وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض في أمريكا، فإن واحدة من كل خمس وفيات حول العالم يكون سببها تدخين السجائر، مما يجعله السبب رقم 1 للوفاة عالمياً. لكن تفيد الأبحاث التي أجرتها جامعة نورث وسترن بأن قلادة خاصة يمكن أن تساعد في إنقاذ بعض هذه الأرواح، إذ كشفت هذه الدراسة أن العلماء قاموا بتطوير جهاز أشبه بالقلادة ترتديه حول عنقك ليساعدك على الإقلاع عن التدخين، ويطلق عليه اسم (smokeMon).
طريقة عمل القلادة
يمكن لهذه القلادة مراقبة أنماط التدخين، والمحفزات للتدخين، باستخدام مستشعر حراري موجود داخل القلادة يكتشف إشارات الحرارة من السجائر المشتعلة، كما يمكن للقلادة معرفة متى يتم إشعال السيجارة ومتى يطلق الشخص النفخات، وما هو الزمن بين هذه النفخات، وعدد مرات النفخات ومدة استنشاقها.
وبناءً على كل هذه المعلومات التي يتم استشعارها، وباستخدام الذكاء الاصطناعي، وما يعرف باسم التعلم العميق، يمكن أن تساعد هذه المعلومات في التنبؤ إذا ما كان هذا الشخص سيتعرض لانتكاسة ويعود للتدخين، ومتى يجب التدخل في حالته، ويتم ذلك على سبيل المثال من خلال رسالة نصية أو رسالة فيديو يتم إرسالها للهاتف الذكي.
الهدف من هذه القلادة الذكية هو تشجيع الأفراد على الإقلاع عن التدخين، ومنعهم من الانتكاس بعد الإقلاع، فهي تتيح الفرصة لمعرفة الانتكاسة قبل حدوثها، لأنه إذا حدثت الانتكاسة بالكامل، يصعب على المدخن الإقلاع عن التدخين مرة أخرى، فهذه القلادة يمكن أن تسمح للشخص بالوقوع في الزلات مثل سيجارة أو اثنتين يومياً، أو حتى نفثة واحدة، ولكن لا تسمح له بالانتكاس والعودة للتدخين بشكل منتظم، وبناء عليه تزيد من وعي المدخن عند الوقوع في الزلات، وتوضح له أنه لم يفشل عن الإقلاع، ولكنه تعرض لانتكاسة مؤقتة وليس انتكاسة كاملة، وتشكل له حافزًا لمقاومة الرغبة الشديدة في التدخين .
مميزات القلادة
لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد عدد الأجهزة القابلة للارتداء والمصممة للإقلاع عن التدخين، كما تستخدم بعض الأجهزة التي يتم ارتداؤها على المعصم مستشعرات للحركة لاكتشاف متى يدخن الشخص (أو إذا كان على وشك التدخين).
ويتضمن البعض الآخر من الأجهزة أحزمة للصدر للكشف عن استنشاق دخان السجائر، وتستخدم أجهزة أخرى كاميرات مدمجة في النظارات لالتقاط صور للتدخين.
ورغم تعدد الأجهزة القابلة للارتداء، فإن باحثي جامعة نورث ويسترن يقولون إن الأجهزة القابلة للارتداء السابقة لها عيوب عديدة تتجنبها هذه القلادة الجديدة، ومن هذه العيوب أن هذه الأجهزة قد لا تتمكن مستشعراتها من التمييز بين التدخين والأكل أو لمس الفم، ويمكن أن تكون أحزمة الصدر متعبة ومرهقة، وقد تثير الكاميرات مخاوف تتعلق بالخصوصية.
بالمقابل، فإن هذه القلادة تقوم بمراعاة خصوصية المستخدم، فهي تتعقب الحرارة فقط وليس صور مرتديها، وتعد هذه ميزة جذابة للأشخاص الذين يبحثون عن طرق غير مزعجة قدر الإمكان لمراقبة سلوكهم في التدخين.
فأعْطَت هذه القلادة أملاً مبشراً لتخطي عيوب الأجهزة الأخرى، كما تم اختبار نموذجٍ أوليٍ لها من خلال متطوعين لدى فريق نورث وسترن، وكان النموذج الأول لها على شكل قلادة زرقاء صغيرة تم إنشاؤها بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد.
كما وجد المصممون لهذه القلادة أن الناس سيكون لديهم رغبة وتوجه كبير لارتداء قلادة تشبه شخصياتهم وأساليب حياتهم وقريبة من ميولهم، لذلك قام الفريق بطباعة عدة تصميمات على شكل ثلاثي الأبعاد حسب الطلب، كما بدأ المستخدمون بجلب التعليقات المفضلة لديهم كنموذج.
اختبار القلادة
صرح الأستاذ المساعد للطب الوقائي في كلية الطب بجامعة نورث وسترن نبيل الشرفا أن فريق البحث شعر بسعادة غامرة بشأن قلادة SmokeMon، والتي كانت قادرة على اكتشاف جميع اختبارات التدخين التي أجريت في الدراسة بشكل موثوق.
كما ويخطط الباحثون لاختبار فعالية القلادة في العالم الحقيقي من خلال الشراكة مع المستشفيات والمراكز المجتمعية المحلية التي تقدم برامج الإقلاع عن التدخين.
وبناءً على ذلك أتم الباحثون اختباراً على مجموعة من القلائد في بعض هذه البرامج، وتشاوروا مع 18 متخصصاً في علاج التبغ للحصول على تعليقات وآراء حول الجهاز.
والخطوة الأخيرة لإتمام هذا البحث هو تحديد سعر هذه القلادة وطرحها في الأسواق، ويتوقع الباحثون أن تكون تكلفتها مماثلة لتكلفة الساعة الذكية.
المصادر:
