صحــــتك

ما العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة والنوبة القلبية؟

الأزمة القلبية

الصيف هو الوقت المناسب للذهاب إلى الشاطئ أو الاعتناء بالحديقة أو التنزه فيها، لكنّ الطقس الحار في هذا الوقت من العام له جانب سلبي.

إذا لم تكن حذرًا، فقد يُعرِّضك ذلك لنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وهذا مهم بشكل خاص إذا كان لديك بالفعل عوامل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، مثل مرض السكري أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

كيف تؤثّر الحرارة على القلب؟

يمكن أن يكون الطقس الحار الرطب قاسيًا جدًا على القلب، وليس من الضروري أن يكون الجو حارًا لفترة طويلة جدًا لزيادة خطر الإصابة بمشكلات القلب القاتلة.

وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، فإن موجة الحر التي تستمر يومَين فقط يمكن أن تزيد من احتمال الوفاة المبكّرة المرتبطة بالقلب، وقد وجَد الباحثون الذين يَدْرسون الوفيات المرتبطة بالقلب ودرجات الحرارة اليومية في أستراليا، أن الطقس الحار الرطب المشبَّع بالبخار يسبّب تغيرات في ضغط الدم وكثافة الدم والكوليسترول ومعدل ضربات القلب، وكلها عوامل تُجهِد نظامَ القلب والأوعية الدموية.

ارتفاع الحرارة خطرٌ مميت

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تَقتُل الأمراضُ المرتبطة بالحرارة أكثرَ من 600 شخص كل عام في الولايات المتحدة وحدها، وتُمرِض آلافًا آخرين.

ومع ذلك، بما أن ضربة الشمس والأمراض الأخرى المرتبطة بالحرارة لا يتم الإبلاغ عنها إلى وكالات الصحة العامة، ولأن الحرارة قد لا يتم إدراجها كسبب مُساهِم عندما يموت شخص بسبب نوبة قلبية في يوم طقس حار، فإن عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة قد تكون في الواقع أعلى من ذلك بكثير.

كيف يحافظ الجسم على برودته مع ارتفاع درجة الحرارة؟

يعمل جسم الإنسان بشكل أفضل عند درجة حرارة داخلية يمكن أن تتراوح من (36.5 درجة مئوية) إلى (37.25 درجة مئوية)، اعتمادًا على الجنس والنشاط واستهلاك الطعام والسوائل والوقت من اليوم.

الحفاظ على درجة الحرارة الأساسية هذه أثناء الأنشطة المنتِجة للحرارة يتطلّب من الجسم إيجادَ وسائل للتخلص من الحرارة الزائدة، ويفعل الجسم ذلك من خلال الإشعاع والتبخر (الدورة الدموية والتعرُّق)، وكلاهما يزيدان الإجهاد على القلب.

  • إشعاع الحرارة

عندما يَسخن الجسم تنتقل الحرارة الزائدة إلى الدم، ويقوم القلب بضخّ مزيد من الدم إلى الجلد حيث يمكن تبريده. في حين أن هذا يمكن أن يكون فعالًا عندما تكون درجة حرارة الهواء المحيطة أبرَد من درجة حرارة الجسم، إلا أنه يكون أقل فعالية عندما تكون درجة حرارة الهواء أقرب إلى درجة حرارة الجسم. يُجهد إشعاعُ الحرارة القلبَ؛ لأن القلب يجب أن ينبض بشكل أسرع، ويضخّ بقوة أكبر من المعتاد.

  • التبخر

عندما يكون إشعاع الحرارة غير فعّال، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن للجسم من خلالها تبريد نفسه هي من خلال تبخّر العَرق. في يوم حار عندما تكون الرطوبة منخفضة، فإنّ تبخُّر ملعقة صغيرة من العَرَق يمكن أن يُبرِّد الجسم بما يصل إلى درجتَين. مثل إشعاع الحرارة، يُصبِح العَرَق أقل فعالية عندما تكون الرطوبة عالية. كما يؤدي التعرُّق أيضًا إلى فقدان الجسم للصوديوم والبوتاسيوم والمعادن الأخرى التي يحتاجها القلب للقيام بوظائفه، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

متى يكون ارتفاع درجة الحرارة سيئًا على القلب؟

ليس من الممكن إدراج مثال على درجة الحرارة، إذ إنّ بعض الأشخاص أكثر حساسية للحرارة من غيرهم. ومع ذلك، يجب على أصحاب العمل دائمًا التحقق من درجة الحرارة ومؤشّر الحرارة الذي يأخذ الرطوبة في الاعتبار، والتأكد من معرفة الناس بعلامات أمراض الحرارة، وأعراض الأزمة القلبية، وما يجب القيام به عندما:

  • تبدأ درجات الحرارة الساخنة في الارتفاع.
  • تزداد الرطوبة.
  • لا توجَد حركة جيدة في الهواء.
  • ارتداء الملابس أو المعدات الواقية.
  • العمل الشاق.

ما تقوله الدراسات في علاقة ارتفاع الحرارة والنوبة القلبية

تشير دراسة جديدة إلى أن المشكلة قد تزداد سوءًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ونظَرت الدراسة التي نُشرت في مجلة القلب الأوروبية، في حالات أكثر من 27000 مريض بنوبة قلبية بين عامي 1987 و2014.

قام الباحثون بمطابقة النوبات القلبية التي يعاني منها المرضى مع معلومات الطقس في يوم حدوث الأزمة، ووجَدوا أن المزيد من النوبات القلبية مرتبطة بارتفاع الحرارة الذي حدث في السنوات الأخيرة من الدراسة، من عام 2001 إلى عام 2014، عندما كان متوسط درجات الحرارة أعلى. يمكن للحرارة العالية جدًا أن تخفّض ضغط الدم، مما يتسبّب في نبض قلب الشخص بشكل أسرع، ويُعَرِّضه لخطر الإصابة بنوبة قلبية.

وأظهرت أبحاث أخرى جوانبَ أخرى يؤثّر بها المناخ على صحة القلب. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي التغيرات الكبيرة في درجة الحرارة خلال النهار إلى زيادة النوبات القلبية أيضًا، ويَحدث هذا عندما تكون أعلى وأدنى درجات الحرارة في اليوم متباعِدة جدًا.

كما أظهرت دراسة أُجريت عام 2018 على أكثر من 30 ألف مريض في 45 مستشفى في ميشيغان، أن هناك المزيد من النوبات القلبية عندما كان الفَرْقُ بين أعلى وأدنى درجات الحرارة في اليوم مرتفعًا جدًا. اكتشَف الباحثون ذلك من خلال مطابقة سجلَّات المستشفى مع سجلَّات الطقس في المنطقة الجغرافية لكل مستشفى.

وزاد خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنحو 5% لكل 9 درجات مئوية من التغيّر في درجة الحرارة، وارتبطت التقلبات التي تزيد عن 45 درجة مئوية بحدوث نوبات قلبية أكثر من التغيرات الطفيفة في درجة الحرارة.

لسوء الحظ، لا يوجد الكثير مما يمكنك فِعله للتحكّم عند ارتفاع الحرارة، أو عندما تتراوح درجة الحرارة بشكل كبير خلال النهار، ولكن يمكنك الحدّ من وقتك بالخارج في أيام الصيف الحارة الرطبة، والمحافظة على جسمك رطبًا عن طريق شرب الكثير من الماء.

ما طرق الوقاية من النوبة القلبية عند ارتفاع درجات الحرارة؟

هناك بعض الأشياء التي يمكنك فِعلها لتجنب النوبة القلبية بسبب ارتفاع درجة الحرارة، نَذْكر منها:

  • تناول الأدوية

تأكَّدْ من تناول أي أدوية توصَف لك لعلاج عوامل الخطر القلبية، مثل أدوية ارتفاع نسبة الكوليسترول، أو ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري. ستكون أكثر عُرْضة للإصابة بنوبة قلبية إذا كانت لديك هذه الحالات المَرَضية.

  • إنقاص الوزن

ممارسة الرياضة كل يوم تقريبًا مفيدة للقلب، كل ما تحتاجه هو المشي لمدة 30 دقيقة. إذا كان الجو حارًا جدًا، قم بالمشي في مركز تجاري أو أي مكان آخر مكيَّف بالهواء.

  • نظام غذائي متوازن

حاوِلْ أن تأكل نظامًا غذائيًا يحتوي على الكثير من الفواكه والخضراوات وغيرها من الأطعمة الغنية بالألياف.

تناوَلْ أنواعَ البروتين الخالية من الدهون، مثل الدجاج والأسماك والديك الرومي في معظم الأوقات. قم بإضافة الدهون "الجيدة" مثل زيت الزيتون، إلى جانب المكسرات والبذور، واحرص على الحَدِّ من الحلويات والملح في نظامك الغذائي.

  • حافِظ على رطوبة جسمك

الماء هو الأفضل، ولكنّ الحليب والمشروبات الرياضية وعصير الفاكهة والشاي والقهوة كلها جيدة، على الرغم من أنه من الأفضل الالتزام بما لا يزيد عن ثلاثة إلى خمسة أكواب من الشاي أو القهوة يوميًا، أو تناول المشروبات الخالية من الكافيين. إذا طُلب منك الحدّ من تناول السوائل لأنك تعاني من قصور في القلب على سبيل المثال، فيجب عليك استشارة طبيبك.

عندما تكون في الخارج، حاوِلْ شُرْب 8 أونصات من الماء كل 20 دقيقة، اضبط مؤقِّتًا لتذكيرك. يقول الدكتور بيرنشتاين: "لا تنتَظر أبدًا حتى تشعُر بالعطش لتشرب". إذا كنت تعاني من قصور القلب، اسأل طبيبك عن كمية السوائل التي يجب أن تَشربها يوميًا، لأن السوائل يمكن أن تتراكم وتسبب التورم والوذمات في القدمَين والجسم. إذا كنت تتناول مدرّات البول، فاسأل عن كمية الماء التي يجب أن تشربها أثناء الطقس الحار.

  • حاوِل أن تبقي منزلكَ باردًا أثناء بقائك في الداخل

قم بتغطية النوافذ المعرَّضة لأشعة الشمس المباشرة بمصاريع (أبَجورات)، أو بالستائر. افتح النوافذ إذا كان الجو أكثر برودة في الخارج منه في منزلكَ. قم بإطفاء أي أنوار أو أجهزة كهربائية لا تحتاج إليها، لأنها يمكن أن تجعل منزلك أكثر سخونة.

هذا بالإضافة إلى بعض أساليب الوقاية الأخرى التي عليك فعلها:

  • توقَّف عن التدخين.

  • خفِّف من التوتر عن طريق قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء، أو ممارسة الرياضة، أو التأمل، أو ممارسة اليوجا.

  • فكِّر في إجراء اختبارات خاصة تخبركَ أنت وطبيبكَ عن المخاطر القلبية التي قد لا تعلَم عنها.

  • تجنَّب شرب الكثير من المشروبات الكحولية، إذ يمكن أن تجعلك أكثر جفافاً.

  • استمتِع بالأطعمة الباردة، مثل السَّلطات والفواكه، التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، وهي مصادر جيدة للفيتامينات والمعادن.

  • قضاء بعض الوقت في أفضل جزء من منزلك، وخاصة عند النوم.

  • ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة.

  • ابتَعِد عن أشعة الشمس في الفترة الأكثر حرارة من اليوم بين الساعة 11 صباحًا و3 مساءً.

  • ضَع واقي الشمس، وارتدِ قبعة، واحمِل معك بعض الماء عند الخروج.

  • تجنّب ممارسة الرياضة البدنية الشديدة.

  • راقِب تنبؤات الطقس للحصول على تحذيرات بشأن الحرارة، وابقَ في الداخل في تلك الأيام.

لا يمكنك دائمًا التغلب على الحرارة، ولكنْ مع القليل من الجهد يمكنك الحفاظ على صحة قلبك في أي وقت من السنة.

ماذا لو أحسَستَ بالمرض بسبب الحرارة؟

هذه أربع أساليب سريعة لتشعر بالتحسُّن إذا كنت تشعر بالمرض بسبب الحرارة:

  • الانتقال إلى مكان بارد.
  • الاستلقاء ورفْع قدميكَ قليلًا.
  • اشرب الكثير من الماء.
  • قم بتبريد بشرتكَ برشِّها بالماء، أو مَسحها بإسفنجة بالماء البارد، وقم بتهوية نفسك. اطلُب من شخص آخر القيام بذلك نيابةً عنك إذا كان هذا خيارًا مناسبًا لك. تُعتَبر الكمادات الباردة أو أكياس الثلج حول الإبطين أو الرقبة جيدة أيضًا.

إذا استمرَّتْ الأعراض لديك فاطلب المشورة الطبية.

ما هي أمراض القلب التي تَظهَر في الطقس الحار؟

هناك 3 أمراض قلبية رئيسية تَظهر عادةً بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وهي:

الذبحة الصدرية

إذا كنت تَستخدِم رذاذ GTN للسيطرة على الذبحة الصدرية، فيجب عليك توخّي المزيد من الحذَر في الطقس الحار. يمكن لرذاذ GTN أن يوسِّع الأوعية الدموية بسرعة، مما يتسبّب في انخفاض ضغط الدم فجأة، وقد تشعر بالإغماء.

السَّكتة أو الأزمة القلبية

من المهم بشكل خاص أن تظلَّ هادئًا إذا كنت تعاني من قصور القلب، إذْ لا يضخّ قلبك الدم إلى جميع أنحاء جسمك كما ينبغي. إذا طُلب منك الحدّ من تناول السوائل، فتحدَّث إلى طبيبك العام حول أساليب أخرى للحفاظ على برودة جسمك خلال فصل الصيف. إذا كنت تتناول أدوية مدرِّة للبول وتشعر بالدوار أو الدوخة، أخبِر طبيبك بذلك. يمكن بعد ذلك مراجعة أدويتك أو تعديلها حسب الضرورة.

ضربة الشمس

يمكن أن يؤدي فقدان الكثير من سوائل الجسم إلى زيادة درجة حرارة الجسم الداخلية، الأمر الذي قد يهدّد الحياة إذا تُرِك دون علاج.

تشمل أعراض ضربة الشمس: التعرق، وبرودة الجلد، والدوخة، والإغماء، وتشنجات العضلات، والطفَح الحراري، والوَذمة (التورّم) في الكاحلَين، والتنفس السطحي أو السريع، والغثيان والقيء.

إذا كنت تشكّ في إصابتك أو إصابة أي شخص آخر بضربة الشمس، فاطلب الرعاية الطبية على الفور.

مَن هم أكثر الأشخاص عرضة للخطر؟

  • يواجِه كبار السن والأطفال الصغار صعوبة أكبر في تنظيم درجة حرارتهم، وبالتالي يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر درجات الحرارة القصوى.
  • كِبار السنّ، خاصة إذا كانوا أكبر من 75 عامًا، أو يعيشون بمفردهم دون اتصال اجتماعي كبير، أو في دار رعاية.
  • الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية طويلة الأمد، بما في ذلك أمراض القلب أو الدورة الدموية، وأمراض الرئة، ومشكلات الكلى، والسكري، ومرض باركنسون.
  • الأشخاص الذين يَجدون صعوبة في تجنّب الحرارة أو التكيّف مع سلوكهم، مثل الأشخاص طَريحي الفراش، أو الذين يعانون من إعاقة، أو الذين يعانون من الخرَف، أو الذين يعملون في الهواء الطلق.

تُظهِر الأبحاث أن معظم الناس لا يَعتبرون أنفسهم معرَّضين لخطر الطقس الحار، حتى عندما يكونون كذلك. في الطقس الحار، تحقَّق من أصدقائك وأقاربك بانتظام للتأكد من أنهم باردون ومرتاحون.

الخلاصة

الطقس الحار يعني أن جسمكَ يجب أن يعمل بجهد أكبر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية عند مستوياتها الطبيعية، وهذا يشكّل ضغطًا إضافيًا على القلب والرئتَين والكليتَين. هذا يعني أنك قد تكون في خطر أكبر إذا كنت تعاني من مرض في القلب. لذلك من المهم بشكل خاصّ أن تَبقى باردًا ورطبًا.

سيساعدكَ شرب الكثير من السوائل على تعويض التعرق أكثر من المعتاد، ومنع انخفاض ضغط الدم لديكَ بشكل كبير.

 

المصادر

آخر تعديل بتاريخ
08 سبتمبر 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.