من منا لم يلق نظرة ولو لمرة واحدة على النشرة المرافقة للدواء، فقراءة الآثار الجانبية للدواء قد تبعث على الذهول، وربما تثير لدى المريض مشاعر الخوف والقلق من تلك القائمة الطويلة التي ربما قد تدفعه إلى التساؤل عما إذا كان يتوجب عليه تحمل كل تلك الآثار.
على أرض الواقع، وفي معظم الحالات، قد يصاب الشخص بواحد أو اثنين من الآثار الجانبية الطفيفة، أما الآثار الضارة الخطيرة فإن وُجِدت فهي تشكّل استثناء.
الآثار الجانبية للأدوية التي لا يجب السكوت عنها
إذا كنت تتناول دواء بوصفة طبية أو بدون وصفة، أو إن كنت تتناول مكملات غذائية أو فيتامينات، فيوجد بينها كلها قاسم مشترك هو احتمال أن يكون لها آثار جانبية يتوجب عدم تجاهلها. نورد في ما يلي قائمة من تلك الآثار التي يجب أخذها بعين الاعتبار، وطلب المساعدة في حال ظهورها:
ضيق التنفس
قد تتسبب بعض الأدوية في إثارة ردود فعل تنعكس سلباً على الرئة، فيعاني المصاب من الربو والنزف في الحويصلات الهوائية، وتراكم السوائل في الرئتين، وأمراض المناعة الذاتية التي تهاجم خلايا الرئة، وهذه كلها قد تكون وراء المعاناة من أعراض مختلفة، مثل ضيق التنفس والسعال والشعور بألم في الصدر.
التورم في الجسم وزيادة الوزن
إذا كان الدواء يجعل جسمك يحتفظ بالسوائل، فإن التورم قد يظهر في الذراعين أو في الساقين، وقد يكون التورم المصاحب لضيق التنفس أو صعوبة التنفس أو الألم في الصدر علامة على تجمع السوائل في الرئتين.
الدوخة
الشعور بالدوخة لا يشكل تهديداً للحياة، غير أنه قد يزيد من خطر السقوط الذي قد يتسبب في حدوث إصابات شتى في الجسم وخاصة الكسور. قد تحدث الدوخة عن هبوط حاد في ضغط الدم، ولا بد من تقييمه ومراقبته عن كثب من قبل مقدمي الرعاية الصحية.
الهلوسة
من الآثار الجانبية للأدوية أن ترى أشياء غير موجودة، خاصة إذا كنت تتناول أدوية متعددة، وقد تكون تلك الرؤى مخيفة، وربما تدفعك إلى القيام بسلوكيات تشكل خطراً عليك وعلى الآخرين من حولك.
الصداع
إذا عانيت من الصداع بوتيرة يومية أو شبه يومية عند تناول دواء ما؛ فإن هذا الأمر يستحق الاهتمام والقيام بالتحريات المناسبة من أجل معرفة إن كان عارضاً ثانوياً بسبب الدواء أو عارضاً لشيء آخر.
النعاس
من الأعراض الجانبية للأدوية النعاس الذي هو الآخر قد يؤدي إلى السقوط ومضاعفاته، وإلى صعوبات على صعيد العمل والقيادة وتأدية المهام اليومية.
الأرق
تسبب بعض الأدوية صعوبات واضطرابات في النوم لا تسمح لصاحبها أن يهنأ بنوم هادئ ومريح، مما قد يسبب تدهورًا ملحوظًا في الصحة العقلية والجسمية، ومن شأنه أن يزيد من مخاطر التعرض لمرض السكري وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات في المزاج، وزيادة الوزن، وحوادث القيادة والإصابات والسقوط.
القلق
قد يكون القلق ناجماً عن تناول بعض الأدوية، وفي بعض الأحيان عن تلك الموصوفة لعلاج القلق نفسه. يؤدي القلق إلى الحرمان من النوم، وإلى عدم القدرة على التركيز، وإلى آلام في الصدر، وإلى صعوبات على صعيد تناول الطعام.
جفاف الفم
اللعاب مهم جدًا لصحة الفم، وعندما يكون جفاف الفم من الأعراض الجانبية للدواء؛ فإن هذا يزيد من احتمال وقوع مضاعفات، مثل تراكم الصفائح حول الأسنان ( البلاك)، وتسوس الأسنان، وأمراض اللثة، وتقرحات الفم وعدوى الخميرة ( القلاع)، وتشققات الشفاه. ومن أشهر الأدوية التي تسبب جفاف الفم مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان.
طنين الأذن
قد يكون الطنين في الأذن من الأعراض الجانبية للدواء، وهو تأثير ثانوي له وقع سلبي على الحياة، لأنه يجعل من الصعب التركيز، ويَحُول دون الحصول على نوم جيد، وقد يعكر صفو الحالة المزاجية.
الحساسية
الارتكاسات التحسسية جراء تناول الأدوية أمر شائع، ويقال إن 10 الى 15 بالمئة من الأدوية يمكن أن تطلق العنان لتلك التفاعلات التي تتظاهر في صور شتى، مثل الطفح الجلدي والشّرى، وصعوبة التنفس. إذا ظهرت البثور على الشفتين والفم والعينين والأعضاء التناسلية فإن هذه الأعراض قد تشير إلى حدوث تفاعل دوائي تحسسي خطير يطلق عليه متلازمة ستيفنز جونسون.
اليرقان
مع أن هذا العارض نادر الحدوث، فإنه أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي يمكن أن تثير التهاباً في الكبد يؤدي إلى اليرقان (اصفرار الجلد)، وقد يتلازم هذا العارض مع أعراض أخرى مثل الألم في البطن، والتعب، ومشكلات في جهاز الهضم، والحمى. التهاب الكبد الدوائي أمر في غاية الخطورة، من هنا فمن الضروري تقييمه وتدبيره بالتي هي أحسن.
مشكلات في الجهاز الهضمي
أحد الأعراض الجانبية للأدوية هو حدوث بلبلة في الجهاز الهضمي من شأنها أن تجعل من الصعوبة الحصول على التغذية الصحيحة، جراء استنزاف السوائل والعناصر الغذائية من الجسم. ظهور أعراض طارئة في جهاز الهضم، مثل قلة الشهية والإسهال والغثيان والتقيؤ وآلام المعدة وصعوبة البلع، يجب أن تدفع إلى طلب المشورة الطبية.
مشكلات قلبية
ليس مستبعداً أن يعاني البعض من اضطرابات قلبية إثر تناول بعض الأدوية، وتتظاهر تلك الاضطرابات في شكل تسارع في نبضات القلب، أو خفَقان، أو آلام في الصدر. قد تسبب حبوب منع الحمل التهاباً في المريء تنتج عنه آلامٌ صدرية حادة. يجب تقييم أي ألم يحدث في الصدر على وجه السرعة، لأن أسبابه متعددة، وقد تكون مرتبطة بالقلب أو غير مرتبطة به.
ملاحظات مهمة عن الآثار الجانبية للأدوية
- قد تحدث الآثار الجابية للأدوية في أي وقت، حتى ولو كنت تأخذ الدواء منذ فترة طويلة.
- لا تنس أن تَذكُر لطبيبك الأدوية التي تصرف دون وصفة، وكذلك الفيتامينات والمعادن والمكملات والكريمات والمراهم، فهي الأخرى قد ينتج عنها تأثيرات جانبية.
- لا تخفف، ولا تتخطَّ الجرعة، ولا تتوقف عن الدواء من تلقاء نفسك بسبب الآثار الجانبية، تشاور مع طبيبك لاتخاذ الخطوات المناسبة.
- اقرأ التعليمات الخاصة بكل دواء تتناوله بعناية، وطبق حرفياً التوصيات المتعلقة به.
- يجب أخذ جانب الحيطة والحذر بشأن التأثيرات الجانبية للأدوية عند الرضع والأطفال، لأن قدرتهم على استقلاب الأدوية والتخلص منها ليست متطورة بشكل كامل بعد.
- كما الحال عند الرضع، كذلك هي عند كبار السن والمرضعات والحوامل والمصابين بأمراض خطيرة، فإنه يجب اليقظة بشأن التأثيرات الجانبية للأدوية.
