من منا لا يحب السكر، فهو حاضر في كل زاوية من زوايا حياتنا، فمنذ نعومة أظفارنا نعشق الطعم الحلو للسكر، ويلازمنا هذا العشق طيلة حياتنا خاصة أن الأطعمة والأشربة الحلوة باتت متوفرة في كل زمان وفي كل مكان، إلى درجة أنه تصعب في بعض الأحيان مقاومتها لأن هناك من يجبرنا على الرغبة في تلك الأطعمة والأشربة الحلوة؛ ألا وهو الدماغ الذي يعد الآمر الناهي في هذا الموضوع.
ويعتبر الدماغ المستهلك الأكبر للسكر (الغلوكوز) لأن وظائفه والكثير من عملياته، خاصة التفكير والذاكرة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكميات سكر الغلوكوز، ففي حال عدم توفر ما يكفي من هذا السكر يتعطل إنتاج الناقلات العصبية، وهذا ما يؤدي إلى حدوث خلل على صعيد التواصل ما بين الخلايا العصبية، ومن باب العلم بالشيء، فإن خلايا الدماغ لا تستطيع تحمل نقص الإمدادات بسكر الغلوكوز لأكثر من دقائق قليلة وإلا تعرضت للدمار والتلف.
كلنا يعلم ما يلحقه فرط استهلاك السكر والوجبات الغنية به بأجسامنا، مثل تسوس الأسنان، وزيادة الوزن، والسمنة، وداء السكري النوع الثاني، وزيادة مخاطر التعرض لأمراض القلب وحب الشباب والسرطان، والاكتئاب، وشيخوخة الجلد، إضافة إلى مخاطر صحية أخرى مثل تشحم الكبد، وأمراض الكلى، وداء النقرس وغيرها، وهذا ما يفعله فرط استهلاك السكر في أجسامنا، ولكن ماذا عن تأثير فرط تناول السكر على عقولنا؟
إذا أخذنا بعين الإعتبار التقرير الذي نشره موقع لايف ساينس livescience فإن الإفراط في تناول السكر يؤثر في أدمغتنا بدرجة كبيرة، إذ تعمل الأطعمة الحلوة التي نزدردها على تحريض أو بالأحرى تنشيط نظام المكافآت في الدماغ، الذي يعرف تحت اسم mesolimbic dopamine system، والدوبامين مادة كيميائية يتم تحريرها من قبل الخلايا العصبية في الدماغ، وتشير إلى أن الحدث الذي قاد إلى إنتاجها كان له وقع إيجابي.
وبناء على عملية يطلق عليها اسم المرونة العصبية neurplasticity، فإن الدماغ يعيد تجديد وتشكيل نفسه باستمرار ما يحدث تغييراً في نظام المكافآت، إذ يؤدي التنشيط المتكرر بواسطة الأطعمة الحلوة إلى تكيف الدماغ معه، أي مع التنشيط المتكرر، الأمر الذي يؤدي إلى نوع من التسامح بحيث أنه في كل مرة نتناول فيها الأطعمة الحلوة تجتاحنا رغبة عارمة لتناول المزيد من هذه الأطعمة للحصول على الشعور المجزي، ويعتبر هذا السلوك بحد ذاته سمة من سمات الإدمان، ولكن لحسن الحظ، فإن الدماغ يحتوي على خلايا عصبية مثبطة تتولى مهمة مقاومة الرغبة الشديدة في استهلاك المزيد من الأطعمة السكرية، وتتمركز الخلايا العصبية المثبطة بشكل أساسي في قشرة الفص الجبهي للدماغ، وهي تلعب دوراً في صنع القرار والتحكم في الدوافع، وفي هذا الإطار، كشفت دراسات أجريت على الفئران أن تناول الوجبات الغذائية المفعمة بالسكر يمكن أن يحدث تغييراً في الخلايا العصبية المثبطة، إذ تبين أن الفئران التي تغذت على السكر كانت أقل قدرة على التحكم في السلوك واتخاذ القرارات.
منطقة أخرى تتأثر بارتفاع السكر في الدم هي الحصين أو قرن آمون، التي تعتبر مركز الذاكرة الرئيسي، وقد أوضحت الدراسات أن الفئران التي استهلكت الوجبات الغذائية ذات المحتوى العالي من السكر، كانت أقل مقدرة على التذكر أسوة بغيرها من الفئران التي أخذت وجبات أقل غنى بالسكر.
ليس سهلاً ضبط ايقاع السكر في النظام الغذائي، ولكن هناك ما يمكن فعله لدرء أذاه عن أجسامنا وعن أدمغتنا؛ خاصة أن الدماغ يملك قدرات المرونة العصبية التي تسمح بإعادة الضبط بعد خفض ما يتم استهلاكه من السكر المضاف، ونستعرض هنا بعض الطرق التي تمكّن من التخلص من إدمان السكر:
ويعتبر الدماغ المستهلك الأكبر للسكر (الغلوكوز) لأن وظائفه والكثير من عملياته، خاصة التفكير والذاكرة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكميات سكر الغلوكوز، ففي حال عدم توفر ما يكفي من هذا السكر يتعطل إنتاج الناقلات العصبية، وهذا ما يؤدي إلى حدوث خلل على صعيد التواصل ما بين الخلايا العصبية، ومن باب العلم بالشيء، فإن خلايا الدماغ لا تستطيع تحمل نقص الإمدادات بسكر الغلوكوز لأكثر من دقائق قليلة وإلا تعرضت للدمار والتلف.
كلنا يعلم ما يلحقه فرط استهلاك السكر والوجبات الغنية به بأجسامنا، مثل تسوس الأسنان، وزيادة الوزن، والسمنة، وداء السكري النوع الثاني، وزيادة مخاطر التعرض لأمراض القلب وحب الشباب والسرطان، والاكتئاب، وشيخوخة الجلد، إضافة إلى مخاطر صحية أخرى مثل تشحم الكبد، وأمراض الكلى، وداء النقرس وغيرها، وهذا ما يفعله فرط استهلاك السكر في أجسامنا، ولكن ماذا عن تأثير فرط تناول السكر على عقولنا؟
إذا أخذنا بعين الإعتبار التقرير الذي نشره موقع لايف ساينس livescience فإن الإفراط في تناول السكر يؤثر في أدمغتنا بدرجة كبيرة، إذ تعمل الأطعمة الحلوة التي نزدردها على تحريض أو بالأحرى تنشيط نظام المكافآت في الدماغ، الذي يعرف تحت اسم mesolimbic dopamine system، والدوبامين مادة كيميائية يتم تحريرها من قبل الخلايا العصبية في الدماغ، وتشير إلى أن الحدث الذي قاد إلى إنتاجها كان له وقع إيجابي.
وبناء على عملية يطلق عليها اسم المرونة العصبية neurplasticity، فإن الدماغ يعيد تجديد وتشكيل نفسه باستمرار ما يحدث تغييراً في نظام المكافآت، إذ يؤدي التنشيط المتكرر بواسطة الأطعمة الحلوة إلى تكيف الدماغ معه، أي مع التنشيط المتكرر، الأمر الذي يؤدي إلى نوع من التسامح بحيث أنه في كل مرة نتناول فيها الأطعمة الحلوة تجتاحنا رغبة عارمة لتناول المزيد من هذه الأطعمة للحصول على الشعور المجزي، ويعتبر هذا السلوك بحد ذاته سمة من سمات الإدمان، ولكن لحسن الحظ، فإن الدماغ يحتوي على خلايا عصبية مثبطة تتولى مهمة مقاومة الرغبة الشديدة في استهلاك المزيد من الأطعمة السكرية، وتتمركز الخلايا العصبية المثبطة بشكل أساسي في قشرة الفص الجبهي للدماغ، وهي تلعب دوراً في صنع القرار والتحكم في الدوافع، وفي هذا الإطار، كشفت دراسات أجريت على الفئران أن تناول الوجبات الغذائية المفعمة بالسكر يمكن أن يحدث تغييراً في الخلايا العصبية المثبطة، إذ تبين أن الفئران التي تغذت على السكر كانت أقل قدرة على التحكم في السلوك واتخاذ القرارات.
منطقة أخرى تتأثر بارتفاع السكر في الدم هي الحصين أو قرن آمون، التي تعتبر مركز الذاكرة الرئيسي، وقد أوضحت الدراسات أن الفئران التي استهلكت الوجبات الغذائية ذات المحتوى العالي من السكر، كانت أقل مقدرة على التذكر أسوة بغيرها من الفئران التي أخذت وجبات أقل غنى بالسكر.
* مساوئ فرط استهلاك السكر على الدماغ
إن الدماغ يحتاج إلى بعض السكر إلا أن تناول الكثير من هذا الأخير يمكن أن يترك باقة من التأثيرات السلبية نستعرضها تباعاً:1. إدمان السكر
إن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر يمكن أن يكون له تأثير شبيه بالعقاقير المخدرة على الدماغ، ما يولد دافعاً يكون سبباً في الإدمان على السكر، وإذا أخذنا بنتائج بحث نشر في مجلة التغذية السريرية والرعاية الأيضية، فإن للسكر تأثيرات شبيهة بتلك التي تسببها العقاقير المؤدية إلى الإدمان كالرغبة الشديدة، وفقدان ضبط النفس، والانسحاب.2. تراجع الوظيفة الإدراكية
تشير بعض الأدلة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالسكر قد يفضي إلى ضعف الوظيفة الإدراكية، وأفادت التجارب التي أنجزت على الحيوانات إلى أن الوجبات الغذائية عالية السكر قد تسبب تدهوراً في الوظائف الطبيعية للدماغ ومن بينها الوظائف الإدراكية.3. ضعف الذاكرة
هناك أسباب متشعبة يمكن أن تقود إلى تدهور الذاكرة بما فيها الأمراض ونمط الحياة، ولكن بعض الباحثين يراهنون على وجود رابط ما بين الذاكرة والتغذية، وقد أشارت البحوث المنشورة في مجلة behavioral neuroscience إلى أن استهلاك المزيد من السكر قد يؤثر سلباً على الذاكرة.4. الاكتئاب
قد يساهم تناول الكثير من السكر في اندلاع الإصابة بالاكتئاب وفقاً لدراسة نشرت في مجلة الاكتئاب والقلق، وتمت مراجعة البيانات المتاحة لستة بلدان من أجل تحديد العلاقة بين استهلاك السكر والاكتئاب، فجاءت النتائج لتشير إلى وجود علاقة ما بين فرط استهلاك السكر وارتفاع معدلات الإصابة بالمرض، وهناك دراسة أخرى تم نشرها في المجلة الأميركية للأغذية السريرية وشملت حوالى 70 ألف إمرأة، خلصت إلى أن النساء اللواتي اتبعن نظاماً غذائياً غنياً بالسكر المضاف لديهن مخاطر أكبر للإصابة بمرض الاكتئاب، وفي المقابل أفادت الدراسة أن تناول كميات كبيرة من السكريات الطبيعية، بما فيها تلك الموجودة في الفواكه، لم يرتبط بزيادة معدلات الاكتئاب.5. الخرف
الخرف مرض معقد قد تلعب بعض العوامل الفيزيولوجية والوراثية والغذائية دوراً في إشعال فتيل المرض، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يبدو أن مرض الزهايمر قد يحدث نتيجة تراكم بروتينات بيتا ـ أميلويد في الدماغ ما يعطل وظائفه الطبيعية، ووجدت دراسة على الحيوانات نشرت في مجلة علم الشيخوخة أن نماذج من الخرف قد تتطور بسبب الاستهلاك الزائد للسكر، ويعتقد أن السكر الزائد يؤدي إلى تفاعل هرمون الإنسولين الذي يزيد من ترسب بروتينات بيتا ـ أميلويد، ما يزيد من مخاطر التعرض للخرف.* ما العمل لمنع السكر من تعطيل أدمغتنا؟
لا يوجد حل وحيد أو استراتيجية تناسب الجميع عندما يتعلق الأمر بإصلاح النظام الغذائي من أجل ضبط ما نستهلك من السكر.ليس سهلاً ضبط ايقاع السكر في النظام الغذائي، ولكن هناك ما يمكن فعله لدرء أذاه عن أجسامنا وعن أدمغتنا؛ خاصة أن الدماغ يملك قدرات المرونة العصبية التي تسمح بإعادة الضبط بعد خفض ما يتم استهلاكه من السكر المضاف، ونستعرض هنا بعض الطرق التي تمكّن من التخلص من إدمان السكر:
- قلل من استهلاك السكر المضاف: يستهلك الفرد في عالمنا هذا 3 إلى 4 أضعاف ما يحتاجه من السكر في اليوم، وتوصي منظمة الصحة العالمية بالحد من تناول السكريات المضافة بحيث لا تشكل أكثر من 5% من كمية السعرات الحرارية اليومية، أي ما يعادل ست ملاعق صغيرة (حوالى 25 غراماً)، ولا شك أن ضبط إيقاع السكر في الواردات الغذائية اليومية يعد خطوة صعبة، بل قد تكون الخطوة الأصعب في مشوار طويل من الخطوات الإيجابية السليمة، ولكن عليك أن تعلم أن عقلك وجسمك سيشكرانك، عاجلاً أم آجلاً، على اتخاذ مثل هذه الخطوة، خاصة أن المرونة العصبية للدماغ تسمح بالضبط إلى حد كبير.
- تناول الفاكهة الطازجة: تتميز الفاكهة الطازجة باحتوائها على نسبة أقل من السكر تؤمن حلاوة مرضية، عدا عن كونها غنية بالعناصر المغذية الضرورية للعقل والجسم مثل الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف ومضادات الأكسدة والمركبات النباتية.
- ابتعد كلياً عن الأطعمة والمشروبات التي تضم نسباً عالية من السكر، مثل ألواح الشوكولاتة والمشروبات الغازية والبسكويت.
- تحقق من محتوى السكر الموجود في الحلويات لأنها قد تضم كميات هائلة من السكر.
مهلاً، قد تفكر باستبدال سكر الطعام بالمحليات الصناعية من أجل إشباع رغبتك بالطعم الحلو، هنا، فإننا ننصحك بالعزوف عن هذا الخيار لأنه سيترك سلبيات كثيرة على جسمك وعقلك أسوأ بكثير من مساوئ السكر المضاف.