صحــــتك

المشكلات الهضمية في الحرب

5 طرق تؤثر بها الحرب على صحة أهلنا في غزة

يتأثر الجهاز الهضمي، كغيره من أجهزة الجسم، كثيرًا بالإجهاد الناجم عن الحرب، وقد يكون هذا الإجهاد عامل خطر مهمًا للمشكلات والاضطرابات التي تحدث فيه، بسبب التغيرات الفيزيولوجية الطارئة التي تحصل في مختلف أنحاء القناة الهضمية.

وإلى جانب الحرب التي تولّد الإجهاد الشديد، هناك عوامل أخرى ضاغطة تساهم بشكل أو بآخر في استفحال مشكلات الجهاز الهضمي، مثل انقطاع الإمدادات الغذائية، وفرض نظام غذائي قسري، والنظام الغذائي السيء، والظروف الصحية السيئة، وتعطيل عادات الحياة اليومية، وفقدان الأحبة، ومشاهد القتل المروعة، والدمار الهائل في البُنية التحتية، والتهجير القسري، واضطراب ما بعد الصدمة.

المشكلات الهضمية التي قد تنجم عن ضغوط الحرب

عندما تتم الاستجابة للتوتر يعمل الدماغ على قمع عملية الهضم، لكي يتمكّن الجسم من إعادة توجيه موارده لتحفيز القتال أو الهرب، ويقوم الجهاز العصبي المركزي بإيقاف عملية الهضم عن طريق إبطاء تقلص عضلات الجهاز الهضمي، وإلى تقليل الإفرازات اللازمة لعملية الهضم، من هنا فقد يعاني الشخص من الأعراض الآتية:

  • الألم والشعور بالانزعاج في المعدة.
  • الحموضة في المعدة.
  • زيادة أو نقص الشهية.
  • الغثيان.
  • الارتجاع المَعِدي المرئي.
  • الإمساك.
  • الإسهال.
  • انتفاخ البطن.
  • المغص في البطن.
  • عسر الهضم.

قد يلعب الإجهاد الحربي في اشتعال أو في تأزيم الإصابات الآتية الموجودة سابقًا:

  • التهاب المعدة.
  • قرحة المعدة.
  • داء كرون.
  • الارتجاع المَعِدي المريئي.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • الالتهابات الهضمية.

المحاربون القدامى واضطرابات الجهاز الهضمي

لا تتوفر دراسات عن تأثيرات الحرب على جهاز الهضم عند المدنيين؛ في المقابل؛ فإن هناك دراسات تمت على المحاربين القدامى في الدول الغربية الذين خاضوا حروبًا وصراعات مسلحة؛ وقد توصلت هذه الدراسات إلى عدد من الاستنتاجات هي:

  • مشكلات الجهاز الهضمي شائعة أثناء الحروب، وأنها قد تركت آثارًا ضارة على صحة الأفراد المشاركين فيها.
  • ساهمت الحروب الحديثة في زيادة أمراض الجهاز الهضمي.
  • كشفت البيانات التي حملتها الدراسات أن أعراض الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والإمساك وعسر الهضم وألم الصدر غير القلبي، شائعة بين العسكريين الذين شاركوا في الحروب الحديثة.
  • عانى عدد كبير من الجنود والمحاربين القدامى الذين خاضوا الحروب الأخيرة من شكاوى مزمنة في الجهاز الهضمي تم إدخالها في إطار ما يسمى "متلازمة حرب الخليج"، التي ما زالت آلية حدوثها غير واضحة، وهناك عوامل كثيرة ارتبطت بهذه المتلازمة، مثل صدمة الحرب، والإجهاد، والالتهابات، والخلل المناعي، والإشعاعات، والتطعيم ضد الجمرة الخبيثة وغيرها.

كيف يمكن التعامل مع الإجهاد الناتج عن الحرب؟

نستعرض هنا عددًا من النصائح التي قد تفيد في إدارة الإجهاد الناجم عن الصراع المسلح:

  • التنفس المريح

يزيد التنفس الزائد من كميات الهواء التي تتسلل إلى القناة الهضمية، ما يؤدي إلى المعاناة من الألم والانتفاخ وحس الانزعاج في المعدة وأعلى البطن. من هنا تأتي أهمية التنفس المريح للتغلب على ما أشرنا إليه، فالتنفس المريح والبطيء يحفّز عملية استجابة الجسم للاسترخاء، ويقلل من تأثير التوتر عليه.

  • الاستعانة بتقنيات الاسترخاء

يمكن ممارسة إحدى تقنيات الاسترخاء من أجل ترويض الجسم ومساعدته على مجابهة التوتر، والتخفيف من وَقعه عليه. هناك عدة تقنيات للاسترخاء، نذكر منها: تمارين اليوغا، التأمل، تمارين التنفس البطيء، التنويم المغناطيسي الموجَّه، تمارين استرخاء العضلات التدريجي، تمارين الارتجاع البيولوجي biofeedback.

  • اتباع نظام غذائي جيد

الانتظار لفترات طويلة قبل تناول الطعام، أو عدم تناول ما يكفي من الطعام، أو تناول طعام غير متوازن، يمكن أن يسبب المزيد من المشكلات في الجهاز الهضمي، لهذا يبدو مهمًا تناول وجبات منتظمة ووجبات خفيفة ومتوازنة طوال اليوم.

  • الابتعاد عن التصورات السلبية

أفادت البحوث أن مشكلات الجهاز الهضمي تتفاقم لدى الأشخاص الذين لديهم تصورات سلبية عن الأحداث المجهِدة. راقِب أفكارك السلبية، وحاوِل استبدالها بأخرى إيجابية.

  • استبعاد أسباب أخرى قد تكون وراء مشكلات الجهاز الهضمي

قد تكون مشكلات الجهاز الهضمي ناجمة عن أسباب أخرى غير الإجهاد، مثل الفيروسات، أو الجراثيم، أو الطفيليات، أو عدم تحمل الحليب (اللاكتوز)، أو الحساسية، أو أسباب أكثر خطورة؛ وهنا؛ فإن القول الفصل يعود إلى مقدِّم الرعاية الصحية.

مسك الختام

يمكن للصراع المسلح والعوامل الأخرى الضاغطة الملازمة له أن تولّد الكثير من الإجهاد، الأمر الذي يؤثّر على وظائف الجهاز الهضمي فلا يعمل بشكل صحيح، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام ظهور اضطرابات شتى تندلع هنا وهناك في طول جهاز الهضم وعرضه. في بعض الأحيان قد يستطيع الجسم التغلب على الإجهاد، ما يسمح بتعافي جهاز الهضم فيعود إلى العمل بشكل طبيعي. وفي أحيان أخرى قد يستمر الإجهاد فيعمل على إشعال مشكلات هضمية شتى، وفي هذه الحال، لا مفر من التدخل الطبي لوضع الإجهاد عند حده لمنعه من تحقيق مآربه، وما أكثرها.

 

المصادر

https://caps.byu.edu/stress-and-the-digestive-systemhttps://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26301101/

آخر تعديل بتاريخ
29 نوفمبر 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.