حتى الآن، حسب النتائج المعلنة، سبّبت جائحة كوفيد -19 وفاة أكثر من 5.5 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم. لكن لحسن الحظ، شهدت تطورات المرض ونسبية الوفيات انخفاضاً بعد التطوير السريع للقاحات المضادة لفيروس كورونا الجديد SARS-CoV-2 التي وافقت عليها وكالة الأدوية الأوروبية، وتشمل هذه اللقاحات:
- لقاحان بتقنية الحمض النووي الريبي، موديرنا وفايزر.
- لقاحان ضد النواقل الفيروسية، استرازينيكا وجونسون آند جونسون.
- لقاح الجسيمات النانوية البروتينية المؤتلفة، نوفافاكس.
وأظهرت جميع هذه اللقاحات فعالية عالية في الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا الجديد وملامح أمان مقبولة في التجارب السريرية. لكن، في الآونة الأخيرة، أثيرت مخاوف بشأن الاضطرابات العصبية المناعية التي تحدث بعد التطعيم ضد كوفيد -19.
ونظراً لتقارير الأشخاص الذين يصابون بمتلازمة غيلان بيري Guillain-Barre بعد التطعيم، أدرجت وكالة الأدوية الأوروبية هذه المتلازمة كأثر جانبي نادر متعلق بهذه اللقاحات، حيث ارتبطت متلازمة غيلان بيري أيضاً بلقاحات الحمض النووي الريبي mRNA في عدد قليل من الأشخاص.
بالإضافة إلى ذلك، وُصفًت أحداث شلل بيل والتهاب الدماغ والنخاع المستعرض في دراسات سلسلة الحالات بعد التطعيم ضد كوفيد 19 مع اللقاحات المعتمدة على تقنية الناقل الفيروسي والحمض النووي الريبي.
وعلى الرغم من أن هذه الأحداث لا ترجع بالضرورة إلى لقاحات كوفيد 19، فإن الارتباط الزمني بين الأحداث والتطعيم يتطلب مراقبة قوية بعد التطعيم. وهناك حاجة لدراسات وبائية واسعة النطاق لتحديد ما إذا كان التطعيم ضد كوفيد -19 يزيد من مخاطر هذه الأحداث فوق معدلات الخلفية في عموم السكان.
ولقد استُفيد من مجموعات البيانات الكبيرة التي جُمعَت بشكل روتيني، بما في ذلك الملايين من الأشخاص الذين لُقِّحوا في المملكة المتحدة وإسبانيا لدراسة الارتباط المحتمل بين لقاحات كوفيد 19 والمخاطر قصيرة المدى للإصابة بشلل بيل والتهاب الدماغ والنخاع ومتلازمة غيلان باريه والتهاب النخاع المستعرض. لوضع هذه المخاطر في السياق، درسنا أيضاً العلاقة بين عدوى فيروس كورونا الجديد وخطر هذه الأحداث العصبية المناعية.
فحص الارتباط بين عدوى فيروس كورونا واللقاحات والاضطرابات العصبية المناعية
شملت الدراسة ثلاثة مجاميع:
- 8,330,497 شخصاً تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاحات فيروسات كورونا التي اعتُمِدَت.
- 735,870 فرداً إيجابياً للعدوى بفيروس كورونا الجديد.
- 1,433,080 مشاركاً من عامة السكان.
وقُدِّرَت معدلات الإصابة بهذه المضاعفات العصبية بعد 21 يوماً بعد جرعة اللقاح الأولى، و90 يوماً بعد نتيجة اختبار إيجابية لفيروس كورونا الجديد، وقيسَت خطورة الإصابة أيضاً في مجموعة السكان العامة. وقُدِّرَت نسب حدوث تلك المضاعفات.
النتائج:
كانت معدلات الإصابة بتلك المضاعفات بعد تلقي أحد تطعيمات فيروس كورونا متوافقة مع المعدلات المتوقعة لشلل بيل والتهاب الدماغ والنخاع ومتلازمة غيلان باريه في مجموعة السكان العامة الذين لم يتلقوا التطعيم ولم يصابوا بفيروس كورونا.
ولم يلاحظ أي ارتباط بين لقاحات كوفيد- 19 والأحداث العصبية المناعية مثل شلل بيل والتهاب الدماغ والنخاع ومتلازمة غيلان باريه والتهاب النخاع المستعرض. ومع ذلك، لوحظَت زيادة خطر الإصابة بشلل الوجه النصفي والتهاب الدماغ والنخاع ومتلازمة غيلان باريه للأشخاص المصابين بعدوى فيروس كورونا الجديد (SARS-CoV-2).
* المصدر:
