صحــــتك

دراسة: يمكن التعافي من الضعف الإدراكي المعتدل

أظهر بحث جديد أن المستوى العالي من التعليم والأداء الأكاديمي المتفوق ومهارات اللغة المكتوبة الممتازة لها القدرة على عكس الضعف الإدراكي المعتدل  والرجوع به إلى الوظيفة الإدراكية الطبيعية.

 

حيث وجد المحققون أن الأفراد الذين يعانون من نسبة بسيطة أو أولية من الضعف الإدراكي لديهم فرصة أكبر بكثير للرجوع إلى الإدراك الطبيعي مقارنة بالتقدم من الاختلال المعرفي المعتدل إلى الخرف.

 

دراسة جديدة:

مع تقدم السكان في العمر، يزداد عدد الأفراد الذين يعانون من حالات مرتبطة بالعمر، بما في ذلك الخرف. ولأنه لا يوجد علاج لمعظم أنواع الخرف، لذا فإن الوقاية أمر أساسي، والوقاية من الخرف تتطلب فهم عوامل الخطر الخاصة به.

 

 

وفي دراسة جماعية لأكثر من 600 امرأة تبلغ أعمارهن 75 عامًا أو أكثر، عادت حوالي ثلث أولئك المصابات بالاختلال المعرفي المعتدل إلى الحالة الطبيعية من الإدراك في مرحلة ما أثناء المتابعة، مما يرسل "رسالة مشجعة"، كما تقول مؤلفة الدراسة سوزان تياس الحاصلة على درجة الدكتوراة، وأستاذة مساعدة في كلية علوم الصحة العامة في جامعة واترلو في كندا.

 

وأضافت تياس: "هذا أمر إيجابي يجب على الناس وضعه في الاعتبار عندما يفكرون في التشخيص، فقد تكون بعض هذه الخصائص الجديدة التي حددناها مفيدة في التفكير في مدى احتمالية تحسن مريض معين مقابل التدهور المعرفي". ونُشرت النتائج في 4 فبراير في مجلة Neurology.

وكانت هذه الدراسة جزءًا من دراسة طويلة للشيخوخة والإدراك بين أعضاء مدرسة راهبات نوتردام في الولايات المتحدة. وكن جميعهن يبلغن من العمر 75 عامًا أو أكثر، وحوالي 14.5 ٪ كن أكبر من 90 عامًا. وكانت المشاركات عمومًا على درجة عالية من التعليم، حيث حصل 84.5 ٪ منهن على درجة جامعية أو دراسات عليا.

 

وكان لديهن أيضًا حالة اجتماعية واقتصادية مماثلة، وكان لديهن مستوى جيد من الدعم الاجتماعي، وتم الأخذ بنظر الاعتبار أيضا تاريخ الزواج والإنجاب، وتعاطي الكحول والتبغ، بالإضافة لاستخدام التنميط الجيني APOE والذي يستخدم كوسيلة مساعدة في تشخيص أمراض الخرف المحتمل ظهورها في وقت متأخر لدى البالغات.

 

وقام الباحثون بفحص الوظيفة المعرفية عند بداية الدراسة ثم سنويًا حتى الموت أو نهاية الجولة الثانية عشرة من التقييمات. واستخدموا خمسة معايير لتصنيف المريضات أما بنطاق الإدراك الطبيعي أو حالة من ضعف الإدراك البسيط أو الخرف:

  • تأخر استدعاء الكلمات.
  • الطلاقة اللفظية.
  • تسمية إحدى ألعاب الورق المعروفة باسم (بوسطن).
  • التطبيق العملي الإنشائي.
  • امتحان الحالة العقلية المصغرة.

 

كما استطاع القائمون على الدراسة الحصول على بعض المعلومات عن الأداء المعرفي والدرجات المدرسية عن طريق الوصول إلى سجلات المشاركات المدرسية، سواء في اللغات والجبر والهندسة والمواد الأخرى.

 

وقالت تياس: "عادةً ما يكون لدينا فقط بيانات عن الدرجة التعليمية بصورة عامة لكنني أعرف أن هناك فرقًا بين الأشخاص الذين يجتازون السنوات المدرسية ويتخرجون بشهادة جامعية مقابل أولئك الذين يتفوقون حقًا".

الخرف ليس حتميا

أظهرت النتائج أن 472 من أصل 619 مشاركة لديهن درجة بسيطة من ضعف الإدراك خلال فترة الدراسة. وأظهر حوالي 30.3 ٪ من هؤلاء انتقالًا عكسيًا واحدًا على الأقل بالرجوع للحالة الطبيعية من المستوى الإدراكي خلال متوسط ​​متابعة يبلغ 8.6 سنوات.

 

 وأشارت تياس إلى أن هذا يوضح أن التحويل من ضعف الإدراك البسيط إلى الحالة الطبيعية من الإدراك يحدث بشكل متكرر نسبيًا. وأضافت "هذا أمر مشجع لأن بعض الناس يعتقدون أنه إذا تم تشخيصهم بالاختلال المعرفي المعتدل فإنهم حتما سينحدرون إلى الإصابة بالخرف الحتمي".

 

وليس من المستغرب أن يكون العمر الأصغر (90 عامًا أو أقل) وغياب الجين APOE-4 الذي يعد وجوده عامل خطر للإصابة بالخرف، ساهما في ارتفاع معدل الارتداد من ضعف الإدراك المعتدل إلى الحالة الطبيعية من الإدراك مقابل التقدم للخرف.

 

أيضا، كان لدى النساء المتعلمات وخاصة التعليم العالي فرصة أعلى للرجوع للحالة الطبيعية من الإدراك مقارنة بغيرهن.

مفتاح المهارات اللغوية

ومن المثير للاهتمام، أن الباحثين وجدوا أيضًا ارتباطًا مهمًا بين حصول المشاركات على درجات جيدة في اللغة الإنكليزية بالمدرسة الثانوية مقارنة بالمشاركات صاحبات الدرجات الأدني. أيضا،  وجدوا أن كلا من خصائص المهارات اللغوية المكتوبة (كثافة الفكرة والتعقيد النحوي) كانت عاملا مهمًا بالتحويل من الضعف الإدراكي المعتدل إلى الحالة الطبيعية من الإدراك.

 

وفي هذا الصدد قالت تياس: "أولئك اللواتي لديهن مستويات عالية من كثافة الأفكار كن أكثر عرضة أربع مرات للتحسن في الإدراك الطبيعي من التقدم إلى الخرف، وكان التأثير أقوى حتى بالنسبة للتركيب النحوي، وكان اللواتي لديهن مستويات أعلى من المحتمل أن يتحسنّ أكثر بنحو ستة أضعاف".

 

وأشارت تياس إلى أن هذه النتائج الجديدة يمكن أن تكون مفيدة عند التخطيط لتجارب إكلينيكية مستقبلية. وقالت: "إن الضعف الإدراكي المعتدل لدى بعض الأشخاص سوف يتحسن حتى بدون أي علاج ، ويجب أن يؤخذ ذلك في الاعتبار عند تجنيد المشاركين في دراسة وعند تفسير النتائج". 

آثار البحث

وتعليقًا على نتائج البحث، أشارت كلير سيكستون، مديرة البرامج العلمية والتوعية في جمعية Alzheimer، إلى أنه في "هذه الدراسة الخاصة بالنساء المتعلمات تعليماً عاليا، كانت نسبة التحول من الضعف الإدراكي المعتدل والرجوع للحالة الطبيعية مساوية لنسبة تقدم بعضهن للخرف، ونظرًا لإحراز تقدم في الاكتشاف المبكر للخرف، ويتم تطوير العلاجات وتسويقها للواتي يعشن مع ضعف الإدراك المعتدل، فإن نتائج هذه الدراسة مهمة لإثراء المناقشات حول التشخيص مع المريضات ولتصميم التجارب السريرية".

 

* المصدر

Is Mild Cognitive Impairment Reversible?

آخر تعديل بتاريخ
24 فبراير 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.