نَشرت المجلة العلمية الطبية الأمريكية NEJM في عددها الصادر بتاريخ 18 أكتوبر 2023 نتائج دراسة علمية اسمها PROJECT أظهرَت فائدة علاج السكري من النوع الأول (السكري الشبابي) باستخدام دواء مَناعي اسمه تيبليزوماب Teplizumab (تزيلد Tzield).
ما هو دواء تيبليزوماب (تزيلد)؟
تيبليزوماب هو دواء يتألف من مضادات الأجسام النوعية (مضادات الأجسام ذات النَّسيلة الواحدة)، وهو يعمل عن طريق الارتباط بنوع معيّن من البروتينات (CD3) على سطح الخلايا المناعية التي تهاجم خلايا بيتا التي تفرز الإنسولين في البنكرياس وتخرّبها لدى هؤلاء المرضى، مما يؤدي تدريجيًّا إلى فَقدها بشكل نهائي، وحدوث السكري من النوع الأول. وقد وافقَت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية سنة 2022 على استخدامه لعلاج الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول (السكري الوراثي أو الشبابي) الذين تجاوزَت أعمارهم الثامنة، لفائدته في تأخير تقدّم داء السكري لديهم عندما يفقدون جميع خلايا بيتا التي تُفرز الإنسولين في البنكرياس عندهم.
كيف تمّت الدراسة الجديدة؟
شملت الدراسة 328 طفلًا تم تشخيص إصابتهم حديثًا بالسكري من النوع الأول، وتراوحَت أعمارهم بين 8 إلى 17 سنة. قُسِّم المشاركون عشوائيًّا إلى مجموعتَين، أُعطي دواء تيبليزوماب لأفراد المجموعة الأولى لمدة 12 يومًا، تبعتها فترة راحة لمدة 26 أسبوعًا، ثم إعطاء دواء تيبليزوماب مدة 12 يومًا آخر. أُعطي أفراد المجموعة الثانية دواءً وهميًّا للمقارنة.
ما هي نتائج الدراسة؟
ارتفع إنتاج الإنسولين لدَى أفراد المجموعة الذين أخَذوا دواء تيبليزوماب (217 مريضًا) مقارنة بأفراد المجموعة الذين لم يأخذوا هذا الدواء، كما كانت خسارة خلايا بيتا المفرِزة للإنسولين في مجموعة دواء تيبليزوماب أقل بنسبة 59.3 بالمئة مما حدَث في مجموعة الذين لم يأخذوا هذا الدواء.
حدثَت أعراض جانبية مهمة عند إعطاء دواء تيبليزوماب لدى 6.9 بالمئة من أفراد المجموعة الأولى، بينما كانت نسبة حدوث الأعراض الجانبية في مجموعة المقارنة 2.7 بالمئة. معظم الأعراض الجانبية التي حدثَت عند إعطاء تيبليزوماب كانت: الصداع، أعراض هضمية، طفَحًا جلديًا، نقص الخلايا اللمفاوية، تفاعلًا تحسّسيًا. حدثَت نوبة هبوط السكّر لدى 13.4 بالمئة في مجموعة دواء تيبليزوماب، بينما حدثَت هذه النوبات لدى 16.2 بالمئة في مجموعة المقارنة.
لم يقلل إعطاء دواء تيبليزوماب جرعة الإنسولين التي احتاج إليها أفراد المجموعة الأولى، ولم يحسِّن ضَبط مستوى السكر في الدم، ولم يقلل مستوى خضاب الدم السكري (السكّر التراكمي)، كما لم يقلل نسبة حدوث نوبات هبوط السكر بشكل مهم إحصائيًّا.
ما أهمية هذه الدراسة بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول؟
1 – أظهرَت هذه الدراسة أنّ إعطاء دواء تيبليزوماب للأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم حديثًا بداء السكري من النوع الأول ربما يفيد في تأخير تطوّر المرض لديهم، عن طريق المحافظَة على وظيفة خلايا بيتا التي تُفرز الإنسولين في البنكرياس عندهم.
2 – لم يؤثِّر إعطاء هذا الدواء على ضَبط السكري لدى هؤلاء المرضى، ولكن ربما ستظهَر فائدته في تأخير تطوّر المرض على المدى البعيد، ربما بَعد نحو 10 إلى 30 سنة. وهذا يعني ضرورة متابعة المرضى فترة طويلة قبل التأكد من فائدة هذا الدواء في تأخير تطور السكري من النوع الأول لدى هؤلاء المرضى.
المصادر:
Antibody Slows Beta-Cell Loss Early in Type 1 Diabetes | MedPage Today
Teplizumab and β-Cell Function in Newly Diagnosed Type 1 Diabetes | NEJM