احتداد السمع أو فرط السمع Hyperacusis، هو حالة سمعية تسبب حساسية عالية للصوت، ما يجعل الضوضاء اليومية، مثل المياه الجارية، تبدو عالية جدًا. الأمر الذي يجعل من الصعب تنفيذ المهام اليومية في بيئات مشتركة، مثل الأعمال المنزلية أو مسؤوليات مكان العمل.
في المقابل، قد تحاول تجنب المواقف الاجتماعية التي قد تؤدي إلى القلق والتوتر والعزلة الاجتماعية من التعرض للضوضاء.
يعاني حوالي 8 إلى 15 بالمائة من البالغين من احتداد السمع. غالبًا ما تؤثر هذه الحالة على الأشخاص الذين يعانون من طنين في الأذنين.
تابع القراءة معنا لمعرفة المزيد عن الأعراض والأسباب المحتملة لاحتداد السمع. كما أننا سنغطي أيضًا خيارات العلاج وكيف يعمل كل منها.
ما هو بالضبط احتداد السمع؟
احتداد السمع هو التحمل المنخفض للصوت في إحدى الأذنين أو كلتيهما. يُعرف أيضًا باسم الحساسية المتزايدة للصوت.
تؤثر الحالة على طريقة إدراكك لجهارة الصوت. وهي تجعل الأصوات العادية، مثل محركات السيارات، تبدو عالية جدًا. حتى صوتك قد يبدو مرتفعًا جدًا بالنسبة لك في بعض الأحيان.
قد يؤدي إدراك ارتفاع الصوت المفرط إلى الشعور بالألم والتهيج، ما يؤدي إلى مستويات عالية من التوتر. يمكن أيضًا أن يجعل من الصعب الوجود في الأماكن العامة مثل العمل أو المدرسة. ويمكن أن يؤدي هذا إلى:
- العزلة.
- الانسحاب الاجتماعي.
- الخوف من الضوضاء العالية (رهاب الصوت).
- الاكتئاب.
يؤثر احتداد السمع بشكل أساسي على الأشخاص الذين:
- لديهم طنين.
- في مرحلة الشيخوخة.
من المرجح أن يصاب البالغون باحتداد السمع لأن الشيخوخة مرتبطة بهذه الحالة. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر على الأطفال أيضًا.
ما هي أعراض احتداد السمع؟
يمكن أن تختلف أعراض احتداد السمع التي تشمل الأعراض الخفيفة مثل:
- تبدو الأصوات العادية عالية جدًا.
- صوتك يبدو عاليًا جدًا.
- عدم الراحة في أذنيك.
- الصداع.
- صعوبة في التركيز.
ويمكن أن تشمل الأعراض الشديدة ما يأتي:
- ألم عند سماع ضوضاء مفاجئة.
- إحساس طقطقة في الأذن عند سماع ضوضاء عالية.
- القلق.
- قلة النوم.
- إعياء.
- الخوف من المواقف الاجتماعية.
عند الأطفال، قد يتسبب عدم الراحة بسبب احتداد السمع في ظهور أعراض مثل البكاء أو الصراخ.
يرتبط احتداد السمع أيضًا بظروف مثل:
- طنين الأذن.
- شلل بيل.
- شلل في الوجه.
- متلازمة ويليامز.
- القلق.
- الاكتئاب.
- الفصام.
من الجدير بالذكر أن احتداد السمع يختلف عن رهاب الأصوات؛ إذْ يؤثر فرط السمع على الطريقة التي تسمع بها الأصوات. رهاب الضوضاء هو حالة نفسية تنطوي على استجابة عاطفية للأصوات. إنها لا تنطوي على مشاكل سمعية.
ومع ذلك، يمكن أن يؤدي احتداد السمع إلى رهاب الضوضاء بسبب ارتفاع الصوت المفرط الملحوظ لأصوات معينة، لذلك قد تظهر الحالتان معًا.
ما الذي يسبب احتداد السمع؟
تكتشف أذناك الأصوات على أنها اهتزازات. إذا كنت تعاني من احتداد السمع، فإن عقلك يرتبك أو يبالغ في تفسير اهتزازات معينة. لذلك حتى لو تلقيت الإشارات نفسها مثل أي شخص آخر، فإن دماغك يتفاعل معها بشكل مختلف. وهذا ما يسبب الازعاج.
لا يولد الناس عادةً مصابين باحتداد السمع. وعادة ما ينتج عن أمراض أو مشاكل صحية معينة.
تشمل الأسباب المحتملة لاحتداد السمع ما يأتي:
- التعرض للضوضاء العالية. الضوضاء الصاخبة سبب رئيسي لاحتداد السمع. يمكن أن يحدث التعرض بمرور الوقت (مثل تشغيل الموسيقى الصاخبة لسنوات عديدة) أو حدث واحد (مثل سماع طلقة نارية).
- إصابة بالرأس. يمكن أن تؤدي إصابة الرأس أو الفك أو الأذن إلى احتداد السمع. أحد الأمثلة على ذلك هو صدم الوسادة الهوائية في السيارة.
- إصابات فيروسية. قد تؤدي العدوى الفيروسية التي تصيب العصب الوجهي أو الأذن الداخلية إلى احتداد السمع.
- جراحة الفك أو الوجه. يمكن أن يحدث احتداد السمع في حال تلف الأذن الداخلية أو العصب الوجهي أثناء الجراحة.
- بعض الأدوية. يمكن أن تسبب بعض الأدوية، مثل بعض أدوية السرطان، تلف الأذن واحتداد السمع.
- اضطرابات المناعة الذاتية. يمكن أن يحدث احتداد السمع بسبب أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمامية الجهازية.
- اضطراب المفصل الصدغي الفكي (TMJ). يربط المفصل الصدغي الفكي الفك السفلي بجمجمتك. قد تزيد مشاكل هذا المفصل من خطر إصابتك بمشاكل في السمع، مثل احتداد السمع.
- التوحد. يمكن أن تسبب حالات التوحد أو طيف التوحد احتداد السمع. وفقًا لبحث نشر عام 2015، يعاني حوالي 40 بالمائة من الأطفال المصابين بالتوحد أيضًا من احتداد السمع.
- الضغط العاطفي. يمكن أن تزيد المستويات العالية من التوتر، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، من خطر إصابتك باحتداد السمع.
- مرض لايم.
- مرض تاي ساكس.
- صداع نصفي.
- استخدام الفاليوم بانتظام.
- أنواع معينة من الصرع.
- متلازمة التعب المزمن.
- مرض منيير.
في بعض الأحيان، يكون السبب الدقيق غير معروف.
كيف يتم تشخيص احتداد السمع؟
راجع أخصائي الأذن والأنف والحنجرة (ENT) إذا بدت الضوضاء العادية أعلى من المعتاد. إذْ يمكن لأخصائي الأنف والأذن والحنجرة استخدام الاختبارات الآتية لتحديد ما إذا كنت تعاني من احتداد السمع:
- الفحص البدني. سيفحص الطبيب أذنك ورأسك بحثًا عن علامات الضرر الجسدي.
- التاريخ الطبي. يساعد هذا الطبيب في تحديد أي حالات أو أحداث ربما تكون قد أثرت على سمعك.
- اجراء استبانة. سيطرح طبيبك أسئلة حول الأعراض الخاصة بك لفهم ما تعانيه.
- قياس السمع النقي. هذا اختبار يقيس حساسية السمع لديك.
كيف يتم علاج احتداد السمع؟
يعتمد علاج احتداد السمع على السبب. الهدف هو إدارة الأعراض وتقليل احتداد السمع. تكون العلاجات بشكل عام هي نفسها للأطفال والبالغين، باستثناء الجراحة.
1. العلاج السلوكي المعرفي
في العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، سيعلمك أخصائي الصحة العقلية كيفية إدارة استجاباتك العاطفية للصوت. يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي أيضًا في إدارة الأسباب النفسية لاحتداد السمع، مثل الإجهاد.
2. العلاج بإعادة تدريب طنين الأذن
العلاج بإعادة تدريب طنين الأذن (TRT)، هو علاج لطنين الأذن قد يساعد أيضًا في علاج احتداد السمع.
يستخدم العلاج بإعادة تدريب طنين الأذن جهازًا مشابهًا لجهاز السمع. يُصدر الجهاز صوتًا منخفض الشدة، ما يسمح لعقلك بسماع الضوضاء وطنين الأذن. بمرور الوقت، يمكن أن يساعد ذلك عقلك على تقليل التركيز على طنين الأذن.
يستخدم العلاج أيضًا في حالة احتداد السمع، حيث يمكن أن يساعد في تقليل حساسية السمع.
3. إزالة حساسية الصوت
في حال إزالة حساسية الصوت، تستمع إلى ضوضاء ثابتة ناعمة لفترة محددة من الوقت كل يوم. وهذا يتطلب مساعدة أخصائي السمع.
هذا يمكن أن يزيد تدريجيًا من تحملك للصوت. قد يستغرق ظهور النتائج حوالي 6 أشهر أو أكثر.
4. العلاجات البديلة
قد يوصي الطبيب أيضًا بعلاجات بديلة للسيطرة على الألم والتوتر الناجمين عن احتداد السمع. يمكن أن تشمل هذه العلاجات البديلة:
- ممارسة الرياضة.
- اليوغا.
- التأمل.
- العلاج بالوخز بالإبر.
5. الجراحة
إذا لم تنجح العلاجات المذكورة أعلاه، فقد يتطلب احتداد السمع عملية جراحية تسمى "تقوية النافذة المستديرة والبيضاوية".
أثناء الجراحة، يتم تحريك الأنسجة خلف الأذن حول عظام السمع، الأمر الذي يدعم العظام ويقلل من احتداد السمع.
فعالية علاجات احتداد السمع
لم يتم إجراء أبحاث كافية على علاجات احتداد السمع الأخرى لمعرفة ما إذا كانت مفيدة. وتشمل هذه الإبر وتمارين الاسترخاء. غالبًا ما يستخدم خيار آخر، وهو علاج التكامل السمعي (AIT)، في حالة علاج التوحد. يتضمن الاستماع إلى الموسيقى بأحجام مختلفة لفترة من الوقت كل يوم.
قد يعطيك طبيبك أيضًا دواء لمساعدتك في إدارة الإجهاد الذي يمكن أن تسببه الحالة.
إذا كنت تعاني من احتداد السمع، فقد تميل إلى استخدام سدادات الأذن لكتم الصوت أو الابتعاد عن المواقف الاجتماعية حيث قد تكون هناك أصوات تزعجك. في حين أن هذا الحل يمكن أن يمنحك راحة قصيرة المدى، إلا أنه يمكن أن يزيد الأعراض سوءًا على المدى الطويل. هذا لأنه عندما تزيل سدادات الأذن في النهاية أو تدخل في بيئة اجتماعية، يمكن أن تبدو الأصوات أعلى.
راجع طبيبا عاما إذا كنت تشعر بالضوضاء اليومية بصوت عالٍ جدًا. وقد يحيلك طبيبك العام إلى اختصاصي سمع لمزيد من الفحوصات والعلاج.
كيف يمكن الوقاية من احتداد السمع؟
أفضل طريقة للوقاية من احتداد السمع هي إدارة الحالة. إذْ لا يُنصح بتجنب الإعدادات الصاخبة أو ارتداء سدادات الأذن. يمكن أن تزيد هذه الطرق من حساسيتك للصوت وربما تزيد من شدته. يعد التعرض للأصوات اليومية أمرًا مهمًا لتطبيع احتداد السمع.
الاستثناء هو الحد من الضوضاء لفترة قصيرة من الوقت، مثل حفلة موسيقية. بخلاف ذلك، من الأفضل تجنب استخدام سدادات الأذن بشكل متكرر.
كيف يختلف احتداد السمع عن الميسوفونيا؟
تحدث الميسوفونيا (أو متلازمة حساسية الصوت الانتقائية) عندما تجعلك أصوات معينة غاضبًا. إنها مرتبطة باحتداد السمع، لكن الحالتين مختلفتان.
تتضمن الميسوفونيا استجابة عاطفية لأصوات معينة. إنها ليست حالة سمعية مثل احتداد السمع. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي احتداد السمع إلى الميسوفونيا، حيث إنّ ارتفاع الصوت المفرط يمكن أن يجعلك تكره بعض الأصوات.
الخلاصة
يجعل احتداد السمع الأصوات اليومية، مثل صوت المياه الجارية، تبدو عالية بشكل مفرط. قد يكون الإحساس مؤلمًا أو غير مريح.
قم بزيارة الطبيب إذا بدت الأصوات اليومية أعلى من المعتاد. يمكن للطبيب فحص أذنك واستخدام الاختبارات لتقييم سمعك. إذا كنت تعاني من احتداد السمع، فستعمل مع أخصائي سمع لتقليل حساسيتك للصوت واستجابتك العاطفية للضوضاء.
المصادر
