يُعرف مرض الذئبة الحمراء أو الحمامية Lupus Erythematosus بأنه مرض التهابي مناعي مزمن يمكن أن يؤثر في العديد من أجهزة الجسم، وهو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه جهاز المناعة بعض خلايا الجسم ذاته.
يُطلق عليه علميًا اسم "الذئبة الحمامية المتعممة أو الجهازية Systemic Lupus Erythematosus"، وذلك لأن المرض يصيب أعضاء وأجزاء في الجسم من مختلف الأجهزة، مثل الجلد، والمفاصل، والدماغ، والكلى، والقلب، والرئتين، وخلايا الدم.
ويصادف يومُ العاشر من نيسان/أبريل من كل عام اليومَ العالمي للذئبة الحمامية، فلنتعرف في الأسطر القادمة أكثر على مرض الذئبة الحمراء.
ما أسباب الإصابة بمرض الذئبة الحمراء؟
تنشأ الذئبة الحمراء بسبب مهاجمة جهاز المناعة لمختلف الأنسجة السليمة في الجسم، وإلحاق أضرار بها، ولكن لم يُعرف حتى الآن السبب الذي يدفع جهاز المناعة إلى التصرف بهذه الطريقة غير الطبيعية، ولكن هناك بعض العوامل التي يعتقد أنها تلعب دوراً في تحفيز المرض، منها:
- التعرض لأشعة الشمس.
- الإصابة بعدوى.
- استخدام بعض الأدوية، مثل بعض أدوية ضغط الدم، أو المضادات الحيوية.
- الوراثة.
ما أعراض مرض الذئبة الحمراء؟
ذكرنا سابقاً أن مرض الذئبة الحمراء يؤثر في العديد من أجهزة الجسم، ويتباين هذا التأثير في شدته وتنوعه من شخص لآخر، ولهذا فإن أعراض وعلامات الإصابة قد تختلف بشكل كبير من مريض إلى آخر، وقد تظهر الأعراض بشكل مفاجئ على المريض، أو قد تتطور ببطء، وعادة ما يمر المرضى بفترة خالية من الأعراض، أو بفترة ذات أعراض طفيفة، يتبعها فترة من تفاقم الأعراض وازديادها سوءاً. من الأعراض الشائعة للذئبة الحمراء ما يلي:
- التعب والإرهاق.
- ألم في المفاصل مع تيبسها وتورمها.
- الحمى.
- الحساسية من الضوء، وظهور بقع على الجلد أو تقرحات بعد التعرض لأشعة الشمس.
- علامة رينو، وهي تغير لون أصابع اليدين أو القدمين إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند التعرض للبرد.
- طفح جلدي على الوجه يغطي الخدين والجزء العلوي للأنف، ويشبه الفراشة في شكله.
- صعوبة التنفس.
- آلام الصدر.
- الصداع.
- الارتباك والتشوش.
- مشكلات في الذاكرة.
- جفاف العين.
هل لمرض الذئبة الحمراء مضاعفات؟
تسبب مهاجمة جهاز المناعة لأنسجة الجسم السليمة أضرارً لتلك الأنسجة، وقد يؤدي هذا إلى تطور مضاعفات عديدة وفقاً للعضو المتضرر، ومن هذه المضاعفات:
- الفشل الكلوي، يمكن للذئبة الحمراء التسبب بأضرار جسيمة في الكلى، ويعد هذا المسببَ الرئيسي للوفاة بين المصابين بهذا المرض.
- من الأعراض أيضاً: مشكلات الكبد، تورم الساقين، والغثيان، والحكة في مختلف أنحاء الجسم، والتهاب عضلة القلب أو شغاف (تأمور) القلب إذا هاجم جهاز المناعة القلب، ويزيد هذا من حدوث الجلطات والإصابة بأمراض أخرى في القلب والشرايين.
- عادة ما تستخدم أدوية مثبطة لجهاز المناعة للحد من تأثيرات المرض، مما يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- فقر الدم وازدياد حدوث النزف والإصابة بالجلطات، وذلك بسبب مهاجمة جهاز المناعة للأوعية الدموية.
- مشكلات ذهنية وإدراكية، وذلك لأن الذئبة الحمراء قد تؤثر في الدماغ أيضاً، وتسبب مشكلات مثل فقدان الذاكرة، وصعوبة في التعبير، وقد يتسبب المرض أيضاً في زيادة الإصابة بالسكتة الدماغية، وقد يحفز نوبات صرعية.
- زيادة احتمال الإصابة بالتهاب الرئة، والتهاب الجنب (وهو الغشاء الرقيق المحيط بالرئة).
- قد تسبب الذئبة الحمراء انخفاضًا في تدفق الدم إلى بعض عظام الجسم، ويسبب هذا موت النسيج العظمي، أو ما يعرف بنخر العظم اللاوعائي.
- تزيد الإصابة بمرض الذئبة الحمراء من احتمال الإصابة بعدة أنواع من الأورام السرطانية.
- يؤثر مرض الذئبة الحمراء على الحمل، وقد يؤدي إلى مضاعفات أثناء الحمل، مثل الإجهاض، وانخفاض وزن المولود، والولادة المبكرة، ومقدمات الإنسمام الحملي، وهي حالة خطرة يزداد فيها ضغط الدم بشكل كبير أثناء الحمل.
هل يمكن الشفاء من الذئبة الحمراء؟
يُعد مرض الذئبة الحمراء مزمناً لا يمكن الشفاء منه كلياً، ولكن توجد العديد من العلاجات التي يمكن أن يتبعها المريض للحد من تأثيرات المرض، والعيش حياة طبيعية إلى حد كبير. من أبرز تأثيرات تلك الأدوية:
- الحد من الالتهاب المنتشر في الجسم، وذلك باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أو الستيرويدات، وفقاً لحالة المريض وشدة المرض.
- تثبيط نشاط جهاز المناعة لمنعه من مهاجمة أجهزة الجسم السليمة، وللحد من فرص المضاعفات الأكثر خطورة للمرض.
يوصَى المرضى المصابون بالذئبة الحمراء أحياناً بتناول أدوية خاصة بعلاج الملاريا، فقد تبين أن هذه الأدوية تسهم في تقليل تكرار نوبات المرض التي تزيد فيها الأعراض وتتفاقم. يوصَى المصابون بهذا المرض أيضاً:
- زيارة الطبيب بشكل منتظم لإجراء فحوصات دورية، للتحقق من سلامة أعضاء الجسم ووظائفها.
- مراجعة الطبيب فور ظهور أعراض نوبة المرض، فقد يساعدك الطبيب على التعامل معها بشكل أفضل والحد من تأثيرها.
- مراجعة اختصاصيّ تغذية لتحديد نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، للحفاظ على صحة الجسم بشكل عام.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس إلا للضرورة، وارتداء ملابس واقية كالقبعة، وارتداء ملابس بأكمام طويلة، واستخدام واقي الشمس إن اضطر المصاب للتعرض لأشعة الشمس.
- الإقلاع عن التدخين، وذلك للحد من احتمال الإصابة بمضاعفات، مثل أمراض القلب، والأوعية الدموية، والرئتين، وغيرها.
المصدر: