تم اختراع السيجارة الإلكترونية على يد عالم صيني في عام 2003 ومنذ عام 2016 دخل التدخين الإلكتروني (السيجارة الإلكترونية) إلى عالم المدخنين في كل أنحاء العالم كوسيلة مساعدة لوقف أو لتقليل استهلاك التبغ لأولئك الذين يرغبون في هجر عادة التدخين السيئة التي لم تعد آثارها الضارة على الصحة خافية على أحد.
وكلنا يعرف مدى تأثير تدخين السجائر العادية على الأسنان، فهو يؤدي إلى تصبغ الأسنان باللون الأصفر بسبب تراكم مادتي القطران والنيكوتين عند ملامسة دخان السجائر لسطوح وبنية الأسنان، وكلما زاد عدد السجائر المدخنة زاد اصفرار الأسنان ليتحول مع مرور الوقت إلى بقع بنية تبقى ضيفاً غليظاً على أسنان صاحبها لسنوات طويلة.
ولا يقتصر تأثير تدخين السجائر على الأسنان بتلوينها فقط، بل يتجاوز ذلك إلى تسوسها وتنخرها وإلى زعزعة بنيتها وحتى استقرارها من خلال هجمات مخلفات التبغ على البيئة الحاضنة التي تستقبلها، أي الفم واللثة وعظام الفكين، ما قد يؤدي بعد حين إلى فقدان الأسنان إلى غير رجعة.
كيف يكون التدخين الإلكتروني مضراً بالأسنان؟
نعم، إن التدخين الإلكتروني مضر بالأسنان، ولكن قبل أن ندخل في تفاصيل الأسباب لا بد من أخذ فكرة موجزة عن كيفية عمل السيجارة الإلكترونية. تتألف السيجارة الإلكترونية عادة من عدة أجزاء هي:
- خرطوشة السخان الذي يعمل على تسخين السائل الإلكتروني من أجل تبخيره حتى يتمكن المدخن من استنشاقه.
- البطارية التي تشعل الخرطوشة.
- المستشعر الذي يعمل على تنشيط الخرطوشة عندما يمتص الشخص من الجهاز.
- المحلول الإلكتروني المنكه الذي قد يحتوي على بعض النيكوتين إلى جانب مكونات أخرى.
ويحتوي سائل السيجارة الإلكترونية على مكونات عديدة، أهمها أربعة تلحق أشد الضرر بالأسنان هي:
- البروبيلين غليكول.
- الغليسرين النباتي.
- المنتول.
- النيكوتين.
وقد يسبب التدخين الإلكتروني مجموعة متنوعة من الآثار الضارة التي تضم:
1. جفاف الفم
يمكن لبعض المواد الموجودة في سوائل السجائر الإلكترونية، مثل مادة البروبيلين غليكول، أن تسبب جفاف الفم. إذا أصبح الفم جافا بشكل مفرط فإن الحماية التي يقدمها اللعاب لتأمين الرطوبة في الفم تضمحل بشكل ملحوظ. يرتبط جفاف الفم بحدوث مخاطر مثل رائحة الفم الكريهة، تسوس الأسنان، التهاب اللثة، تقرحات الفم.
2. زيادة تسوس الأسنان
أفادت دراسة نشرت في مجلة plos one عام 2018 من قبل مجموعة من الباحثين الأميركيين، بأن الأسنان التي تعرضت لنفحات دخان السجائر الإلكترونية كانت تحتوي على بكتيريا أكثر من الأسنان التي لم تتعرض لها، وكان هذا الاختلاف أكثر وضوحا في حفر وتشققات الأسنان. أما عن التفسير، فيقول معدو الدراسة إن بعض مكونات السوائل الإلكترونية يتفاعل مع الغلاف الخارجي للأسنان بطريقة تشبه الحلوى التي تحتوي على نسبة عالية من السكروز والمكونات الحمضية المشهورة بتأثيرها سلبا على الميناء. ترتبط البكتيريا الزائدة في الفم بزيادة مخاطر التعرض لتسوس الأسنان وأمراض اللثة.
وعلى الصعيد نفسه، وجدت أبحاث حديثة أجراها أعضاء هيئة التدريس في كلية طب الأسنان بجامعة تافتس الأميركية، والتي نشرت نتائجها في مجلة الجمعية الأميركية لطب الأسنان، أن المرضى الذين قالوا إنهم يستخدمون أجهزة التدخين الإلكتروني كانت أسنانهم أكثر عرضة للتسوس، ما يشير إلى أن هذه العادة، التي لطالما روج لها على أنها غير ضارة، تبدو مؤذية للغاية، وبناء عليه فإن باحثي جامعة تافتس يوصون أطباء الأسنان بضرورة الاستفسار عن التدخين الإلكتروني عند السؤال عن التاريخ الطبي لمرضاهم، كما أوصوا المرضى الذين يستخدمون التدخين الإلكتروني بأن يخضعوا إلى بروتوكول إدارة تسوس الأسنان بشكل أكثر تواترا وأكثر صرامة.
3. التهاب اللثة
وفقا لأول دراسة نشرت في عام 2016 في دورية oncotarget من قبل جامعة روتشستر الطبية، فإنه يمكن للسجائر الإلكترونية أن تضر باللثة والأسنان بالقدر نفسه الذي تسببه السجائر التقليدية. تسبب السجائر الإلكترونية ارتكاسات التهابية في اللثة وجوف الفم جراء تضافر 3 عوامل، هي النيكوتين، وجفاف الفم، وتراكم البكتيريا الضارة. يتلازم التهاب اللثة مع حفنة من الأعراض والعلامات، مثل:
- احمرار اللثة.
- انتفاخ اللثة.
- ألم اللثة.
- نزف اللثة.
- انكماش اللثة.
- حساسية الأسنان.
- تخلخل الأسنان.
4. تصبغ الأسنان
إن التدخين الإلكتروني لا يلون الأسنان بقدر التدخين العادي، إلا أنه يمكن أن يغير لون الأسنان بسبب احتواء المحلول الإلكتروني على النيكوتين الذي يلتصق بالميناء، ما يخلق سطحا أكثر خشونة يشجع على تراكم صفائح الجير (البلاك) والأوساخ.
5. حساسية الأسنان
يؤدي البخار الكيميائي المنبعث من السيجارة الإلكترونية إلى تهيج اللثة وانحسارها، كما يساهم في دمار وتلف ميناء الأسنان، ما يجعلها حساسة للحرارة والبرودة.
6. تهيج عام في الفم والحلق
يمكن أن يسبب تدخين السجائر الإلكترونية تهيجا عاما في الفم والحلق يعطي أعراضا مزعجة، مثل الألم، والاحمرار، والتورم، والاحتقان.
7. موت الخلايا
وفقا لمراجعة نشرت عام 2018 أفادت التجارب التي أجريت على خلايا اللثة البشرية في المختبر بأن تعريض هذه الخلايا لدخان السجائر الإلكترونية أدى إلى التهابها وإلى إتلاف الحمض النووي فيها، ويعتقد أن هذا ما قد تترتب عنه مشاكل صحية عديدة في الفم هي:
- تسوس الأسنان.
- فقدان الأسنان.
- أمراض اللثة.
- رائحة الفم الكريهة.
- جفاف الفم.
- ارتشاف عظام الفكين.
هل تحصل هذه المضاعفات المشار إليها توا على أرض الواقع في الحياة العادية؟ لا يمكن إعطاء جواب جازم في هذا الخصوص، لأن التجارب أجريت على خلايا حية أزيلت من بيئتها الطبيعية في اللثة، من هنا أهمية الحاجة إلى المزيد من البحث لوضع النقاط على الحروف.
معلومات هامة
- إن معظم السجائر الإلكترونية تحتوي على مادة النيكوتين التي تسبب الإدمان. عندما يتم التوقف عن تدخين السجائر الإلكترونية فإن الأعراض الانسحابية ستلوح في الأفق عاجلا أم آجلا.
- يمكن للسيجارة الإلكترونية أن تنفجر أو تشتعل أو تحترق جراء ارتفاع حرارة البطارية التي تشعل خرطوشة المحلول الإلكتروني.
- يمكن أن يواجه مستخدمو السجائر الإلكترونية مخاطر صحية جدية، مثل التهاب الرئة، وسرطان الرئة، وتلف الدماغ، ومشاكل قلبية.
- قد تسبب السيجارة الإلكترونية التسمم في حال احتواء خرطوشة المحلول على مادة النيكوتين السائلة الشديدة السمية، لهذا يجب الحذر من وقوعها في متناول الصغار.
- وجد الباحثون أن التدخين الإلكتروني، ولو لعدة أشهر، يمكن أن يقود إلى أمراض خطيرة في اللثة، لأنه يغير سلبا النظام الميكروبي للفم لصالح البكتيريا الضارة.
- تفيد المعطيات البحثية بأن المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة بنسبة 7 أضعاف لتبديلها بالسجائر العادية في المستقبل.
- كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية طب بنسلفانيا على مجموعة من الشباب الأصحاء، أن السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين ليست آمنة ويمكنها أن تضر بالأوعية الدموية. وإذا صدقنا الباحث المشرف على الدراسة، الدكتور فيليكس ويرلي، فإن عملية تبخير محلول السيجارة الإلكترونية تحول جزيئاته، خاصة البروبلين غليكول والغليسيرول، إلى مركبات سامة تسبب خللا وظيفيا مزمنا في بطانة الأوعية الدموية.
متى عليك استشارة الطبيب؟
خذ موعدا مع طبيب الأسنان أو مقدم الرعاية الصحية في أقرب فرصة عند المعاناة من واحد أو أكثر من الشكاوى التالية:
تغيرات في حساسية الفم والأسنان تجاه السخونة والبرودة.
- جفاف الفم.
- النزف أو التورم أو الاحمرار في اللثة.
- تقرحات الفم التي لا تلتئم بسهولة.
- ألم الأسنان أو الفم.
- انحسار اللثة.
- تخلخل الأسنان.
في الختام..
يتفق العديد من الباحثين على أن التدخين الإلكتروني هو أقل سوءا من التدخين العادي، ولكنه ، أي التدخين الإلكتروني، ليس بديلا آمنا، خاصة أن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن له آثارا ضارة على الفم والأسنان والقلب والرئتين، من هنا فالمطلوب بحوث إضافية لتحديد الآثار، قصيرة وطويلة الأمد، للسجائر الإلكترونية. في النهاية، فإن أفضل شيء يجب فعله لتجنب إتلاف الأسنان هو الإقلاع عن التدخين بنوعيه العادي والإلكتروني، فكلاهما ضار، وقد أعذر من أنذر..
المصادر:
- Is Vaping Bad for Your Teeth? 7 FAQs on Stains, Decay, and More
- Your Patients Are Rotting Their Teeth With Vaping - Medscape
- 4 Ways Vaping Can Ruin Your Teen's Smile - America's ToothFairy
- Using vapes may set the stage for dental decay - ScienceDaily
- First-ever Study Shows E-cigarettes Cause Damage to Gum Tissue
