ويطلق عليه الزحار الأميبي، لتفريقه عن الزحار الجرثومي (Bacillary dysentry) الناتج عن بكتيريا تسمى Shigella. أما كلمة الزحار بحد ذاتها فتأتي من كلمة (الزحير) وهي الشعور بالرغبة المتكررة للذهاب إلى الحمّام، مع نزول كميات قليلة من البراز، وبعدها مباشرة يشعر المريض بالرغبة في المعاودة.
كيف تحدث العدوى بالزحار الأميبي؟
تحدث العدوى بهذا المرض عن طريق تناول الأطعمة والسوائل الملوّثة بالطفيل، وبطبيعة الحال فإن هذا يحصل في البلدان التي لا تطبق فيها قواعد العناية الصحية والنظافة الشاملة.
ما هي أعراض الزحار الأميبي؟
من الجدير بالذكر، أن واحداً فقط من بين عشرة مصابين تحصل لديه الأعراض، أي أن هذا المرض غالباً ما يكون (صامتاً). وتتضمن الأعراض، في حال حصولها:
- الإسهال.
- ألم البطن، وربما كان هذا الألم على شكل مغص.
- وقد يحصل خروج الدم مع البراز.
- الحمّى.
- وهنالك حالة نادرة، ولكنها خطرة، تقوم فيها الأميبا بغزو الكبد، وتشكل فيه خرّاجاً مملوءاً بالقيح (الخراج الكبدي الأميبي amebic liver abscess).
- وفي حالات أكثر ندرة، قد يحصل الانتشار إلى أعضاء أخرى من الجسم كالدماغ والرئتين.
كم تبلغ فترة الحضانة للزحار الأميبي؟
تمتد فترة الحضانة بين أسبوع واحد إلى أربعة أسابيع، ويكون هذا عادةً وفق الحالة المناعية للمريض، فكلما كانت مناعة المريض ضعيفة كانت الأعراض شديدة وسريعة الظهور.
كيف يتم تشخيص الزحار الأميبي؟
لابدّ من مراجعة الطبيب في حال الشك بالأعراض، وهو سيقوم ببعض الدراسات المخبرية وأهمها فحص عينات من البراز بحثاً عن هذا الطفيلي، وغيره من الطفيليات والجراثيم التي تصيب الأمعاء. ,إن الأعراض والعلامات تتشابه بين العديد من العوامل الممرضة، مما يجعل الفحص المخبري أمراً ضرورياً للتشخيص الدقيق. وقد نضطرّ أحياناً إلى إرسال عينات متعددة للفحص المخبري، حيث إن الطفيليات قد لا تظهر دائماً في كل اختبار.
ما هو علاج الزحار الأميبي؟
هنالك العديد من المضادات الحيوية التي تستخدم لمعالجة الزحار الأميبي، ولا يجب أن يستعمل أيّ دواء إلاّ باستشارة طبية، ونذكر هذا لأن من الممارسات الشائعة في بلادنا العربية أن يقوم مريض بإعطاء دوائه لمريض آخر نتيجة تشابه أعراضهما، وهذا الأمر لا يخلو من الخطر، حيث إن الأمراض المختلفة قد تتشابه في أعراضها، كما أن الدواء الذي يفيد في معالجة مريض قد لا يكون فعالاً في معالجة مريض آخر.
ويضاف إلى هذا أن كثيراً من الأدوية لا تخلو من التأثيرات الجانبية، كما أن بعضها قد يكون ممنوعاً استخدامه في بعض الحالات المرضية المرافقة (كالسكري أو ارتفاع الضغط أو أمراض الكبد والكلى). وإذا كانت هذه المشكلة قليلة الشيوع في البلاد الغربية نتيجة الانتشار النسبي للوعي الصحي، فإن هذه الممارسات الخاطئة منتشرة في بلادنا العربية.
وفي حال تشخيص الإصابة بالزحار الأميبي، فإن الطبيب سيختار المضاد الحيوي الملائم، وهو سيعطي دواءً واحداً في الحالات متوسطة الشدة، ولكنه قد يلجأ لاستخدام دوائين في الحالات الشديدة، حيث يعطى الدواء الأوّل لفترة معيّنة، ثم يعطى الدواء الآخر بعد الانتهاء من تناول الدواء الأوّل. وعلى العموم فأشهر الأدوية المستخدمة في العلاج هي الفلاجيل Flagyl، واسمه العلمي Metronidazole.
نصائح للوقاية من الزحار الأميبي
هناك عدد من الممارسات والإجراءات من شأنها تحقيق الوقاية، منها:
- نظافة الطعام والشراب، وهي مفتاح الوقاية في هذا المرض، وربما كانت النقطة الأهم هي الانتباه لماء الشرب وخصوصاً في السفر والسياحة، وفي حال عدم التأكد من نظافة الماء فلا بد من تجنب المياه المشكوك بأمرها وخصوصاً للأطفال، ويستعاض عنها بالمياه المعبأة في زجاجات.
- تجنب مكعبات الثلج التي تستخدم مع المياه والمرطبات التي تباع من الباعة الجوّالين، فبعكس الاعتقاد الشائع، فإن التجميد لا يقوم بقتل الطفيليات الممرضة، وفي حال عدم التمكّن من الحصول على المياه المعبأة بالزجاجات، فلا بد من سؤال الطبيب عن بعض الأقراص المعقمة التي يمكن أن تضاف إلى الماء لقتل الطفيليات والجراثيم فيها (وهي عادة أقراص اليود).
- الانتباه لنظافة الفواكه والخضار الطازجة، فينصح بتقشير الفاكهة بعد غسلها بالماء والصابون، كما ينصح بطبخ الخضار بشكل كافٍ لأن الحرارة أفضل طريقة لقتل هذه الطفيليّات.
- تجنب تناول الحليب ومشتقاته كالأجبان والألبان ما لم تكن معقمة، وتجنب شراء الطعام والمشروبات من الباعة المتجوّلين على العموم.
كلمة أخيرة
إن الزحار الأميبي يعتبر من الأمراض المزعجة، ولكنه من الأمراض القابلة للمنع إذا ما اتبعت الوصايا الهامة التي ذكرناها هنا، كما أنه قابل للمعالجة من الطبيب ذي الخبرة الجيدة في هذا المجال، وهو مثال على الأمراض التي يمكن القضاء عليها بتطبيق مبادئ النظافة والصحة العامة.... لقد انتهى هذه المرض تقريباً في العالم الغربي، ونأمل أن يأتي يوم قريب ينتهي فيه من بلادنا العربية.