في ثقافتنا المهووسة بالوزن المثالي، يُعتبر تخفيض وزن الجسم من الأعمال التجارية الكبيرة، إذ يُنفِق الأمريكيون أكثر من مليارَي دولار سنويًّا على حبوب إنقاص الوزن، لكنْ هل تعمل هذه المكمّلات التي تُسمّى حارقة للدهون فعلًا؟ والأهم من ذلك هل هي آمنة؟
سنتعرف في هذا المقال على المكملات الحارقة للدهون، وهل تعمل جيدًا، وما إذا كانت آمنة أم لا، وعلى البدائل الصحية التي قد تكون أكثر أمانًا.
ما هي حارقات الدهون؟
حارقات الدهون هي مكمِّلات غذائية قد تحتوي على مركَّبات طبيعية أو صناعية، ويدّعي منتِجوها أنها تساعد الناس على فقدان الوزن.
هل حارقات الدهون تعمل فعلًا؟
الإجابة هي ربما، لكنْ لا تتوقع أن تقدِّم لك هذه المكمّلات نوعًا من المعجزات، وعلى الرغم من اسمها حارقات الدهون، فإن هذه المكمّلات لا تجعل الخلايا الدهنية تحترق وتتصاعد كالدخان، ولكنها بدلاً من ذلك، تُحفِّز خسارة الوزن بطرق أخرى، ومنها:
- زيادة عملية التمثيل الغذائي في الجسم، بحيث تَحرِق المزيد من السعرات الحرارية.
- تقليل كمية الدهون التي تمتصها الأمعاء.
- تثبيط الشهية، وبالتالي فإنك تَستهلِك سعرات حرارية أقل.
على الأقل هذه هي الطريقة التي تعمل بها من الناحية النظرية، وتم ربط بعض المكونات الموجودة في حارقات الدهون بفقدان ضئيل للوزن، لكنّ معظم هذه المكونات لم يتم اختبارها في الدراسات العلمية المنشورة في مجلات علمية معتمدة، والأهم من ذلك أن المكملات الحارقة للدهون لا تخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وهذا يجعل المصنِّعين لهذه المكملات يقومون بالتسويق لها بكل الوسائل، دون تقديم أي دليل أو دراسة تدعمها أو تثْبت فعاليتَها.
ما المكوِّنات الشائعة في حارقات الدهون؟
هناك عشرات من المكونات في المكمّلات المستخدَمة في إنقاص الوزن، بما في ذلك المكونات العشبية والمركَّبات الأخرى. بعض المكونات الأكثر شيوعًا هي:
-
الكافيين:
يحفِّز الكافيين الجهازَ العصبي، ويساعد في حرق السعرات الحرارية، ولكن المكملات الغذائية يمكن أن تحتوي على مادة الكافيين أكثر بكثير من القهوة أو الشاي أو الشوكولاتة، أو أي مصادر طبيعية أخرى. قد يسبب تناول الكثيرُ من الكافيين أعراضًا من العصبيةَ والأرق، وارتفاعَ معدل ضربات القلب بشكل قد يكون خطيرًا.
-
مستخلص الشاي الأخضر:
تحتوي العديد من حارقات الدهون على مستخلصات مصنوعة من الشاي الأخضر، فقد يساعد هذا المكوّن في حرق السعرات الحرارية، وقد يقلل من كمية الدهون التي يمتصها الجسم من الطعام، لكن معدل فقدان الوزن لا يكون كما هو متوقع.
للحصول على حرق أكثر للسعرات الحرارية، نَنْصح بتناول مستخلص الشاي الأخضر مع المشي السريع يوميًّا.
-
كارنيتين (Carnitine):
يساعد هذا المركَّب في زيادة عملية التمثيل الغذائي، وإنتاج مزيد من الطاقة، ويوجد في العديد من أنواع اللحوم ومنتجات الألبان، ويتم تصنيعه في الكلى والكبد بشكل طبيعي.
لكنّ الأبحاث حول فوائده في إنقاص الوزن لا زالت مختلطة وغير واضحة. يمكن أن تسبب زيادة تناول الكارنتين أعراض الغثيانَ والإسهال والقيء، ورائحة الجسم القريبة من رائحة السمك.
-
يوهمبى (Yohimbe):
يُستخرَج هذا المركَّب من لحاء شجرة دائمة الخضرة، ويوجد في العديد من مكملات إنقاص الوزن، ولكن هناك القليل جدًّا من الأبحاث حوله. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون تناول اليوهيمبى خطيرًا، إذ قد يسبب الصداعَ والقلق وارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن يسبب في الجرعات العالية مشكلات في القلب والفشل الكلوي.
-
الألياف القابلة للذوبان:
تحتوي بعض حارقات الدهون على مكونات غنية بالألياف القابلة للذوبان. لا تزيد الألياف عامة من حرق الدهون، ولكنها تساعد في التحكم في الشهية، بينما تساعد الألياف القابلة للذوبان في منع جسمك من امتصاص بعض الدهون من الأطعمة التي تتناولها.
تتضمن بعض المكونات الغنية بالألياف ما يلي:
- بيتا جلوكان (Beta-glucans).
- جلوكومانان (Glucomannan).
- صمغ الغار (Guar gum).
مكونات أخرى:
يمكن أن تحتوي مكملات حرق الدهون على العديد من المكونات الأخرى أيضًا مثل:
- الفلفل الحار.
- معدن الكروم.
- الحمض الدهني لينوليك.
- فورسكولين (Forskolin).
- فوكوكسانثين (Fucoxanthin).
- غارسينيا كامبوغيا (Garcinia cambogia).
- عشب البحر.
- كيتونات التوت.
يجب الانتباه إلى أن المكملات الحارقة للدهون قد تحتوي على عشرات المكونات أو أكثر، لذلك قد يكون من الصعب تحديد كيفية تأثيرها على صحتك.
يقول الأطباء واختصاصيّو التغذية إن مكملات إنقاص الوزن تحتوي على عدد كبير من الأعشاب والمكونات الأخرى، وقد لا تُذكر الجرعة دائمًا، وبناء عليه، لا يوصي الأطباء باستخدام حارقات الدهون التي لا تستلزم وصفة طبية.
هل المكمّلات الحارقة للدهون آمنة؟
واجهَتْ المكمّلات الحارقة للدهون العديد من الانتقادات، فقد تحتوي على مكونات مشكوك فيها، ومن غير المحتمل أن تمنحك النتيجة التي تحتاجها، وبعضها قد يكون خطيرًا على الصحة، فإذا كنت تفكر في تناول هذه المكملات فاستشر طبيبك أو الصيدلي أولاً. لا يتحدث المرضى عن المكملات الغذائية التي يتناولونها غالبًا، لكن يمكن أن تتفاعل المكونات الموجودة في حارقات الدهون مع بعض الأدوية، وتسبب مشكلات خطيرة، لذا من المهم التأكد من أن طبيبك على علم بكل المكملات التي تتناولها.
حرق الدهون بالطرق الطبيعية:
بدلاً من استخدام مكملات حرق الدهون، يمكن إعادة النظر في نظامك الغذائي، واتباع الطرق الطبيعية من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مواد قد تُعزِّز فقدان الوزن.
-
القهوة والشاي الأخضر:
لتجنب الجرعات المُفْرِطة والآثار الجانبية المحتَملة، يُنصَح بالابتعاد عن المكملات التي تحتوي على الكافيين أو مستخلص الشاي الأخضر.
بدلاً من ذلك، استمتِع بفنجانين من القهوة أو الشاي الأخضر لجني الفوائد منها دون آثار جانبية أو مخاطر صحية، ولكنْ تجنب إضافة الكريمة والسكر للقهوة إذا كنت تهدف إلى إنقاص الوزن.
-
البروتينات:
تعمل أجسامنا بجهد أكبر لهضم وتحليل البروتينات أكثر من الكربوهيدرات أو الدهون، لذا، فإن زيادة البروتينات في نظامك الغذائي يمكن أن تعزز عملية التمثيل الغذائي، كما تساعد البروتينات أكثر على التحكم في الشهية.
لكن تناول الكثير من البروتينات يمكن أن يؤدي إلى تناول سعرات حرارية أكثر بكثير مما تحتاجه، مما يعني زيادة الوزن بدلاً من فقدانه، ولتجنُّب هذه المبالغة، يَنصح اختصاصيّو التغذية الحصول على البروتينات من الطعام، وليس من مَخفوقات البروتين أو المكملات الغذائية. يعتبر الدجاج والديك الرومي والبيض والأسماك مصادر رائعة للبروتين الخالية من الدهون.
-
الألياف:
الألياف هي أيضاً طريقة رائعة إذا كنت تتطلَّع إلى إنقاص الدهون، ويجب التنويه إلى أن المكملات ليست الطريقة الأفضل للحصول عليها، فالجسم يهضم الألياف الغذائية التي يحصل عليها من الطعام بشكل أفضل من المكملات، وهناك العديد من الأغذية اللذيذة الغنية بالألياف.
نهايةً، لا توجد مكملات غذائية تصنع معجزة لإذابة الدهون وإنقاص الوزن، وعندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن وحرق الدهون لا يوجد ما يُسمّى الحبة السحرية أو الحل السريع.
المصدر:
