انتشرت في الآونة الأخيرة شائعات كثيرة حول فيروس كورونا، الأمر الذي أثار حالة من الرعب والقلق بين الناس، خاصة في ظل تزايد الإصابات وانتشار العدوى لدول أخرى. لكن، حالة القلق والذعر هذه ستزيد الأمر سوءا، فمن المهم أن يكون الشخص واعيا بكل التفاصيل حول الوباء، وأن يتجنب السلوكيات الخاطئة المتداولة ويلتزم بتلك التي من شأنها وقايته من المرض أوتساعده على العلاج منه. وفي مقالنا هذا سنورد أبرز الشائعات التي تم تداولها حول الإصابة بفيروس كورونا..
1-الخرافة: العدوى بفيروس كورونا تعني الوفاة الحتمية
الحقيقة: لا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن مرض الفيروس التاجي. لكن، استنادًا إلى البيانات الواردة، يبدو أنه نوع خفيف نوعا ما من العدوى الفيروسية. ومعدل الوفاة العام لدى المصابين بحالات مؤكدة هو 3.5%، وقد وصل إلى 10% في بعض الدول (إيطاليا)... كما أن حوالي 10% من حالات الوفاة كانت لأشخاص يعانون من حالات مرضية أخرى مثل أمراض القلب والرئتين والداء السكري وارتفاع الضغط والسرطان.. وحتى أولئك الذين في المستشفى لديهم فرصة حوالي 95% للشفاء.. لذلك فإن الإصابة لا تعني الوفاة الحتمية.
2- الخرافة: الشعب الصيني فقط هو من لديه فيروس كورونا
الحقيقة: على الرغم من أن العدوى بدأت وانتشرت من الصين، لكن الفيروس ممكن أن يوجد في أي بلد، مثله مثل الإنفلونزا التي تكون في أي مكان. وقد حدث له انتشار وإصابات كثيرة في بلدان أخرى غير الصين، كما حدث في إيطاليا وإيران. والأمراض المعدية لا تحترم الحدود، ولهذا السبب، الجميع عرضة للإصابة.3- الخرافة: فيروس كورونا هو أخطر فيروس
الحقيقة: هناك عدد من الفيروسات المختلفة الموجودة في العالم. لذلك، دعونا نقارن ذلك بنوع آخر من الفيروسات، فيروس إيبولا مثلا، الذي لديه معدل وفيات أعلى بكثير من تلك المرتبطة بفيروس كورونا. وقد وصل العدد الرسمي لحالات الشفاء من فيروس كورونا حتى الآن 64.374 حالة. لكن، عادةً لا يتم التبليغ عن حالات الشفاء عند خروج شخص من المستشفى. لذلك فإن هذا الرقم ليس شاملا لكل الحالات الناجية من الإصابة، كما أن الرقم في طريقه للزيادة.4- الخرافة: ارتداء القناع يحمي من الإصابة
الحقيقة: الكثير من الناس يحبون التفكير بذلك، حيث يمنحهم القناع شعورا بالأمان. ولكن المشكلة هي أن الأشخاص الذين يرتدون هذه الأقنعة لا يرتدونها عادةً بشكل صحيح. ولم يتم تدريبهم أبدًا، وقد لا يعرفون أيضا أي نوع من القناع يرتديه.
وهناك نوعان من الأقنعة:
- القناع البسيط أو الجراحي الذي ترتديه عامة الناس.
- ثم هناك نوع آخر من القناع الذي يرتديه عمال الرعاية الصحية. يطلق عليه قناع N95، وهو قادر على تصفية الجزيئات المحمولة جواً بفعالية 95 ٪.
ويجب أن يجتاز عمال الصحة اختبارا للتأكد من كونهم مناسبين لارتداء هدا النوع من الأقنعة، فهي غير مريحة ويصعب التنفس خلالها.
ويمكن ارتداء القناع بالنسبة للأشخاص المصابين بالعدوى والأشخاص غير المصابين. لكن، من أكثر الأساليب التي اثبتت فاعليتها للوقاية هي غسل اليدين لمدة عشرين ثانية على الأقل وعزل المرضى، وهناك عدد من تدابير الصحة العامة الأخرى التي ثبت أنها فعالة للغاية.
5- الخرافة: جاء فيروس كورونا من حساء الخفافيش
الحقيقة: هذا غير صحيح على الإطلاق. ما نعرفه عن مرض فيروس كورونا الحالي هو أنه بدأ في ووهان في الصين في سوق رطب حيث يوجد عدد من الحيوانات المختلفة هناك. إذن، هناك بضعة تكهنات مختلفة، ولكن ليس من شخص يستهلك حساء الخفافيش بشكل واضح. والأمر الواضح حاليا هو أنه بمجرد إصابتك بالفعل بمرض الفيروس التاجي، فإنه ينتقل من خلال الرذاذ والقطرات التنفسية.6- الخرافة: يمكنك أن تصاب بالعدوى من البضائع التي يتم إرسالها من الصين
الحقيقة: من المستبعد حقًا أن يتم ذلك، حتى لو كانت البضاعة ملوثة بقطرات تنفسية حاوية على كورونا فيروس، لأن الفيروس غير قادر على البقاء خارج جسم الإنسان لفترة طويلة جدًا. لذلك فإن الانتقال بهده الحالة يعتمد على المدة التي قضاها الفيروس خارج الجسم، وما زالت تلك المدة غير معلومة.7- الخرافة: إغلاق الحدود سيوقف انتشار الفيروس
الحقيقة: هذه الأنواع من فيروسات الجهاز التنفسي لا تحترم الحدود كما نعلم. وليس خطأ الحكومة أن هذا النوع من التفشي بدأ أو ينتشر فهي مجرد طبيعة الفيروس نفسه. ولقد أثبت حظر السفر تاريخيا أنه غير فعال للغاية. وفي الواقع، فإن حظر السفر وغلق الحدود قد يسبب حالة من ذعر والخوف ومزيد من الفوضى، ويصبح الناس مترددين في إخبار السلطات عن مرضهم.لكن، قد يعمد بعض الساسة لإغلاق الحدود ومنع السفر، ليشعر مواطنوهم بأن الدولة تقوم بإجراءات كبيرة لمنع المرض. في حين أنه يمكن أن يقتصر منع السفر على الصين القارية، حيث مركز المرض، وعدد النفوس الكثيرة التي يصبح معها انتقال الأمراض أسهل.
ويمكن للجميع الاطلاع على موقع مراكز مكافحة الأمراض، حيث يكون لديهم قسم استشاري حول صحة السفر، ويمكنك فعلاً الذهاب إليه ووضع اسم البلد التي ترغب في السفر إليها، وسوف يخبرك بالاحتياطات اللازمة. ويكون هذا بالإضافة إلى الذهاب إلى موفر الرعاية الصحية الخاص بك، حيث يمكنه تقديم بعض إرشادات السفر إليك إذا كنت بحاجة إلى السفر إلى مناطق مختلفة قد تبلغ عن تفشي مرض فيروس كورونا.
8- الخرافة: يؤثر الفيروس فقط على كبار السن
الحقيقة: على الرغم من أن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض الشديد، لكن، الفيروس يؤثر على الجميع، حتى الأطفال، ولكن يبدو أن إصابة الأطفال تكون خفيفة في أغلب الحالات ولم تسجل حالة وفاة عند الأطفال حتى الآن.9-الخرافة: فيروس كورونا هو نفسه السارس
الحقيقة: تضم عائلة كورونا فيروسات كثيرة من أبرزها الفيروس الدي تسبب بالسارس، ومن تسبب بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والآن مرض كورونا. وكان السارس أكثر حدة من حيث معدل الوفيات الذي تم الإبلاغ عنه. حوالي 10 ٪ مقابل 2% لفيروس كورونا، ولكن لا يزال من السابق لأوانه معرفة المعدل النهائي للوفيات.وفيروس كورونا مختلف عن السارس، وانتشار كورونا مثل الإنفلونزا، فهو ينتشر بسرعة كبيرة بين الأشخاص، مما يعني زيادة عدد الإصابات. وزيادة عدد الإصابات لا تعني بالضرورة أن الفيروس قاتل، بل تعني أن عدد الإصابات كثيرة، وبعضهم لسوء الحظ يموت.
10- الخرافة: توجد علاقة بين بيرة كورونا وفيروس كورونا
الحقيقة: لا توجد علاقة، ولن تمنع البيرة الإصابة أيضًا. وكلمة "corona" هي ببساطة كلمة لاتينية تعني "التاج"، حيث أن للفيروس مظهر يشبه التاج. لكن بيرة كورونا هي اسم للبيرة وتشابه الأسماء ما هو إلا محض الصدفة.11- الخرافة: يمكن أن ينتقل الفيروس من الحيوان الأليف
الحقيقة: مع فيروس كورونا، لا يزال هناك الكثير لم يتم معرفته في الوقت الحالي، ولم نر أي حالات يقوم فيها الحيوانات الأليفة بنقل الفيروس إلى أصحابها. بل من الأرجح أن ينتقل الفيروس منك إلى حيوانك الأليف.12- الخرافة: تم إنشاء فيروس كورونا أو إطلاقه عمداً
الحقيقة: حدثت ثلاثة أوبئة كبيرة بفيروسات من عائلة كورونا، حدثت خلال ثلاثة عقود، وكلها تشبه الطبيعة المرضية للسارس، لكن يتميز فيروس كورونا الجديد عما سبقه منهم بأنه واسع الانتشار.13- الخرافة: المضادات الحيوية تمنع الفيروس وتعالجه.
الحقيقة: الفيروسات والبكتيريا نوعان مختلفان من الجراثيم. وتستخدم المضادات الحيوية في علاج العدوى البكتيرية. وبالنسبة للفيروسات، نستخدم الأدوية المضادة للفيروسات، على سبيل المثال، مع الأنفلونزا الموسمية، وهي عدوى فيروسية، تم استخدام عقار التامفلو لعلاج بعض الأعراض وتخفيفها، ولا تعمل المضادات الحيوية في هذا السياق مع هذا الفيروس إلا إذا كان لدى المريض التهابات ثانوية بكتيرية. ويوجد الآن دواءان تجريبيان، لكنهما في مرحلة التطوير، وهما يبشران بالخير ضد هذا الفيروس بعينه. وإذا كنت تريد أن تقرأ عن جميع الأمراض الناشئة في كل مكان في العالم ، يمكنك تصفح موقع ProMED. وهناك الكثير من الخوف حول هذا الأمر، ويعزى ذلك جزئيًا إلى أننا سمعنا عن هذه الفيروسات التاجية الأخرى مثل السارس. لكن، الذعر أو الخوف ليس هو ما نحتاجه حقًا، فهذه الفاشيات أمر لا مفر منه، ونحن بحاجة إلى مواصلة الاستعداد لها، ونأمل أن تكون لدينا لقاحات وأشياء أخرى وتعلمنا شيئًا من التجربة.