صحــــتك

ما هي مكملات الخصوبة وهل هي آمنة وفعالة؟

الصورة
ذكرى القيسي
مكملات الخصوبة
أصبحت مكملات الخصوبة من الطرق المفضلة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من تأخر الإنجاب، وذلك لتجنب التدخلات الجراحات والإجراءات الطبية الأخرى مثل تقنيات الحقن المجهري والتلقيح الصناعي، وقد تُعطى هذه المكملات إلى جانب الإجراءات الطبية كعلاج تكميلي. وبما أن العقم أصبح مشكلة شائعة ويصعب علاجها، فإن معظم الأزواج يفضلون الحمل بالطريقة التقليدية لسبب أو لآخر، ويستمرون في طلب المشورة الطبية بما يخص تزويدهم بمكملات فعاليتها مثبتة في تعزيز القدرة الإنجابية والخصوبة. وفي مقالنا هذا؛ نورد أهم المكملات التي تستخدم من أجل تعزيز الخصوبة وزيادة فرص الإنجاب.

ما هي مكملات الخصوبة ؟

مكملات الخصوبة هي منتجات أو مواد طبية معينة تساعد في تعزيز مستويات الخصوبة لدى الرجال والنساء، وتحتوي هذه المنتجات عادةً على معادن أو أعشاب أو فيتامينات أو أحماض أمينية تؤثر على الجهاز التناسلي، وهي فئة منفصلة عن الأدوية، لأنه من المفترض أن تكون جميع مكوناتها طبيعية ولا تتطلب بالضرورة وصفة طبية من الطبيب. ولا تتوفر مكملات الخصوبة للنساء فقط، بل للرجال أيضاً، وتركّز مكملات الخصوبة للرجال على تحسين سلامة الحيوانات المنوية وحركتها، وبالتالي زيادة فرص وصولها إلى البويضة لتحقيق الإخصاب.

هل من الآمن تناول المكملات الغذائية لزيادة الخصوبة؟

نظرًا لأن العديد من مكملات الخصوبة العشبية متاحة بدون وصفة طبية ويتم تصنيعها من مواد طبيعية، يعتقد الناس أنها آمنة، لكن لسوء الحظ، هذا ليس صحيحاً، فكما هو الحال مع أي مواد تؤثر على العمليات البيولوجية للجسم، يمكن أن تؤدي أيضًا إلى آثار جانبية، ويمكن أن تثير ردود فعل تحسسية، ويمكن أن تتفاعل المواد الموجودة فيها بشكل مختلف مع أي دواء آخر.
وعلى الرغم من أن هذه المكملات تحتوي على عناصر غذائية مفيدة، ولكن إذا تناولتها كثيرًا فقد تؤثر سلبًا على صحتك، ويمكن أن تؤدي زيادة مستويات بعض الفيتامينات أو المعادن إلى الإضرار بالجسم أيضاً في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي تناول أكثر من مكمل واحد إلى إنشاء رابطة بينهما، مما يؤدي إلى تكوين مواد كيميائية يمكن أن تلحق الضرر بالجسم.

ما هي المكونات الموجودة في مكملات الخصوبة ؟

يحتوي كل مكمل للخصوبة على مجموعة من العناصر المختلفة التي تخدم غرضًا فريدًا، وهناك مجموعة من المكونات التي توجد بشكل عام في مكملات الخصوبة، وتشمل:

  • N-Acetyl Cysteine

يُطلق عليه أيضاً اسم NAC أو N-acetyl-L-cysteine، وهو عبارة عن حمض أميني، ومن الأسباب الرئيسية التي تجعل هذا المكون جزءاً من مكملات الخصوبة المختلفة هو أنه يعمل كمضاد للأكسدة، ويلعب دوراً  مهماً في تحسين أداء أجهزة الجسم الداخلية، ومنع خلايا الجسم من موتها المبكر، وزيادة كفاءة الجسم في عمل هرمون الإنسولين، ويمكن أن يحسن هذا الحمض الأميني إلى حد كبير دورات الإباضة للعديد من النساء، لا سيما النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.

  • المينوزيتول

ميو-إينوزيتول هو إحدى المواد الموجودة بشكل طبيعي في جسم الإنسان، أيضاً كما أنها موجودة في العديد من المواد الغذائية مثل الفواكه والفاصوليا والذرة وما إلى ذلك، والسبب الأول في إنتاج الإينوزيتول في الجسم هو تنظيم مستويات الإنسولين والحفاظ على صحة الجسم، وتعتبر مقاومة الإنسولين مشكلة في قدرة الجسم على الاستجابة للإنسولين، وهي أحد أسباب انخفاض مستويات الخصوبة لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ويمكن أن يساعد تناول الإينوزيتول هؤلاء النسوة عن طريق تحسين مستويات الخصوبة لديهنّ، كما أنه ينظم الدورة الشهرية لدى المرأة، مما يؤدي في النهاية إلى عودة نمط الإباضة إلى طبيعته.

  •  ديهيدرو إيباندروستيرون

قد يبدو الاسم صعبًا بعض الشيء في نطقه، وربما لهذا السبب تم اختصاره إلى DHEA. وينتج هذا الهرمون بصورة طبيعية من الجسم عن طريق الغدد الكظرية، وهناك آراء متناقضة حول فعالية هرمون ديهيدرو إيبي آندروستيرون للنساء لأنه يضر أكثر مما ينفع عندما تكون لدى المرأة اضطرابات في المبايض، مثل متلازمة تكيس المبايض، إذ يمكن أن تؤدي مكملات DHEA الإضافية، في هذه الحالة، إلى حدوث آثار جانبية مثل نمو شعر الوجه، واضطراب الدورة الشهرية، وما إلى ذلك. لكن، بالنسبة للنساء اللواتي لديهنّ مخزون قليل من البويضات، فإن مكملات DHEA مفيدة للغاية، خاصة عند اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي.

  • الإنزيم المساعد Q10

يُطلق عليه أيضًا اسم CoQ10، وهو إنزيم يمكن أن يعزز الخصوبة. ولكن لا يبدو أن هناك أي دراسة أو بحث محدد عن فوائده وتأثيراته على البشر. ومع ذلك، فقد أجريت اختبارات على الحيوانات، وقد حسنت مكملات CoQ10 من جودة بيض تلك الحيوانات، ويعتقد أنه يحسن أيضًا عدد وحركة الحيوانات المنوية لدى الرجال.

  •  Vitex Agnus-Castus

مكمل عشبي شهير، ويشار إليه عمومًا باسم chasteberry، يعمل على تحسين الصحة الإنجابية للمرأة، ويعمل على التخفيف من الأعراض التي تسبق نزول الحيض، وينظم دورات الحيض، مما يحسن الإباضة، وفي النهاية يزيد فرص الحمل.

  •  الأحماض الأمينية

الأحماض الأمينية هي أحد المكونات الرئيسية التي يحتاجها جسم الإنسان ليعمل ويحافظ على صحته، ويتم إنتاج معظم هذه الأحماض في الجسم نفسه، في حين أن القليل من الأحماض الأخرى مطلوب من مصادر خارجية، واثنين من العناصر الضرورية في هذا الصدد هما L-carnitine وL-arginine، وكلاهما ضروريان لدعم صحة الجهاز التناسلي لدى كل من الرجال والنساء.

ويحسن وجود L-carnitine عند الذكور من حركة الحيوانات المنوية وشكلها، ومن ناحية أخرى، يعزز L-arginine تدفق الدم إلى منطقة المبيض والرحم عند النساء، ومع ذلك، في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام إل-أرجينين إلى إعاقة الاسترداد الناجح للأجنة أو حصاد البويضات أثناء التلقيح الاصطناعي.

  • مضادات الأكسدة

يمكننا القول إنه لا توجد مكملات خصوبة بدون وجود لمضادات الأكسدة فيها، فإذا كانت الأحماض الأمينية هي اللبنات الأساسية لجسم الإنسان، فإن مضادات الأكسدة هي عناصر الصيانة فيه، وتتضمن معظم المكملات الفيتامين c كمضاد أكسدة أساسي، بينما تحتوي بعض المكملات الأخرى عمومًا على الميلاتونين أو الشاي الأخضر أو ​​البيكينول biquinol ، والذي يمكن تسميته كمرحلة بدائية من إنزيم CoQ10، وهو يزيد من حركة الحيوانات المنوية ويحسن شكلها، ويحسن من صحة البويضات عند الإناث.

  •  الفيتامينات

الفيتامينات ضرورية لجسمنا. وبالتالي، فإن جميع المكملات تحتوي على فيتامينات. والعديد من الفيتامينات التي تتراوح من مجموعة B-complex إلى الفيتامينات C وE، والمعادن مثل حمض الفوليك والزنك والمغنيسيوم وما إلى ذلك ليست ضرورية فقط للخصوبة، ولكن أيضًا لنمو الجنين.

ما هي مكملات الخصوبة التي يمكن أن تساعد على الحمل؟

هناك عدد من المواد التي تحتويها مكملات الخصوبة والتي قد تكون لها فوائد تدعم الخصوبة والقدرة على الإنجاب عند النساء والرجال. تعرّف على أهم هذه المواد كما يلي:

  • L- كارنتين

إنه أحد الأحماض الأمينية الأساسية التي تدعم نمو وصحة الجهاز التناسلي وخاصة في الذكور.

  •  L- أرجينين

يوجد L-arginine، وهو حمض أميني آخر يقترن عادةً بـ L-carnitine، في العديد من المواد الغذائية، لكنه يوجد بنسب كبيرة داخل رأس الحيوان المنوي. وL-arginine هو مكمل رئيسي لتعزيز قوة الحيوانات المنوية، وكذلك لزيادة عددها. ومع ذلك، فإن تناوله ممنوع بشكل عام للأشخاص الذين يعانون من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي مثل الهربس أو القروح الباردة، إذ يمكن أن تتفاقم مثل هذه الأمراض عن طريق إعادة تنشيط الفيروس بوجود هذا الحمض الأميني.

  •  البيتا كاروتين

يوجد البيتا كاروتين على نطاق واسع في العديد من الخضراوات، والذي يتطور لاحقاً إلى الفيتامين أ القوي عند دخوله الجسم، ويوصى بشدة باستهلاك البيتا كاروتين أثناء الحمل، ولكنه يستخدم كمكمل للخصوبة أيضاً، وتساعد الخاصية المضادة للأكسدة في البيتا كاروتين على الحفاظ على صحة الحيوانات المنوية، وكذلك البويضة عن طريق التخلص من أي جذور حرة في الجسم ومنع تلف الحمض النووي، وعادةً ما تحتوي مكملات الفيتامينات على البيتا كاروتين بكميات جيدة.

  •  الفيتامين سي

بصرف النظر عن كونه مضاداً طبيعيًا للأكسدة، فإن وجود الفيتامين سي يرتبط ارتباطاً مباشراً بتحسين الحمض النووي داخل الحيوانات المنوية، وحمايتها وتحسين جودتها وشكلها، والحمض النووي داخل الحيوانات المنوية مهم للغاية لمنع أي إجهاض أو لتكوين جنين يعاني من اضطرابات أو حالات مختلفة. علاوة على ذلك، يشجع الفيتامين سي الحيوانات المنوية على الانتشار بدلاً من الالتحام معاً، مما يزيد من فرص السباحة بسرعة نحو البويضة.

  •  الفيتامين هـ (E)

الفيتامين (هـ) هو أحد مضادات الأكسدة الأخرى التي تلعب دورًا رئيسيًا في زيادة الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء، وهو مهم جدًا للزوجين اللذين يخضعان للتلقيح الصناعي، ويمكن أن يؤدي تناول الفيتامين هـ إلى زيادة فرص الإخصاب بنسبة 10٪ تقريبًا.

  • أحماض أوميغا 3

تُعتبر مكملات أحماض أوميغا 3 الدهنية ضرورية لأنها:

  1. تزيد من تدفق الدم إلى الرحم وتساعد الجريبات في المبايض على إطلاق البويضات.
  2. تعمل على تقليل الالتهابات التي قد تسبب عوائق مع الحمل.
  3. توفير الأحماض الدهنية الأساسية للسائل المنوي.
  4. تعزز مستويات البروستاجلاندين وصحة الحيوانات المنوية.
  • السيلينيوم

عند الرجال، يعتبر السيلينيوم مهمًا للغاية لأن مستويات السيلينيوم المناسبة ترتبط ارتباطًا مباشرًا بعدد الحيوانات المنوية الجيد عند النساء، يلعب السيلينيوم دوراً أساسيًاً في حماية الجنين الناشئ من الإجهاض أو أي عيوب أخرى، كما أن الخصائص المضادة للأكسدة للسيلينيوم تحافظ على بنية الكروموسومات سليمة.

  • حمض الفوليك

ينصح بشدة بتناول حمض الفوليك قبل الحمل، وكذلك خلال الأشهر الأولى من الحمل، لأنه يحسن صحة الجنين، فهو يدعم التكوين الأفضل للحمض النووي والحمض النووي الريبي، ويحمي أيضاً تلك الرموز الجينية داخل الطفل، وإن استكماله بتناول الفيتامينات ب المركب أمر مفيد للغاية، كما يمكن أن يؤدي الجمع بين حمض الفوليك والزنك أيضاً إلى تحسين جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال.

  •  الزنك

يلعب الزنك دوراً حيوياً في الحفاظ على صحة الكروموسومات ومستويات هرمونات الأستروجين والبروجسترون، مما يفيد الحمل. وفي الحيوانات المنوية، فإن الذيل وغطاء رأس الحيوان المنوي يتكونان من الزنك نفسه، مما يجعل إدراج الزنك في النظام الغذائي للرجل أمراً ضرورياً للغاية، ويمكن لهذا العنصر تحسين حركة وجودة الحيوانات المنوية، كما أنه مهم للنساء لأن نقص أو انخفاض مستوياته يمكن أن يؤدي إلى الإجهاض.

مخاطر تناول مكملات الخصوبة

كما ذُكر أعلاه، يمكن أن تتفاعل مكملات الخصوبة مع الأدوية الأخرى التي قد يتناولها الشخص، ويمكن أن يؤثر تناول مكملات الخصوبة خاصة بجرعات عالية ولوقت طويل جداً على صحتك الإنجابية، وكذلك على صحتك العامة بشكل سلبي. والأعراض التالية هي الآثار الجانبية التي قد تحدث بسبب تناول جرعات عالية من المكملات:

  • الصداع.
  • الرؤية الضبابية.
  • التقيؤ والغثيان.
  • زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب (يحدث هذا عندما يتم تناول حمض الفوليك بكميات زائدة).
  • الطفح الجلدي.

متى يجب توخي الحذر الشديد مع مكملات الخصوبة؟

عليك توخي الحذر، وتجنب شراء مكملات الخصوبة في الحالات التالية:

  • مِن المحلات غير الموثوق بها، والتي تروج للمكملات على أنها الحل السحري لكل مشاكلك.
  • عندما يتم ذكر أنه تم إثبات فعالية المنتج بدون ذكر البحث العلمي ووقت إجرائه ومكانه.
  • تتم كتابة عبارة "موصى به من قبل الأطباء"، ولكنه لا يحمل أي شعار رسمي للمنظمة.
  • يبالغ ويضمن لك أنه علاج نهائي للعقم.

نصيحة من موقع صحتك 

على الرغم من أن العديد من مكملات الخصوبة تساعد في تحسين الخصوبة، فإنها قد لا تنجح مع الجميع، كما أنها فعالة ولكنها قد تؤدي أيضاً إلى آثار جانبية خطيرة، وبالتالي، فإن استشارة الطبيب قبل تناول أي مكمل سيكون قراراً حكيماً. ننصحك باستشارة طبيبك حول الفوائد والمخاطر المحتملة لمكمل معين، وأخبره عن تاريخك الطبي وأي حالات طبية موجودة لديك مسبقاً، وإذا كنت تتناول بعض الأدوية. كما يجب عليك العلم أنه لن يؤدي تناول المكملات الغذائية وحدها إلى تحسين مستويات الخصوبة لديك، لهذا، فإن اتباع نظام غذائي صحي، والعيش في نمط حياة جيد، وممارسة الرياضة ستفيدك أيضاً.

آخر تعديل بتاريخ
28 يناير 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.