الفيتامين B3 أو النياسين، المعروف أيضًا باسم حمض النيكوتينيك، هو فيتامين بالغ الأهمية وقابل للذوبان في الماء، وله دور في جوانب عديدة من الصحة، من وظائف الدماغ إلى صحة القلب، وما وراء ذلك. وعلى الرغم من ارتباطه بعدد من التأثيرات الجانبية المحتملة، فإنه أيضاً أحد المغذيات الدقيقة القليلة التي يصفها الأطباء بشكل متكرر لمعالجة المخاوف الصحية، مثل الكوليسترول المرتفع، والحالات الجلدية، والفصام وغيرها. تتطلب العديد من البلدان تعزيز الأطعمة الأساسية مثل الحبوب والدقيق والشوفان والحبوب بالنياسين لمنع النقص.
ما هو الفيتامين B3؟
الفيتامين B3، الذي يطلق عليه أيضًا فيتامين النياسين والنياسيناميد، هو فيتامين مهم يغير من الدهون وقابل للذوبان في الماء، ويمكن العثور عليه في العديد من الأطعمة الشائعة، بما في ذلك أنواع معينة من اللحوم والكبد، وسمك التونة، والبذور، والفطر وأنواع من الفواكه والخضراوات وغيرها. وهو جزء من مجموعة الفيتامين باء، إلى جانب فيتامينات أخرى من نوع باء، بما في ذلك الفيتامين B1 (الثيامين)، والفيتامين B2 (الريبوفلافين) وغيرها.
يأتي الفيتامين B3 الذي يشار إليه عادة بالنياسين، في ثلاثة أشكال: حمض النيكوتين، والنياسيناميد، والإنوسيتول الهكسانياسينات. وقد دُرِس الفيتامين B3 على نطاق واسع، وتبين أنه يساعد في معالجة طيف واسع من المشكلات الصحية الشائعة الحدوث.
تاريخ الفيتامين B3
كان الكيميائي النمساوي هوجو وايدل أول من اكتشف النياسين في عام 1873، وبعد ذلك استخرجه الكيميائي كازامير فانك، وهو نفس الباحث الذي يرجع إليه الفضل في تطوير مفهوم الفيتامينات. وفي عام 1937، لاحَظ أن النياسين قادر على علاج مرض البلاجرا بعد عزله من الكبد، مما يدل على أهمية التغذية بالنسبة للصحة والوقاية من الأمراض.
ومع أنه عُرف في الأصل بحمض النيكوتين، فقد أُعيدت تسميته لاحقًا لتفادي التشويش عليه وفصله عن النيكوتين، إحدى المواد الكيميائية المؤذية الموجودة في منتجات التبغ. وبحلول سنة 1955، بدأ الباحثون في اكتشاف الارتباط بين النياسين والكولسترول، فآمَنوا أنه أحد أقدم العقاقير التي تخفض الدهون في الدم. فهو اليوم يستخدم على نطاق واسع كعلاج طبيعي لقائمة طويلة من الحالات الصحية، التي تتراوح بين ارتفاع الكوليسترول إلى الفصام والتهاب المفاصل.
6 فوائد للفيتامين B3
فوائد الفيتامين B3 كثيرة ومتعددة، ومنها:
1- تقليل مستوى الكوليسترول
يعتبر الفيتامين B3 خياراً علاجياً مهماً للمساعدة على خفض مستويات الكوليسترول.
2- التحكم بداء السكري
يُعتقد أن الفيتامين B3 على شكل نياسيناميد يفيد السكري بتحسين وظيفة الخلايا بيتا، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، وغالباً ما يتمكن المرضى المصابون بداء السكري من ضبط مستويات السكر في الدم بشكل أفضل بمساعدة من النياسين.
3- يحسّن الصحة الجلدية
في الواقع أن الفيتامين B3 في شكل نياسيناميد يوصف كعلاج طبيعي للعناية بالجلد للمساعدة في إزالة حب الشباب عندما يوضع على الجلد.
4- الحفاظ على صحة الدماغ
قد يساعد على الحماية من مرض ألزهايمر وغيره من الاضطرابات الدماغية المرتبطة بالتقدم في السن والمتصلة بالتراجع المعرفي، ويُستخدم النياسين أو النياسيناميد أيضاً لعلاج الفصام والهلوسة والوقاية منهما.
5- تعزيز صحة المفاصل
وجَدت دراسات أن زيادة تناول النياسين قد يكون مرتبطاً بانخفاض مستويات ألم المفاصل بالإضافة إلى انخفاض الالتهاب المرتبط بحالات مثل التهاب المفاصل العظمي.
6- علاج البلاجرا
لعقود من الزمن، أضافت صناعة الأغذية في الولايات المتحدة النياسين إلى الخبز والدقيق ومنتجات الذرة للوقاية من مرض البلاجرا، وهو مرض ناجم عن نقص هذه المغذيات. والعلاج النموذجي للبلاجرا هو وصف مستويات عالية من الفيتامين B3، والذي له نفس وظيفة النياسين، ولكنه يختلف اختلافاً طفيفاً من حيث الامتصاص والآثار الجانبية.
ما هي الأطعمة الغنية بالفيتامين B3؟
تحتوي مجموعة واسعة من الأغذية على الفيتامين B3، وتشكل الأطعمة الحيوانية والنباتية على السواء مصادر جيدة للنياسين، وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر الأغذية الغنية بالتريبتوفان مصدراً كبيراً للفيتامين B3، لأن هذا المركّب يمكن أن يتحول إلى مادة النيكوتين الأميدي دينوكليوتيد، وهي الشكل النشط للنياسين. ومن أجل اتباع خطة الأكل الصحي، من المهم معرفة الأطعمة الغنية بالفيتامين B3:
- الكبد غني بالنياسين، حيث إن 100 غرام من الكبد تزودك ب 75% من قيمة الفيتامين B3 التي يحتاجها جسمك يوميًا.
- اللحم البقري، 100 غرام منه تغطي 29% من الكمية التي يحتاجها جسمك يوميًا من النياسين.
- صدر الدجاج المشوي، 100 غرام منه تعطيك 52% من المدخول اليومي الموصى به من النياسين.
- السلمون الأحمر المطبوخ، يغطي 43% من الكمية التي يحتاجها جسمك يوميًا من النياسين.
- التونة المعلبة المجففة، 100 غرام منها تقدم 43% من قيمتك اليومية التي تحتاجها من الفيتامين B3.
- الأرز البني المطبوخ، كوب واحد منه يحتوي على 26% من المدخول اليومي الموصى به من هذا الفيتامين.
- الفول السوداني المحمص الجاف، كوب واحد منه يغطي 21% من جرعة النياسين التي يحتاجها جسمك يوميًا.
- بذور عباد الشمس المحمصة، كوب واحد منها يغطي 10% من حاجة الفيتامين B3 اليومية.
- البازيلاء الخضراء المطبوخة، كوب واحد منها يحتوي على 20% من قيمة النياسين التي يحتاجها جسمك يوميًا.
- ثمرة الأفوكادو، تحتوي على 22% من القيمة اليومية الموصى بها للنياسين.
تأثير النياسين على القلب
أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD) هي السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة لكل من الرجال والنساء. وعلى الرغم من التقدم في مجال الوقاية والعلاج، فإن هذه الأمراض ما تزال منتشرة على نطاق واسع، وهذا يشير إلى أنه قد تكون هناك عوامل خطر لم يتم التعرف عليها بعد.
وللتحقق من ذلك، قام فريق بحث مُموَّل من المعاهد الوطنية للصحة، بالبحث عن منتجات التمثيل الغذائي التي قد تساهم في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وظهرت النتائج في مجلة Nature Medicine في فبراير 2024.
قام الفريق بتحليل بلازما الدم لدى أكثر من 1100 شخص بحثًا عن الجزيئات المرتبطة بأحداث قلبية سلبية كبيرة، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وقد حددوا جزيئين من هذا القبيل، 2 PY و4 PY، ويتم إنتاج كليهما عندما يقوم الجسم بتكسير النياسين الزائد.
قام أيضًا باحثون على مدى 3 سنوات بفحص مستويات 2PY و4PY في مجموعتين أخريين، 2331 شخصاً في الولايات المتحدة و832 في أوروبا، وأكدوا أن المستويات المرتفعة من أي من الجزيئين ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الكبرى.
كان الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى في 2PY أو 4PY بمقدار 25% معرَّضين بنسبة 1.6 إلى 2 مرة لخطر الإصابة بأمراض القلب الكبرى على مدى السنوات الثلاث التالية، حتى بعد التحكم في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى.
وارتبطت مستويات كل من 2PY و4PY بمتغيرات في جين يسمى ACMSD، ووجد الفريق أن مستويات بروتين آخر، يسمى VCAM-1، كانت مرتبطة أيضًا بمتغيرات ACMSD. علاوة على ذلك، ترتبط مستويات VCAM-1 بمستويات 2 PY و4PY.
من المعروف أن VCAM-1 يساعد خلايا الدم البيضاء على الالتصاق بجدران الأوعية الدموية كجزء من ردود الأفعال الالتهابية، وهذا يساهم في تكوين الترسبات في الشرايين. أدى حقن الفئران بـ 4PY، وليس 2PY، إلى زيادة كمية VCAM-1 على جدران الأوعية الدموية وزيادة عدد خلايا الدم البيضاء العالقة.
تشير هذه النتائج إلى أن النياسين الزائد قد يكون عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. عندما يتم تقسيم النياسين الزائد إلى 4PY، يقوم منتج التحلل هذا بتنشيط المسارات الالتهابية المعروفة بتعزيز تكوين اللويحات في الشرايين، وهذا قد يزيد من خطر أحداث القلب الكبرى.
ما هي كمية النياسين الزائدة؟
لتجنب النقص، يحتاج البالغون إلى 14 إلى 18 ملليغرامًا من النياسين يوميًا. يمكن العثور على ذلك في الأطعمة الغنية بالنياسين، بما في ذلك تلك المدعمة بالنياسين. وبالمقارنة، فإن المستويات العلاجية للنياسين، مثل الكميات المستخدمة في التجارب السريرية لخفض نسبة الكوليسترول، تتراوح بين 1500 إلى 2500 ملليغرام يوميًا.
ويُعد تناول النياسين بالكميات المطلوبة آمن، ولكن عند تناوله بكميات كبيرة جدًا قد يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض غير المرغوب فيها، ومنها الدوخة، واحمرار الجلد الشديد والحكة، وآلام في المعدة، وتلف الكبد، والاستفراغ والغثيان، والإسهال، وزيادة عدد ضربات القلب.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم كميات أكبر من منتج تكسير النياسين الزائد لديهم خطر أكبر للإصابة بأحداث القلب والأوعية الدموية الضارة، مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية.
ويقول الباحثون إن هذا المنتج المتحلل، المعروف باسم 4PY، يعمل من خلال التهاب الأوعية الدموية وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة بين المستويات المختلفة من النياسين الزائد وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
