صحــــتك

لماذا يتغير لون عيني؟

الصورة
avatar

تعتبر العيون من أكثر أجزاء الوجه التي تلفت الأنظار، فهي منبع الجمال، ولعل الشيء الأكثر روعة في العيون هو لونها الذي كثيرًا ما يكون مادة دسمة للشعراء والأدباء والعلماء. وفي الماضي ساد اعتقادٌ بأنه يمكن التنبؤ بلون العيون عند الأطفال من خلال النظر إلى ألوان عيون الوالدين والأجداد، بناءً على فكرة تقول بأن العيون البنية هي سِمَة سائدة، وأن اللون الأزرق هو صفة متنحيّة.

في أيامنا هذه، أصبح معروفًا أنه ليس من السهل تخمين لون العين بالنظر إلى لون عيون الوالدين، فلون العين ليس من عمل جين واحد، بل هناك باقة من الجينات يبلغ عددها 16 هي التي تدلو بدلوها في هذا الموضوع، أي في تحديد لون العين.

من أين يأتي لون العيون؟

يشير لون العين إلى القزحية التي هي الجزء الملون المحيط بالحدقة (بؤبؤ العين)، ولون العين هو نتيجة توزيع صباغ الميلانين الطبيعي الذي يحدد لون الشعر والبشرة أيضًا. إن ألوان العين المختلفة هي نتيجة تراكم كميات مختلفة من صباغ الميلانين في قزحية العين.

وفقًا للأكاديمية الأميركية لطب العيون فإن جميع البشر كان لديهم في الماضي، أي قبل 10000 سنة من الآن، عيون بنية، ولكن مع مرور الوقت تراجعت نسبة الميلانين، فظهرت فئات أخرى من الألوان تأرجحت بين البني والأزرق والرمادي والأخضر والبني والأسود والأصفر الباهت والأصفر الغامق والعسلي وألوان أخرى نادرة. تحتوي العيون البنية على أعلى نسبة من صبغة الميلانين التي تحمي من أضرار أشعة الشمس، وهذا ما يفسر شيوع العيون البنية في المناخات الأكثر سطوعًا بالشمس مثل آسيا وأفريقيا. تفيد الاستطلاعات في بلاد العم سام أن نصف الأميركيين يملكون عيونًا بنية.

تغير لون العين بشكل طبيعي

إن معظم الناس يملكون نفس لون العين الفريد منذ الوقت الذي يتعلمون فيه المشي وحتى سن الشيخوخة. قد تبدو عيون الرضيع رمادية أو زرقاء لتصبح أغمق مع تطور صبغة الميلانين في قزحية العين. يمكن أن يؤدي تمدد أو تقلص القزحية إلى تغييرات دقيقة مؤقتة في لون العينين، وهذا يحصل عندما يقوم الشخص بما يلي:

  • تركيز النظر.
  • قضاء وقت طويل في أماكن مظلمة جدًا أو شديدة الإضاءة.
  • مواجهه مشاعر عاطفية قوية.

قد يلاحظ بعض الناس أن لون عيونهم يخفت مع التقدم في العمر، وهذا أمر طبيعي لا يدعو للقلق.

الظروف الطبية التي تؤثر على لون العين

هناك جملة من الظروف الطبية التي تطال قزحية العين أو أجزاء أخرى من العين يمكن أن تغير لون العين، وتضم هذه:

1. نمش القزحية

 وهي عبارة عن بقع بنية صغيرة تظهر على سطح القزحية، وترتبط تمامًا بكثرة التعرض لأشعة الشمس، وهي تشبه تمامًا نمش الجلد. ونمش القزحية أمر شائع الحدوث، وهو غير ضار عادة.

2. وحمة القزحية

وهي شامة تشبه إلى حد بعيد تلك التي تشاهد على سطح الجلد. تحدث الوحمة جراء تكاثر الخلايا الصبغية التي تفرز مادة الميلانين التي تعطي لون البشرة والشعر والعينين. وتكون الوحمة عادة بطيئة النمو وغير ضارة، إلا أنه تجب مراقبتها عن كثب، لأنها يمكن أن تتحول إلى ورم خبيث.

3. التهاب القزحية

وهو التهاب يصيب الطبقة الوسطى من مقلة العين، وهناك عدة أنواع لهذا الالتهاب، وذلك اعتمادًا على الجزء المتورم من العين. عادة ما يحدث التهاب القزحية بسبب الالتهاب أو العدوى أو الصدمة أو التعرض للسموم. يعاني المصاب من احمرار الملتحمة ومن تغير في لون العين وحجم وشكل الحدقة. ويعتبر التهاب القزحية حالة طارئة تحتاج إلى العناية الطبية الفورية.

4. التهاب القزحية والجسم الهدبي المتغير اللون

وهو التهاب مزمن مجهول السبب يصيب بعض مكونات مقدمة العين بما في ذلك القزحية، ما يؤدي إلى فقدان هذه الأخيرة لصبغة الميلانين. يحدث هذا الالتهاب عادة في عين واحدة، لهذا نرى أن المصاب يملك عينين بلونين متباينين.

5. عقيدات ليش Lisch nodules

وهي عبارة عن نتوءات صغيرة بنية اللون تنمو فوق القزحية، وعادة ما تكون هذه العقيدات عرَضًا من أعراض مرض وراثي عائلي يعرف بالورم العصبي الليفي، الذي يتسبب في نمو أورام صغيرة على الخلايا العصبية في كل أنحاء الجسم. لا تؤثر عقيدات ليش على الرؤية، ولكنها يمكن أن تغير من لون العين.

6. متلازمة تشتت الصباغ Heterochromia

تتميز هذه المتلازمة بفقدان صباغ الميلانين من السطح الخلفي للقزحية ليحط رحاله على أجزاء أخرى من العين، فتبدو القزحية أفتح في المناطق التي تحتوي على صباغ أقل ما يؤثر على لون العين. قد تؤدي هذه المتلازمة إلى الإصابة بالغلوكوما الصباغية، وإلى حدوث تغيرات على صعيد الرؤية.

7. متلازمة هورنر

وهي حالة نادرة تنتج عن الإصابة بالسكتة الدماغية، أو بورم في الدماغ، أو إصابة في النخاع الشوكي. تصيب هذه المتلازمة جانبًا واحدًا من الوجه، وفيها يعاني المصاب من تدلي الجفن، وعدم انتظام حجم حدقة العين، وعدم القدرة على التعرق في الجانب المصاب من الوجه، كما يتغير لون العين جراء فقدان الصباغ من القزحية.

8.البرص (المهق)

البرص وهو مرض وراثي يتميز بغياب كلي أو جزئي لصباغ الميلانين في العين والشعر والجلد، وفيه يكون لون الجلد والشعر بلون أبيض، وتكون العيون زرقاء فاتحة جدًا، ونادرًا ما تكون وردية أو حمراء. أما القزحية فتكون شفافة واضحة ما يجعل الأوعية الدموية داخل العين مرئية.

9. متلازمة واردنبورغ

وهو اضطراب وراثي نادر، يعطي علامات مثل انخفاض تصبغ العين والشعر والجلد.

10. إعتام عدسة العين

تتسبب هذه الحالة في جعل العدسة داخل العين متغيمة، فتبدو العين ضبابية أو حليبية المظهر. إن إعتام عدسة العين أمر شائع مع التقدم في السن، ويمكن أن يؤثر على الرؤية.

11. قوس الشيخوخة  Arcus senilis

وهي حالة شائعة عند معشر الشيوخ، وتتميز بظهور حلقة رمادية فاتحة أو زرقاء حول القرنية ناجمة عن ترسب المواد الدهنية. إذا أصابت الحلقة الأشخاص دون الأربعين سنة من العمر فعندها يطلق على الحلقة اسم الحلقة الشبابية، Arcus Juvenilis.

12. حلقة كايزر فلايشير Keyser Fleischer

وهي عبارة عن حلقة خضراء برتقالية اللون تظهر حول القزحية جراء الإصابة بمرض ويلسون الناجم عن ارتفاع مستوى النحاس في الجسم.

13. ميلانوما العين

وهو نوع من السرطان الذي يتطور في الخلايا التي تنتج صباغ الميلانين. ليس واضحًا بعد السبب الفعلي الذي يؤدي إلى ميلانوما العين، ولكن المعروف أن الذين يملكون عيونًا فاتحة أو وحمات في قزحية العين، هم أكثر عرضة لهذا النوع من السرطان. يمكن لميلانوما العين أن يتسبب في حدوث تغييرات في لون العين.

14. رضوض العين

يمكن للإصابات الرضية أو العمليات الجراحية أن تلحق الضرر بقزحية العين، ما يجعل لون العين يبدو مختلفًا.

15. استعمال بعض القطرات

يمكن للقطرات العينية التي تحتوي على مادة البروستاغلاندين، التي تستعمل لعلاج الغلوكوما، أن تتسبب مع مرور الوقت في حدوث تغيرات دائمة في لون العين فتصبح أغمق من لونها الطبيعي المعتاد.

بعض الأسئلة والأجوبة حول لون العين

1. ما لون العيون التي يولد بها الأطفال عادة؟

يأتي الأطفال إلى هذا العالم بعيون زرقاء أو بنية اللون، ولكن يمكن للمواليد أن يأتوا بأي لون آخر. مع نمو الطفل يستمر إنتاج صباغ الميلانين، فإذا أنتج المولود ذو العيون الزرقاء المزيد من الميلانين في قزحية العين، فإن عيناه قد تصبحان داكنتيْ اللون، فتتحولان إلى اللون البني أو لون البندق.

2. كيف تحصل العيون الزرقاء على لونها؟

يعتقد الناس أن العين الزرقاء ناجمة عن وجود صباغ أزرق في القزحية، من هنا فإنها تبدو زرقاء، وهذا غير صحيح البتة، فاللون الأزرق للعين ناجم عن تغلغل الضوء في قزحية العين وانعكاسه باللون الأزرق، تمامًا كما يحصل في انعكاس لون السماء على البحر، وكذا الحال يحصل للعيون ذات اللون الأخضر أو الكستنائي.

3. هل يمكن أن يملك الناس ألوانَ عيونٍ مختلفة؟

في بعض الحالات يمكن أن نلاحظ أن بعض الناس يملك ألوان عيون مختلفة، مثل أن تكون إحدى العينين بلون يختلف عن لون العين الأخرى. أكثر من هذا، فقد نلحظ عند البعض تباينًا في اللون يحدث في نفس العين. قد يكون التباين في لون العيون خلقيًا أو مكتسبًا، وغالبًا ما يكون تباين اللون المكتسب ناجم عن مرض في العين.

4. هل يؤثر لون العين على صحة العين؟  

اكتشف مقدمو الرعاية الصحية بأن هناك صلة بين لون العينين وخطر الإصابة ببعض أمراض العين، فالأشخاص من ذوي العيون الداكنة أو البُنية هم أقل عرضة لخطر الإصابة بمرض التنكس البقعي أو سرطان العين أو اعتلال الشبكية السكري، أما عن التفسير، فقد عزاه الباحثون إلى وفرة صباغ الميلانين الذي يؤمن حماية أكبر للعين. في المقابل، فقد لوحظ أن أصحاب العيون البنية أو الداكنة هم أكثر عرضة للإصابة بإعتام عدسة العين.

5. ما لون العين الأكثر شيوعًا؟

إن الغالبية العظمى من الناس حول العالم تملك عيونًا بنية، يأتي اللون الأزرق في الدرجة الثانية.

6. ما ألوان العين الأخرى؟

إلى جانب العيون البنية والزرقاء هناك ألوان عيون أخرى هي:

  • عيون بلون البندق.
  • العيون الخضراء.
  • العيون العنبرية.
  • العيون الرمادية.
  • العيون الحمراء.
  • العيون البنفسجية.
  • العيون العسلية.
  • العيون السوداء.

7. هل يمكن تغيير لون العينين؟

يمكن تغيير لون العيون مؤقتًا بوضع العدسات اللاصقة الملونة، أو يمكن تغيير اللون بشكل دائم عن طريق زرع العدسات الملونة، أو باستخدام أشعة الليزر. إن تغيير لون العيون بشكل دائم يحتاج إلى شروط لا بد من توفرها في الشخص قبل الإقدام عليها، وفي هذه الحال ينصح كل راغب بهذا النوع من العمليات أن يناقش الأمر مع مقدم الرعاية المختص من ذوي الخبرة في جراحة التجميل، للوقوف على كل ما يتعلق بها من ألفها إلى يائها.

خير الكلام ما قل ودل

في بعض الأحيان قد يتراءى للبعض أن لون عينيه تغير، وهذا يمكن مشاهدته نتيجة تقلص واتساع حدقتي العينين جراء تركيز العيون والظلام الدامس أو الأضواء الساطعة، أو بكل بساطة عند مواجهة مشاعر قوية، وحتى الملابس نفسها قد تعطي انطباعًا بتغير لون العينين، فمثل هذه الظروف تثير الوهم بحدوث تغير في لون العينين، ولكن على أرض الواقع لا شيء من هذا القبيل. قد يتغير لون العينين بشكل فعلي، ويمكن لهذا التغيُّر أن يكون غير ضار، ولا مخاطر تترتب عنه. أو على العكس، يمكن لتغير اللون أن يكون علامة لحالة ساخنة تجري خلف الكواليس تحتاج إلى التشخيص والعلاج. إذا لاحظت أي تغير في لون إحدى العينين أو كلتيهما، فإنه عليك أن تستشير طبيب العيون على الفور.

 

المصادر:
Why Are My Eyes Changing Color?

Is it possible to change your eye color? - Medical News Today

Eye Color Percentages: Across the Globe, Effect on Health, More

What is Ocular Melanoma? - American Academy of Ophthalmology

آخر تعديل بتاريخ
15 مارس 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.