صحــــتك

نمط الحياة الصحي يمكن أن يقلل من الوفاة المبكرة

إعداد رنا خزعل
اتباع نمط الحياة الصحي يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المبكرة

بينما تؤدي العوامل الوراثية أو الجينات دورًا في زيادة مخاطر الوفاة المبكرة، فإن اتباع نمط الحياة الصحي يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا ويزيد من فرص العيش لفترة أطول وبصحة أحسن. وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة BMJ Evidence-Based Medicine الطبية، حلّل الباحثون نتائج العديد من الدراسات الكبيرة الطويلة المدى، وتوصلوا إلى أن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يُعوِّض تأثير الجينات الوراثية التي تقصّر الحياة بنسبة تزيد عن 60%.

هل يمكن لاتباع نمط الحياة الصحي أن يقلل من المخاطر الوراثية للوفاة المبكرة؟

تلعب العوامل الوراثية ونمط الحياة دورًا أساسيًا في تحديد طول عمر الإنسان، وقد أظهرت دراسة حديثة أن نمط الحياة غير الصحي مرتبط بشكل مستقل بزيادة خطر الوفاة المبكرة بنسبة 78%، بغض النظر عن الاستعداد الوراثي.

يعد نمط الحياة عاملاً رئيسيًا يؤثر على مخاطر الوفاة المبكرة، ويتضمن سلوك التدخين، واستهلاك الكحول، وجودة النظام الغذائي، وساعات النوم، ومستويات النشاط البدني. ومع ذلك، ووفقًا للباحثين، ما يزال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن لاتباع نمط الحياة الصحي أن يُعوّض الاستعداد الوراثي لقصر العمر.

دراسة تأثير اتباع نمط الحياة الصحي على طول العمر

أجرى الباحثون دراسة على إجمالي 353742 شخصًا بالغًا، تم استخدام بياناتهم من قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة بين عامي 2006 و2010، وقد تمت متابعة حالتهم الصحية حتى عام 2021.

وباستخدام بيانات من دراسة مجموعة LifeGen، تم تصنيف المشاركين إلى ثلاث مجموعات بناءً على استعدادهم الوراثي لطول العمر أو قصره، وكانت على النحو الآتي:

  1. المجموعة الأولى: شملت 20% من المشاركين الذين لديهم استعداد وراثي لطول العمر.
  2. المجموعة الثانية: شملت 60% من المشاركين الذين لديهم استعداد وراثي لعمر متوسط.
  3. المجموعة الثالثة: شملت 20% من المشاركين الذين لديهم استعداد وراثي لقصر العمر.

شمل نمط الحياة الصحي عدم التدخين، واستهلاك الكحول باعتدال، وممارسة النشاط البدني بانتظام، وشكل الجسم الصحي، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، واتباع نظام غذائي صحي. وباستخدام بيانات من دراسة NHANES الأمريكية تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، وكانت على النحو الآتي:

  1. المجموعة الأولى: شملت 23% من المشاركين الذين اتبعوا نمط الحياة الصحي.
  2. المجموعة الثانية: شملت 56% من المشاركين الذين اتبعوا نمط الحياة المعتدل.
  3. المجموعة الثالثة: شملت 22% من المشاركين الذين اتبعوا نمط الحياة غير الصحي.

وخلال فترة المتابعة التي بلغ متوسط مدتها ما يقرب من 13 عامًا، توفي 24239 مشاركًا، وكانت النتائج كما يلي:

  • كان الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لقصر العمر أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 21% مقارنة بالأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لطول العمر، بغض النظر عن نمط الحياة الذي اتّبعوه.
  • كان الأشخاص الذين اتبعوا نمط الحياة غير الصحي أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 78% مقارنة بالأشخاص الذين اتبعوا نمط الحياة الصحي، بغض النظر عن استعدادهم الوراثي.
  • كان الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لقصر العمر واتبعوا نمط الحياة غير الصحي أكثر عرضة للوفاة بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين لديهم استعداد وراثي لطول العمر والذين اتبعوا نمط الحياة الصحي.

ما هي العوامل الرئيسية لنمط الحياة الصحي؟

وفقًا للدراسة، يتمثّل المزيج الأفضل لنمط الحياة الصحي الذي يمكن أن يُطيل العمر في أربعة عوامل، هي: الامتناع عن التدخين، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ليلًا، واتباع نظام غذائي صحي.

اتباع نمط الحياة الصحي يمكن أن يطيل متوسط العمر المتوقع

أشار الباحثون إلى أن هذه الدراسة رصدية، أي أنها قائمة على الملاحظة، وبالتالي، لا يمكن التوصل إلى استنتاجات نهائية حول السبب والنتيجة، بالإضافة إلى وجود العديد من القيود التي قد تؤثر على نتائجها. فقد تم تقييم نمط الحياة في فترة زمنية واحدة فقط، وتختلف خيارات نمط الحياة حسب العمر، كما أن جميع المشاركين كانوا أيضًا من أصول أوروبية، مما قد يحد من إمكانية تعميم النتائج.

ومع ذلك، أفادوا أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الخطر الوراثي لقصر العمر أو الوفاة المبكرة قد يعوضه اتباع نمط الحياة الصحي بنسبة حوالي 62%، إذ يمكن للأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية مرتفعة لقصر العمر أن يطيلوا متوسط عمرهم المتوقع عند سن الأربعين بما يقرب من 5.5 سنوات من خلال اتباع نمط حياة صحي.

وخلص الباحثون إلى أن هذه الدراسة توضح الدور الرئيسي لاتباع نمط الحياة الصحي في التخفيف من تأثير العوامل الوراثية على تقصير العمر، وأكدوا على أن سياسات الصحة العامة لتحسين أنماط الحياة الصحية ستكون بمثابة مكملات فعالة للرعاية الصحية التقليدية ولتخفيف تأثير العوامل الوراثية على عمر الإنسان.

آخر تعديل بتاريخ
08 مايو 2024

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.