تواجه السيدة الحامل قائمة متزايدة من الأشياء التي يحذر فعلها أثناء الحمل، مما يُشعرها بأنه لا يوجد شيء آمن لها ولطفلها الذي لم يولد بعد، فعلى سبيل المثال، انتشرت خرافة بين السيدات أن ممارسة الأنشطة الرياضية محذور أثناء الحمل، مما دفع الأطباء إلى العكوف على إثبات عدم صحة هذه الخرافة، والتأكيد على أهمية ممارسة الرياضة للسيدة الحامل، مع الحرص أن تكون بالوعي الكافي لتقييم النشاط أو التمرين الذي تريد القيام به ومراجعة طبيبها المختص. سنقدم لك في هذا المقال الرد على بعض الاسئلة المتعلقة بممارسة رياضة السباحة أثناء الحمل.

هل ممارسة السباحة آمنة أثناء الحمل؟

وفقًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، تعد السباحة واحدة من أكثر أشكال التمارين أمانًا أثناء الحمل. كما تعدّ السباحة شكلًا معتمدًا من التمارين أثناء الإخصاب في المختبر (IVF) بسبب الفوائد الصحية الكبيرة التي توفرها مع عدم وضع مستوى عالٍ من الضغط على الجسم.

فالسباحة تمرين منخفض التأثير يحافظ على قوة العضلات، خاصة عضلات البطن؛ لذلك نجد أن ممارسة تمرين السباحة آمن حتى في الثلث الأخير من الحمل.

ما فوائد السباحة أثناء الحمل؟

يتم تشجيع ممارسة الرياضة بشكل عام أثناء الحمل؛ لأنها تحافظ على صحة الجسم وتهيئته لقسوة المخاض في المستقبل، وبالإضافة إلى الفوائد العامة للنشاط البدني بشكل عام هناك بعض الأسباب الإضافية التي تدفع السيدة الحامل إلى تجربة السباحة أثناء فترة الحمل:

• السباحة هي شكل من أشكال التمارين منخفضة التأثير، لذلك ستشكرك عظامك ومفاصلك. يمكن أن يساعد كون السيدة الحامل محاطة بالمياه أيضًا في رفع بعض الضغط على جسمها من الوزن الزائد الذي تحمله أثناء الحمل.
• النوم بصورة أفضل، فمثل العديد من أشكال التمارين الهوائية قد يتحقق النوم الليلي الأفضل من قضاء بعض الوقت في ممارسة السباحة، ونظرًا لأن النوم قد يكون صعبًا في مراحل مختلفة أثناء الحمل فهذه فائدة لا ينبغي إغفالها.
• يمكن أن يكون الماء وسيلة رائعة لتسكين الآلام، خاصة أثناء الحمل عندما تعاني السيدة الحامل من التورم أو الانزعاج بسبب زيادة الوزن. وحتى أثناء الولادة، يمكن أن يكون استخدام الدش أو الحمام أو المسبح بمثابة إجراء مريح للآلام التي قد تعاني منها.
• قد تساعد السباحة الجهاز العصبي للجنين. فتشير بعض الدراسات إلى أن السباحة يمكن أن تحمي الأطفال من نقص الأكسجة ونقص التروية.
• يمكن ممارسة السباحة بأمان في جميع مراحل الحمل الثلاثة. لذلك، لا داعي للقلق بشأن التوقف بمجرد وصول السيدة الحامل إلى مرحلة معينة من الحمل.

هل هناك احتياطات يجب وضعها في الاعتبار أثناء ممارسة رياضة السباحة مع الحمل؟

بالطبع هناك بعض الاعتبارات أثناء ممارسة السباحة بشكل آمن مع الحمل:

ضعي في اعتبارك أنكِ قد تتعبين أسرع مما كنتِ عليهما عندما لا تكونين حاملاً، انتبهي إذا كنتِ تسبحين بعيدًا عن الشاطئ، وضعي في اعتبارك المد والجزر. كما عليك الحرص على الاستعلام عن نظافة المسبح وعدم رصد أي بكتيريا في الماء قبل الذهاب للسباحة فيه.

• الحرص على أن تكون درجة حرارة الماء معتدلة:

يجب تجنب السباحة في الماء الدافئ جدًا أثناء الحمل؛ لأن ذلك قد يرفع درجة حرارة الجسم. فمن المهم ألا ترتفع درجة حرارتك عن 39 درجة مئوية (102.2 درجة فهرنهايت) أثناء الحمل، لذلك فإن استخدام أحواض المياه الساخنة أو الينابيع الساخنة أو حتى الحمامات الدافئة جدًا للاسترخاء أثناء الحمل يجب أن يكون محدودًا جدًا.

فوجد أنه في الأشهر الثلاثة الأولى على وجه الخصوص يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب الغمر في الماء الساخن إلى حدوث تشوهات عند الولادة أو إجهاض محتمل، لذلك من المهم أن تأخذي هذه التوصية على محمل الجد.

وعلى الجانب الآخر، يجب تجنب السباحة في البحيرات والمحيطات في الطقس البارد، لأن درجة الحرارة الباردة يمكن أن تعرض الجسم لصدمة.

• الاعتدال

كما ذكرنا سابقًا، يمكن أن تكون ممارسة الرياضة المائية فكرة رائعة أثناء الحمل، كما أن الماء مهدئ لآلام الحمل التي تعاني منها العديد من النساء. إلا أنه يمكن أن تصبح السباحة غير آمنة أثناء الحمل إذا حدث الكثير من الجهد. مثل جميع أشكال التمارين الرياضية أثناء الحمل، يجب أن تتوقفي عن السباحة إذا بدأتِ في الشعور بالغثيان، أو ظهور أي إفرازات مهبلية أو نزيف، أو الشعور بألم في البطن والحوض.

فضعي في اعتبارك إبقاء جلسات السباحة لمدة 30 دقيقة تقريبًا في كل مرة، والاقتصار على 3 إلى 5 مرات في الأسبوع. 

• ماذا عن الكلور؟

إذا كنتِ قلقة بشأن السباحة في حمام سباحة أو بيئة أخرى بها الكلور، فسيسعدك معرفة أن دراسة واحدة على الأقل عام 2010 تشير إلى عدم وجود نتائج سلبية للولادة مرتبطة بمواد التنظيف الكيميائية في حمامات السباحة. ووفقًا لتلك الدراسة، فإن النساء اللاتي سبحن في مسبح في بداية ومنتصف الحمل كان لديهن خطر أقل قليلاً من ولادة أطفالهن قبل الأوان، أو حدوث التشوهات الخلقية مقارنة بغير المتمرنين!

بينما أثارت الأبحاث الحديثة مخاوف بشأن تعرض الجنين للمنتجات الثانوية لتطهير المياه في أحواض السباحة، ذكر مؤلفو الدراسة أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات والمعلومات طويلة الأجل.

نصائح تساعدك على ممارسة السباحة بشكل آمن مع الحمل

إذا قررتِ السباحة أثناء الحمل، فإليك بعض النصائح لجعلها ممتعة وآمنة قدر الإمكان:

• ابحثي عن ملابس سباحة مناسبة. مع تقدم حملك، سيتغير حجمك وشكلك. ليس من الممتع محاولة التأقلم أو السباحة في شيء لا يناسبك.
• انتبهي لخطواتك! يمكن أن يسبّب الدخول والخروج من البيئات المائية الانزلاق. احرصي على المشي بحذر، وكوني حذرة في غرف خلع الملابس في حمام السباحة حيث يسهل الانزلاق.
• استخدمي واقٍ من الشمس واسع الطيف مع عامل حماية من الشمس 30 على الأقل عند السباحة في الهواء الطلق لتجنب الحروق. وتذكري إعادة وضع الكريم الواقي من الشمس بشكل متكرر، وتجنبي السباحة في الهواء الطلق بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً عندما يكون ضوء الشمس المباشر أقوى.
• حافظي دائما على شرب الماء والسوائل، حتى إذا كنتِ لا تشعرين بالعطش، فلا يزال من الممكن أن تصابي بالجفاف أثناء السباحة. قد يخدعكِ الشعور بالانتعاش من كونكِ محاطة بالمياه، ولكن من المهم أن تأخذي الكثير من فترات الراحة لشرب الماء.
• اسبحي دائمًا مع شخص آخر، ولا تسبحي في منطقة لا يوجد فيها منقذ حفاظًا على سلامتك.

وختامًا… ضعي في اعتبارك أنه على الرغم من أن السباحة تعدّ آمنة بشكل عام أثناء الحمل، فقد لا تتم الموافقة عليها للنساء اللاتي يعانين من حالات طبية معينة، أو قيود على الأنشطة بسبب مضاعفات الحمل.

لذلك، فمن الأفضل دائمًا التحدث مع طبيبك حول حالتك الخاصة، لا سيما إذا كنتِ تقومين بتغيير خطة التمرين العادية، أو كنت تعانين من أي حالات طبية متعلقة بالحمل.

المصادر:

1- https://www.healthline.com/health/pregnancy/pregnancy-swimming

2-https://www.healthline.com/health/pregnancy/hot-tubs