وجدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي تم تشخيص إصابتهن بارتفاع ضغط الدم حديثًا في الأربعينيات والخمسينيات من العمر كان لديهن خطر أكبر للإصابة بمشكلة الأورام الليفية الرحمية ، وهي أورام حميدة في الرحم. ويضيف التقرير إلى الأدلة المتزايدة التي تشير إلى وجود صلة بين عوامل الخطر القلبية الوعائية، مثل مستويات الكوليسترول، وحدوث الأورام الليفية الرحمية، لكن هذه العلاقة ليست واضحة.
يرتبط علاج ارتفاع ضغط الدم بانخفاض خطر الإصابة بمرض الأورام الليفية الرحمية
قامت الدراسة بتقييم البيانات الصحية لـ 2570 مشاركة، مصدرها دراسة صحة المرأة في جميع أنحاء البلاد، تتراوح أعمارهن بين 42 و52 عاماً، ولم يكن لديهن تاريخ وجود أورام ليفية رحمية. وتم تتبع المشاركات منذ تسجيلهن في الدراسة، والذي تم بين عامي 1996 و1997، وصولاً إلى 13 زيارة متابعة نصف سنوية أجريت بين عامي 1998 و2013.
تم تسجيل ضغط الدم ومؤشرات حيوية للمشاركات (تشمل الكوليسترول والدهون الثلاثية والبروتين C التفاعلي) والقياسات الجسمية في كل زيارة طبية، بالإضافة إلى سؤالهن عما إذا كنّ يستخدمنَ أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم أم لا، ونظر فريق البحث أيضاً في تشخيص الأورام الليفية الرحمية .
على مدار الدراسة، أبلغت 20% (526 امرأة) عن تشخيص جديد للورم الليفي في الرحم، ووجد الباحثون أنه بالمقارنة مع السيدات اللواتي لا يعانين من ارتفاع ضغط الدم، فإن اللواتي يعانينَ من ارتفاع ضغط الدم غير المعالَج لديهن خطر أكبر بنسبة 19٪ للإصابة بالأورام الليفية في الرحم، وأن اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم المعالَج لديهن خطر أقل بنسبة 20٪ للإصابة بالورم الليفي في الرحم.
ومن بين المجموعة التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم، كانت اللواتي تابعنَ العلاج أقل عرضة بنسبة 37٪ للإصابة بهذه الأورام الليفية مقارنة باللواتي لم يتابعنَ العلاج. وكان لدى أولئك اللواتي تناولنَ مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين خطر الإصابة أقل بنسبة 48٪.
ما علاقة أدوية ارتفاع ضغط الدم بتطور الأورام الليفية الرحمية ؟
وفقًا للباحثين، فإن النتائج تسلط الضوء على العلاقة بين صحة القلب والأوعية الدموية وتطور الأورام الليفية في الرحم. ويقول العلماء: "إنه من المهم أن نفهم أن التقرير لا يصف كيف يمكن للأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم أن تمنع الأورام الليفية الرحمية، لكن لاحظ الباحثون فقط أن هناك ارتباطًا إحصائيًّا بين العلاج من ارتفاع ضغط الدم وحدوث الأورام الليفية الرحمية".
وقد وجدت أبحاث سابقة بالمثل أن مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين، وهو نوع من الأدوية التي تعمل على استرخاء الأوردة لخفض ضغط الدم، كانت مرتبطة بانخفاض احتمالات تشخيص الإصابة بالورم الليفي في الرحم بنسبة 32٪.
وتشير الأدلة الأولية إلى أن مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين لها هذا التأثير بسبب مشاركتها في مَسار الرينين- الأنجيوتنسين-الألدوستيرون، وهو المسار في الكلية الذي تعمل من خلاله مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين لضبط ضغط الدم.
ويقول الباحثون إن النتائج قد تفيد الاستراتيجيات المستقبلية للوقاية من الأورام الليفية الرحمية، إذ تعد الوقاية من هذه الأورام الليفية بالطبع أمرًا في غاية الأهمية، فوجود هذه الأورام الليفية يمكن أن يؤثر سلباً على نوعية حياة المصابة، مع الألم الناتج عن الأورام الليفية، والنزيف والانزعاج الذي قد تعاني منه النساء. ومن الجدير بالذكر أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم سبب تأثير أدوية ضغط الدم بشكل أفضل.