صحــــتك

صيام مرضى القلب في رمضان.. نصائح وتوصيات

مرضى القلب والصيام
ما يحتاج معرفته مرضى القلب عن الصيام
كثيراً ما يتلقى أطباء القلب أسئلة عمّا إذا كان للصيام تأثير سيئ على مرضى القلب، وكيف يمكن مراعاة الأمراض القلبية الوعائية خلال شهر رمضان، نناقش هنا موضوع الصيام عند مرضى داء القلب الإكليلي، أو ما يُعرف بـ"مرض الشرايين التاجية" أو نقص تروية القلب، وقصور القلب الاحتقاني، وكذلك ارتفاع الضغط الشرياني، وسنوضح ببعض الإسهاب كل ما يحتاج القارئ معرفته حول صيام مرضى القلب وعن تأثير الصيام عليهم.

ما تحتاج معرفته عن صيام مرضى القلب

ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب اتخاذ احتياطات إضافية أثناء صيام رمضان، واستشارة أطباء القلب خاصة فيما يتعلق بتحديد التوقيت والجرعة المناسبين لأدويتهم لتجنب المضاعفات. وفيما يلي سنوضح تأثير الصيام على بعض الحالات القلبية، وكل ما يجب معرفته عن صيام مرضى القلب خلال شهر رمضان الفضيل.
  • داء القلب الإكليلي "مرض الشرايين التاجية"

أجريت عدة دراسات حول ما إذا كان للصيام تأثير في ازدياد حدوث الأزمات القلبية الحادة، كاحتشاء العضلة القلبية وخناق الصدر غير المستقر، ففي دراسة أجريت في تركيا، ظهر أن عدد المرضى الذين أُدخلوا المستشفى بسبب أزمة قلبية حادة (ضيق أو انسداد حاد في الشرايين التاجية)، كان أقل بكثير في شهر رمضان مقارنة مع بقية أشهر السنة، وخلصت الدراسة إلى أن صيام مرضى القلب الإكلينيكي في رمضان لم يؤدِ إلى ازدياد الحوادث القلبية الوعائية الحادة (الأزمات القلبية الحادة)؛ ونظراً لكون الدراسة رجعية، إذ تمت بدراسة ملفات لحالات في فترة زمنية سابقة، فقد نصحت بإجراء دراسات مستقبلية لتأكيد النتائج.
وفي دراسة ثانية أجريت في قطر، لم يكن هناك فارق مهم في حدوث احتشاء العضلة القلبية أو خناق الصدر غير المستقر (الذبحة الصدرية غير المستقرة) في رمضان أو خارج رمضان، وهناك دراسة مستقبلية أجريت على 465 مريضاً قلبياً في مراكز طبية متعددة في منطقة الخليج العربي، إذ قامت تلك الدراسة بتقييم وضع المرضى قبل وأثناء وبعد رمضان.
وأظهرت الدراسة أن 91.2% من المرضى يستطيعون الصيام، وأن 6.7% منهم ساءت حالتهم أثناء الصيام؛ ووجدت أيضاً أن 82.8% من المرضى التزموا بتناول أدويتهم بشكل صحيح، وأن 68.8% منهم التزموا بالإرشادات الغذائية، واحتاج 19 مريضاً فقط للاستشفاء داخل المشفى لأسباب قلبية في شهر رمضان، تظهر نتائج الدراسات السابقة أن للصيام تأثيرًا محدودًا على مرضى نقص تروية القلب المستقر (مرضى الشرايين التاجية المزمنة)، وأن معظم هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام دون الخوف من تعرضهم لاختلاطات خطيرة.
وأخيراً، فإن تبدّل مواعيد تناول الطعام وتبدل أوقات النوم والاستيقاظ في رمضان، يمكن أن يؤثر على التوقيت اليومي لظهور الأعراض القلبية، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن أعراض المرضى الصائمين تبدأ بالظهور بين الساعة الثالثة والرابعة صباحاً، وبين الساعة الخامسة والسادسة مساءً، وتكثر مراجعاتهم لأقسام الإسعاف بين الخامسة والسادسة صباحاً وعند الحادية عشرة ليلاً.

  • قصور القلب الاحتقاني

يقوم النصف الأيمن من القلب باستقبال الدم العائد من أوردة الجسم، ويؤدي تدهور وظائف هذا النصف إلى تراكم الدم في هذه الأوردة مسبباً احتقاناً عاماً في الجسم، ومن هنا جاءت تسميته قصور القلب الاحتقاني، ومن خلال حديثنا عن صيام مرضى القلب سنسلط الضوء على قصور القلب الاحتقاني وصيام المرضى المصابين بهذا المرض.

أجريت دراسة في جدة بالمملكة العربية السعودية على 86 مريضاً مصاباً بقصور القلب، تم تقييمهم في اليوم الأول وفي اليوم الأخير من شهر رمضان، واعتمد الفريق البحثي على التصنيف الوظيفي لأمراض القلب (NYHA Functional Classification)، الصادر من مؤسسة نيويورك لأمراض القلب، والذي يقسم المرضى وفقاً لدرجات شدة الأعراض ومدى التعطل الوظيفي لديهم، وشارك في الدراسة 62 مريضاً بقصور القلب من الدرجة الأولى، و18 مريضاً من الدرجة الثانية و6 مرضى من الدرجة الثالثة واستطاع 74 مريضاً صيام شهر رمضان كاملاً، وتمكن 9 مرضى آخرين من صيام معظم أيام الشهر، سوى أيام قليلة لم تتجاوز السبعة أيام.

وفي دراسة ثانية أجريت في قطر حول ما إذا كان للصيام دور في زيادة عدد حالات زيارة المستشفى بسبب قصور القلب، تبيّن أن عدد الحالات المقبولة في المستشفى لم يختلف بصورة مهمة بين شهر رمضان وبين الأشهر السابقة أو اللاحقة، ولم يكن هناك تغيّر مهم في درجة قصور القلب أو في مستوى الكيماويات في الدم، ومن هاتين الدراستين نرى أن تأثير الصيام على مرض ضعف القلب المستقر تأثير بسيط ولا يؤدي لزيادة معدلات المرض أو سوء حالات المرضى.

  • ارتفاع الضغط الشرياني

يمكن لعوامل عديدة أن تؤثر نظرياً على الضغط الشرياني أثناء الصيام، ومن هذه العوامل تبدّل مواعيد تناول الطعام والنوم ومواعيد تناول الأدوية، وقد أجريت دراسات عديدة حول تأثير الصيام على مرضى ارتفاع الضغط الشرياني، واستخدَمت تلك الدراسات طريقة قياس الضغط الجوال لمدة 24 ساعة، وقارنت بين النتائج قبل شهر رمضان وفي نهايته، وخلصت هذه الدراسات إلى أن الصيام لم يكن له تأثير مهم على أرقام قياسات الضغط الشرياني المختلفة (الضغط الانقباضي أو الانبساطي أو الوسطي)، ووجدت إحدى الدراسات زيادة خفيفة في معدلات الضغط الشرياني قبل الفجر، مرتبطة مع تناول وجبة السحور.

نصائح لصيام مرضى ارتفاع الضغط

صيام مرضى القلب ليس ببعيد عن صيام مرضى ارتفاع الضغط. إليك عزيز القارئ بعض النصائح والتوصيات حول صيام مريض ارتفاع ضغط الدم الشرياني، فقد أصدرت مجموعة استشارية من الأطباء توصيات خاصة تضمنت النقاط التالية:

  • على الطبيب أن يقيّم كل حالة مرضية لارتفاع الضغط الشرياني بشكل فردي وبدون تعميم.
  •  يجب التأكيد على المرضى باستمرار تناول الأدوية الخافضة للضغط الشرياني باستمرار واتباع التعليمات غير الدوائية لضبط الضغط الشرياني.
  •  ينصح بتجنّب مدرّات البول أو تخفيضها باستشارة الطبيب، وخاصة في الأجواء الحارة، وفي حال استخدامها ينصح بتناولها مع وجبة الإفطار المسائية، وتناول خافض ضغط طويل المفعول مع وجبة السحور.
  • على المرضى استشارة أطبائهم قبل الصيام لضبط الجرعات العلاجية حسب رأي الطبيب.
  • ينصح باستخدام خافض ضغط طويل مدى التأثير وبجرعة يومية وحيدة.
  • على مرضى ارتفاع الضغط الاستمرار باتباع الحمية ناقصة الملح وناقصة الدسم.
  •  ينصح بعدم الصيام عند مرضى ارتفاع الضغط الشرياني غير المضبوط إلى أن يتم ضبطه بشكل جيد.
  • في الحالات الإسعافية التالية لارتفاع الضغط الشديد، يجب معالجة المرضى بالطريقة المناسبة بغض النظر عن الصيام.
  •  ينصح بتجنب الطعام الغني بالملح، وشراب عرق السوس.

من هم المرضى الممنوعون من الصيام؟

بعد أن وضحنا ما يحتاج معرفته مرضى القلب عن الصيام سنوضح بعض الفئات التي لا ينصح بصومها، إذ إن هناك مجموعة صغيرة من المرضى يجب أن تتجنب الصيام، وهذه الفئة تشمل:

  •  مرضى احتشاء العضلة القلبية الحاد (أو ما يعرف باسم الجلطة القلبية).
  •  المتلازمة الإكليلية الحادة (تضيق الشرايين التاجية الحاد).
  •  مرضى انكسار المعاوَضة القلبية (وهي ضعف عمل القلب بشكل يؤدي لضعف دوران الدم واحتقانه في القلب والرئتين، بسبب عدم خروج الكمية اللازمة إلى الدورة الدموية).
  •  مرضى قصور القلب الشديد ومرضى ارتفاع الضغط الشرياني الشديد وغير المضبوط، وذلك لحاجتهم لتناول العديد من الأدوية عدة مرات باليوم.
  • المرضى الذين يتدهور وضعهم الصحي مع الصيام.

نصيحة من موقع صحتك 

يعتبر صيام رمضان آمناً عند معظم المرضى المصابين بمرض قلبي وعائي مستقر، فمعظم الأدوية القلبية يمكن وصفها بجرعة يومية وحيدة أو بجرعتين يومياً، كما أن الدراسات العديدة أوضحت عدم زيادة معدل الجلطات أو المشكلات التي تحدث لعضلة القلب في شهر رمضان، وفي هذا المقال شرحنا ما يحتاج معرفته مرضى القلب عن الصيام وننصح بالمتابعة مع طبيبك قبل شهر رمضان لتنظيم تناول الأدوية وتقليل حدوث المضاعفات، واستشر الطبيب فيما إذا كان الصيام يناسب حالتك أم لا.

آخر تعديل بتاريخ
14 مارس 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.