وجَد تحليل حديث لفحص البيانات من عدة دراسات حول نفس الموضوع لتحديد الاتجاهات العامة، أن تناول القهوة قد يساعد في الوقاية من متلازمة القولون العصبي وتخفيفها، ويأمل هذا التحليل في فَهم التقارير المتضاربة، ويشير في الواقع إلى أن حماية القهوة ضد القولون العصبي قد لا تنطبق على الجميع.
وتبيَّن من خلال هذا التحليل أن شاربي القهوة أقلّ عرضة للإصابة بالقولون العصبي بنسبة 16٪ مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربون القهوة، وهذا ينطبق على الأشخاص الذين يشربون أي كمية من القهوة بانتظام.
وتم الاستناد في هذا التحليل إلى ثماني دراسات استوفَت معايير الباحثين للتحليل، وتم اختيارها من مجموعة أولية مكونة من 187 دراسة تم تحديدها في قواعد بيانات. ومن أجل مصداقية التحليل، كان يجب أن تكون الدراسات عشوائية، أو دراسات محكَّمة، أو دراسات مقطعية ركّزت على العلاقة بين شرب القهوة ومتلازمة القولون العصبي. وشملت الدراسات الثماني الأخيرة 432022 فرداً.
ما العلاقة بين القهوة ومتلازمة القولون العصبي؟
يشير مؤلفو التحليل إلى أن العلاقة بين الاثنين تتعلق بجزيئات القهوة النشطة بيولوجيًا، إذ يقولون إن القهوة مشروب غني بالبوليفينول، وتحتوي على العديد من المركّبات النشطة بيولوجيًا، مثل البوليفينول والديتربين والتريجونيلين والميلانويدين. فالمركّبات الموجودة في القهوة لها خصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للتليف، ومضادة للالتهابات، فضلًا عن تأثيرها على ميكروبات الأمعاء والأحماض الصفراوية وحركة الأمعاء ونفوذية الأمعاء.
لماذا لا تُعدُّ القهوة جيدة لصحة الأمعاء عند البعض؟
أشار الباحثون إلى أهمية معرفة أن الدراسات الثلاث كانت مقطعية في التصميم، وقد تحتوي على العديد من التحيُّزات، ولا يمكنها إثبات العلاقة السببية بين استهلاك القهوة وخطر الإصابة بالمتلازمة القولون العصبي. وإنما تكتشف الدراسات المقطعية فقط وجود ارتباطات إحصائية، ولا يمكنها إثبات وجود علاقة سببية بينهما. وقد لا تكون نتائج هذه الدراسات الثلاث مفاجئة للغاية، بالنظر إلى أن القهوة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى اضطراب عملية الهضم.
يمكن أن تكون القهوة أيضًا سبباً قوياً للإسهال من خلال العديد من هذه المركّبات النشطة بيولوجياً، ولا يمكن للكافيين الموجود في القهوة تحفيز حركة الأمعاء فحسب، بل تعمل الجزيئات الأخرى الموجودة في القهوة على تعزيز حركات الأمعاء من خلال زيادة العبور المعوي. لذلك، قد لا تكون القهوة مفيدة لدى بعض المصابين بالإسهال المصاحب لمتلازمة القولون العصبي، وقد تؤدي إلى تفاقم الأعراض، ولهذا السبب لا ينصح الباحثون بتناول القهوة وحدها لعلاج متلازمة القولون العصبي.
ما مدى انتشار متلازمة القولون العصبي؟
القولون العصبي هو اضطراب شائع في الجهاز الهضمي، يتسبب في زيادة حساسية الجهاز الهضمي، وقد يتسبب في تقلص عضلات الأمعاء. والنتيجة هي ألم في البطن والانتفاخ والتشنج والإمساك أو الإسهال، وغالباً ما يصاحب القولون العصبي أيضاً غازات زائدة.
وجَدت دراسة أُجريت عام 2020 لبيانات من 34 دولة، شملت 82476 فرداً، أن ما بين واحد من كل 11، إلى واحد من كل 26 شخصاً يصاب بمرض القولون العصبي، اعتماداً على كيفية تعريف هذا المرض.
وهو يصيب النساء أكثر من الرجال، وتختلف نسبة حدوثه حسب الموقع الجغرافي. هناك أدلة على أنه أكثر شيوعاً في الدول ذات الدخل المرتفع.
المصدر: