صحــــتك

دهون البطن الزائدة ترتبط بالتدخين وبأمراض خطيرة

إعداد رنا خزعل
دهون البطن الزائدة ترتبط بالتدخين وبأمراض خطيرة

التدخين هو أحد أسوأ العادات التي يمكن أن يمارسها الإنسان، فهو يهدِّد الصحة بشكل عام، ويسبب العديد من الأمراض الخطيرة. يَقلق الكثير من المدخنين من زيادة وزنهم، ويَستخدمون هذا العذر لكي يمتنعوا عن محاولة الإقلاع عن التدخين، ولكن وجَدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة الإدمان العلمية (Addiction)، أن التدخين، سواءً كانت ممارسته حديثة أم مستمرة على مدى الحياة، يرتبط بزيادة دهون البطن ولا سيّما الدهون الحَشَوية الخطرة.

المدخنون يحملون كميات أكبر من دهون البطن

يميل المدخنون إلى أن يكون وزن أجسامهم أقل من غير المدخنين، ولكن أشارت الدراسات إلى أن لديهم تراكم دهون أكثر في منطقة البطن، وخاصة دهون البطن الحَشَوية. من الصعب رؤية هذه الدهون في منطقة البطن، إذ يمكن أن يكون شكل البطن لدى الشخص مسطَّحًا، ومع ذلك تكون لديه كميات زائدة من الدهون الحشوية الداخلية، ممّا يزيد من احتمال الإصابة بأمراض خطيرة.

دراسة جديدة لتحديد العلاقة السببيّة بين التدخين وزيادة دهون البطن

أجرى باحثون من مركز نوفو نورديسك للأبحاث الأيضية الأساسية ومن جامعة كوبنهاغن في الدنمارك، تحليلًا إحصائيًا يُسمى التوزيع العشوائي المندلي (MR) لتحديد ما إذا كان التدخين يؤدي إلى زيادة الدهون في البطن. جَمعت هذه الدراسة الجديدة نتائج دراسات وراثية مختلفة للبحث عن العلاقات السببيَّة بين التعرُّض لعامل ما (التدخين في هذه الحالة) والنتيجة التي يتم دراستها (زيادة الدهون في البطن)، كما جَمعت الدراسة أيضًا نتائج من دراسات وراثية متعددة حول التدخين وقياسات توزيع الدهون في الجسم، مثل نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك ومحيطَي الخصر والورك.

في البداية، استخدَم الباحثون عدة دراسات وراثية سابقة لتحديد المورثات المرتبطة بعادة التدخين وتوزيع الدهون في الجسم، ثم استخدَموا هذه المعلومات الوراثية لتحديد ما إذا كان الأشخاص الذين يحملون السمات الوراثية المرتبطة بالتدخين لديهم توزيع مختلف للدهون في جسمهم. وبعد ذلك، أخذوا في الاعتبار عوامل أخرى يمكن أن تسبب زيادة دهون البطن الحشَوية (الداخلية)، مثل تعاطي الكحول والخلفية الاجتماعية والاقتصادية، للتأكد من أن أي روابط يجدونها بين التدخين وتوزيع الدهون في الجسم هي فعلًا بسبب التدخين نفسه، وليس بسبب عوامل أخرى مرافقة.

التدخين يزيد من دهون البطن وخاصة الدهون الحشَوية

شمَلت هذه الدراسة 1.2 مليون شخص بدأوا بالتدخين حديثًا وأكثر من 450000 مدخن منذ فترة طويلة، وقدَّمت أدلة داعمة على أن التدخين قد يؤدي إلى زيادة دهون البطن ولا سيّما الدهون الحشَوية (الداخلية). وتوصَّل الباحثون إلى أن الدهون الزائدة داخل البطن لدى المدخنين كانت في الغالب دهونًا حشَوية من خلال دراسة كيفية ارتباط متغيّرات الحمض النووي بعادة التدخين، وارتباط دهون البطن بالدهون الموجودة في مختلف أجزاء الجسم. وكانت النتيجة الرئيسية أن هذه العوامل الوراثية ترتبط بشكل قوي بزيادة الأنسجة الدهنية الحشَوية، وهي الدهون العميقة التي تتراكم حول أعضاء البطن الداخلية، مقارنة بالدهون المخزنة تحت الجلد.

الدهون الحشَوية أحد أخطر أنواع دهون البطن

الدهون الحَشَوية هي دهون البطن غير الصحية التي تتراكم في عمق البطن، وتُحيط بأعضاء البطن الداخلية، بما في ذلك المعدة والكبد والأمعاء، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، والسكتة الدماغية، والخرَف.

تقليل دهون البطن يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة

قال الدكتور جيرمان د. كاراسكيلا، المؤلف الرئيسي للدراسة: "وجَدت الدراسة أن البدء بالتدخين، والتدخين لفترة طويلة قد يتسبَّبان بزيادة دهون البطن، وفقًا لما أظهرته قياسات نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك. وفي تحليل آخر، وجَدنا أيضًا أن الدهون الحشَوية هي أكثر أنواع الدهون عرضة للزيادة، وليست الدهون الموجودة تحت الجلد مباشرة".

وأضاف قائلًا: "كانت الدراسات السابقة ملتبسة، وهو ما يحدث عندما يؤثر متغيّر مستقل على النتائج. ولأن دراستنا شملت الاختلافات الوراثية، فإنها تقدم عملًا أفضل في استبعاد بعض هذه المتغيرات أو التحكم فيها. وأظهرت أن التدخين يؤثر فعلًا على دهون البطن، بغض النظر عن العوامل الأخرى مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية، أو تعاطي الكحول، أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، أو سلوك الشخص".

وأشار إلى أنه من وجهة نظر الصحة العامة، تعزز هذه النتائج أهمية بذل جهود واسعة النطاق لمنع التدخين والحد منه بين عامة الناس، لأن ذلك قد يساعد أيضًا في تقليل الدهون الحشَوية في البطن، وبالتالي التقليل من احتمال الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة المرتبطة بها. وأفاد أن الحد من أحد المخاطر الصحية الرئيسية بين الناس، سيؤدي بشكل غير مباشر، إلى التقليل من مخاطر صحية رئيسية أخرى.

 

وفي الختام، أظهرت الدراسات بوضوح أن للتدخين تأثيرات سلبية عديدة على صحة الإنسان، بما في ذلك تأثيره على تراكم الدهون داخل البطن. لذا، يُشدد الأطباء على ضرورة الامتناع عن التدخين والإقلاع عنه، والحفاظ على نمط حياة صحي للمحافظة على صحة الجسم بشكل عام.

 

آخر تعديل بتاريخ
09 أبريل 2024

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.