سمعنا قبل أعوام قليلة أخباراً حول وجود مادة مسرطِنة في بودرة الأطفال الشهيرة "جونسون آند جونسون"، وتسمى هذه المادة "التلك"، والتي أثبتت العديد من البحوث أنها ربما تسبب سرطان المبيض، بالإضافة إلى وجود مادة الأسبستوس فيها، والتي ترتبط بحدوث نوع من أنواع سرطانات الرئة.
وقد تم رفع العديد من الدعاوى القضائية ضد هذه الشركة من قبل نساء اشتكين من إصابتهن بسرطان المبيض، واليوم أفادت شركة جونسون آند جونسون أنها في صدد دفع تعويضات تقدر بستة مليارات ونصف، لتكون أكبر تعويضات تدفعها شركة أدوية في التاريخ. ومن الجدير بالذكر أن هذه الشركة توقفت عن إنتاج منتجاتها من بودرة التلك للأطفال.
ما هي مادة التلك الموجودة في بودرة الأطفال؟
يستخدم الآباء بودرة الأطفال للحفاظ على بشرة أطفالهم جافة وخالية من الطفح الجلدي، وكذلك يضع بعض البالغين هذا المنتج على أعضائهم التناسلية أو في منطقة أعلى الفخذين أو القدمين أو أجزاء أخرى من الجسم لامتصاص الرطوبة ومنع الاحتكاك أو تهيج الجلد. وتشير بعض الدراسات إلى أن وضع بودرة التلك على المنطقة التناسلية قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض.
وهناك أدلة أقوى على أن استخدام التلك الملوَّث بالأسبستوس، وهو عنصر يوجد غالباً بالقرب من مادة التلك في الأرض، يرتبط بحدوث نوع من السرطانات التي تؤثر على الأنسجة التي تبطن الأعضاء الداخلية، وحدوث ورم خبيث يصيب الغشاء البلوري الرقيق الذي يغلف الرئة وجدار الصدر من الداخل.
وبما أن التعرض للأسبستوس يرتبط بسرطان الرئة، فإن استنشاق التلك الملوَّث بالأسبستوس قد يزيد أيضاً من خطر الإصابة بهذا المرض. تعتبر الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) التلك الملوَّث بالأسبستوس مادة مسرطِنة معروفة للإنسان. ولطالما أكّدت جونسون آند جونسون أن مساحيق الأطفال التي تنتجها لا تحتوي على الأسبستوس، على الرغم من التقارير التي تشير إلى عكس ذلك.
وبمرور الوقت، يمكن أن يساهِم استنشاق التلك، حتى النوع الخالي من الأسبستوس، بحدوث مشكلات في الجهاز التنفسي، بما في ذلك السعال والصفير وصعوبة التنفس.
هل ينصح الأطباء بشكل عام باستخدام بودرة الأطفال أم يجب استبدالها بمنتجات أخرى؟
أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال منذ فترة طويلة بعدم استخدام بودرة الأطفال التي تحتوي على التلك بسبب مخاوف استنشاقها ومخاطر السرطان المحتملة، ولكن ماذا عن بودرة الأطفال المصنوعة من نشا الذرة؟
إذا كان عليك الاختيار؛ فمن الأفضل أن يكون مسحوق الأطفال المصنوع من نشا الذرة هو الخيار الأفضل. لكن بشكل عام؛ من الأفضل تجنبها كلها بسبب مخاوف حدوث أمراض الجهاز التنفسي.
ولا يوصي بعض الأطباء باستخدام بودرة الأطفال حتى لو كانت تعتمد على نشا الذرة، ويعتبرون أنها ليست ضرورية في العادة على أي حال. وإذا كان طفح الحفاضات مثيراً للقلق، يوصى باستخدام مرهم بترولي، وتغيير الحفاضة باستمرار، وأحياناً السماح للطفل بالسير بدون حفاضة في المنزل.
وإذا كان أحد الوالدَين مصمماً على استخدام أي كمية من بودرة الأطفال، يجب عليهم وضع القليل منها على أيديهم وتطبيقها بحذر شديد على الجلد لتقليل خطر وصولها إلى الهواء واستنشاقها.
