صحــــتك

12 نصيحة للتوقف عن الحُكْم على الآخرين

الصورة
avatar

الحُكْم على الآخرين هو غريزة طبيعية، يمكن أن تكون مفيدة  للنمو الشخصي، ولتحديد الأهداف، والتوافق مع القِيم، واحترام الذات، واتخاذ خيارات اجتماعية جيدة، شَرْط أن يتم الحكم بنيّة إيجابية تفتح الطريق أمام تطوير ذاتنا نحو الأفضل.

إلّا أنّ الحُكْم على الآخرين قد يحمل معه الشر المستطير، خاصة  إذا كان صادرًا عن أشخاص من ذوي النوايا السيئة، ولا غرابة في هذا، فالحكم سَهل، ولا يتطلَّب الكثير من التفكير، فأدمغتنا "ملقّمة" لإصدار الأحكام التلقائية المتعلقة بسلوكيات الآخرين وأفعالهم.

وفي كثير من الأحيان يلجأ الأشخاص من أصحاب النوايا الشريرة إلى استثمار الحكم على الآخرين لينسبوا إليهم أخطاء وسِمات، الهدف منها الإساءة إلى الآخرين لتقويض صورتهم وإلحاق الضرر بهم.

 

أهم النصائح للتوقف عن الحكم على الآخرين

إذا كنت من أولئك الذين نصَّبوا أنفسهم حكّامًا على الآخرين، وأن لديك الحقّ في إطلاق الأحكام يمْنَة ويسْرة حول سلوكيات الناس وتصرفاتهم وأخلاقهم وممارساتهم، فاعلم أن هذه عادة سيئة، بل قد تكون من أسوأ العادات، خاصة عندما يلجأ البعض إلى الحكم على الآخرين بهدف التهكّم والاستمتاع، وتشويه السّمعة.

نسوق هنا باقة من النصائح التي يجب أن تجعلك تسير في الاتجاه الصحيح للتوقّف عن إصدار الأحكام الجائرة بحق الآخرين:

1. كن واعيًا

على الرغم من أن الحكم على الآخرين هو غريزة طبيعية، فإنه يجب عليك أن تحاول ضَبط النفس قبل أن تتحدَّث بسوء، أو تتصرَّف بقلَّة أدَب، أو ترسل رسالة خاطئة مسيئة قد تسبّب ضررًا محتملًا.

إن إدراك ما ستقوله أو ما تقوم به، يُعَدُّ خطوة مهمة على طريق التوقف عن إصدار الأحكام بحقّ الآخرين. حاوِلْ تغيير أفكارك الانتقادية إلى أفكار إيجابية، أو على الأقل، إلى أفكار محايدة.

2. كن حذرًا

يجب أن تأخذ جانب الحذر حتى لا تكون أحكامك على الآخرين وسيلة لتكذيب المخاوف التي لديك، من هنا، فمن الحكمة أن تعمل على نقاط قوتك، ثم إياك أن تحكم على شخص ما بناءً على كلام شخص آخر، وحاوِلْ أن تدرس الدوافع التي جعَلت هذا الأخير يُصدِر أحكامه. 

3. توقّف عن الحكم على نفسك

عندما تحكم على شخص ما، فمن المحتمل أنك تحكم على نفسك بقسوة أيضًا. ليس من السهل القيام بذلك، ولكن يجب عليك أن تتوقّف عن الحكم على نفسك، وأن تركّز على الجوانب الإيجابية فيك، فهذا من شأنه أن يُسهِّل رؤية الخير في الآخرين، والتركيز على الإيجابيات الموجودة فيهم.

4. انظر إلى سلوكك الخاص 

في بعض الأحيان، قد تحكم على شخص ما بسبب شيء قمت به أو فعلته أنت بنفسك. على سبيل المثال، في المرة القادمة التي تَجد فيها نفسك وأنت تستشيط غضبًا من شخص ارتكب خطأ وهو يقود سيارته، اطرح على نفسك السؤال الآتي: هل سبقَ لك أن قمتَ بنفس الشيء؟ لا شك بأنك فَعلت الشيء ذاته، فكيف سيكون شعورك لو أن الشخص الآخر أصدر حكمًا بحقك؟ من المؤكّد أنك لن تكون سعيدًا.

5. ثقِّف نفسك

إن معرفة الأشياء التي تحفِّز تصرفات الآخرين ضرورية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا تصرَّف شخص ما بطريقة مزعجة، فقد يكون ذلك بسبب إعاقة خفية، أو ربما يمر بمشكلات لا علم لأحد بها، لهذا فمن المهم الأخذ في عين الاعتبار بأن الأمر قد لا يتعلق بك، بل بالآخر أيضًا.

6. حاوِلْ إيجاد أرضية مشتركة

إذا كان يُغْريك إصدار حُكْم على شخص ما يختلف عنك، فحاوِل أن يكون ردّ فعلك الأول هو البحث عن نقاط التلاقي لا نقاط الخِلاف معه، فنحن في النهاية بشَر، ومتشابهون أكثر من كوننا مختلفين. تذكّر دومًا أنك ترتكب الأخطاء، وأن الآخرين يرتكبون الأخطاء مثلك تمامًا، فلا أحد معصوم عن الخطأ.

7. تجنَّب الصّور النمَطية

تَخلِق الصور النمَطية كثيرًا من السلبية، لأنها تدفَع الأشخاص إلى الشعور بأن عليهم تلبية معايير معيَّنة بدلًا من العيش حياة حرّة مليئة بالسعادة. يجب أن تتجنّب إصدار الأحكام السلبية، وإلا فإن الأمر قد ينتهي بك للانتماء إلى مجموعة من الناس تصبّ كل اهتمامها على إدارة الصور النمَطية.

8. ابحَث عن الخير الأساسي في الناس

من طبيعة العقل البشري البحث عن السلبيات، ولكن عندما نبحث جيدًا فإنه لا بد أن نَعثر على شيء جيد في الآخرين، وهذا الأمر لا يأتي من تلقاء نفسه، بل يجب أن تُدرِّب عقلك عليه لكي تجِده، لهذا فإنه يتطلَّب بعض الوقت، فصبرٌ والصبر جميل.

9. ابحَث عن أساليب لتَشْعُر بالرضا عن نفسك

إن الأحكام التي تُصدِرها بحقّ الآخرين تعكس عادةً احتياجاتك التي لم يتم تلبيتها فيك، وقد تكون الغيرة أو الاحباط هي الدافع. ابحَث عن الحاجَة التي لم يتم اشباعها بداخلك من أجل فَهم ذاتك، ولتحسين جوانب حياتك، ولتشعر بالرضا عن نفسك. إذا كنت تشعر بالرضا بما تعمله في جسدك، فلا حاجة بك لأن تَسْخَر من أوزان الآخرين أو من مظهرهم الجسدي.

10. امنح الآخر القدرة على الشك

قد تَدخل في نقاش حادّ مع أحد محاوريك مدّعيًا أن حلَّك  هو الصحيح، ومن يقول بغير ذلك فهو على خطأ؟ لا، هذا ليس صحيحًا، إذ لا أحَد يملك الحقيقة المطلقة، ثم ماذا لو كان الحلّ الذي يقدّمه الآخر هو الأفضل؟ لعل من الأنسَب هنا أن تقبل بكلا الحلَّين، فهذا يتيح لك الفرصة لتعلّم شيء جديد أو وجهة نظر جديدة تساعدك على المضي قدمًا.

11. لا تَحكُم على الآخرين من مظاهرهم

عندما نلتقي بالأشخاص لأول مرة، فإننا غالبًا ما نُصدِر أحكامنا بحقّهم بناءً على مظاهرهم. لنتذكّر دومًا بأن المظاهر خادِعة، لذلك فإن الحُكْم على الناس سلبًا أو إيجابًا من دون معرفة أي شيء عنهم هو أمر خاطئ.  

12. لا تضِع وقتك في إطلاق الأحكام

إذا كنت من هواة إطلاق الأحكام بحقّ الآخرين دائمًا، ألا تعتقد أنه قد حان الأوان لكي تتوقّف؟ ضَع في ذهنك أن هذا السلوك هو مَضيعة للوقت، فبدلًا من إضاعة الوقت في الحكم على الناس، اعمل على تحقيق أهداف ثمينة ذات معنى، وابذل قصارى جهدك لتحقيقها. عدا هذا، ألا تعتقد بأن الحياة ستكون أسهل وأكثر سعادة وإمتاعًا، بدل قضاء وقتك في تأويل وصياغة أحكام قد تحمل في طياتها ردود أفعال ومواقف غير محمودة العواقب؟َ

 

في الختام، قد نَحكُم على الآخرين لأننا لا نعرفهم جيدًا، أو بسبب اختلاف قيمهم الأخلاقية والثقافية، أو بسبب سلوكياتهم، أو لأننا نعتبرهم بأنهم قد يشكّلون تهديدًا محتَملا أمام تطلعاتنا المستقبلية، أو بكل بساطة لأنهم يثيرون مخاوفنا.

إذا أردت أن تحكم على الآخرين فحاوِل أن تتعلّم التشكيك في أحكامك، وأن تركّز على صفات الناس بتوجيه النقد البناء بدلًا من النقد القاسي والسلبي، لا شكّ أن هذا الأمر يتطلّب جهدًا منك لترى الأشياء الجيدة فيك وفي الآخرين، لأنه سيساعدك على بناء علاقات شخصية ومهنية سليمة.

تذكّر دومًا أنه عندما تحكم على الآخرين فإنك تحكم على نفسك. يقول المخرج الكندي الأميركي مايكل جي فوكس: كلما قلَّت قدرتنا على الحُكْم، أصبح حالنا أفضل.

مهلًا، إذا كنت محاطًا بأناس لديهم عادة سيئة في الحُكْم على الآخرين، فإن وجود أمثال هؤلاء في محيطك لن يوفّر لك المساحة الآمِنة للتخلص من تلك العادة، لأنهم لن يتردّدوا لحظة واحدة في إطلاق الأحكام عليك عندما لا تكون في حَضرتهم.

 

المصادر:

10 Reasons to Stop Judging People

How Being Judgmental Can Be Good For Personal Growth

By Judging Others, Are You Really Judging Yourself?

آخر تعديل بتاريخ
16 سبتمبر 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.