في العام الماضي، تقاعد الممثل بروس ويليس عن التمثيل بعد تشخيص إصابته بفقدان القدرة على الكلام، ولكن كشف أحد أفراد عائلته أن حالة ويليس قد تطورت، وتم تشخيصه الآن بالخَرَف الجبهي الصدغي (FTD)، وأشار البيان إلى أن الخرف الجبهي الصدغي مرض قاس لم يسمع به الكثير منا من قبل، ويمكن أن يصيب أي شخص. وبالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا، فإن الخرف الجبهي الصدغي من الأشكال الأكثر شيوعًا للخرف، ولأن الحصول على التشخيص قد يستغرق سنوات، فمن المحتمل أن يكون الخرف الجبهي الصدغي أكثر انتشارًا مما نعرفه.
إلى اليوم لا توجد علاجات لهذا المرض، وهي حقيقة نأمل أن تتغير في السنوات المقبلة.
الخَرَف الجبهي الصدغي
الخَرَف الجبهي الصدغي هو نوع غير شائع من الخَرَف يسبب مشكلات في السلوك واللغة. والخرف هو اسم لمشكلات في القدرات العقلية بسبب حدوث تغيرات تدريجية وضرر في الدماغ. يؤثر الخرف الجبهي الصدغي على الجزء الأمامي والجانبي من الدماغ (الفصين الجبهي والصدغي).
يؤثر الخرف في الغالب على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، لكن الخَرَف الجبهي الصدغي يميل إلى البدء في سن أصغر. يتم تشخيص معظم الحالات لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و65 عامًا، على الرغم من أنها يمكن أن تؤثر أيضًا على الأشخاص الأصغر سنًا أو الأكبر سنًا.
مثل الأنواع الأخرى من الخَرَف، يميل الخَرَف الجبهي الصدغي إلى التطور ببطء، ويزداد سوءًا تدريجيًا على مدار عدة سنوات.
أعراض الخرف الجبهي الصدغي
يمكن أن تشمل علامات الخَرَف الجبهي الصدغي ما يلي:
- تغيرات في الشخصية والسلوك، التصرف بشكل غير لائق أو اندفاعي، والظهور الأناني أو غير المتعاطف، وإهمال النظافة الشخصية، والإفراط في تناول الطعام، أو فقدان الدافع.
- مشكلات اللغة، التحدث ببطء، أو وجود صعوبة في إصدار الأصوات الصحيحة عند نطق كلمة، أو الحصول على الكلمات بترتيب خاطئ، أو استخدام الكلمات بشكل غير صحيح.
- مشكلات في القدرات العقلية، مثل تشتت الانتباه بسهولة، وصعوبة في التخطيط والتنظيم.
- مشكلات في الذاكرة تميل إلى الحدوث لاحقًا، على عكس الأشكال الأكثر شيوعًا للخرف، مثل مرض الزهايمر.
- قد تكون هناك أيضًا مشكلات جسدية، مثل الحركات البطيئة أو المتيبسة، وفقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء وضعف العضلات أو صعوبة البلع.
يمكن أن تجعل هذه المشكلات الأنشطةَ اليومية صعبة بشكل متزايد، وقد لا يتمكن الشخص في النهاية من الاعتناء بنفسه.
الذهاب للطبيب المختص
راجع طبيبًا مختصًا إذا كنت تعتقد أن لديك أعراضًا مبكرة للخَرف. إذا كنت قلقًا بشأن شخص عزيز عليك، فشجعه على تحديد موعد مع طبيب مختص، وربما تقترح عليه الذهاب معه. يمكن للطبيب المختص إجراء بعض الفحوصات البسيطة لمحاولة العثور على سبب الأعراض.
اختبارات الخَرَف الجبهي الصدغي
لا يوجد اختبار واحد للخرف الجبهي الصدغي. قد تكون هناك حاجة إلى ما يلي للوصول إلى التشخيص:
- تقييم الأعراض، من المفيد عادةً أن يكون هناك شخص يعرف الشخص جيدًا ليقدم وصفًا لأعراضه، خاصة وأن الشخص المصاب بالخرف الجبهي الصدغي قد لا يكون على دراية بالتغيرات في سلوكه.
- تقييم القدرات العقلية، سيشمل هذا عادة عددًا من المهام والأسئلة.
- فحوصات الدم، لاستبعاد الحالات ذات الأعراض المماثلة.
- فحوصات الدماغ، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، حيث يمكن أن تكتشف علامات الخرف وتساعد في تحديد أجزاء الدماغ الأكثر تضررًا، أو تساعد في استبعاد وجود مشكلات أخرى في الدماغ.
- البزل القطَني لفحص السائل الشوكي (السائل الذي يحيط ويدعم الدماغ والعمود الفقري)، قد يكون هذا مفيدًا لاستبعاد مرض الزهايمر كسبب للأعراض.
علاج الخرف الجبهي الصدغي
لا يوجد حاليًا علاج ناجع للخرف الجبهي الصدغي، أو أي علاج من شأنه إبطاء المرض. لكن هناك علاجات يمكن أن تساعد في السيطرة على بعض الأعراض، ربما لعدة سنوات. تشمل العلاجات:
- الأدوية، للسيطرة على بعض المشكلات السلوكية.
- العلاجات الطبيعية، مثل العلاج الفيزيائي الجسمي وعلاج النطق واللغة لمشكلات الحركة والمهام اليومية والتواصل.
- مجموعات الدعم، التي يمكنها تقديم نصائح حول إدارة الأعراض من خبراء الخرف والأشخاص المصابين بالخرف الجبهي الصدغي وأسرهم.
المصادر:
