يُصنَّف الاكتئاب على أنه اضطراب مزاجي، ويمكن وصفه بأنه مجموعة من مشاعر الحزن أو الخسارة أو الغضب التي تتعارض مع أنشطة الشخص اليومية.
أعراض الاكتئاب
لن يعاني كلُّ شخص مصاب بالاكتئاب من نفس الأعراض، إذْ يمكن أن تختلف الأعراض في شدتها، وعدد مرات حدوثها، ومدة استمرارها.
إذا كنت تعاني من بعض العلامات والأعراض الآتية كلَّ يوم تقريباً، ولمدة أسبوعين على الأقل، فقد تكون مصاباً بالاكتئاب:
- الشعور بالحزن أو القلق أو الفراغ.
- الشعور باليأس وعدم القيمة والتشاؤم.
- البكاء الشديد.
- فقدان الاهتمام بالهوايات والاهتمامات التي كنت تتمتع بها من قبل.
- انخفاض الطاقة أو التعب.
- صعوبة في التركيز أو التذكّر أو اتخاذ القرارات.
- التحرّك أو التحدّث ببطء شديد.
- صعوبة في النوم أو الاستيقاظ في الصباح الباكر أو النوم الزائد.
- تغيُّرات في الشهية أو الوزن.
- ألم جسدي مزمن بدون سبب واضح دون تحسن مع العلاج، مثل الصداع أو مشكلات في الجهاز الهضمي أو تقلصات.
- امتلاك أفكار متعلقة بالموت أو الانتحار، أو إيذاء النفس أو محاولات الانتحار.
علامات الاكتئاب عند المرأة
قد تعاني الإناث من أعراض تتعلق بما يلي:
- تقلب المزاج والعصبية.
- الشعور بالحزن أو الفراغ أو القلق أو اليأس.
- تغير السلوك، مثل فقدان الاهتمام بالأنشطة، أو الانسحاب من الارتباطات الاجتماعية، أو امتلاك الأفكار الانتحارية.
- تدهور القدرات المعرفية، مثل التفكير أو التحدث بشكل أبطأ.
- تغير أنماط النوم، مثل صعوبة النوم طوال الليل، أو الاستيقاظ مبكّراً، أو النوم لفترات طويلة.
- المشكلات الجسدية، مثل انخفاض الطاقة وزيادة التعب، والتغيرات في الشهية، وتغيرات الوزن، والأوجاع والألم والصداع، أو زيادة التشنجات.
علامات الاكتئاب عند الرجل
قد تكون علامات الاكتئاب أقل ظهوراً عند الرجال من النساء، فهو يحاول إخفاءها قدر الإمكان، وعدم إظهارها على عكس النساء. هناك ثلاث علامات أساسية قد تظهر على الرجال، وهي:
- الألم الجسدي: يَظهر الاكتئاب عند الرجال على شكل أعراض جسدية أحياناً، كآلام الظهر أو الصداع المتكرر، أو مشكلات النوم، أو الضعف الجنسي، أو مشكلات هضمية، والتي قد لا تستجيب للعلاج العادي.
- الغضب: قد يتفاوت هذا بين العصبية والحساسية للانتقاد، أو فقدان حسّ الفُكاهة، وسرعة الغضب، وقد يتطور إلى العنف، وقد يسيء بعض الرجال لمن حولهم، وقد يكونوا أكثر رغبة بالتحكم.
- السلوك المتهور: قد يقوم الرجل الذي يعاني من الاكتئاب ببعض السلوكيات الخطيرة، كممارسة الرياضات الخطيرة، أو قيادة السيارة بتهوُّر، كما قد يسيء استخدام العقاقير.
أسباب الاكتئاب
هناك عدة أسباب محتملة للاكتئاب، يمكن أن تتراوح بين الأسباب البيولوجية والظرفية، وقد تتضمن هذه الأسباب ما يلي:
- كيمياء الدماغ: قد يكون هناك خلل كيميائي في أجزاء من الدماغ تتحكم في الحالة المزاجية والأفكار، والنوم والشهية والسلوك لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب.
- مستويات الهرمون: قد تؤدي التغيرات في هرمونات الأستروجين والبروجسترون الأنثوية خلال فترات زمنية مختلفة، مثل الدورة الشهرية أو فترة ما بعد الولادة أو انقطاع الطمث، إلى زيادة خطر إصابة السيدات بالاكتئاب.
- تاريخ العائلة: ستكون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب إذا كان أحد أفراد عائلتك يعاني أيضا من الاكتئاب أو أي اضطراب مزاجي آخر.
- صدمات الطفولة المبكّرة: تؤثّر بعض الأحداث على طريقة استجابة جسمك للخوف والمواقف العصيبة.
- هيكلية الدماغ: هناك خطر أكبر للإصابة بالاكتئاب إذا كان الفص الجبهي للدماغ أقل نشاطاً، ومع ذلك، لا يَعرف العلماء ما إذا كان هذا يحدث قبل أو بعد ظهور أعراض الاكتئاب.
- حالات طبية معيَّنة: قد تُعرِّضك حالاتٌ معيَّنة لخطر أكبر، مثل المرض المزمن والأرق والألم المزمن، ومرض باركنسون، والسكتة الدماغية والنوبات القلبية والسرطان والاضطرابات الهرمونية، مثل نقص نشاط الغدة الدرقية.
- سوء استخدام العقاقير: يمكن أن يؤثّر إدمان المواد المخدرة أو الكحول على زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب.
- الشعور بالألم: الأشخاص الذين يشعرون بألم جسدي أو عاطفي مزمن لفترات طويلة هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
ماذا عن مضادات الاكتئاب؟
تمثّل مضادات الاكتئاب مجموعة الأدوية التي تعمل على استعادة توازن المواد الكيميائية في الدماغ، وهناك عدة أنواع منها، تُعطَى حسب الحالة المَرَضية بجرعات مختلفة، علماً أنها تُستخدم للحالات الآتية:
- مرض الاكتئاب المزمن والمتوسط.
- القلق المزمن ونوبات الهلع.
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطرابات تناول الطعام.
- اضطراب التوتر التالي للصدمة.
تساهم مضادات الاكتئاب في زيادة نشاط عمل بعض المواد الكيميائية في الدماغ تُسمّى بالنواقل العصبية، فتسمح بنقل الإشارات من خلية دماغية إلى أخرى بشكل سليم.
هل تسبب مضادات الاكتئاب مشكلات بعد التوقف عن تناولها؟
قد تحدث بعض الأعراض عند التوقف عن تناول بعض أنواع مضادات الاكتئاب، وتزول هذه الأعراض بعد مرور فترة تتراوح بين الأسبوعين والشهرين، ومن هذه الأعراض:
- تعب في المعدة.
- أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
- القلق.
- الدوار.
- الكوابيس والأحلام المزعجة.
- بعض الأحاسيس التي تشبه التعرض لصدمة كهربائية.
ما الطريقة الأنسب لتناول مضادات الاكتئاب؟
إذا أردت أن يكون استخدامك لمضادات الاكتئاب فعّالاً، عليك الالتزام بالخطوات الآتية:
- واظِبْ على الاستشارة الدائمة مع طبيبك في الأسابيع الأولى من تناول مضادات الاكتئاب.
- يُفضَّل البدء بجرعات قليلة، ثم زيادة الجرعة تدريجياً تحت إشراف الطبيب.
- احذر التوقف المفاجئ عند تناولها، حتى وإن ظَهرت بعض الأعراض الجانبية المزعجة، فغالباً ما تزول هذه الأعراض مع الوقت، أو استشر الطبيب حول كيفية حل هذه المشكلة.
- كن صبوراً، وانتظر حتى يبدأ مفعولها، فبعضها يبدأ مفعولها بعد مرور أسبوع أو أسبوعين، وربما أكثر من ذلك.
- تحتاج بعض حالات الاكتئاب إلى مدة زمنية طويلة حتى تتمكن مضادات الاكتئاب من علاجها، فلا تفقد الأمل، وثابِرْ على الاستمرار في تناولها.
- أخبر طبيبك عن جميع التغيّرات التي تطرأ عند تغيير جرعة الدواء.
- إذا شعرت بأنك ترغب في زيادة الجرعة ضَعْ الأدوية مع شخص تثق به، حتى يعطيك إياها في الوقت والكمية المناسبة، كي لا تتسبب لنفسك بالضرر.
كيف تساعد صديقًا يعاني من الاكتئاب؟
- كن مصدراً للدعم: يشعر مريض الاكتئاب أنه عبء على مَن حوله، لكن حاوِل أن تكون داعماً له في جميع المواقف، وكن مستمِعًا جيدًا له.
- اعرض مساعدتك: قدِّم المساعدة لصديقك فيما يخص المهام اليومية التي يشعر بعدم القدرة على إتمامها.
- تواصَل معه: قد يؤدي الاكتئاب إلى العزلة، لذا احرص على التحقق من الشخص بين الحين والآخر، واسأل عنه وعن أحواله باستمرار.
- قم بشيء ممتع معه: قم بدعوة صديقك للقيام بأمور كنتم تستمتعون بالقيام بها سابقاً، مثل شرب القهوة في مكان في الخارج.
- أقنِعْه بالعلاج النفسي: ساعد صديقك على إيجاد معالِج نفسي مناسب، وشجِّعه على تحديد موعد معه.
- حدِّد خطة وسبلًا للتعايش: ساعد صديقك على إنشاء خطة أمان، وتحديد بعض مهارات التأقلم التي يمكنه استخدامها عندما يشعر بعدم القدرة على تحمل بعض المصاعب.
المصادر:
