في خطوة طبية مهمة ومبشرة، منحت إدارة الغذاء والدواء مراجعة أولوية لدواء دوبيلوماب، لعلاج المرض الرئوي الانسدادي المزمن مع الالتهاب من النوع الثاني، وذلك بناءً على نتائج إيجابية من تجارب المرحلة الثالثة، إذ أظهر دواء دوبيلوماب فعالية جيدة في تحسين حالة المرضى. وفي حالة الموافقة عليه، سيكون دواء دوبيلوماب العلاج البيولوجي الأول والوحيد المعتمد لمرض الانسداد الرئوي المزمن. سنتناول في هذا المقال، هذه المراجعة، وأثرها المحتمل على مستقبل علاج المرض الرئوي الانسدادي المزمن.
ما هو مرض الانسداد الرئوي المزمن؟
مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) هو مرض تنفسي شائع يدمر الرئتين، ويسبب انخفاضًا تدريجيًا في وظائف الرئة. يسمى أحيانًا انتفاخ الرئة أو التهاب القصبات المزمن.
أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن
تشمل أعراض المرض ما يلي:
- السعال المستمر.
- ضيق التنفس.
- صعوبة في أخذ نفَس عميق.
- الإفراط في إنتاج المخاط الذي يُضعِف القدرة على أداء الأنشطة اليومية الروتينية، ويمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب واضطرابات النوم.
- تكرر الالتهابات الرئوية.
- الزرقة في نهايات الأصابع والشفاه.
أسباب مرض الانسداد الرئوي المزمن
قبل أن نتحدث عن أسباب المرض، تجب معرفة أن الاكتشاف المبكر لمرض الانسداد الرئوي المزمن قد يغير من تقدمه وسهولة علاجه. يُسبب تدخين التبغ ما يصل إلى 90% من حالات المرض الرئوي الانسدادي المزمن، وتشمل الأسباب الأخرى ما يلي:
- التدخين السلبي.
- تلوث الهواء.
- اضطراب وراثي، مثل نقص ألفا 1 - أنتي تريبسين.
- التهابات القصبات المتكررة والمزمنة.
- حالات الربو المزمنة غير المعالجة جيدًا.
ما هو دواء دوبيلوماب؟ وما آلية عمله؟
دواء دوبيلوماب هو جسم مضاد وحيد النسيلة (دواء بيولوجي) يُعطى عن طريق الحقن تحت الجلد، ويمكن استخدامه لعلاج العديد من الحالات الالتهابية. يُثبط دواء دوبيلوماب الاستجابة الالتهابية لمستقبلات إنترلوكين 4 و 13، ويركز العلاج على المصابين بالالتهاب من النوع الثاني.
استخدامات دواء دوبيلوماب
يُستخدم دواء دوبيلوماب لعلاج عدة حالات، وتشمل:
- حالات التهاب الجلد التأتبي المتوسط إلى الشديد للبالغين والأطفال بعمر 6 أشهر فما فوق.
- يُستخدم لمرضى الإكزيما في حالة عدم السيطرة عليها باستخدام العلاجات الموضعية، أو في حالة عدم قدرتهم على استخدام هذه العلاجات الموضعية.
- علاج حالات الربو المعتدل إلى الحاد.
- علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن المرتبط بالسلائل الأنفية.
- علاج التهاب المريء اليوزيني للبالغين والأطفال بعمر 12 سنة فما فوق، والذين لا يقل وزنهم عن 40 كجم.
- علاج البالغين المصابين بالحكاك العقيدي.
المراجعة الأولية لاستخدام دواء دوبيلوماب لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن
التجربة: خضع مرضى الانسداد الرئوي المزمن للعلاج في المرحلة الثالثة من البحث السريري، لتقييم فعالية وسلامة الدواء للبالغين المدخنين حاليًا أو سابقًا ويعانون من المرض مع وجود التهاب إضافي.
النتائج: كشفت نتائج المرحلة الثالثة من دراسة هذا الدواء أن إضافته لنظام العلاج الثلاثي الحالي ارتبط بنتائج واضحة لدى مرضى الانسداد الرئوي المزمن والمصابين بالالتهاب، وتشمل النتائج:
- انخفاض تفاقم المرض بنسبة 30% مقارنة بالدواء الوهمي خلال عام.
- كذلك أدى الدواء لتحسين النتائج الرئيسة، والتي شملت جودة الحياة، وظائف الرئة، وأعراض للمشاركين في الدراسة، وتشمل المدخنين المصابين بالانسداد الرئوي المزمن المتوسط إلى الحاد، وليس لديهم تاريخ للربو سابقًا.
وشملت نتائج المرحلة الثانية من التجربة:
- عند خفض الدواء تفاقم المرض بنسبة 34% خلال 52 أسبوعًا للأشخاص المصابين بالمرض بنسبة متوسطة أو حادة.
- تحسنت وظائف الرئة خلال أول 12 أسبوعًا، واستمر التأثير حتى 52 أسبوعًا.
ما الآثار الجانبية المتوقعة لدواء دوبيلوماب؟
كانت هناك بعض الآثار الجانبية التي لوحِظت مع دواء دوبيلوماب مقارنةً بالعلاج الوهمي في التجربتَين، وشملت:
- آلام الظهر.
- كوفيد-19.
- الإسهال.
- الصداع.
- التهاب البلعوم الأنفي.
هل مرض الانسداد الرئوي المزمن خطير؟
يُعد مرض الانسداد الرئوي المزمن سببًا رئيسيًا للإعاقة المستمرة، وهو السبب الرئيسي السادس للوفاة في الولايات المتحدة وفقًا لمرﻛﺰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻷﻣﺮاض واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ (CDC).
هل يمكن الشفاء من مرض الانسداد الرئوي المزمن؟
لا يوجد علاج شاف لمرض الانسداد الرئوي المزمن، ولا تقوم أنسجة الرئة التالفة بإصلاح نفسها. لكن، هناك بعض الممارسات التي يمكنها أن تبطئ تطور المرض وتحسن الأعراض، مثل الحصول على اللقاحات، وتجنب تلوث الهواء، والامتناع عن التدخين.
يٌعد دواء دوبيلوماب واعدًا في علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن مع الالتهاب الثانوي أو الإضافي، كما يُظهِر تحسنًا في جودة الحياة ووظائف الرئة. ومع ذلك، ما تزال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد فعاليته للمرض، ولتحديد مدى فعاليته وسلامته في مجالات أخرى، مثل أمراض الحساسية: الشرى والحكة المجهولة المصدر والفقاعات الجلدية.
