أسنان الأطفال اللبنية مهمة للغاية، وينبغي العناية بها تمامًا مثل الأسنان الدائمة، فهي تساعد طفلك على الأكل والتحدث بشكل صحيح، وتضمن أن الأسنان الدائمة ستكون صحية، ويمكن أن تظهر بشكل صحيح. وتعد تجاويف الأسنان من المشكلات الشائعة جدًا لدى الأطفال، ومن الأسئلة الشائعة التي يتلقاها أطباء الأسنان من الآباء: بما أن هذه الأسنان ستسقط على أي حال، هل يمكننا تركها؟ أو أن علينا حشو أسنان الطفل اللبنية هذه؟ هذا هو موضوع مقالنا هذا.
هل من المهم حشو أسنان الطفل اللبنية بعد ظهور التجاويف فيها؟
- بالنسبة للتجاويف الصغيرة، هناك احتمال أن تلتئم من تلقاء نفسها من خلال إعادة التمعدن، وإذا اكتشف طبيب أسنان الأطفال التجويف في مرحلة مبكرة، فيمكن أن يقدم نصائح للمساعدة في رعاية أسنان طفلك بشكل أفضل، على أمل حدوث إعادة تمعدن للسن والتئام التجويف. وسيشمل ذلك نظامًا غذائيًا مناسبًا وصديقًا للأسنان، وروتينًا يوميًا يتم الالتزام به لنظافة الفم والأسنان.
- أما إذا قرر طبيب أسنان الأطفال أن السن على وشك السقوط، فقد لا يكون من الضروري حشوها.
- إذا كان عمر طفلك قريبًا من العمر الذي تظهر فيه الأسنان الدائمة، فقد يوصي طبيب الأسنان بالانتظار حتى سقوط السن وظهور غيرها.
ومن المهم أن يتبع الآباء نصيحة طبيب أسنان أطفال مدرب جيدًا، ولديه معرفة فريدة في علاج مشكلات الأسنان عند الأطفال. ومن المهم المتابعة مع طبيب أسنان الأطفال في عمر مبكر من حياة الطفل، فقد كشف تقرير صادر عام 2014 عن الأكاديمية الأميركية لأطباء أسنان الأطفال أنه عندما تترك أسنان الطفل بدون علاج، يمكن أن يؤدي هذا التسوس إلى الإصابة بالعدوى وصعوبة في المضغ، وحتى سوء التغذية. لذلك يوصى الآن بأن يرى الأطفالَ طبيبُ أسنان الأطفال لأول مرة بحلول عيد الميلاد الأول، وبهذه الطريقة، يمكن العمل مع أولياء الأمور لتطوير عادات جيدة لنظافة الفم، والمساعدة في متابعة النصائح الغذائية، ومراقبة الأسنان حتى يتم التدخل قبل أن تصبح المشكلة كبيرة.
هل حشو أسنان الطفل اللبنية يمنع مشكلات الأسنان الدائمة؟
قد تكون هناك بعض الاعتبارات مفادها أن حشو أسنان الطفل اللبنية أو معالجتها سيكون مضيعة للمال لأن أسنان الطفل ليست أسنانًا دائمة، ولكن من المهم فهم المشكلات الطويلة المدى التي تحدث نتيجة إهمال العلاج، فالأسنان اللبنية لها قوام مختلف وأرق من أسنان البالغين. لذلك، يمكن أن تتطور التجاويف بسرعة إلى تجاويف كبيرة جدًا، ويمكن أن تسبب عدوى وأذية كبيرة لقنوات وتيجان وجذر السن لدى الطفل. وإذا لم يتم علاجه، يمكن أن يتحول إلى التهابات وآلام شديدة.
أيضًا، يمكن أن تسبب أسنان الطفل اللبنية التي ينبغي خلعها أو المصابة بالعدوى لدرجة تساقطها مشكلات في تقويم الأسنان، مما يزيد من الحاجة إلى استخدام الأقواس أو إجراءات تقويم الأسنان الأخرى، وهذا يمكن أن يجعل طفلك يحتاج إلى علاج تقويمي أطول، أو حتى يجعل الأطفال الذين لا يحتاجون إلى تقويم الأسنان يضطرون إلى الحصول على تقويم الأسنان لتصحيح ابتسامتهم.
المشكلات الأخرى التي يمكن أن تسببها تجاويف أسنان الطفل اللبنية عند عدم علاجها
إلى جانب التأثير الذي يمكن أن تسببه أسنان الطفل اللبنية على وضع الأسنان الدائمة، هناك عواقب أخرى لعدم حشو أسنان الطفل اللبنية وتشمل:
- إعاقة التغذية: عدم معالجة التجاويف يمكن أن يتسبب في جعل الأكل مؤلمًا وغير مريح، ويؤدي لتجنب الأطفال الذين يعانون من الألم الرغبة في تناول الطعام، مما يؤثر على تغذيتهم ويحرمهم من الكثير من العناصر الغذائية المفيدة والضرورية لنموهم، والتي تكون موجودة في الأغذية الصلبة كالتفاح والجزر وغيرهما.
- التأثير على الكلام: تعتبر الأسنان جزءًا من الأعضاء التي تدخل في عملية التحدث، ويمكن أن تؤثر على الأصوات التي يصدرها الأطفال عند التحدث. فإذا كان لدى الطفل تجاويف وتسوس وأسنان متساقطة، فيمكن أن يتسبب ذلك في إعاقات في الكلام تؤثر على قدرة الطفل على التحدث بشكل صحيح، ويمكن أن يكون لها تأثيرات دائمة على ثقته في التحدث والتواصل مع الآخرين.
- الثقة بالنفس والمظهر: يمكن أن تؤدي الأسنان المشوهة أو المفقودة إلى تطوير صورة ذاتية سيئة للأطفال عن أنفسهم. إذا شعروا أن ابتسامتهم أو أسنانهم لا تبدو صحية أو بيضاء، فقد يبدؤون في الامتناع عن الابتسام والرغبة في إظهار أسنانهم، وهذا النقص في الثقة في مظهرهم سيكون له تأثير دائم على إيمانهم بأنفسهم وحياتهم الاجتماعية.
- انتشار العدوى عبر الأسنان الأخرى: يمكن أن تنتشر التجاويف إلى الأسنان الأخرى إذا لم يتم علاجها.
- أيضا، أظهرت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من تسوس الأسنان غالبًا ما يواجهون صعوبة في المدرسة بسبب الألم المرتبط بهذه المشكلة.
علامات وجود التجاويف لدى طفلك
من الصعب دائمًا اكتشاف التجاويف مبكرًا عند طفلك. لكن، إذا كان طفلك يشكو من الحساسية المفرطة للمأكولات الحارة والباردة أو الألم في فمه، فقد يكون يعاني من التجاويف. أيضا قد يحدث:
- وجع الأسنان، أو الألم التلقائي الذي يحدث دون أي سبب واضح.
- ألم خفيف إلى حاد عند تناول أو شرب شيء حلو أو ساخن أو بارد.
- ثقوب أو حفر مرئية في الأسنان.
- تلطيخ بني أو أسود أو أبيض على أي سطح من الأسنان.
- ألم عند العض.
طرق علاج تجاويف الأسنان لدى الأطفال؟
أولًا: إعادة التمعدن
كما ذكرنا أعلاه، إذا كان التجويف صغيرًا، فقد يختار طبيب أسنان الأطفال السماح للأسنان بإصلاح نفسها، ويحدث هذا لأن اللعاب يمكنه في الواقع تسريع عمليات الشفاء. يحتوي اللعاب على البروتينات والإنزيمات والمركبات التي تساعد على تقوية مينا الأسنان، ويمكنها حتى "إعادة تمعدن" مينا الأسنان. وتتم إعادة التمعدن (أو الإصلاح الذاتي) إذا كانت نظافة الفم والنظام الغذائي يعززان اللعاب، أما إذا كان النظام الغذائي سيئًا ومليئًا بالسكر والنشا، فسيتغلب ذلك على اللعاب، مما يؤدي إلى نمو التجويف بشكل أكبر.
ثانيًا: الحشوات البيضاء وترميمها
إذا لم تكن إعادة التمعدن خيارًا قابلاً للتطبيق، فينبغي حشو أسنان الطفل اللبنية ، وهذه العملية معروفة لكل من البالغين والأطفال. سيقوم طبيب أسنان الأطفال بعملية حشو السن بعد إزالة كل الجزء المتضرر ووضع حشوة بيضاء تتصلب في ثوان، وتحاكي لون ومظهر الأسنان الطبيعية.
ثالثًا: التيجان
إذا كان تسوس الأسنان أو تجويفها كبيرًا، فلن تتمكن الحشوة من القيام بمهمة ترميم السن. سيخلق التاج هيكلًا وقائيًا حول السن المصابة، وسيقلل من خطر ظهور تجويف جديد أو المزيد من تسوس الأسنان على السن. لوضع تاج على السن، يتم برد السن وتقليل حجمها، ثم يتم تثبيت التاج الجاهز باستخدام الإسمنت السني، ومن المهم التأكد من استخدام الحجم المناسب للتاج لأنه سيؤثر على عضة الطفل إذا كان التاج كبيرًا جدًا أو صغيرًا.
رابعًا: حشوات جذور الأطفال
بمجرد أن يصبح التجويف كبيرًا جدًا بحيث يبدأ في الوصول إلى عصب السن، فإنه سيسبب ألمًا شديدًا. يمكن أن يتسبب التجويف في حدوث عدوى والتهاب في العصب، وعندما يحدث هذا، فإن الخيار الوحيد هو إجراء حشو أسنان الطفل اللبنية. ويكون ذلك من خلال حشو جذر سن الطفل. يتضمن ذلك إزالة اللب المصاب (العصب والأوعية الدموية)، وبعد الإزالة، سيتم وضع الدواء فوق المنطقة المصابة. وعلى عكس حشوات الجذر للبالغين، تختلف حشوات الجذر كثيرًا، ولا تستغرق سوى بضع دقائق لإكمالها، ولا يلزم إجراء زيارات إضافية.
واعتمادًا على عدد الإجراءات أو درجة تحمل الألم لدى الطفل، يمكن استخدام:
- غاز الضحك أو أكسيد النيتروز. وهو مهدئ آمن وفعال للغاية في مساعدة الأطفال على تقليل القلق، كما يخلق غاز الضحك شعورًا بالسعادة والاسترخاء، ويعمل بسرعة ولا يسبب الحساسية. ويتم إعطاء غاز الضحك عن طريق وضع قناع على الأنف، بمجرد أن يبدأ الطفل في التنفس من خلال القناع، سيبدأ في الاسترخاء. وغاز الضحك ليس له آثار باقية، وهو آمن تمامًا.
- في بعض الحالات، قد يكون عدد الأسنان المتضررة، أو شدة تضرر الأسنان، كبيرًا جدًا، لدرجة لا يمكن العمل والطفل مستيقظ، لهذا يتم استخدام التخدير العام.
* المصدر: