ماذا يحدث عند تناول الكثير من الشوكولاتة؟

قد يبدو تناول الكثير من الشوكولاتة للوهلة الأولى أنه أمر ضار حتمًا، لكن، هل تعرف بالضبط ما الضرر منه؟ وهل هناك فائدة مرجوة من تناول الكثير من الشوكولاتة؟ 

إن إقامة علاقة صحية مع جميع الأطعمة أمر مهم للعقل والجسم، والشوكولاتة الداكنة لا تشِذ عن هذه القاعدة، فإنشاء علاقة سليمة ومتوازنة معها يترك آثارًا إيجابية طيبة على الصحة العامة، بفضل غناها بالمغذيات الجيدة، خاصة مضادات الأكسدة والدهون الصحية، التي أظهرت الدراسات أنها:

• تخفض ضغط الدم.
• تعزز من صحة القلب.
• تزيد من تدفق الدم إلى القلب والدماغ.
• تقلل من خطر حدوث الجلطات.
• تقلل من خطر أمراض القلب التاجية.
• تقلل من خطر السكتة الدماغية.
• تعزز من الأداء الرياضي.
• تقلل التوتر.
• تحسِّن الحالة المزاجية.
• تدعم عمل الجهاز المناعي.
• تحمي البشرة.
• تحسِّن من وظائف المخ.
• تحسِّن من مستوى السكّر والأنسولين في الدم.

ويتم جني الفوائد الصحية أعلاه في حال جرى استهلاك الشوكولاتة العالية الجودة -أي التي يكون محتواها من الكاكاو لا يقل عن 70%- بكميات معتدلة كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن، أما إذا تم تناول الكثير من الشوكولاتة؛ فقد يتمخض عن ذلك العديد من الآثار الصحية غير المرغوب بها.

ماذا يحصل لك عند تناول الكثير من الشوكولاتة؟

لا شك في أن قَضْم الشوكولاتة يثير متعة يصعب مقاومتها، الأمر الذي يدفع لتناول الكثير من الشوكولاتة بسبب نكهتها المذهلة، ولكن إذا تم تناول الشوكولاتة في كل وقت وحين، فإن هذا السلوك قد يترك آثارًا صحية محتملة غير مرغوب بها، تتمثل في الآتي:  

1. الصداع والأرق

إن الكاكاو هو المكون الرئيسي في الشوكولاتة، من هنا فإن الأخيرة غنية بشكل طبيعي بمادة الكافيين. لا بأس من تناول الشخص كمية معتدلة من الشوكولاتة الداكنة، لأنها ستزوده بكمية غير ضارة بمادة الكافيين، بل على العكس من ذلك، فهي مفيدة له، لأنها تعزز من طاقة الجسم، وتشحذ اليقظة، وتزيد من حرق الدهون، وتحسِّن من الأداء الرياضي، وتقوّي المناعة، وتقي من مرض ألزهايمر.

في المقابل، فإن الإفراط في تناول الشوكولاتة سوف يشحن الجسم بكمية كبيرة من مادة الكافيين، ما يجعله يقع في دوامة من الآثار الجانبية المزعجة، مثل الضيق، والعصبية، والتوتر، والأرق، والقلق، والصداع، وارتفاع ضغط الدم، وخفقان القلب، وكثرة التبول، والشعور بالتعب وغيرها.  

2.  زيادة الوزن والسُّمنة

تثير الشوكولاتة السعادة والبهجة، ولهذا فمن السهل الإفراط في تناول الكثير من الشوكولاتة، لكن المشكلة فيها هي أنها غنية بالسعرات الحرارية، بسبب تركيبتها التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والكربوهيدرات، ناهيكم عن الإضافات الأخرى التي تجعلها أكثر غنى بالسعرات الحرارية، مثل السكر والحليب والزبدة والقشدة وما شابه ذلك.

ومع مرور الوقت، فإن تناول الكثير من الشوكولاتة سيؤدي حتمًا إلى الزيادة في الوزن وإلى السُّمنة، وبالتالي إلى الإصابة بأمراض مزمنة مهددة للحياة في أوقات لاحقة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وأمراض القلب، وضيق التنفس، والمتلازمة الاستقلابية، وانقطاع التنفس أثناء النوم، والسكتات الدماغية، والداء السكري، والكبد الدهني، والتهاب العظام والمفاصل، وغيرها.

اقرأ أيضاً

لم نستمتع بتناول الشوكولاتة؟

3. قد تسبب مشكلات في الجهاز الهضمي

قد لا تناسب الشوكولاتة الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، لأنها قد تُشعِل لديهم زوبعة من الأعراض الجسمانية والعقلية غير السارة، مثل الانتفاخ والإسهال والإمساك، وألم البطن، والقلق والاكتئاب. حتى الشوكولاتة بالحليب، قد تثير ردود أفعال سلبية، مثل الإسهال والغازات والتشنجات المعوية، بسبب وجود مكونات مثل الدهون والبروتينات والكافيين وسكر اللاكتوز. لهذا؛ فعلى المصابين بمتلازمة القولون العصبي أن يكونوا حذرين للغاية بشأن تناول الكثير من الشوكولاتة.

أيضًا، فالشكولاتة ليست خيارًا مثاليًا لمن يعاني من الحرقة المَعِدية والارتجاع المَعِدي المريئي، نظرًا لاحتوائها على مادة الكافيين التي تؤدي إلى زيادة إنتاج حامض المعدة.

4. قد تسبب الحصوات في الكلية

هناك عدة أنواع من حصيات الكلية، إلا أن أشهرها هي حصيات الكالسيوم التي تتألف من مزيج من الكالسيوم والأكزالات، وبما أن الشوكولاتة تحتوي على كمية كبيرة من الأكزالات، فإن تناول الكثير من الشوكولاتة قد يشجع على تشكّل الحصوات الكلسية في الكلْية. وبالطبع؛ فإن الإفراط في تناول الشوكولاتة لمرة واحدة في السنة لن يؤدي، على الأرجح، إلى تشكل الحصيات. في المقابل؛ فإن تناول الكثير من الشوكولاتة مرارًا وتكرارًا كل يوم سيزيد من مخاطر التعرض للحصوات.

5.  زيادة الإصابة بتسوس الأسنان

الحلويات بكل أنواعها -مثل الشوكولاتة- تضر بصحة الفم، وتسبب تسوس الأسنان، فكلها تحتوي على السكر الذي تحوله بكتيريا الفم إلى أحماض تعمل هدمًا وتخريبًا في الأسنان، ما يعرِّضها إلى الإصابة بالتسوس. هناك أنواع عديدة من الشوكولاتة، إلا أن أسوأها على الإطلاق الشوكولاتة بالحليب الغنية بالسكر والحليب المجفف بدلًا من الكاكاو، فهذا النوع من الشوكولاتة يميل إلى الالتصاق بالأسنان، فيُضعِف سطوحها معرِّضا إياها للتسوس.

هناك بحوث تفيد بأن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على مركّبات كيميائية تساعد على منع تحول السكر إلى أحماض، وبالتالي فهي تساعد على حماية الأسنان، ومع ذلك؛ فإنه يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تحتوي على السكر والحليب، لذا فإن تناول الكثير من الشوكولاتة قد يكون ضارًا بالأسنان. على أية حال، إن الحذر بشأن تناول الشوكولاتة لا يكفي لوحده لحماية الأسنان من التسوس، بل لا بد من إقرانه بتطبيق مبادئ العناية بنظافة الفم والأسنان. 

6. قد تثير ردود فعل تحسسية

قد يعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه واحد أو أكثر من مكونات الشوكولاتة، مثل الحليب ومشتقاته، والصويا والمكسرات، وفي هذه الحالة؛ فإن تناول الكثير من الشوكولاتة قد يكون محفوفًا بمخاطر حصول ردود فعل تحسسية تثير أعراضًا عديدة، مثل الحكة وصعوبة التنفس والتورم، وفي بعض الحالات قد يكون رد الفعل التحسسي عنيفًا للغاية ومهددًا للحياة.

7. قد تعرِّض لخطر الإصابة بمرض السكري النوع الثاني

إن اتباع نظام غذائي غني بالشوكولاتة والسكر قد يشكّل عامل خطر لتطور مقاومة الأنسولين، مما قد يؤدي إلى تطور مرض السكري النوع الثاني.

يستخدم الجسم هرمون الأنسولين لمساعدته على حرق السكر والحصول على الطاقة، ومع ذلك، فعندما تكون مستويات السكر عالية لدى الشخص، فإن البنكرياس يقوم بإنتاج كميات أكبر من هرمون الأنسولين للتعويض، إلا أن خلايا الجسم قد تصبح مقاومة للأنسولين، أو قد لا يتمكن البانكرياس من إنتاج ما يكفي من الأنسولين لتلبية حاجة الجسم، فتكون النتيجة الإصابة بمرض السكري النوع الثاني، وبالطبع، فإن مثل هذا الأمر لن يحدث بين ليلة وضحاها، بل بعد وقت طويل، من هنا فمن الحكمة عدم الإفراط في استهلاك أي نوع من الشوكولاتة، خاصة من قِبَل مرضى السكري.

8. قد تسبب التسمم

بعض أنواع الشوكولاتة، حتى الشهيرة منها، يحتوي على نسب عالية من المعادن الثقيلة، كالرصاص والكادميوم، لهذا فإن الإفراط في استهلاك تلك الأنواع من الشوكولاتة قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تراكم المَعْدَنين في الجسم، وبالتالي حدوث التسمم، ولكن الخبراء يقولون إنه يتحتم تناول أكثر من لوح كامل من الشوكولاتة في اليوم ولمدة طويلة لحدوث التسمم.

بقي سؤالان مهمّان هما:

السؤال الأول: هل تناول جرعات زائدة من الشوكولاتة يسبب الموت؟

تحتوي الشوكولاتة على كمية ضئيلة من مادة اسمها تيوبرومين theobromine السامة للجهاز العصبي، ولكن وفقًا لموقع psychology today، فإنه يتوجب على الشخص تناول رطل من الشوكولاتة النقية لتصبح قاتلة. علاوة على هذا، فإن الأعراض المرتبطة بالتيوبرومين مثل الغثيان وفقدان الشهية، تعمل ضد الشخص بحيث تمنعه من تناول الكمية القاتلة.

ومن باب العلم، فإن تناول كميات كبيرة من التيوبرومين تجعل الشخص يعاني من أعراض كثيرة، مثل الغثيان والصداع الشديد، وتسارع دقات القلب، وفقدان الشهية، وهبوط ضغط الدم.  

السؤال الثاني: ما الكمية الموصى بها من الشوكولاتة؟

لا توجد إجابة محددة حول كمية الشوكولاتة التي يجب أن يأكلها الشخص كل يوم، فهذا يعتمد بشكل كبير على الاحتياجات الغذائية الفردية، وعلى الصحة العامة. هناك شبه إجماع عام حول التوصيات الآتية:

1. أن تكون الشوكولاتة داكنة عالية الجودة، وتحتوي ما لا يقل عن 70% من الكاكاو.
2. أن يتم تناولها باعتدال، بحيث لا تتعدى كمية الشوكولاتة المستهلكة في اليوم 30 غرامًا.
3. أن تكون الشوكولاتة جزءًا من نظام غذائي صحي.
4. في حالة وجود مخاوف تتعلق بالشوكولاتة؛ فمن الأفضل أخذ رأي مقدم الرعاية الصحية.

الخلاصة: هل تناول الكثير من الشوكولاتة ضار؟ 

الشوكولاتة لها فوائد ولها أضرار في حال الإفراط في تناولها. في المرة القادمة، وقبل أن تشتري الشوكولاتة المفضلة لديك، لا تنس أن تختار الداكنة منها، لأنها حافلة بالمغذيات، وخاصة مضادات الأكسدة، وفي نفس الوقت، تذكَّر أن تتناولها باعتدال، لأن أكل الكثير منها سيُدخلك في إقامة علاقة متوترة ومعقدة معها، ما يجعلك عرضة لعواقب وخيمة أنت في غنى عنها.