قصب السكر هو مصدر السكر الأبيض، وكذلك الأمر بالنسبة لبنجر السكر، وجزيئات السكروز في كل من سكر القصب وسكر البنجر متطابقة، لذلك من الناحية العلمية لا يوجد فرق كبير رغم اختلاف المصادر.
ومثل جميع أنواع السكريات المضافة، عادة ما يرتبط سكر القصب بآثار صحية سلبية، مثل زيادة الوزن، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وغيرها من الأمراض المرتبطة بارتفاع السكر في الدم.
على عكس السكريات الموجودة بشكل طبيعي في الأطعمة مثل الفاكهة، فالسكر الأبيض يوفر سعرات حرارية مع القليل من العناصر الغذائية أو الفوائد الصحية، ولكن طالما أنك تستهلكه باعتدال، يمكن أن يكون سكر القصب جزءاً من نظام غذائي صحي.
ما هو قصب السكر ؟
قصب السكر هو عشب استوائي يُزرع في جميع أنحاء العالم، ويشبه نبات الخيزران وينمو في المناخات الاستوائية، ويُستخدم عادة لإنتاج السكر المكرر وعصير قصب السكر وبعض المنتجات الطبية، ويتم تصنيع العديد من أنواع المنتجات من قصب السكر، وتتضمن هذه المنتجات ما يلي:
- السكر الأبيض المكرر.
- السكر البني.
- دبس السكر.
- الجاجري (Jaggery)، وهو أحد أهم بدائل السكر الأبيض، ويتم إنتاجه غالباً في الهند.
ويعد عصير قصب السكر أحد أنقى أشكال قصب السكر، بخلاف سيقان النبات نفسها، ويحتوي على عدد قليل جداً من العناصر الغذائية، ولكنه يحتفظ بكمية أكبر من الفيتامينات والمعادن الطبيعية للنبات مقارنة بالمنتجات العالية المعالجة، لكنه ما يزال يعتبر سكراً مضافاً.
وتمت زراعة قصب السكر في الهند وأجزاء أخرى من جنوب شرق آسيا منذ آلاف السنين، وتستخدمه أنظمة الطب الأيورفيدا والأوناني لعلاج الأمراض المختلفة، لكننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول الفوائد الصحية المحتملة لقصب السكر الطبيعي. وسكر القصب ليس مصدراً جيداً للفيتامينات أو المعادن، فملعقة صغيرة من سكر القصب غير المكرر توفر 16 سعرة حرارية، و4 جرامات كربوهيدرات، فهو يفتقر لمعظم العناصر الغذائية الضرورية، والتي تعتبر ذات فائدة لصحة الجسم.
3 فوائد صحية لقصب السكر
يعتقد الكثير من الناس أن المُحلّيات مثل العسل أو السكر البني أو دبس السكر أكثر صحة من سكر القصب، لكن هذا ليس صحيحاً، ففي حين أن بعضها يحتوي على كميات صغيرة من المعادن، فإنها كلها كربوهيدرات بسيطة يستخدمها جسمك للحصول على الطاقة، والحقيقة أن جسمك لا يحتاج إلى أي سكريات مضافة، لكن السكر يمكن أن يساعدك على:
-
الحصول على دفعة سريعة من الطاقة
المصدر الأساسي للطاقة في الجسم هو السكر البسيط، ويسمى الجلوكوز، والذي يأتي من تحلل السكريات، إذ يعالِج جسمك سكر القصب عن طريق تقسيمه إلى سُكَّرين بسيطين، وهما الفركتوز والجلوكوز، ويتم بعد ذلك نقل جزيئات الجلوكوز إلى خلايا الجسم لتحويلها إلى طاقة.
ولكن على عكس الأطعمة التي تحتوي على السكريات الطبيعية مثل الفواكه والخضراوات والحبوب ومنتجات الألبان، فإن السكريات المضافة ليست مصدراً جيداً للعناصر الغذائية، كما أن الجسم يهضم السكريات المضافة بسرعة، وبالتالي الطاقة المأخوذة منها لا تدوم طويلاً، فمن المحتمل أن تلاحظ انخفاضاً سريعاً في مستويات الطاقة بعد تناول الكثير من السكر أو الأنواع الأخرى من الكربوهيدرات البسيطة.
-
تخزين الطاقة
عندما تتناول كمية من الجلوكوز أكثر مما يحتاجه جسمك للحصول على الطاقة يتم تخزين الفائض على شكل جليكوبين في خلايا العضلات وفي الكبد، وفي وقت لاحق عندما ينخفض مستوى السكر في الدم يساعد الكبد على إرسال الجلوكوز مرة أخرى إلى مجرى الدم، ولكن عندما ينتهي بك الأمر بالحصول على كمية جلوكوز أكثر مما تحتاج إليه يتم تخزين الفائض على شكل دهون، ويرتبط الوزن الزائد بالعديد من المشكلات الصحية.
-
تحسين المزاج بشكل مؤقت
مثل الكربوهيدرات الأخرى؛ يحفز سكر القصب جسمك على إنتاج السيروتونين، وهو الهرمون الذي يدعم ويحسن المزاج، إذ يمكن أن يؤدي الانخفاض في مستويات السيروتونين إلى اشتهاء السكر، خاصة عندما تكون متعباً أو غير سعيد.
ولكن في حالة السكريات المضافة؛ فإن هذا التحسن المزاجي يتبعه بسرعة انخفاض في نسبة السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى التعب وأعراض أخرى مثل التهيج، لذلك التكنيك الصحي هو تناول الكربوهيدرات المعقدة مثل تلك الموجودة في الحبوب.
الأضرار المحتملة لقصب السكر
إذا كنت تتناول 2000 سعرة حرارية في اليوم، فلا ينبغي أن تكون السكريات المضافة منها أكثر من 200 سعرة حرارية، وذلك لأن السكر الزائد يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية، مثل مرض السكري والسُّمنة وأمراض القلب والكبد الدهني. وعلى الرغم من أنك قد تجد أن السكر يساعد على تحسين مزاجك على المدى القصير، فقد يكون هناك تأثير ارتدادي عند تناول الكثير منه، وقد افترض بعض الباحثين أن هذا قد يكون أحد الأسباب التي تجعل معدلات الاكتئاب تميل إلى الارتفاع في البلدان التي يتناول فيها الناس كميات كبيرة من السكر.
فإذا كنت تشتهي السكر كثيراً، فحاول إيجاد طرق جديدة لتنظيم حالتك المزاجية وتقليل التوتر، مثل ممارسة التمارين الرياضية، أو قضاء الوقت في الخارج. ومثل السكريات المضافة الأخرى؛ يساعد سكر القصب على نمو البكتيريا في الفم، مما قد يؤدي إلى تسوس الأسنان وأمراض الفم واللثة، وننصح بتنظيف الأسنان جيداً بعد تناول سكر القصب أو أنواع السكريات والمُحلّيات الأخرى.
استخدام قصب السكر في الطب التقليدي
يحتوي قصب السكر الطبيعي أيضاً على مواد تسمى مضادات الأكسدة، والتي تساعد على مكافحة الجذور الحرة (الجزيئات التي تسبب تلف الخلايا)، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم العديد من المشكلات الطبية، مثل مرض السكري والملاريا واحتشاء عضلة القلب وسرطان الجلد، وأشارت بعض الأبحاث إلى أنه قد تكون هناك فوائد صحية في اختيار قصب السكر بدلاً من السكريات المكررة.
وجدت إحدى الدراسات الأولية الصغيرة أن الأشخاص المصابين بداء السكري الذين تناولوا عصير قصب السكر بدلاً من السكر المكرر لديهم مستويات أعلى من الكروم في أجسامهم، والكروم هو معدن يُعتقد أنه يلعب دورًا في تنظيم نسبة السكر في الدم. نحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات حول الفوائد الصحية التي يتمتع بها قصب السكر، إذ يَستخدم الطب التقليدي في جنوب شرق آسيا عصير قصب السكر لعلاج بعض الحالات المَرَضية والتي يمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
- النزيف.
- الالتهاب.
- اليرقان (مشكلات في الكبد تؤدي إلى تحول لون الجلد وبياض العين إلى اللون الأصفر).
- مشكلات في المسالك البولية.
المعلومات الغذائية لعصير قصب السكر
يحتوي عصير قصب السكر على فيتامينات ومعادن أكثر من السكر المكرر، بما في ذلك كميات صغيرة جداً من الحديد والمغنيسيوم والفيتامين بي 1 (الثيامين)، واليبوفلفين (الفيتامين بي2)، لكن يُعتبر المحتوى العام لقصب السكر من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأخرى قليلًا ومحدودًا.
كما وتحتوي الحصة الواحدة (28.35 جرامًا) من عصير قصب السكر على ما يلي من العناصر الغذائية كما حدد خبراء وأخصائيو التغذية المعتمدون، والتي تعتبر كميات بسيطة ويمكن تلخيصها كما يلي:
- السعرات الحرارية: 113.4.
- البروتين: 0.20 جرام.
- الدهون: 0.66 جرام.
- الكربوهيدرات: 25.40 جرامًا.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل شرب عصير القصب يومياً مضر؟
لا ينبغي أن تستهلك عصير قصب السكر بشكل يومي، لأن السكر الموجود في عصير قصب السكر قد يسبب زيادة الوزن، إذ يوفر كوبٌ متوسط سعة 240 مللي حوالي 183 سعرة حرارية و50 جراماً من السكر، أي ما يعادل 12 ملعقة صغيرة من السكر، وهي أعلى من الكمية الموصى بها يومياً، وهي 9 ملاعق صغيرة للرجال، و6 ملاعق صغيرة للنساء.
ويجب على الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري أو النقرس عدم شرب الكثير من عصير القصب، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز الهضمي، والذين غالباً ما يعانون من عسر الهضم أو الإسهال بعد شرب العصير بشكل متكرر، لذا يوصي الأخصائيون الأشخاص البالغين بشرب كوب أو كوبين فقط من العصير أسبوعياً.
ما أضرار عصير قصب السكر؟
في حين أن قصب السكر صحي وغني، فإنه يزيد من مستويات الطاقة لديك بأكثر من طريقة، ويحسن صحة الكبد، ويساعد على الهضم، ويحافظ على صحة الكلى جيدة، إلا أنه يحتوي على بعض الأضرار على جسم الإنسان، لذلك ننصح بعدم الإكثار من تناوله، ونذكر من هذه الأضرار ما يلي:
- كسب المزيد من السعرات الحرارية: قصب السكر مليء بعدد أكبر من السعرات الحرارية، حوالي 270 سعرة حرارية، أي حوالي 100 جرام من السكر، لذلك ينصح الأطباء بتناول كوب واحد من عصير قصب السكر يومياً.
- يتمتع عصير قصب السكر بفترة صلاحية قصيرة: إذ يمكن أن يصبح ساماً وغير صالح للأكل بسرعة، فعند تخزينه لأكثر من 20 دقيقة يتأكسد عصير قصب السكر، مما قد يكون ضاراً للغاية للجسم، وتعمل عملية الأكسدة مثل السم، وتسهل حدوث مشكلات المعدة المختلفة، ولذلك فإن عصير القصب الطازج هو الأكثر أماناً لاستهلاك عصير قصب السكر.
- يزيد من خطر الإصابة بالأرق: يعتقد أن عصير قصب السكر يحتوي على مادة البوليكوسانول، فقد يخلق هذا المركب مشكلات صحية خفيفة في الجسم، فيمكن أن يؤدي استهلاك المركب بكميات زائدة إلى دوران الرأس والأرق وضعف الحركة.
- يزيد من خطر الإصابة بالعدوى: في كثير من الأحيان، لا يقوم بائعو قصب السكر بغسل قصب السكر، ويضعونه في الآلة لاستخراج العصير، وهذه العملية غير الصحية يمكن أن تجعل العصير غير صحي، ويؤدي ذلك إلى خلط المبيدات الحشرية والبكتيريا في كوب العصير، ويمكن أن يجعلك ذلك تتعرض للإصابة بالعدوى أو التسمم الغذائي.
متى يفسد عصير القصب؟
يعد الحفاظ على عصير قصب السكر الخام مشكلة صعبة، إذ يتحول عصير قصب السكر إلى اللون البني بعد وقت قصير من استخراجه، ويفسد بسبب التخمير خلال ساعات قليلة، لذا يمكن لمزيج من المواد الحافظة المسموح بها والتخزين في درجة حرارة منخفضة (10 درجات مئوية) أن يحافظ على عصير قصب السكر الخام لأكثر من شهر، لكن ننصح بتناول عصير القصب الطازج للحصول على أفضل فائدة.
ختاماً، هناك بعض البدائل الصحية، رغم أن الاستغناء عن المُحلّيات تماماً قد لا يكون واقعياً، إلا أن الفاكهة (الطازجة أو المجمدة) يمكن أن تساعد في تخفيف الرغبة الشديدة في تناول السكر، وبالتالي تجنب الإفراط في السكريات، وتجنب عواقبها الصحية مثل مرض السكري والسمنة وغيرها من الأمراض.
تحتوي الفواكه، مثل عصير التفاح أو الموز أو التوت، على الألياف والمواد المغذية الأخرى، ويمكنك أيضاً استخدامها لتحلية الأطباق مثل الحبوب أو المخبوزات، ويمكنك أن تسأل طبيبك أو أخصائي التغذية عن أفكار أخرى حول كيفية تقليل السكر المضاف، ويمكن الالتزام بتناول قصب السكر أو عصير قصب السكر ضمن النطاق المقبول، نظراً لاحتوائه على كمية لا بأس منها من السكر والكربوهيدرات.