إبرة واحدة كل ستة أشهر تضبط ارتفاع ضغط الدم

إبرة واحدة كل ستة أشهر لعلاج ارتفاع ضغط الدم

قُدِّمَت دراسة جديدة في مؤتمر جمعية القلب الأمريكية الذي عُقد في 11 نوفمبر 2023 في فيلادلفيا، وقد أظهَرت هذه الدراسة أن حقنة واحدة من دواء جديد يمكن أن تضبط ارتفاع ضغط الدم مدة ستة أشهر. فما هو هذا الدواء الجديد؟ وكيف يعمل؟ وما نتائج دراساته حتى الآن؟ وهل له مضاعفات جانبية؟

دواء جديد لعلاج ارتفاع ضغط الدم

أُطلق على الدواء الجديد اسم زيليبيسيران Zilebesiran، وهو من إنتاج شركة النيلام للأدوية Alnylam Pharmaceutical التي تركّز على اكتشاف أدوية جديدة باستخدام تقنيات الحمض النووي RNA في أمريكا. يشكّل ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط أحد أهم أسباب الوفاة في أمريكا، ويقدَّر أن نحو 80 بالمئة من المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يلتزمون بتناول أدويتهم، ولايتم ضبط ضغط الدم عندهم بشكل جيد.

ما هو دواء زيليبيسيران لعلاج ارتفاع ضغط الدم؟

هذا الدواء الجديد هو أحد الأدوية التي تَستخدم تقنيات الحمض النووي RNA، مثل بعض لقاحات كورونا التي استُخدمت في السيطرة على جائحة مرض كوفيد-19. يتم حَقن هذا الدواء تحت الجلد، ليرتَبط بأحد البروتينات في الكبد التي تقلل صُنع مادة الأنجيوتنسين التي ترفَع ضغط الدم في الجسم.

كيف أُجريت الدراسة؟

شمَلت الدراسة 394 مريضًا مصابًا بارتفاع غير منضبط في ضغط الدم (متوسط ضغط الدم الانقباضي لديهم أكثر من 142 مم زئبق). تم توزيع هؤلاء المرضى عشوائيًا إلى 4 مجموعات، أُعطي أفراد ثلاث مجموعات جرعة مختلفة من الدواء الجديد زيليبيسيران (150 مغ، 300 مغ، أو 600 مغ كل ستة أشهر)، وأُعطي أفراد المجموعة الرابعة دواءً وهميًّا للمقارنة. تمّت مقارنة قياسات متعدّدة لضغط الدم الانقباضي عند جميع المشاركين لفترة ستة أشهر، ومتابعة المضاعفات الجانبية للعلاج.

هل نجح دواء زيليبيسيران في ضبط ضغط الدم؟

أظهَرت نتائج الدراسة أن المرضى الذين أُعطيت لهم حقن الدواء الجديد زيليبيسيران قد نجحوا في ضبط ارتفاع ضغط الدم بمعدل وسطي بلغ 10 – 16 مم زئبق، سواء في القياسات النهارية أو الليلية على مدى 24 ساعة. وكان هذا الانخفاض مهمًّا إحصائيًّا بالمقارنة مع أفراد المجموعة الذين تناولوا الدواء الوهمي. وكان متوسط ضغط الدم الانقباضي عند الأفراد الذين تناولوا الدواء 130 مم زئبق بعد ستة أشهر من إعطاء الدواء.

حدثَت أربع مضاعفات غير مهمّة بين الأفراد الذين تناولوا الدواء الجديد: حالتان من هبوط الضغط الانتصابي، وحالة من ارتفاع ضغط الدم، وحالة واحدة من الألم في مَوضع الحَقن. كما حدَث انخفاض بسيط في مستوى البوتاسيوم في الدم لدى 6% من المرضى الذين تناولوا دواء زيليبيسيران، ولم تسجَّل أي حالة من فشل الكلية أو تضرر الكبد.

حدثَت وفاة واحدة لمريض واحد أعطي 300 مغ من دواء زيليبيسيران كل ثلاثة أشهر، ولم يتعلَّق سبب الوفاة باستخدام الدواء.

ما أهمية هذه الدراسة الجديدة في ضبط ارتفاع ضغط الدم؟

• سهولة تناول هذا الدواء بشكل إبرة واحدة كل ستة أشهر تسهِّل متابعة المرضى لأخذ أدويتهم، وضبط ارتفاع ضغط الدم بشكل جيد ومستمر، وربما يساعِد ذلك على تجنب مضاعفات عدم انضباط ضغط الدم، وعلى حماية الكلية والقلب والدماغ من مضاعفات عدم انضباط ضغط الدم المرتفع على المدى البعيد.
• يستطيع معظم المرضى تناول هذا الدواء في المنزل، بما يشبه تناول إبر الإنسولين.
• ستتم متابعة دراسة هذا الدواء للتأكد من كفاءته وسلامته قبل أن يتم اعتماده رسميًّا في علاج ارتفاع ضغط الدم.

المصدر:

Single Injection Reduces Blood Pressure for 6 Months (medscape.com)