يمكن أن يكون سبب جفاف الجسم رغم شرب الماء هو كثرة التبول، وهي حالة يمكن أن تُصيب الجسم جراء عوامل مختلفة، من ضمنها: الإصابة بأمراض معينة، مثل: مرض السكري غير المعالج، وحالة الحماض الكيتوني السكري، والتليف الكيسي. 

كيف ارفع نسبة الماء في الجسم؟ 

يمكن علاج الجفاف عن طريق تعويض فقدان الجسم للسوائل في الجسم، بشرب كميات كبيرة من الماء، والمشروبات الأخرى، وتجنب المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية. 

هل القهوة تسبب الجفاف؟ 

تساعد المشروبات التي تحتوي على الكافيين، ومنها: الشاي، والقهوة في التخلص من احتباس السوائل في جسم الإنسان، إذ يقوم بعض الأشخاص باستهلاك مستخلص الكافيين، ولكن تعدّ إضافة الكافيين إلى الماء مفيدة في التخلص من احتباس السوائل بشكل أفضل. 

 

 

المصادر:

https://www.medicalnewstoday.com/articles/325174

https://www.webmd.com/a-to-z-guides/dehydration-adults

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dehydration/symptoms-causes/syc-20354086

https://www.healthline.com/health/dehydration

https://medlineplus.gov/dehydration.html

آخر تعديل بتاريخ
22 أكتوبر 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.