صحــــتك

المكمِّلات الغذائية قد تحتوي على مُسبِّبات حساسية

الحساسية للبنسلين.. شائعة وخطيرة (ملف)

قد تختبئ المواد المُسبِّبة للحساسية في مجموعة متنوِّعة من المُكمّلات الغذائية، بدءًا من الأصباغ المستخدمة في مساحيق فيتامين سي (ج)، وصولًا إلى بعض الفيتامينات المُستخدَمة في منتجات العناية بالشعر ومنتجات أخرى.

تحتوي المُكمّلات الغذائية على عدد من المكوِّنات المختلفة، لذا فإنه من المهم معرفة قائمة المكوِّنات الموجودة في المكمّلات الغذائية، لتجنّب تلك التي تحتوي على أيِّ مُكوّن يمكن أن يُسبِّب تفاعلات الحساسية، وذلك لضمان سلامتنا وصحتنا، وهو ما أشارت إليه الدكتورة أليسون إيرليش -طبيبة الجلدية، والمؤسسة والمديرة السابقة لوحدة البحوث السريرية في قسم أمراض الجلد في جامعة جورج واشنطن- بقولها: "يجب النظر إلى المُكمّلات الغذائية الشائعة كمصدر مُحتَمل لتفاعلات الحساسية، خاصّة إذا كانت الحساسية ناتجة عن سبب غير معروف".

المُكمّلات الغذائية: ما يجب أن تعرفه عن سلامتها وتأثيرها على صحتك

ذكَرتْ د.إيرليش بأنّ المرضى -في العموم- لا يُخبِرون الأطباء بالمكمّلات الغذائية التي يتناولونها، ويعود السبب بشكل جزئي في ذلك إلى اعتقاد المرضى بأن مقدمي الرعاية سيعترضون على استخدام المكمّلات الغذائية، وأيضا لعدم توعية المرضى بشأن المكمّلات الغذائية، وأضافت أن المكمّلات الغذائية المشهورة تشمل تلك المستخدمة لمكافحة الشيخوخة، وتحسين النوم، وفقدان الوزن والسيطرة عليه، كما يمكن تشمل المكمّلاتُ الفيتاميناتِ والمعادنَ والأعشاب والمستخلصات.

تعود التشريعات الحالية المتعلقة بالمُكمّلات الغذائية إلى القانون الخاص بالمُكمّلات الغذائية لعام 1994 (DSHEA)، الذي اعتبر المكمّلات الغذائية كيانًا مستقلًا عن الوجبات الغذائية، غير أنه قام بتصنيفها كفئة من الأطعمة وليست كأدوية.

كما ذكرت إيرليش بأنه "لا تتوفر إجراءات للتأكّد من السلامة المتعلقة بكيفية ظهور المكمّلات الغذائية في الأسواق، فليس من مسؤولية الشركة المُصنِّعة اختبار هذه المنتجات والتأكّد من سلامتها، وعندما يتم سحب هذه المنتجات من السوق، فإنه يكون بسبب تقارير السلامة التي تصل إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية".

وبناء على ذلك، فإنه من المهم معرفة تاريخ استخدام المُكمّلات الغذائية بالتحديد، إذ قد يكشف عن مُسبِّبات حساسية مُحتَملة كسبب لتفاعلات غير معروفة سابقًا، وفقًا لما ذكرته إيرليش.

وتحدثت إيرليش عن حالة لمريضة ادّعت أنها تعرّضت لتفاعل حساسية بسبب كريم إصلاح التجاعيد، ومن بين المكوّنات المُدرَجة في المُنتَج كان "الإيديبينون" (Idebenone)، وهو نسخة اصطناعية من مضاد الأكسدة الشهير المعروف باسم "كو إنزيم كيو".

كن حذِرًا من الفيتامينات

هناك مصدر آخر محتمل للحساسية وهو مكمّلات فيتامين سي، والتي انتشرت بشكل واسع في الأوساط الشعبية، خاصة خلال جائحة كورونا، بسبب بحث الناس عن دعم إضافي لجهاز المناعة. أوضحت إيرليش قائلة: "من المهم أن نعرف نوع فيتامين سي الذي يتناوله مرضانا". فعلى سبيل المثال، تحتوي بعض مساحيق فيتامين سي على عوامل تلوين مثل الكارمين Carmine، كما يحتوي بعضها على الجيلاتين، والذي قد يُسبِّب حساسية لدى المصابين بمتلازمة ألفا-غال (Alpha-gal syndrome).

بشكل عام، ذكرت إيرليش أن الفيتامينات المُذابة في الماء مثل: فيتامينات بي1 (B1)، وفيتامين بي9 (B9)، وفيتامين بي12 (B12)، وفيتامين سي، من المحتمل أن تُسبِّب ردة فعل فورية. بينما يحُتَمل أن تُسبِّب الفيتامينات المذابة في الدهون مثل فيتامينات ألف (A)، ودال (D)، وهاء (E)، وكاف (K) ردة فعل متأخرة.

وصفت إيرليش بعض ردود الفعل غير المعتادة للفيتامينات التي تم الإبلاغ عنها، بما في ذلك:

  • حساسية نظامية مرتبطة بفيتامين B1 (الثيامين).
  • متلازمة الفم الحارق المرتبطة بفيتامين B3 (النيكوتينات).
  • شرية الاتصال، وهو مرض حساسية جلدي مرتبط بفيتامين B5 (البانثينول).
  • التهاب الجلد التماسي المرتبط بفيتامين E (التوكوفيرول).
  • والحمامي متعددة الأشكال المرتبطة بفيتامين K1.

ومن المعروف أن فيتامين B5 يرتبط بالتهاب الجلد التماسي بصفته مكوّنًا في منتجات الشعر والمرطبات ومنتجات العناية بالجروح، وفي الأطعمة المعزَّزة بالفيتامينات.

الأعشاب والتوابل مصادر محتملة للحساسية

يمكن أن تكون الأعشاب والتوابل من مسببات الحساسية أيضا، إذْ أصبح الكركم مكوِّنًا شائعا في المُكمّلات الغذائية، كما يُستخدَم الكركم والكركمين الموجود في الكركم كصبغة بسبب لونها الأصفر، وكمُكَوِّن يضفي نكهة، ولكنها ترتبط أيضا بحدوث ردود فعل تحسسية.

يمكن للإضافات الغذائية أن تكُون أيضا من مُسبِّبات الحساسية، سواء كانت ملوّنات أو مواد حافظة أو نكهات. لكن من غير الواضح ما إذا كان هناك دور ما لتلك الإضافات الغذائية في حدوث التهاب الجلد التأتبي (الأكزيما) أم لا، إذْ تشير إيرليش إلى دراسة أُجريت عام 2020، أفادت بأن 62% من الأطفال المصابين بالأكزيما كانت لديهم ردود فعل إيجابية تجاه واحدة على الأقل من الإضافات الغذائية المُسبِّبة للحساسية، مقارنة بنسبة 20٪ من الأطفال الأصحّاء. وكانت المواد المضافة المسؤولة عن أكبر عدد من استجابات الحساسية هي:

  • الأزوروبين (24.4٪).
  • حمض الفورميك (15.6٪).
  • والكارمين والكوشينيل الأحمر والقرمزي (13.3٪ لكل منها).

وتعتبر الملوِّنات الشائعة الآتية من بين مسبّبات الحساسية:

  • الكارمين.
  • والأناتو.
  • والتارترازين.
  • والتوابل (مثل البابريكا والزعفران).

يستخدم الكارمين في اللحوم لمنع التأكسد الضوئي، وللحفاظ على اللون الأحمر، وله استخدامات أخرى أيضا. ويرتبط الكارمين بالتهاب الجلد التماسي، وتفاقم الأكزيما والحساسية الفورية. ويُستخدم الأناتو في الأطعمة، بما في ذلك الأطعمة المصنَّعة والزبدة والجبن، لإضفاء اللون الأصفر، ويتواجد أيضا في بعض مساحيق أحمر الشفاه، ويرتبط بالشرى والانتفاخ.

كما أن المواد الحافظة الآتية كانت من بين المواد المسببة للحساسية:

وفقا لإيرليش، يُستخدَم الكبريتيت لمنع تحوّل الطعام إلى اللون البُنّي، وقد يكون موجودًا في الفواكه المجفّفة وعصير الفاكهة والدبس والأطعمة المخللة والخل والنبيذ.

تشير إيرليش إلى وجود تقارير تفيد بتزايد الحساسية الناتجة عن بيروكبريتيت الصوديوم، وقد تحدث ردود فعل مماثلة تجاه مركبات الكبريتيت الأخرى الموجودة في مستحضرات التجميل وغسول الجسم ومياه حمّام السباحة.

                                                                                       

المصادر

https://www.medscape.com/viewarticle/991418?src=

آخر تعديل بتاريخ
02 يونيو 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.