صحــــتك

"الأوزمبيك" ومتلازمة تكيس المبايض


تُعدّ متلازمة تكيس المبايض (PCOS) مشكلة شائعة تحدث خلال سنوات الإنجاب، فإذا كنتِ تعانين من متلازمة تكيس المبايض (PCOS) فقد تعانين من خلل هرموني، مما يسبب اضطرابات في الدورة الشهرية، وظهور شَعر زائد في الجسم، مع زيادة الوزن لارتباطها بزيادة مقاومة الأنسولين في الجسم.

لم يتمكّن العلماء حتى الآن من الوصول للسبب الدقيق لمتلازمة تكيّس المبايض، إلا أن التشخيص والعلاج المبكّر مع فقدان الوزن قد يقلل من خطر حدوث المضاعفات الطويلة الأمد المرتبطة بالمتلازمة، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب.

تزامنًا مع انتشار الأدوية المستخدَمة لعلاج السُّمنة، مثل الأوزمبيك والمونجارو، يُجرِي الأطباء مزيدًا من الدراسات حول إمكانية استخدام تلك الأدوية لتخفيف وعلاج متلازمة تكيس المبايض.

ما هو "الأوزمبيك"؟

قُبِل دواء الأوزمبيك من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) لعلاج مرض السكري من النوع 2 لدى البالغين.

يساعد الدواء في تحسين ضبط مستوى السكر في الدم لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني، كما ثَبَت أنه يُخفِّض نسبة الهيموغلوبين A1C، وهو مقياس لمستوى السكر (الجلوكوز) في الدم خلال الفترة السابقة، ويعمل على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل السكتة الدماغية أو النوبات القلبية.

المركَّب النشِط في دواء الأوزمبيك هو ناهض مستقبلات تشبه الجلوكاجون الببتيد -1 (GLP-1)، يعمل عن طريق تنشيط مستقبلات GLP-1 في جميع أنحاء الجسم، وتعزيز تأثيرات الهرمون الطبيعي GLP-1، مما يعزز من إفراز البنكرياس للأنسولين، ويساعد في التحكم في مستوى سكر الدم، ويقلل من إفراز الجلوكاجون الرافع لمستوى سكر الدم، فيساعد على التحكم والسيطرة على مستويات السكر في الدم.

كيف يعمل الأوزمبيك على تقليل الوزن؟

 يعمل الأوزمبيك بمادته الفعالة "السيماجلوتيد  semaglutide"على خفض الوزن من خلال آليّتَين رئيسيّتَين:

  • يؤثّر على مراكز الجوع في الدماغ، تحديدًا في منطقة ما تحت المهاد، مما يقلل الجوع والشهية.
  • يبطِّئ من معدل إفراغ المعدة، مما يطيل بشكل فعّال من الامتلاء والشبع بعد الوجبات.

أكَّد العلماء أن إيقاف استخدام الأوزمبيك تمامًا بعد فقدان الوزن سيؤدي على الأرجح إلى استعادة معظم الوزن المفقود في غضون عدة أشهر، فهي مصمَّمة لتؤخذ على المدى الطويل مع اتّباع أنظمة غذائية صحية.

هل الأوزمبيك دواء آمن؟

لا زالت الأبحاث جارية عن الأوزمبيك وفوائده ومخاطره، ويُحذِّر الأطباء من استخدام الأوزمبيك مع الحالات الآتية:

  • التهاب البنكرياس.
  • داء السكري من النوع الأول (الشبابي).
  • لمن هم أقل من 18 عامًا.
  • اعتلال الشبكية السكري.
  • مشكلات في البنكرياس أو الكلى.
  • التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي (MTC).
  • متلازمة لورم الغدد الصمّ المتعدد من النوع 2 (MEN 2).

في جميع الأحوال، لا يُنصَح أبدًا باستخدام الأوزمبيك دون استشارة الطبيب المختص.

ما الأعراض الجانبية للأوزمبيك؟

يُعدّ الغثيان والقيء والإسهال والإمساك من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا، وعادةً ما تكون قصيرة الأجل، وتتحسن خلال بضعة أيام، إلا أن هناك آثارًا جانبية أخرى أقل شيوعًا، ولكنها أكثر خطورة مثل:

  • التهاب البنكرياس.
  • تغييرات الرؤية.
  • نقص السكر في الدم.
  • مشكلات في الكلى.
  • ردود الفعل التحسسية.
  • مشكلات المرارة.
  • أورام الغدة الدرقية أو السرطان.

الأوزمبيك ومتلازمة تكيس المبايض

كما ذكرنا، فإن متلازمة تكيس المبايض هي اضطراب هرموني معقَّد يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، وزيادة الوزن، وانخفاض الخصوبة، ونمو الشَّعر غير الطبيعي، وظهور حَبّ الشباب.

يمكن أن تؤدي متلازمة تكيس المبايض أيضًا إلى عواقب أيضية مزمنة، فالمصابات يعانين من مقاومة الأنسولين، كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

قد تكون مقاومة الأنسولين المرتبطة بشكل كبير بمتلازمة تكيس المبايض أحد الأسباب التي تجعل الأدوية، مثل الأوزمبيك والمانجارو والتي يمكن أن تزيد من حساسية الأنسولين، تساعد في علاج أعراض متلازمة تكيس المبايض.

يمكن أن يؤدي فقدان الوزن الذي يحدث عند تناول هذه الأدوية إلى تقليل أعراض متلازمة تكيس المبايض بشكل كبير، فيقلل فقدان الوزن من مستويات الأندروجين، ويحسّن الأعراض المصاحِبة، مثل نمو الشَّعر غير الطبيعي وحَبّ الشباب، كما يمكن أن يحسن أيضًا معايير التمثيل الغذائي، مثل سكر الدم وضغط الدم والكوليسترول.

يساعد فقدان الوزن أيضًا في تنظيم الدورة الشهرية، واستعادة الإباضة، وتحسين الخصوبة. يجب إيقاف استخدام هذه الأدوية عند التخطيط للحمل أو أثناء الحمل، فتأثيرها على تطور نمو الجنين والحمل غير معروف حتى الآن.

 نصائح غذائية لعلاج متلازمة تكيس المبايض

  • يبدأ علاج متلازمة تكيس المبايض عادةً بتغييرات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن والنظام الغذائي والتمارين الرياضية.
  • يمكن أن يساعد فقدان 5 إلى 10% فقط من وزن الجسم في تنظيم الدورة الشهرية، وتحسين أعراض متلازمة تكيس المبايض. يمكن أن يؤدي فقدان الوزن أيضًا إلى: تحسين مستويات الكوليسترول، وانخفاض الأنسولين، وتقليل مخاطر أمراض القلب والسكري.
  • وجدت الدراسات التي قارنت الحِمْيات الغذائية الخاصة بمتلازمة تكيس المبايض أن الأنظمة الغذائية المنخفضة الكربوهيدرات فعّالة في إنقاص الوزن وخفض مستويات الأنسولين.

يساعد النظام الغذائي ذو المؤشر الجلايسيمي المنخفض  GIالذي يحصل على معظم الكربوهيدرات من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة على تنظيم الدورة الشهرية بشكل أفضل من نظام غذائي منتظم لفقدان الوزن.

  • أشارت بعض الدراسات إلى أن 30 دقيقة من التمارين المتوسطة الشدة لمدة 3 أيام على الأقل في الأسبوع يمكن أن تساعد النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض على إنقاص الوزن، كما يؤدي فقدان الوزن بالتمارين الرياضية أيضًا إلى تحسين الإباضة ومستويات الأنسولين.
  • تعتبر ممارسة الرياضة أكثر فائدة عند دمجها مع نظام غذائي صحي، يساعدك النظام الغذائي بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية على فقدان الوزن،  كما أنه يقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
  • هناك بعض الأدوية الأخرى التي قد تساعد أيضًا في علاج متلازمة تكيس المبايض، مثل الميتفورمين، فهو يُستخدَم في علاج مرض السكري من النوع 2. وجدت إحدى الدراسات أنّ تناول الميتفورمين أثناء إجراء تغييرات على النظام الغذائي وممارسة الرياضة يُحسِّن تخفيض الوزن، ويُخفِّض نسبة السكر في الدم، ويعيد الدورة الشهرية الطبيعية بشكل أفضل من التغييرات في النظام الغذائي وممارسة الرياضة وحدها.
  • لا يُنصَح بتناول أيِّ من هذه الأدوية دون الرجوع إلى طبيب التغذية المتخصص لدراسة حالتك، ومعرفة الجرعة المناسبة لك، تجنبًا لحدوث أي مضاعفات أو آثار جانبية.

أخيرًا:

  • تعتبر متلازمة تكيس المبايض من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا بين النساء، والمسبِّبة لحدوث خلل في الخصوبة قد يؤدي إلى تأخر الإنجاب.
  • يُعدّ تغيير نمط الحياة واتّباع الحميات الغذائية هو العلاج الأول الذي يوصي بها الأطباء لعلاج متلازمة تكيس المبايض، وغالبًا ما تؤدي إلى نتائج ممتازة.
  • يبقى خيار اللجوء إلى الأدوية متروكًا لتقييم الطبيب المتخصص بعد دراسة الحالة، وشرح الفوائد والمخاطر المحتَملة.

المصادر:

1-https://www.healthline.com/health/polycystic-ovary-disease

2- https://www.health.com/ozempic-mounjaro-pcos-7510971

3- https://www.forbes.com/health/body/ozempic-for-weight-loss/

آخر تعديل بتاريخ
06 أغسطس 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.