سرطان الرحم أو سرطان بطانة الرحم هو من أكثر أنواع السرطان شيوعًا التي تُصيب الجهاز التناسلي عند النساء، وتشهد معدَّلات الإصابة به ارتفاعًا مطردًا ربما بسبب ارتفاع معدّلات السمنة في العالم. وعلى الرغم من إمكانية علاجه الكبيرة عند اكتشافه في مراحله المبكرة، فإن تشخيصه في مراحله المتقدمة يجعل إمكانية علاجه محدودة، ويؤكد ذلك على ضرورة الكشف المبكر عن سرطان بطانة الرحم لتحسين فرص الشفاء.
تطوير اختبار جديد يمكن أن يحسِّن تشخيص سرطان بطانة الرحم
طوَّر علماء من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، اختبارًا بسيطًا وآمنًا ودقيقًا لتشخيص سرطان بطانة الرحم. وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة الطب الحيوي الإلكترونية (eBiomedicine)، أن هذا الاختبار دقيق بنسبة تزيد عن 95% في تشخيص إصابة النساء اللواتي يعانين من النزيف بعد انقطاع الطمث بالسرطان، كما أنه أكثر دقة من الوسائل الحالية.
يعتمد الاختبار على أخذ عينة من السائل الموجود في المهبل وعنق الرحم وتحليله، ويأمل العلماء أن يؤدي هذا الاختبار الجديد إلى تحسين تشخيص سرطان بطانة الرحم، وأن يقلِّل من الحاجة إلى إجراء المزيد من الاختبارات الجراحية المؤلمة والمرهقة بالنسبة للنساء، والمستخدمة حاليًا في المستشفيات، مثل تنظير الرحم.
إنجاز علمي مهم في تشخيص سرطان بطانة الرحم
تمكن باحثون من جامعة مانشستر وجامعة سري في المملكة المتحدة، من تحديد مجموعة مكوَّنة من خمس علامات من البروتينات في السائل المهبلي يمكنها التمييز بدقة بين النساء المصابات بسرطان بطانة الرحم وغير المصابات بالمرض.
شمَلت الدراسة 118 امرأة تعاني من النزيف بعد انقطاع الطمث، وكانت 53 امرأة منهن مصابة بسرطان بطانة الرحم و65 امرأة غير مصابة بالمرض، وتم أخذ عينات من السائل المهبلي من جميع النساء المشاركات في الدراسة.
واستخدم العلماء تقنية متطورة تسمى SWATH-MS، وهي تقنية تُستخدم لقياس الطيف الكتلي، والتي تقيس كتل الجزيئات وتعطي معلومات حول تركيبتها وبنيتها. وقد ساعدتهم هذه التقنية على تحليل الجزيئات وإنشاء خرائط رقمية للبروتينات في العينات التي تم أخذها من النساء.
وبعد ذلك، استخدموا التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي للعثور على البروتينات الأكثر اختلافًا بين العينات، وإنشاء نموذج تشخيصي بسيط ودقيق يعتمد على البروتينات.
النزيف غير الطبيعي لا يدل دائمًا على سرطان بطانة الرحم
يعد سرطان بطانة الرحم رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في المملكة المتحدة، حيث يتم تشخيص حوالي 9700 حالة جديدة كل عام، ومن أهم أعراضه النزيف غير الطبيعي، وخاصة بعد انقطاع الطمث. ولكن من المهم التنويه إلى أن النزيف لا يشير دائمًا إلى الإصابة بالسرطان، فإن 5% إلى 10% فقط من النساء المصابات بالنزيف يعانين من سرطان بطانة الرحم. ويمكن أن تسبب العديد من الحالات الحميدة (غير السرطانية) النزيف أيضًا، مثل الأورام الحميدة والأورام الليفية.
الفحوصات التقليدية لتشخيص سرطان بطانة الرحم
في الوقت الحالي، تواجه النساء المشتبه بإصابتهن بمرض سرطان بطانة الرحم سلسلة من الفحوصات، تبدأ بالتصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل (السونار المهبلي)، حيث يتم إدخال مسبار في المهبل لقياس سمك بطانة الرحم.
ثم بعد ذلك، تخضع النساء اللواتي أظهر فحص السونار المهبلي أن لديهن بطانة رحم سميكة لعملية تنظير الرحم، حيث يتم إدخال منظار صغير مزوَّد بضَوء بارد وكاميرا إلى الرحم عبر المهبل وقناة عنق الرحم، ليتم فحص بطانة الرحم بصريًا، وفي بعض الحالات، يتم أخذ عينات من نسيج بطانة الرحم (خزعة أو عينة).
تجدر الإشارة إلى أن هذه الفحوصات تعتبر تدخُّلات جراحية، ويمكن أن تكون مؤلمة وغير ضرورية بالنسبة لمعظم النساء، إذ إن نسبة ضئيلة، تتراوح بين 5% إلى 10% فقط من النساء اللواتي يعانين من أعراض سرطان بطانة الرحم لديهن حالة مَرضية خبيثة.
نقلة نوعية في تشخيص سرطان بطانة الرحم
أشار الباحثون إلى أن نتائج هذه الدراسة مهمة للغاية في تشخيص سرطان بطانة الرحم بدقة عالية، فهذا الاختبار هو وسيلة جديدة غير جراحية وغير مكلفة ودقيقة لكشف سرطان بطانة الرحم في مراحله المبكرة. ويمكن لتطبيق هذه الوسيلة في الممارسات السريرية أن يُحسِّن الرعاية الصحية المقدَّمة للمرضى، وذلك من خلال كشف الإصابة بسرطان بطانة الرحم بسرعة وبشكل مبكر، وتجنُّب العديد من النساء الأصحاء إجراء اختبارات جراحية غير ضرورية.
وبناءً على ذلك، سيعمل العلماء على تطوير فحوصات سريرية تعتمد على تقنيات جديدة مثل اختبار الإليزا (ELISA) أو اختبار Lumipulse، أو حتى تقنيات أحدث مثل اختبارات التدفق الأفقي.
ويمكن لهذا الاختبار الجديد أن يحسن تشخيص سرطان بطانة الرحم بشكل كبير، كما يمكن استخدامه في الرعاية الأولية كأداة لتصنيف النساء المشتبه في إصابتهن بالمرض.
