صحــــتك

مخاطر الفوسفور الأبيض على أهل غزة

مخاطر الفوسفور الأبيض على أهلنا في غزة

وفقًا للقانون الدولي لمحكمة العدل الدولية، تقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن استعمال أسلحة تحتوي على الفوسفور الأبيض محظور، ومع ذلك فإن جيش الاحتلال قد استخدم  قنابل تحتوي على الفوسفور الأبيض  في الحرب الهوجاء، وألقاها بشكل متكرر فوق الأماكن المأهولة في قطاع غزة، الذي يُعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم، ما أدى إلى نشر طوفان من المركَّبات السامة الضارة للصحة.

تعالوا نتعرف على المخاطر الصحية التي يمكن أن يعاني منها أهلنا هناك جراء قصفهم بمثل تلك الأسلحة الفوسفورية، برًا وبحرًا وجوًا.

كلمة عن الفوسفور الأبيض

الفوسفور الأبيض مادة كيميائية تُصنع من صخور الفوسفات الصلبة، ويملك الفوسفور قوامًا شمعيًّا ورائحة أخّاذة تشبه رائحة الثوم، أما لونه فقد يكون أبيض أو ضاربًا إلى الصفرة أو عديم اللون.

والفوسفور الأبيض مادة شديدة السُّمّية للإنسان والحيوان، وقد تكون غير مستقرة كليًا، ويمكنها أن تتفاعل تلقائيًا مع الأكسجين في درجة أعلى من درجة حرارة الغرفة بنحو 10 إلى 15 درجة مئوية.

ويُستخدم الفوسفور الأبيض في صنع منتجات متنوعة مثل رقائق الحاسوب، والأسمدة، والسبائك المعدنية، وسمّ الفئران، والألعاب النارية، والطلاء الذي يتوهّج ليلًا، وفي ذخائر الحرب مثل القنابل كمادة حارقة.

كيف تعمل قنابل الفوسفور الأبيض؟

قنابل الفوسفور هي ذخائر حربية مدمرة وحارقة تحتوي على الشكل النشط من الفوسفور الأبيض الذي يشتعل تلقائيًا عند اختلاطه بالهواء، تاركًا خلفه طوفانًا من الجزيئات السامة الضارة للصحة. ويمكن للفوسفور أن يتفاعل بقوة مع الهالوجينات (مثل الكلور) وعدد من المعادن، وهذا ما يولد الحريق والانفجار.

طرق انتشار الفوسفور الأبيض

ينتشر الفوسفور الأبيض عن طريق الهواء الداخلي والخارجي، وعن طريق الماء والغذاء.

كيف يتم التعرض الفوسفور الأبيض؟

يتم التعرض للفوسفور الأبيض بعدة طرق:

  • من خلال الجلد.
  • عبر الاستنشاق.
  • عن طريق العين.
  • من خلال شرب مياه ملوثة بالفوسفور الأبيض.
  • عن طريق ابتلاع أشياء تحتوي على الفوسفور الأبيض.

الآثار الصحية السيئة لقنابل الفوسفور على البشر

تسبب قنابل الفوسفور الأبيض إصابات أكثر خطورة وأصعب علاجًا من القنابل التقليدية، ويحتاج العاملون في الوسط الطبي إلى خبرة خاصة للتعامل مع تلك الإصابات، ولحماية أنفسهم من الفوسفور أثناء تقديم العلاج. وتشمل الآثار الصحية السيئة للفوسفور ما يلي:

  • في حال لامس الفوسفور الأبيض الجلد

يسبب الفوسفور الأبيض حروقًا جلدية شديدة وعميقة ومؤلمة للغاية، وقد تخترق الحروق الجلد لتصل إلى العظم، وعادة ما يكون لون هذه الحروق أصفر، وتنبعث منها رائحة تشبه رائحة الثوم. قد يخرج من منطقة الحرق دخان في حال استمرار احتراق الفوسفور، كما يمكن للجلد أن يمتصّ الفوسفور الأبيض الذي يذوب بسهولة في الدهون فيمتصه الجلد، ومنه ينتقل إلى مواضع أخرى في الجسم مسببًا اندلاع أعراض تَتَّسم بالخطورة.

إذا كانت مساحة منطقة تماس الفوسفور مع الجلد تقارب 10% من مساحة الجسم الكلية، فإن الوفاة قد تحدث بسبب الأضرار الجسيمة التي تلحق بالقلب والكلى والجلد.

  • في حال استنشاق الفوسفور الأبيض

إذا تم استنشاق دخان الفوسفور الأبيض؛ فإنه يسبب تهيجًا لمجرى التنفس، ويؤدي إلى المعاناة من السعال والتهاب القصبات والصداع، وقد تظهر الوذمة الرئوية لاحقًا.

  • في حال ابتلاع الفوسفور الأبيض

إذا تم ابتلاع جرعة كبيرة من الفوسفور الأبيض؛ فسوف تشاهد الأعراض والعلامات الآتية على 3 مراحل هي:

المرحلة الأولى، وتشهد اضطرابات في المعدة والأمعاء.

المرحلة الثانية، إذا نجا المريض من المرحلة الأولى، فإن الهدوء يخيم لبضعة أيام من دون أعراض أو علامات تُذكر.

المرحلة الثالثة، وتشهد تدهورًا سريعًا في الحالة العامة، مع ظهور زوبعة من الأعراض مثل الألم في البطن، وتشنجات في المعدة، والغثيان، والتقيؤ، والإسهال، وقد يلاحظ الفريق الطبي دلالات تشير إلى حدوث الفشل في أعضاء مختلفة، مثل القلب والكلية والكبد والأوعية الدموية والجهاز العصبي المركزي. قد تحدث الوفاة في غضون 4 إلى 58 يوما.

  • في حال تعرض العين لأبخرة الفوسفور الأبيض

تسبب أبخرة الفوسفور الأبيض تهيجًا شديدًا للعين، وإحساسًا بوجود جسم غريب فيها، إلى جانب أعراض أخرى مثل تشنج الأجفان وفرط إفراز الدموع والخوف من الضوء.

وإذا لامسَت جزيئات الفوسفور الكاوية العين فإنها تلحق أضرارًا بالغة بها، مثل الشَّتر (انقلاب الجفن)، وتقرّح القرنية وانثقابها، والتهاب الجزء الداخلي من مُقلة العين. ما يزال من غير المعروف ما إذا كان الفوسفور الذي يدخل العين يمكنه أن ينتشر إلى أجهزة الجسم الأخرى.

  • في حال التعرض المنتظم للفوسفور الأبيض

يؤدي التعرض المزمن لأبخرة الفوسفور الأبيض إلى تنخّر وتآكل عظام الفك، في البداية يظهر التهيج والتورم اللذان يزدادان سوءًا، ومع مرور الوقت تنشأ التقرحات المفتوحة التي تعمل هدمًا وتخريبًا في عظام الفك والجيوب والممرات الأنفية.

التدابير الأولية الواجب اتخاذها عند التعرُّض بقنابل الفوسفور الأبيض

في حال تعرُّض العين أو الجلد لجزيئات الفوسفور الأبيض المحترقة فمن الضروري إزالتها حالًا، يجب تغطية العين والجلد بقطع من القماش المبلل بالماء البارد من أجل تجنب إعادة اشتعاله.

لا يوجد أي علاج للتسمم بالفوسفور الأبيض، ويتم التعامل مع حالة المصاب بحسب طريقة التعرض لديه.

  • في حال التعرض عن طريق الجلد

يجب القيام بالإجراءات الآتية:

  1. إبعاد المريض حالًا عن منطقة التعرض.
  2. صب الماء البارد على المناطق الجلدية المصابة، أو وضع قطع قماش مبللة بالماء عليها.
  3. العمل على إزالة بقايا جزيئات الفوسفور العالقة بالجلد ووضعها في حاوية تحتوي ماء بارد لمنع اشتعالها من جديد، ومن أجل حماية الطاقم المسعِف.
  4. تحاشي وضع أي منتجات يدخل الزيت أو الدهن في تركيبها، لأنها تعمل على امتصاص الفوسفور الأبيض كونه يذوب بسهولة فيها.
  5. يجب مراقبة المؤشرات الحيوية عن كثب عند المصاب للبحث عن علامات تسمم عامة في الجسم.
  6. يُنقَل المصاب فورًا إلى أقرب مركز للعناية الطبية.
  1. نقل المصاب بعيدًا عن مكان التعرض.
  2. عدم القيام بمحاولة التقيؤ لأنها تضر أكثر مما تنفع.
  3. التأكد من أن المجاري التنفسية سالكة ومفتوحة.
  4. وضع المريض تحت المراقبة وتتبع الوظائف الحيوية لديه، مثل التنفس والنبض وضغط الدم.
  5. تقييم مستويات السكر والشوارد والإشباع بالأكسجين في الدم لعلاج المريض، وتجنب وقوعه تحت رحمة هبوط شديد في ضغط الدم، أو دخوله في عالم الصدمة.
  • في حال التعرض عن طريق الاستنشاق

  1. حمل المصاب بعيدًا عن مكان التعرض.
  2. التأكد من أن المجرى التنفسي مفتوح، وإمداد المريض بنفحات سخية من الأكسجين في حال ظهور بوادر، مثل ضيق أو صعوبة أو انقطاع في التنفس، والقيام بالتنفس الاصطناعي إذا تطلب الأمر.
  3. وضع المريض تحت المراقبة عن كثب لكشف أي اضطراب في التنفس، أو بوادر حدوث وذمة رئوية.
  4. طلب معونة طبية عاجلة.
  • إذا تعرضَت العين للفوسفور الأبيض

  1. إبعاد المصاب عن مكان التعرض.
  2. غسل العين بالماء البارد لمدة لا تقل عن 10 إلى 15 دقيقة.
  3. تغطية العين بعد الغسل بكمادات باردة لمنع اشتعال جزيئات الفوسفور مجددًا.
  4. عدم وضع أي منتج دوائي يحتوي على أساس زيتي أو دهني، لأنه يزيد من امتصاص الفوسفور الأبيض.
  5. ينقل المريض سريعًا إلى أقرب مركز طبي.

كلمة أخيرة

الفوسفور الأبيض موجود في بعض الذخائر الحربية، وعندما تنفجر هذه الذخائر، يمكن للفوسفور أن يجد طريقه إلى الجسم عبر بوابات مختلفة، عن طريق الجلد والاستنشاق والعين والابتلاع. أيًا كانت الطريقة التي يتسلل من خلالها الفوسفور الأبيض إلى الجسم، فإنه قد يتسبب في حدوث أضرار بالغة الخطورة يمكن أن تقود إلى الموت، أو إلى إعاقات تلازم أصحابها مدى الحياة.

يقول القانون الدولي والإنساني: إن استعمال ذخائر الفوسفور الأبيض غير قانوني، ولكن على ما يبدو، أنهم نسوا أو تناسوا أن يذكروا أن ما هو غير قانوني لكل العالم، يعتبر قانونيًا دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

المصادر

WebMD

CDC

www.co.muskegon.mi.us

آخر تعديل بتاريخ
21 نوفمبر 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.