عادةً ما يذهب الناس إلى طبيب الأسنان لمتابعة ما يخصّ صحة أسنانهم، لكنْ مثلما تظهر الأعراض المختلفة للأمراض في شتى أجزاء الجسم، فقد تظهر في الفم أيضًا بعضُ العلامات والأعراض المبكرة الدالة على المشكلات الصحية الأخرى التي ليس لها علاقة بصحة الأسنان، يمكن لطبيب الأسنان أن يلاحظها، ويساعد مريضه في اللجوء إلى طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة، والحصول على التشخيص الصحيح في مرحلة مبكرة من المرض، مما قد يساعد على تجنب المضاعفات المحتملة في المستقبل.
في هذا المقال سوف نستعرض أهم تلك المشكلات الصحية التي يمكن اكتشافها أثناء فحص الفم والأسنان:
-
الأنيميا إحدى المشكلات الصحية التي قد يكتشفها طبيب الأسنان
تحدث الأنيميا بسبب انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء السليمة في الدم عن المستوى الطبيعي، أو نقص كمية خضاب الدم السليم فيها، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين الذي يصل إلى سائر أنحاء الجسم، كما قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الحديد في حالة الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد، وهي أكثر أنواع الأنيميا شيوعًا، أو نقص الفيتامين ب12 في حالة الأنيميا الناتجة عن نقص الفيتامينات. يتسبب هذا في العديد من الأعراض التي تظهر في الفم، مثل:
- جفاف الفم.
- ألم اللثة والأسنان.
- ظهور بقع بيضاء على اللسان.
- تكرار نزيف الأغشية المخاطية الفموية.
- انحسار اللثة.
- شحوب اللثة.
- تقرحات الفم وتشقق الشفاه وتورم اللثة (في حالة أنيميا نقص الفيتامينات).
في حال التأكد من إصابتك بالأنيميا بعد استشارة الطبيب المختص؛ يجب زيارة طبيب الأسنان بانتظام لمتابعة صحة الأسنان واللثة، لتجنب المشكلات التي تسببها الأنيميا.
-
الارتجاع المَعدي المريئي (الارتجاع الحمضي)
الارتجاع المَعدي المريئي هو ارتداد حمض المعدة إلى المريء (أنبوب البلع). يصاب أغلب الناس بارتجاع الأحماض من حين إلى آخر، لكن تكرار الأمر قد يؤدي إلى الإصابة بالارتجاع المَعدي المريئي المزمن. وبسبب صعود الأحماض المستمر عبر الحلق إلى الفم، قد يكون طبيب الأسنان هو أول من ينتبه إلى علامات ذلك المرض، والتي تتضمن:
- حساسية اللثة والأسنان.
- تغير لون الأسنان.
- تآكل مينا الأسنان.
- ترقق الأسنان، وتصبح أكثر عرضة للتكسر.
- تكرار التهابات اللثة وتهيجها.
- زيادة تعرض اللثة للنزيف.
- تهيج الأنسجة المبطنة للفم والحلق.
- صعوبة أثناء البلع.
- ظهور رائحة كريهة للفم.
تؤدي الإصابة بمرض البوليميا (الشَّرَه المَرَضي العصبي) إلى حدوث الأعراض ذاتها بسبب تكرار القيء، والذي يُعرِّض الفم إلى كميات كبيرة من الأحماض.
-
أمراض الأمعاء الالتهابية
هي مجموعة من الاضطرابات التي تصيب الجهاز الهضمي، خاصة القولون والأمعاء الدقيقة، وأكثرها شيوعًا داء كرون والتهاب القولون التقرحي.
تقترن الإصابة بأحد أمراض الأمعاء الالتهابية بحدوث أعراض في الجهاز الهضمي، ورغم هذا؛ فإنه توجد العديد من الأعراض الأقل شهرةً التي تظهر في الفم، والتي تختلف تبعًا لحالة المرض، ومنها:
- التهاب اللثة.
- قُرَح الفم (القرح القلاعية).
- التهاب الفم القَيحي التنبُّتي، وهي حالة نادرة تصيب مرضى داء كرون والتهاب القولون التقرحي، وتتسم بانتشار بثور صفراء متناهية الصغر في الأغشية المخاطية بالفم.
- احمرار الجلد حول الشفتين وتشققه.
- ظهور رائحة كريهة للفم.
- تسوس الأسنان.
-
مرض السكّر من المشكلات الصحية التي قد يكتشفها طبيب الأسنان
بسبب اضطراب نسبة الجلوكوز في الدم، يتسبب داء السكري من النوع الثاني في ظهور أعراض واضحة في الفم يسهُل على طبيب الأسنان تمييزها، مثل:
- التهاب اللثة وتورمها.
- تكرار تعرض اللثة للنزيف.
- تكرار الإصابة بعدوى بكتيرية لا تستجيب للعلاجات.
- زيادة تسوس الأسنان.
- انخفاض إفراز اللعاب.
- جفاف الفم المستمر.
- صعوبة البلع.
- الإصابة بداء القلاع الفموي، وهي عدوى فطرية يسببها تفاقم أعداد فطريات كانديدا ألبيكانز، التي تتواجد بصورة طبيعية في الفم بنسب ضئيلة، مما يؤدي إلى ظهور بقع أو طبقة بيضاء على اللسان والأنسجة الداخلية للفم. تحدث هذه العدوى بسبب إهمال علاج داء السكري.
-
الإجهاد (الضغط النفسي)
الإجهاد هو حالة من القلق أو التوتر النفسي قد تحدُث كردة فعل بسبب عدم القدرة على التكيف مع تحديات الحياة اليومية. قد تكون أعراض الإجهاد الجسدية والنفسية معروفة، لكن هناك أيضًا بعض الأعراض التي تظهر في الفم، وقد ينتبه إليها طبيب الأسنان، ومنها:
- صَريف الأسنان، وهو تكسُّر الأسنان الناتج عن شدة احتكاك الأسنان ببعضها البعض.
- اختلال مفصل الفك بسبب صَريف الأسنان.
- الإهمال المفاجئ وغير المعتاد لنظافة الفم والأسنان.
-
أمراض القلب من المشكلات الصحية التي قد يكتشفها طبيب الأسنان
وهي مجموعة من المشكلات الصحية التي تصيب القلب، مثل عدم انتظام ضربات القلب، واعتلال عضلة القلب، وأمراض الأوعية الدموية. قد يبدو الفم مكانًا غير مألوف لملاحظة العلامات الأولى لأمراض القلب، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن تلف الأسنان، والإصابة بالتهابات اللثة في مراحل متأخرة هي من عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب، لأنها من مسبِّبات الالتهاب العام في الجسم. تشير الدراسات أيضًا إلى أن الحفاظ على نظافة الفم والأسنان يقلل من احتمالات التفاعلات الالتهابية في الفم وفي الجسم، مما قد يقلل من عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب.
-
هشاشة العظام
يحدث مرض هشاشة العظام بسبب انخفاض كثافة العظام، مما يجعلها ضعيفة وأكثر عرضة للإصابة بالكسور. عادةً ما يتطور المرض دون ملاحظة من المريض إلى أن يتسبب في حدوث إصابة أو كسر، لكن الدراسات تُشير إلى أن طبيب الأسنان بإمكانه أن يكتشف بعض العلامات التحذيرية للهشاشة في الفم في مراحل مبكرة نسبيًا، ومنها:
- انحسار اللثة.
- يمكن للهشاشة أن تؤثّر على عظام الفك، مما قد يظهر في الأشعة السينية (أشعة إكس) البانورامية للأسنان.
- تخلخل الأسنان (ضَعف تماسكها في اللثة) بسبب فقدان كثافة عظام الفك، وتساقطها.
- في حالة وجود غرسات أسنان أو تقويمات الأسنان، قد تبدأ في التخلخل، أو التفكك.
- قد يلاحِظ مستعملو أطقُم الأسنان أنها لم تعُد تَثْبُت في مكانها مثل السابق.
بسبب تلك الدلائل التي تؤكد أهمية العلامات التي يُظهرها الكشف على الفم والأسنان، تنصح الدراسات الحديثة الأطباءَ من التخصصات المختلفة بزيادة عنايتهم بمتابعة صحة الفم أثناء الفحص العام للمريض، وبعدم الاكتفاء بالكشف على الحلق، والانتباه إلى أية أعراض قد تظهر هناك، فتشير إلى مشكلات صحية أكبر.
