لم يوفر الاحتلال الإسرائيلي الذي يستمر في حصار قطاع غزة وقطع الكهرباء والغذاء عن أهله حتى اللحظة مصادر مياه نظيفة للسكان، وهو أمر يثير قلقاً كبيراً في القطاع المحاصر. يعاني السكان في قطاع غزة من نقص حاد في إمدادات المياه النظيفة، مما يجعلهم معرَّضين للكثير من المخاطر الصحية والبيئية.
تلعب جودة المياه دورًا حاسمًا في صحة الإنسان، وتشكِّل المياه الملوثة تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، وإذا تم استهلاك مياه ملوثة، فإنها يمكن أن تسبب مجموعة من الأمراض والمشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض الكوليرا والإسهال والتهاب الكبد.
من المهم أيضًا النظر في كيفية التعامل مع تلك الأوضاع في حالات الحروب، فقد يصبح تأمين مصادر المياه النظيفة أمرًا حيويًا للبقاء. يجب أن تتوجه الجهود نحو توفير وسائل تنقية المياه وتوزيعها بشكل عادل في ظل تلك الظروف الصعبة، ويمكن استخدام تكنولوجيا، متقدمة مثل تحلية المياه ومعالجتها، للتأكد من توفير إمدادات مياه نظيفة للسكان حتى في أصعب الظروف.
سنتناول في هذا المقال 12 مرضًا من أبرز الأمراض التي يسببها تلوث المياه:
أمراض بكتيرية
تلوث المياه بالبراز أو عدم معالجة مياه الصرف الصحي بشكل كافٍ هما السببان الرئيسيان للأمراض البكتيرية، ومن بين أكثر هذه الأمراض شيوعًا:
1. الكوليرا
تصيب هذه الحالة الجهاز الهضمي، ويمكن أن تؤدي إلى الجفاف وفشل الكلى في أسوأ الحالات، فقد تكون قاتلة.
2. الإسهال
الآلام البطنية والحمى والغثيان والصداع من الأعراض الشائعة للإسهال، على الرغم من أنه يمكن أن يؤدي إلى الوفاة المبكرة في الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
3. التسمم الغذائي بالسالمونيلا
يسبب التهابًا في الجهاز الهضمي، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة بسرعة إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب.
4. التهاب الأمعاء بعدوى الشيغيلا (داء الشيغيلات)
يصيب هذا المرض الجهاز الهضمي أيضًا، ويمكن أن يتسبب في تلف بطانة الأمعاء، وألم في المعدة، والقيء، والإسهال الملون.
أمراض فيروسية
توفر المياه الملوثة البيئة المثلى لتكاثر الفيروسات وتطورها، وبمجرد استهلاكها، يمكن أن تظهر على شكل:
1. التهاب الكبد
يتجلى التهاب الكبد من النوع أ في فقدان الشهية وعدم الراحة الشديدة والتعب والحمى واليرقان، ويمكن أيضًا أن يؤدي إلى الوفاة المبكرة.
2. التهاب الدماغ
التهاب الدماغ الياباني (بالإنجليزية: Japanese encephalitis) المعروفة سابقًا باسم التهاب الدماغ الياباني، هو مرض يسببه فيروس التهاب الدماغ الياباني، ويعد من الأمراض التي ينقلها البعوض. ينتشر هذا المرض بواسطة البعوض كيولكس أو البعوض المنزلي الشمالي الذي يضع بيضه في المياه الملوثة، وعلى الرغم من عدم وجود أعراض في العديد من الحالات، فإنه يمكن أن يسبب الإغماء والشلل لدى الأشخاص الضعفاء.
3. شلل الأطفال
يسبب مرض شلل الأطفال التهاب الحلق والإمساك، أو الإسهال والحمى، ويمكن أن يؤدي إلى حالة غيبوبة في الحالات الشديدة.
4. التهاب الأمعاء
تشمل هذه الفئة من الأمراض الفيروسية الأدينوفيروسات والكالسيفيروسات والروتافيروسات، وتشمل الأعراض الصداع والغثيان، ويمكن أن يكون قاتلاً في حالة الرضع والأطفال الصغار.
أمراض طفيلية
كما يوحي الاسم، تنتقل الأمراض الطفيلية عن طريق الطفيليات من خلال المياه الملوثة، وتشمل بعض أكثر الأمراض شيوعًا التي تؤثر على البشر ما يلي:
- الكريبتوسبوريديوز: يُسبب هذا المرض العالمي آلامًا في المعدة والإسهال والقيء.
- الأميبا: يؤثّر على بطانة المعدة، ويمكن أن يأخذ شكلَين، هما الكيسي وغير الكيسي، مما يؤدي إلى الرعشة والحمى والإسهال لدى المريض.
- داء الجيارديا: في بعض الأحيان يُعرف بداء المسافرين، ويتجلى بالانتفاخ وفقدان الوزن والإسهال.
- داء البلهارسيا: يُسبب هذا المرض الناتج عن ديدان طفيلية صغيرة تعيش في الماء ضررًا داخليًا لعدة سنوات، ويؤدي إلى تلف الأعضاء الداخلية تدريجيًا.
بالنظر إلى هذا السيناريو، تصبح التوعية بأهمية المياه النظيفة وكيفية الحفاظ عليها أمرًا حيويًا، ويجب أن تسعى المؤسسات والجمعيات الخيرية إلى تقديم التوجيه والمساعدة في مجال توفير المياه النظيفة وتعزيز مشاريع تنقية المياه، وتوزيعها بشكل عادل للمجتمعات المتأثرة.
إن توفير المياه النظيفة يمثل تحديًا كبيرًا في الأماكن المتضررة من الحروب، ويتطلب التعاون الدولي والتحرك الفوري للتصدي لهذه المشكلة، وضمان توفير حق الإنسان في الوصول إلى المياه النظيفة والصالحة للشرب.
المصدر:
