صحــــتك

ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في علاج الأرق

إعداد رنا خزعل
ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في علاج الأرق

النوم هو أحد الجوانب الرئيسية للحياة والصحة الذي تأثر سلبًا بسبب طبيعة الحياة العصرية السريعة، واستخدام الإنارة الصناعية، وازدياد اعتمادنا على الأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف المحمولة. وفي دراسة حديثة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية المفتوحة (BMJ Open)، أجرى فريق دولي من الباحثين دراسة طويلة استمرت لمدة 10 سنوات لفهم العلاقة بين ممارسة الرياضة، ومدة النوم، والنعاس خلال النهار، وأعراض الأرق لدى البالغين.

تأثير الأرق واضطراب النوم على الصحة

يعد الأرق واضطرابات النوم من العوامل الأساسية التي تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية بشكل مباشر، والتي يمكن أن تؤثر على جودة الحياة وتزيد من خطر الإصابة بأمراض عديدة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وضعف التمثيل الغذائي، والاضطرابات النفسية.

تأثير ممارسة التمارين الرياضية على جودة النوم وأعراض الأرق

أظهرت الدراسات فوائد متعددة لممارسة التمارين الرياضية، بما في ذلك تحسين جودة النوم، وتقليل أعراض الأرق، وتعزيز الصحة بشكل عام، فقد وجدت الدراسات علاقة بين ممارسة الأنشطة البدنية، وانخفاض الشعور بالنعاس خلال النهار، كما يُعتقد أن انخفاض مستويات النشاط البدني يمكن أن يزيد من النعاس أثناء النهار.

ومع ذلك، فهناك عوامل مثل العمر، والجنس، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، والحالة الصحية العامة، ومستويات اللياقة البدنية، ونوع النشاط البدني يمكن أن تخفف من تأثير ممارسة الرياضة على جودة النوم، وذلك من خلال مسارات نفسية وفسيولوجية متعددة.

وبينما تُظهر الدراسات فوائد النشاط البدني للنوم، فإن هناك نقصًا في البيانات الطويلة المدى من الدراسات التي تشمل مجموعات كبيرة من الأشخاص، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان التأثير الإيجابي على النوم ناتجًا عن ارتفاع مستويات النشاط البدني، أو ما إذا كان انخفاض النشاط البدني ناتجًا عن اضطرابات النوم.

دراسة دور ممارسة الرياضة في علاج الأرق

أجرى فريق من الباحثين الدوليين دراسة لتحديد ما إذا كانت ممارسة التمارين الرياضية، ووتيرتها، وكثافتها، ومدتها ترتبط بالشعور بالنعاس خلال النهار، والنوم المضطرب، وأعراض الأرق. شملت الدراسة، التي استمرت لعشر سنوات على مرحلتين، بالغين تتراوح أعمارهم بين 39 و67 عامًا من تسع دول مختلفة.

واستخدم الباحثون في هذه الدراسة بيانات تم جمعها من مرحلتَي متابعة لدراسة "مسح صحة الجهاز التنفسي في المجتمع الأوروبي"، وقاموا بتقييم مستويات النشاط البدني للمشاركين بناءً على إجاباتهم على استبيانات خاصة. وتضمنت هذه الاستبيانات أسئلة حول مدى تكرار ممارسة المشاركين للتمارين الرياضية، وعدد الساعات التي يمارسون فيها الرياضة أسبوعياً حتى يصلوا إلى مرحلة يتعرقون فيها أو يشعرون بضيق في التنفس.

وتم اعتبار المشاركين الذين يمارسون نشاطًا بدنيًا لمدة ساعة واحدة على الأقل في الأسبوع أو يمارسون الرياضة مرتين في الأسبوع أو أكثر على أنهم نشيطون بدنياً. وبناءً على التغيّرات في مستويات النشاط البدني بين فترتي المتابعة، تم تقسيم المشاركين إلى أربع فئات:

  • الأشخاص الذين ظلوا غير نشطين بدنيًا.
  • الأشخاص الذين تحولوا من نشطين بدنيًا إلى غير نشطين.
  • الأشخاص الذين زادوا نشاطهم البدني.
  • الأشخاص الذين حافظوا على مستويات نشاطهم البدني على مدى 10 سنوات من المتابعة.

كما استخدم الباحثون استبيان Basic Nordic Sleep Questionnaire لتقييم الأعراض المرتبطة باضطرابات النوم والأرق، وتناول هذا الاستبيان أسئلة عن حدوث أعراض الأرق وتكرارها، بما في ذلك صعوبة الخلود إلى النوم، وصعوبة مواصلة النوم، والاستيقاظ مبكرًا جدًا في الصباح.

واستخدموا مقياس ايبوورث للنعاس (ESS) لقياس النعاس خلال النهار. وبالإضافة إلى ذلك، قاموا أيضًا بحساب متوسط مدة نوم المشاركين ليلاً، وبناءً على ذلك تم تصنيفهم إلى ثلاث مجموعات:

  • الأشخاص الذين ينامون لفترات قصيرة (أقل من 6 ساعات في الليلة).
  • الأشخاص الذين ينامون لفترات طبيعية (بين 6 و9 ساعات في الليلة).
  • الأشخاص الذين ينامون لفترات طويلة (أكثر من 9 ساعات نوم في الليلة).

ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في علاج بعض أعراض الأرق واضطرابات النوم

أظهرت نتائج الدراسة أن ممارسة الرياضة بالقدر الكافي ترتبط بانخفاض خطر الإصابة باضطرابات النوم، سواءً النوم لفترات قصيرة أو لفترات طويلة، بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة ببعض أعراض الأرق. وأوضحت أن الأشخاص الذين حافظوا على ممارسة الرياضة بالقدر الكافي خلال فترة المتابعة التي استمرت لعشر السنوات، كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض الأرق.

كما أشارت إلى أن الأشخاص الذين حافظوا على نشاطهم البدني بشكل مستمر ينامون لفترات طبيعية، أي بين 6 إلى 9 ساعات في الليلة، وظلت النتائج ثابتة حتى بعد أخذ بعض العوامل المؤثرة الأخرى بعين الاعتبار، مثل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم وعادات التدخين.

ولاحظ الباحثون أن أكثر من يمارسون التمارين الرياضية بانتظام كانوا بشكل عام من الرجال الأصغر سنًا والذين لديهم قيم أقل لمؤشر كتلة الجسم، وفي الوقت نفسه كانوا أقل عرضة للتدخين، وأكثر احتمالاً ليكونوا موظفين.

وعلى الرغم من أن الدراسة لم تجد علاقة مباشرة بين النعاس خلال النهار أو أعراض الأرق مثل صعوبة الحفاظ على النوم ومستويات النشاط البدني، فقد أظهرت النتائج أن سلوك التدخين مرتبط بشكل مستقل بالنعاس خلال النهار.

آخر تعديل بتاريخ
22 أبريل 2024

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.