نبات الشيح wormwood plant هو عشبة ذات قيمة عالية نظراً لرائحتها المميزة ونكهتها العشبية وفوائدها الصحية. في حين أن موطنها الأصلي في أوروبا، فإنها تنمو بسهولة عبر مناخات مختلفة، بما في ذلك أجزاء من آسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية والولايات المتحدة. لعشبة الشيح سيقان مخملية بيضاء أو فضية مخضرّة، وأوراق صفراء وخضراء، وزهور منتفخة ذات لون أصفر فاتح أو شاحب، وتم استخدام جميع أجزاء النبات في الممارسات الطبية التقليدية. نقدّم في هذه المقالة نظرة مفصلة عن نبات الشيح ومراجعة فوائده واستخداماته، والجوانب السلبية المحتملة له.
ما هي خواص نبات الشيح ؟
عادة ما يتم تناول نبات الشيح على شكل مستخلص أو شاي، يستخرج زيته من سيقان وأوراق النبات، في حين أن المستخلص أو الصبغة قد تَستخدم النبات بكامله. تفتقر هذه التركيبات إلى السعرات الحرارية أو الفيتامينات أو المعادن، ولكنها تحتوي على العديد من المركّبات النباتية، أشهرها الثوجون Thujone. يُعتَقد أن (الثوجون) يُثير ويحفّز الدماغ عن طريق منع حمض جاما أمينوبوتريك (GABA)، وهو ناقل عصبي له تأثيرات مهدّئة على الجهاز العصبي المركزي. على الرغم من أن هذا المركّب قد تكون له العديد من الفوائد، فإن تناول الثوجون بشكل زائد يعتبر سامًا، وقد ارتبط بالنوبات الاختلاجية والموت.
فوائد نبات الشيح لتخفيف الألم
استُخدِم الشيح لخصائصه المسكنة للألم والمضادة للالتهابات. على سبيل المثال، قد يساعد نبات الشيح في تخفيف آلام المفاصل، وهي حالة مؤلمة ناتجة عن التهاب المفاصل. في دراسة استمرت 4 أسابيع على 90 شخصًا بالغًا يعانون من هشاشة العظام في الركبة، ساعد استخدام مرهم جلدي بنسبة 3٪ من نبات الشيح 3 مرات يوميًا في تحسين مستويات الألم والوظيفة الجسدية، وعلى الرغم من ذلك، لم يقلل من التيبّس. تجدر الإشارة إلى أنه لا ينبغي أبدًا وضع النبات نفسه مباشرة على الجلد، لأن مركّباته شديدة التركيز، ويمكن أن تؤدي إلى حروق مؤلمة.
فوائد نبات الشيح في علاج الطفيليات المعوية
يُستخدم الشيح لعلاج الديدان المعوية منذ زمن بعيد في مصر، تُنسب خاصية مكافحة الطفيليات هذه إلى الثوجون، ومع ذلك، فإن الأدلة على هذا التطبيق المحدد هي إلى حد كبير قِصَصية. الجدير بالذكر أن الدراسات التي أُجريت على الحيوانات وفي المختبر تشير إلى أن هذه العشبة قد تقاوم الديدان الشريطية والطفيليات الأخرى، على الرغم من أن هذا البحث قد لا ينطبق على البشر، بالتالي، من الضروري إجراء المزيد من الدراسات الشاملة.
فوائد الشيح للجهاز الهضمي
يعاني نحوُ ثلثي الأميركيين من أعراض الجهاز الهضمي، مثل الغازات والانتفاخ وحرقة المعدة وآلام المعدة والإمساك والإسهال. تُظهر الأبحاث أن الشِّيح يمكن أن يساعد في الهضم وتقليل التشنجات في الأمعاء والمعدة.
يمكن أن يعزز الشِّيح الشهية، ويساعد على إنتاج اللعاب أو الإنزيمات الهضمية الأخرى، أو البروتينات التي تساعد في التمثيل الغذائي ودعم الهضم الصحي.
فوائد نبات الشيح في علاج الاكتئاب ووقاية الدماغ
تشير مراجعة عام 2020 إلى أن الشِّيح يدعم تكوين الجلوتاثيون المضاد للأكسدة في الجسم، كما أنه يحمي الدماغ، وقد أوضحت الدراسات التي أُجْريت على الحيوانات إلى أن الشيح له تأثير مضاد للاكتئاب، وقد يزيد من مادة السيروتونين في الدماغ.
تشير مراجعة أخرى إلى أن الشيح قد يفيد أولئك الذين يعانون من أمراض عصبية، مثل مرض ألزهايمر أو مرض باركنسون، وقد تكون له خصائص تقلل من الارتباك والهذيان. مع ذلك، يحتاج الباحثون إلى إجراء المزيد من الأبحاث البشرية لتأكيد هذه التأثيرات.
فوائد نبات الشيح لمرضى السكري
تشير الأبحاث إلى أن الشيح قد يكون مفيدًا في موازنة سكر الدم والإنسولين، إضافة إلى ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن الشيح قد يمنع تراكم الدهون في الدم، ويقلل من مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني وفرط شحميات الدم. وفقًا لمقال نُشر عام 2020، تشمل الأنشطة البيولوجية الأخرى لعشبة الشيح ما يلي:
- تثبيط نمو عدوى طفيليات البروتوزوان.
- مضاد للفطريات.
- مضاد للقرحة.
- يمنع تلف الكبد.
- لديه القدرة على إتلاف الخلايا السرطانية.
- حماية الخلايا العصبية من التلف.
- كونه مضادًا للاكتئاب.
- تقليل التشوش الذهني.
- استقرار أغشية الخلايا.
هل يحتوي نبات الشيح على خصائص مضادة للأكسدة ؟
إلى جانب الثوجون، هناك مركّب آخر بارز من الشيح وهو الكامازولين الذي يعمل كمضاد للأكسدة، ويتركّز أكثر في الزيوت الأساسية في مرحلة ما قبل الإزهار. مضادات الأكسدة، مثل الكامازولين، قد تحارب الإجهاد التأكسدي المرتبط بالسرطان وأمراض القلب وألزهايمر وأمراض أخرى. مع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول خصائص هذا المركّب.
هل يحارب نبات الشيح الالتهابات ؟
قد يساعد الأرتيميسينين، وهو مركّب نباتي آخر موجود في الشيح، في مكافحة الالتهاب في الجسم. يرتبط الالتهاب المزمن بالعديد من الأمراض المزمنة. يُعتقد أن مادة الأرتيميسينين تثبّط السيتوكينات، وهي بروتينات يفرزها جهاز المناعة، وتعزز الالتهاب. تشير الدراسات إلى أن الشِّيح قد يساعد في تخفيف مرض كرون الذي يتميز بالتهاب بطانة الأمعاء. وتشمل أعراضه الإسهالَ والتعبَ وتشنجات البطن وغيرها من مشكلات الجهاز الهضمي.
في إحدى الدراسات التي أُجريت على 40 بالغًا مصابًا بهذه الحالة، كان لدى أولئك الذين يتناولون مكمّلًا من الشِّيح 500 ملغ 3 مرات يوميًا أعراض أقل، وحاجة أقل لتناول أدوية الستيرويدات بعد 8 أسابيع، مقارنةً بأولئك الذين تناولوا العلاج الوهمي، لكنْ ضَعْ في اعتبارك أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
ما الجرعات المناسبة لتناول الشيح؟
بسبب نقص الأبحاث، لا توجد إرشادات محددة لجرعة الشِّيح، ولكن في الوقت نفسه، وَضعت العديدُ من المؤسسات الحكومية قيودًا على منتَجات نبتة الشِّيح، إذْ يمكن لمركّباته أن تُنتِج تأثيرات سامة. لا يتم تنظيم شاي الشيح ومستخلصاته من قبل إدارة الغذاء والدواء، وبالتالي، فهي لا تندرج تحت هذه اللوائح، وقد تحتوي على مزيد من الثوجون بشكل مهم. إذا لم تكن متأكدًا من المقدار الذي ينبغي أن تتناوله، فمن المهم استشارة الطبيب.
من لا يستطيع تناول نبات الشيح؟
عند استخدام الأعشاب ينبغي معرفة الآثار الجانبية المحتملة، ومن الذي لا يستطيع تناولها. قد يرغب الأشخاص المعرَّضون للخطر والأشخاص الذين يعانون من ظروف معيَّنة في تجنب الشيح في مثل هذه الحالات:
- الحمل، لا ينبغي أن تأخذ عشبة الشيح إذا كانت المرأة حاملًا، لأنه قد يسبب الإجهاض.
- الرضاعة الطبيعية والطفولة المبكّرة، ينبغي على النساء المرضعات والأطفال تجنب هذه العشبة بسبب نقص معلومات السلامة لديهم.
- الصرع، يحفّز الثوجون الدماغ، ومن المعروف أنه يسبب النوبات الاختلاجية. قد يقلل الشيح أيضًا من فعالية الأدوية المضادة للتشنج، مثل الجابابنتين والبريميدون.
- أمراض القلب، قد يؤدي تناول هذه العشبة مع دواء الوارفارين لأمراض القلب إلى حدوث نزيف معوي أو الرعاف بسبب زيادة سيولة الدم.
- أمراض الكلى، الشيح مادة سامة للكلى، وقد تزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي.
- بعض أنواع الحساسية، إذا كنت تعاني من حساسية تجاه نباتات عائلة أستراسيا Asteraceae، مثل عشبة الرجيد والقطيفة، فقد تتفاعل أيضًا مع نبات الشيح، الذي ينتمي إلى نفس العائلة النباتية.
- حالة دموية وراثية نادرة تسمى البورفيريا، قد يزيد الثوجون الموجود في زيت الشيح من إنتاج الجسم لمواد كيميائية تسمى البورفيرينات، وهذا يمكن أن يجعل مرض البورفيريا أسوأ.
ما هي الآثار الجانبية لتناول الشيح بجرعات زائدة ؟
قد تؤدي الجرعات العالية من الشيح إلى اضطراب الجهاز الهضمي والفشل الكلوي والغثيان والقيء والاختلاجات المَرَضية. ومع ذلك، فمن غير المحتمل أن تعاني من هذه الآثار الجانبية إذا كنت تتناوله بجرعات صغيرة، مثل تلك الموجودة في الشاي. يمكن أن تكون الكميات الكبيرة جدًا من هذه العشبة وغيرها من المنتَجات المحتوية على الثوجون قاتلة، على الرغم من عدم تحديد جرعتها المميتة في البشر. علاوة على ذلك، يمكن أن يسبب نبات الشيح حروقًا إذا تم وضعه مباشرة على بشرتك. إذا كنت تستخدمه موضعيًا، فتأكد من استخدامه فقط كمرهم أو غسول.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ما هي أقصى مدة متاحة لتناول نبات الشيح أو أي من أشكاله؟
ينبغي ألا تتناول أي شكل من أشكال الشيح بانتظام لمدة تزيد عن 4 أسابيع. تعتبر هذه المدة طويلة المدى، كما أن سلامة العشبة على المدى الطويل وآثارها الجانبية غير معروفة. ضَعْ في اعتبارك أن هذه المنتجات لا تخضع للتنظيم من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لذا يجب أن تبحث عن التحقق من جهة خارجية على الملصق. هذا يعني أن المكمّل العشبي قد تم اختباره، وأنه خالٍ من الملوّثات والمكوّنات المخفية.
ما طريقة استخدام الشيح؟
يُستخدم الشيح عادة بشكل شاي، ويمكن استخدامه أيضًا كمستخلص، وفي بعض الحالات يتم وضعه على الجلد كزيت أساسي. يمكن استخدام الأوراق المجففة (غير الطازجة) لصنع شاي الشيح.
كيف يتم تحضير شاي الشيح ؟
لتحضير وصفة شاي الشيح اتبع الخطوات التالية:
- اترك 1/2 إلى 1 ملعقة صغيرة من أوراق الشيح المجفف في كوب واحد (250 مل) من الماء المغلي.
- اتركه لمدة 5 إلى 10 دقائق؛ كلما طالت مدة النقع، زادت مرارة النكهة.
- أَضِف النعناع أو العسل أو عصير الليمون (حسب الرغبة).
نصيحة من موقع صحتك
الشيح هو عشب مرّ معروف بأنه أحد محتويات الأفسنتين، وعلى الرغم من أنه لا يسبب الهلوسة، فإن مركّب الثوجون النباتي الموجود فيه يمكن أن يكون سامًا ومميتًا إذا أُخِذَ بكميات كبيرة. مع ذلك، قد يُقدِّم نبات الشيح فوائد عديدة عند تناوله باعتدال، وتشمل هذه مكافحة الالتهابات العامة والطفيلية، وكذلك تخفيف الألم.
ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من الصرع أو الحوامل أو المرضعات، أو الذين يتناولون أدوية معيَّنة، مثل الوارفرين، تجنّب الشيح. وكما هو الحال مع أي مكمّل عشبي، ينبغي عليك استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل استخدام الشيح، خاصةً لأن آثاره طويلة المدى، وإرشادات الجرعات المحددة غير معروفة.