صحــــتك

سوء التغذية قد يزيد من الإصابة بمرض ألزهايمر

سوء التغذية قد يزيد من فرص الإصابة بمرض ألزهايمر

كشفت دراسة حديثة أجريت في الصين عن وجود علاقة معقدة، وربما ثنائية الاتجاه، بين مرض ألزهايمر والتغذية، فقد أظهرت أن سوء التغذية قد يزيد من احتمال الإصابة بمرض ألزهايمر، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى تفاقم سوء التغذية. نُشرت هذه الدراسة في مجلة آفاق في التغذية (Frontiers in Nutrition) في مارس 2024، وأشارت إلى أن الكشف المبكر عن سوء التغذية والتدخل الغذائي للأشخاص المعرَّضين لخطر الإصابة بسوء التغذية أو الذين يعانون منه، قد يقلل من احتمال إصابتهم بمرض ألزهايمر وتطوره.

صلة محتملة بين سوء التغذية ومرض ألزهايمر

أظهرت بعض الدراسات السابقة أن سوء التغذية قد يكون مرتبطًا بمرض ألزهايمر، إذ أشارت إلى أن الانخفاض الكبير في مؤشّر كتلة الجسم (BMI) لدى الأشخاص الذين يعانون من الضعف الإدراكي المعتدل (MCI)، قد يكون مؤشرًا أوليًا للتدهور المعرفي. وأظهرت دراسة أخرى أنه مع تطور مراحل مرض ألزهايمر، يصبح سوء التغذية أكثر وضوحًا، فينخفض الوزن، ومؤشر كتلة الجسم، وكتلة الجسم الخالية من الدهون، بينما ترتفع نسبة كتلة الدهون.

وفي دراسة حديثة أجريت في الصين، قام الباحثون بدراسة العلاقة بين سوء التغذية ومرض ألزهايمر، شملت هذه الدراسة 266 شخصًا، وتم تقييم 73 منهم بأنهم أصحاء إدراكيًا، أي أنهم يتمتعون بصحة ذهنية جيدة، بينما كان 72 شخصًا منهم يعانون من ضعف إدراكي معتدل ناجم عن إصابتهم بمرض ألزهايمر، وكان 121 شخصًا يعانون من الخرَف. وقام الباحثون بتصنيف جودة الأنظمة الغذائية للمشاركين وفقًا لمدى التزامهم بنظام البحر الأبيض المتوسط ونظام مايند الغذائي، الذي يدمج بين حمية البحر المتوسط وحمية داش.

هل يؤثر اتباع هذه الحميات على مرض ألزهايمر؟

وفقًا لكلية الصحة العامة في جامعة هارفارد، تبيَّن أن نظام البحر المتوسط الغذائي، الذي يتضمَّن الأطعمة النباتية، وزيت الزيتون، والجبن، واللبن (الزبادي)، والأسماك، والدواجن، والنبيذ، والفواكه الطازجة؛ يقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ومن متلازمة التمثيل الغذائي (المتلازمة الاستقلابية)، والسكري، وبعض أنواع السرطان، والاكتئاب، والهشاشة أو الضعف عند كبار السن، كما ثبت أنه يحسن الوظائف الذهنية والبدنية.

أما بالنسبة لنظام مايند الغذائي (MIND) أو النظام الغذائي الذهني، فقد أفادت الجامعة بأنه مصمَّم خصيصًا لشيخوخة الدماغ، وهو يتضمن أنماطًا غذائية موجودة في حمية البحر المتوسط. وعلى الرغم من أن اتباع هذا النظام الغذائي يمكن أن يبطئ من الشيخوخة المعرفية، فإن فعاليته على مدى فترات زمنية أطول ما تزال غير معروفة.

علامات سوء التغذية لدى مرضى ألزهايمر .. مؤشِّر على تطور المرض

لم تُظهر نتائج الدراسة الجديدة فرقًا إحصائيًا يُذكر في جودة الأنظمة الغذائية المصنَّفة بين المجموعات المختلفة، ولكنها وجدت بعض الاختلافات المهمة في صحة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر، وقد أظهرت ما يلي:

  • انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI).
  • انخفاض مستويات العناصر الغذائية الآتية: البروتينات، والألبومين، والجلوبيولين، والكالسيوم، وحمض الفوليك، وصميم البروتين الشحمي A1.
  • انخفاض محيط الورك وربلة الساق (تسمى أيضًا بطة الرجل، وهي الجزء الخلفي السفلي من الساق).
  • درجات أقل في التقييم الغذائي المصغر ومؤشر مخاطر التغذية المرتبط بالشيخوخة.

وأوضح الباحثون أن سوء التغذية لا يرتبط بتسارع تطور مرض ألزهايمر وحَسب، بل إن مرض ألزهايمر نفسه يساهم في تسريع تطور سوء التغذية أيضًا. كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن الحالة الغذائية لمرضى ألزهايمر كانت أسوأ من الحالة الغذائية للأشخاص الذين يتمتعون بصحة ذهنية جيدة ومن نفس الفئة العمرية، كما أنها تدهورت أكثر مع تطور مرض ألزهايمر.

سوء التغذية ومرض ألزهايمر .. علاقة معقدة

في الوقت الحالي، ما تزال الأسباب الكامنة وراء سوء التغذية في مرض ألزهايمر غير واضحة تمامًا، وقد أشارت هذه الدراسة إلى أن العوامل المؤثرة على تناول الطعام، مثل اضطرابات التذوق، وضعف حاسة الشم، وفقدان الشهية، كانت المساهم الرئيسي في سوء التغذية في المرحلة المبكرة من مرض ألزهايمر. وأوضحت أنه مع تقدُّم المرض، زادت الاستجابة الالتهابية المزمنة تدريجيًا، مما أدى إلى الإفراط في استهلاك البروتينات والطاقة، وهو سبب رئيسي لسوء التغذية في المراحل المتوسطة والمتقدمة من مرض ألزهايمر.

ما هو مرض ألزهايمر؟

هو اضطراب في الدماغ يؤثر على عمل خلايا الدماغ، وهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخرَف. يتفاقم مرض ألزهايمر بمرور الوقت، ويؤدي إلى تدهور تدريجي في الذاكرة والتفكير والتعلم والسلوك، وعادةً ما يتطور المرض بشكل بطيء وتزيد أعراضه سوءاً مع التقدم بالعمر.

ما هي أعراض مرض ألزهايمر؟

تختلف علامات وأعراض مرض ألزهايمر حسب مرحلة المرض، وتشمل أعراضه الشائعة ما يلي:

  • فقدان الذاكرة.
  • صعوبة في التفكير.
  • صعوبة في أداء المهام اليومية.
  • صعوبة في إيجاد الكلمات.
  • مشكلات في الرؤية.
  • تغيرات في السلوك والشخصية.

في الختام, كشفت دراسة حديثة أن سوء التغذية قد يزيد من احتمالات الإصابة بمرض ألزهايمر، ومن الممكن أن يؤدي تطور ألزهايمر إلى تفاقم سوء التغذية.

آخر تعديل بتاريخ
28 مارس 2024
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.