في حوار مميز لموقع "صحتك" تتحدث د. هبة محمد الإبراهيم، الحاصلة على بكالوريوس في طب الأسنان بدرجة امتياز، عن تقويم الأسنان والعديد من المشكلات التي يمكن تجنبها من خلال الاهتمام بصحة الفم.
هل تُعتبر جراحة الأسنان مؤلمة؟
بالنسبة للألم المترافق مع جراحة الأسنان فإنه يختلف بحسب الإجراء الجراحي المطبق، ففي الإجراءات الجراحية البسيطة مثل قلع الأسنان يكون الانزعاج عادة ضئيلاً، وغالباً ما يكون التخدير الموضعي كافياً لتخفيف الألم أثناء الإجراء الجراحي. أما بالنسبة للجراحات الأكثر تعقيداً مثل إزالة الأسنان المنطَمرة أو زراعة الأسنان أو جراحات الفكين، فيمكن لمستويات الألم أن تكون أعلى شدة، ويمكن لجراحي الأسنان والفكين اللجوء إلى وسائل أخرى للتعامل مع الألم والحفاظ على راحة المريض أثناء الإجراء الجراحي، كما يمكن اللجوء إلى إجراء التخدير العام.
أما بالنسبة للتورم والألم الحاصلَين بعد الإجراء الجراحي فإنه أمر شائع جداً، ومن الضروري اتباع تعليمات الرعاية والبروتوكول الدوائي المقدم من قبل طبيب الأسنان أو اختصاصي جراحة الفم والفكين لتعزيز الشفاء وتقليل الألم والمضاعفات المحتملة بعد العمل الجراحي.
ما هي أكثر عمليات التجميل وتقويم الأسنان طلباً؟ هل هي آمنة؟
تُعتبر الإجراءات التجميلية السنية وتقويم الأسنان علاجات آمنة إذا أجريت بأيدي متخصصين مؤهلين ذوي خبرة من أطباء الأسنان التجميليين واختصاصيي تقويم الأسنان والفكين. بعيداً عن تقويم الأسنان؛ فإن أكثر الإجراءات التجميلية طلباً هي الوجوه التجميلية الخزَفية وتبييض الأسنان. أما فيما يتعلق بتقويم الأسنان والفكين فهنالك العديد من الوسائل العلاجية المتبعة والتي تختلف بحسب رغبة واحتياجات وعمر المريض. شاع استخدام الأجهزة الثابتة المعدنية أو الخزَفية لعلاج المشكلات السنية التقويمية، مثل تراكب الأسنان والفراغات السنية واضطراب العلاقات بين الأسنان العلوية والسفلية. أما في الآونة الأخيرة فقد بدأت الراصِفات الشفافة بما فيها أنظمة الانفزلاين تحظى بشعبية كبيرة بين مرضى التقويم، وخاصة المرضى البالغين، بسبب مميزاتها الجمالية وقدرة المرضى على إزالتها أثناء تناول الطعام، ومن ثم تأمين عناية فموية أفضل بالمقارنة مع الأجهزة التقويمية التقليدية.
ما هي التقنيات المستخدَمة في عمليات تقويم الأسنان؟
بالنسبة لموضوع تقويم الأسنان الاعتيادي، هنالك العديد من التقنيات المستخدَمة، منها الأجهزة التقويمية التقليدية باستخدام الحاصرات المعدنية أو التجميلية الشفافة أو الراصِفات الشفافة، ومنها الانفزالاين والذي أصبح خياراً علاجياً شائعًا ومرغوباً لدى فئة كبيرة من المرضى نظراً لمميزاتها الجمالية. أما بالنسبة للتقويم الجراحي فهنالك العديد من الإجراءات الجراحية التي يمكن مشاركتها مع العلاج التقويمي لتصحيح المشكلات الهيكلية والسنية، منها جراحات الفك العلوي وجراحات الفك السفلي أو كليهما معاً.
ما هي أكثر ألوان تقويم الأسنان طلباً؟ ما هو أحسن نوع من أنواع تقويم الأسنان؟
تختلف ألوان أجهزة تقويم الأسنان والفكين بحسب نوع الجهاز المستخدم، على سبيل المثال بالنسبة للأجهزة المتحركة خاصة لدى فئة الأطفال، يمكن التحكم بلون الجهاز التقويمي كتحفيز إضافي للطفل لارتداء جهازه، وخاصة إذا تمت مشاركة الطفل في اختيار لون الجهاز. أما بالنسبة للأجهزة التقويمية الثابتة فهنالك نوعان من الحاصرات منها المعدنية والتجميلية ذات اللون القريب من لون الأسنان. تتوفر أيضاً الحلقات المطاطية التي تُستخدم لتثبيت السلك التقويمي بألوان كثيرة، منها الأحمر والأصفر والأخضر، والتي يمكن للمريض تغييرها في كل جلسة تقويمية.
بالنسبة لفئة البالغين؛ فقد زاد الاهتمام في الآونة الأخيرة بالأجهزة التقويمية الشفافة، وبشكل خاص الراصِفات الشفافة، لكونها تتمتع بمزايا جمالية أفضل مع تقديمها لنفس الفعاليات العلاجية التي تحققها الأجهزة التقليدية. أما عن أفضل نوع جهاز تقويمي فلا يمكن إعطاء أولوية لجهاز على آخر، لأن هذا الأمر نسبي تحدده نوع وشدة المشكلة التقويمية، إضافة إلى اختيارات المريض وتفضيلاته.
ما هي أهم فوائد تقويم الأسنان وأضراره؟
هنالك العديد من الفوائد المترافقة مع إجراء تقويم الأسنان والفكين، منها تحسين المظهر الجمالي من خلال تصحيح صف الأسنان وتموضّع الفكين في علاقاتهما المثالية، كما أنه يحسن من الصحة الفموية عن طريق تسهيل تنظيف الأسنان والوقاية من مشكلات اللثة والنسج حول الأسنان. يساهم التقويم أيضاً بتحسين الوظائف الفموية مثل المضغ والنطق، ويقلل في بعض الحالات من مشكلات المفصل الفكي الصدغي من خلال تصحيح مشكلات إطباق الأسنان.
أما عن الأضرار المترتبة على المعالجة التقويمية فإنها مؤقتة وتتناقص مع مرور الوقت، ومنها الألم التالي لتطبيق التقويم، والشعور بعدم الراحة، والتأثير على النطق، والذي غالباً ما يكون مؤقتاً ويتلاشى بعد عدة أيام من بدء المعالجة التقويمية.
متى تبدأ نتائج تقويم الأسنان في الظهور؟
بشكل عام تبدأ النتائج الأولية للمعالجة التقويمية بالظهور خلال الأشهر الأولى، ولكن فترة العلاج الكاملة تختلف بحسب كل حاله. لا توجد فترة زمنية موحدة لظهور نتائج التقويم لدى جميع المرضى، إذ يعتمد زمن ظهور نتائج العلاج التقويمي على العديد من العوامل، منها نوع وشدة سوء الإطباق، وعمر المريض والتزامه، ونوع العلاج والجهاز التقويمي المطبق. كلما كانت حالة الأسنان الأولية أقل تعقيداً، ظهرت النتائج بشكل أسرع، كما أن اتباع المريض لتوجيهات الطبيب وزمن ارتداء الأجهزة التقويمية والتزامه بجلسات المتابعة الدورية يُسهم في تحقيق نتائج أفضل وأسرع. كما أن هنالك العديد من الوسائل والتقنيات التي تسهم في تسريع نتائج علاجات التقويم السنية، مثل الليزر وبعض التداخلات الجراحية البسيطة.
هل يتغير شكل الوجه بعد تقويم الأسنان ؟ هل التقويم يصغر الأنف؟
غالبا ما يكون تأثير تقويم الأسنان على شكل الوجه طفيفاً ومحدوداً، ويعتمد بالدرجة الأولى على عمر المريض. إذ يمكن لتقويم الأسنان والفكين في الأعمار الصغيرة وما قبل فتره البلوغ أن يؤثر على تموضع الفكين العلوي والسفلي، وبالتالي التأثير على بروفايل الوجه، أما في فترة ما بعد البلوغ فيصبح هذا التأثير طفيفاً، ويصبح من الضروري مشاركة اختصاصي تقويم الأسنان والجراحة الفكية الوجهية في حال رغبة المريض في إجراء أي تغييرات على مستوى عظام الفكين. أما بالنسبة للأنف فلا يُسهم تقويم الأسنان والفكين في تصغير حجم الأنف.
هل تقويم الأسنان يسبب رائحة كريهة؟
تقويم الأسنان بذاته لا يسبب رائحة فموية كريهة، لكن إن ظهرت هذه المشكلة عند بعض المرضى فيمكن أن يعزى ذلك إلى العديد من الأسباب، منها عدم كفاءة العناية بالصحة الفموية، وعدم استخدام الفرشاة السنية والخيوط بين السنية بشكل صحيح مما يؤدي إلى تراكم بقايا الأطعمة والبكتيريا بين الأسلاك والعناصر التقويمية، الأمر الذي بدوره يؤهب لحدوث التهاب لثوي وتشكل رائحة فم غير مستحبة.
كم تستغرق مدة تركيب تقويم الأسنان ؟ ما هو بديل تقويم الأسنان ؟
لا يوجد مدة محددة لتركيب التقويم، إذ تختلف مدة العلاج التقويمي باختلاف المشكلة التقويمية ودرجة شدة سوء الإطباق وعمر المريض. وبالنسبة لبدائل التقويم فإن هنالك الكثير من الحالات التي لا يمكن الاستغناء عن العلاج التقويمي وهو الخيار العلاجي المفضل والأكثر صحة للأسنان، وفي حالات قليلة يمكن استبدال العلاج التقويمي بخيارات تجميلية مثل عمليات الوجه التجميلية في بعض الحالات البسيطة، مثل تراكب الأسنان الخفيف جداً بناء على رغبة المريض مع بقاء أن العلاج التقويمي هو الخيار المحبذ.
لماذا شد التقويم مؤلم؟
عادة ما يكون الألم الناتج عن تطبيق قوى التقويم هو ألم خفيف ينتج عن تطبيق بعض الضغط على الأنسجة أثناء تحريك الأسنان، وهو شعور طبيعي ومؤقت يزول خلال فتره قصيرة. إذا كان الألم الناتج بعد تطبيق القوى التقويمية هو ألم شديد أو استمر لفترة طويلة، فيجب على المريض مراجعة طبيبه لمعرفة سبب الألم والتعامل معه بطريقه صحيحة.
ما هي الآثار الجانبية لتقويم الأسنان؟ هل يمكن أن تسقط الأسنان بسبب التقويم؟
يُعتبر تقويم الأسنان والفكين إجراء طبي آمن إذا تم تنفيذه بأيدٍ خبيرة، وتُعتبر الآثار الجانبية المرافقة له قليلة في حال تم الالتزام بتعليمات الطبيب المختص. من بعض هذه الآثار الجانبية الألم وعدم الراحة وتغير نطق بعض الأحرف خلال الأيام الأولى من تركيب الجهاز التقويمي والتي تزول مع الوقت، وكذلك أيضاً احتمال نخر الأسنان والتهاب اللثة في حال إهمال المريض للنظافة الفموية. من النادر جداً أن يؤدي تقويم الأسنان والفكين إلى تساقط الأسنان إذا تم تطبيق قوى تقويمية مدروسة بيد خبيرة، والالتزام بتعليمات العناية الفموية وتوجيهات الطبيب.
هل يمكن أن تعود الأسنان بعد التقويم؟
نعم هنالك احتمالية لعودة الأسنان إلى وضعها السابق بعد إجراء العلاج التقويمي، وهو ما يسمى بالانتكاس السني، والسبب الأبرز في ذلك هو عدم الالتزام بارتداء جهاز التثبيت بعد إزالة الجهاز التقويمي، وخصوصاً عند بعض المرضى الذين لديهم عوامل وراثية تؤهب بشكل أكبر للانتكاس السني. لتجنب عوده الأسنان إلى مواقعها السابقة والحفاظ على نتائج العلاج التقويمي يوصى المرضى بالالتزام بتعليمات أخصائي تقويم الأسنان والفكين حول كيفية وعدد ساعات ارتداء جهاز التثبيت، مع ضرورة إجراء الزيارات الدورية المتكررة وبشكل خاص خلال السنوات الأولى بعد إزالة الجهاز التقويمي.
ما هي الأكلات الممنوعة عند وضع التقويم؟
في الحقيقة لا يوجد أطعمة ممنوعة، ولكن يفضل تجنب بعض الأصناف التي قد تسبب كسر عناصر الجهاز التقويمي، منها المكسرات والحبوب وبعض الأطعمة والحلويات اللزجة التي تلتصق بالتقويم وتسبب صعوبة في تنظيفه. وفي حال الرغبة بتناول الأطعمة القاسية مثل الجزر يفضل تقسيمها إلى قطع صغيرة.
هل التقويم يضعف الأسنان؟
بالتأكيد لا يضعف العلاج التقويمي الأسنان إذا ما تم إجراؤه بأيدٍ متخصصة خبيرة. بل على العكس من ذلك؛ يؤدي العلاج التقويمي ضمن استطباباته الصحيحة إلى وضع الأسنان في مواقعها المثالية، مما يؤدي إلى تحقيق توازن ووظائف فيزيولوجية طبيعية، الأمر الذي يُسهم في تحسين صحة الأسنان واللثة وبقية الأنسجة الداعمة المحيطة بها.
ما هي أعراض ما بعد جراحة الفكين؟ وهل هي خطرة؟
قد تترافق جراحات الفكين العلوي والسفلي بالعديد من الأعراض الجانبية، ولكنها غالباً أعراض مؤقتة وغير خطيرة، منها الألم والنزف والتورم التالي للعمل الجراحي، والذي يزول بعد عدة أيام، ويمكن التخفيف من حدة هذه الأعراض من خلال استخدام الكمادات والأدوية الموصوفة من قبل الطبيب. من الأعراض الجانبية الأخرى صعوبة الأكل والشرب والوهن العام، ولذلك ينصح بالراحة الكافية وتجنب ممارسة الأنشطة البدنية القاسية، والتعويض بتناول الأطعمة اللينة والسوائل المغذية، خاصة في العمليات الجراحية المترافقة بصعوبة فتح الفم.
ماذا يحدث بعد جراحة الفك؟ كم مدة الشفاء من جراحة الفكين؟
يمر المريض بعد العملية الجراحية بعدة مراحل من الشفاء، وتختلف الفترة الزمنية اللازمة للتعافي الكامل باختلاف نوع العمل الجراحي المطبق والصحة العامة للمريض. في الأيام الأولى بعد العمل الجراحي يشعر المريض عادة بالتورم والألم في منطقة الجراحة، ويفضل في هذه الأيام عدم ممارسة أي نشاط بدني قاسٍ، والاعتماد على نظام غذائي مكون من الأطعمة اللينة والسوائل المغذية. ومن ثم يبدأ الورم بالتراجع تدريجياً في الأسبوع الثاني إلى الثالث، وبمرور الشهر الأول يمكن للمريض أن يعاود نشاطاته اليومية المعتادة، مع ضرورة الانتباه إلى تجنب تناول الأطعمة الصلبة في البداية. قد يتطلب الشفاء الكامل عدة أشهر، وهذا يعتمد على حالة كل مريض ورد فعل جسمه، ويجب التأكيد على ضرورة الالتزام بتوجيهات الجرّاح بعناية، وتطبيق التعليمات الخاصة بالنظافة الفموية والتغذية المناسبة، وتناول الأدوية الموصوفة بدقة.
ما هي العمليات التي يقوم بها جراح الوجه والفكين؟
يقوم اختصاصي جراحة الوجه والفكين بإجراء العديد من العمليات الجراحية، منها جراحات الفك العلوي والسفلي، التي تهدف إلى تحسين مواضعهما أو تصحيح التشوهات الخَلقية أو الناتجة عن بعض الحوادث، إضافة إلى إزالة الأورام الوجهية والتعويض الصناعي عن الأجزاء الوجهية المفقودة وجراحات زراعة الفك وزراعة الأسنان، إضافة إلى بعض العمليات والإجراءات التجميلية الوجهية مثل فيلر الشفاه، والإجراءات الجراحية البسيطة مثل قلع الأسنان.
لماذا يحصل تورم الوجه بعد عملية الفك؟
يحدث تورم الوجه بعد عملية الفك نتيجة أسباب عديدة، منها توسع الأوعية الدموية وتسرب السوائل وتراكمها في المنطقة المحيطة بمنطقة العمل الجراحي، والتورم اللمفاوي الناتج عن نشاط الجهاز اللمفاوي الهادف لإزالة الفضلات والسوائل المتراكمة بعد العمل الجراحي، بالإضافة إلى ظهور بعض التورم الالتهابي في المناطق المحيطة.
هل عملية الفك السفلي خطيرة؟
من وجهة نظر طبية لا تُعتبر عمليه الفك إجراء جراحي خطير إذا ما تم تنفيذه من قبل كادر طبي محترف وعلى أيدي مختصين بجراحة الوجه والفك ذوي كفاءة عالية وضمن بيئة عمل مثالية معقمة.
كيف أعرف أن عندي مشكلات في الفك؟
هنالك العديد من الأعراض والعلامات التي تشير إلى وجود مشكلات في الفكين، والمختصون بجراحة الوجه والفكين وكذلك المختصون بتقويم الأسنان والفكين هم أكثر قدرة على تحديد هذه المشكلات، لذلك لابد دوماً من التأكيد على تلقي الاستشارة المناسبة والرأي الطبي المختص. يمكننا أن نذكر بعضاً من هذه الأعراض على سبيل المثال لا الحصر: ألم وصعوبة في فتح وإغلاق الفم، أو سماع صوت غير طبيعي أثناء فتح الفم، أو وجود علامات تورم أو انتفاخ في منطقة من مناطق الوجه، أو حجم غير طبيعي لأحد أو كلا الفكين.
