البطاطا المقلية قد ترتبط بزيادة فرص الإصابة بالقلق والاكتئاب
يُعد القلق والاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً حول العالم، وتعد الأطعمة المقلية جزءًا كبيرًا من النظام الغذائي في الغرب، وينتشر الآن هذا النظام الغذائي أكثر في مختلف أنحاء العالم، فهل من علاقة بين الأمرين؟
وجدت عدة دراسات سابقة أن تناول الأطعمة المقلية أو المعالَجة، والمنتجات السكرية والبيرة ... يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، وتبين من خلال الدراسات أيضاً أن عملية القلي تغير تكوين المواد الغذائية، وتنتج مواد كيميائية ضارة، فمثلاً، يؤدي قلي الكربوهيدرات، مثل البطاطا، إلى إنتاج الأكريلاميد المرتبط بالسمنة والمتلازمة الأيضية والاضطرابات العصبية.
أجريت هذه الدراسة الحديثة في بريطانيا لبحث العلاقة بين الأطعمة المقلية والقلق والاكتئاب، ونُشرت نتائجها في مجلة (PNAS) بتاريخ 24 أبريل 2023.
كيف أجريت الدراسة؟
بدأ الباحثون بتحليل بيانات 140,728 شخصًا من قاعدة بيانات دراسة بيوبانك البريطانية، وشملت مقدار استهلاك المشاركين للأطعمة المقلية، ثم أجري تحليل إحصائي لمدى إصابتهم بالقلق والاكتئاب بعد فترة متابعة بلغت 11.3 سنة وسطياً، وسجل الباحثون بعد انتهاء فترة الدراسة إصابة 8,294 شخصًا بالقلق، و12,735 بالاكتئاب.
أما للبحث في تفسير العلاقة بين الأطعمة المقلية والقلق والاكتئاب، فقد درس الباحثون التأثير المزمن لتناول مواد الأطعمة المقلية على سمك الدانيو المخطط.
ما نتائج الدراسة؟
وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من حصة واحدة من الأطعمة المقلية يومياً هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق بنسبة 12%، وأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 7%، وذلك مقارنة بمن لا يتناولون الأطعمة المقلية.
وجد الباحثون أيضاً أن تناول أسماك الدانيو المخطط للأكريلاميد بتركيز منخفض يؤدي إلى سلوك مشابه للقلق والاكتئاب، وتبين من خلال المزيد من الدراسة أن الأكريلاميد يحد من أيض الدهون، ويسبب التهاباً عصبياً، ويقلل من نفوذية الحاجز الدموي الدماغي.
تبين هذه النتائج أن تناول كميات أكبر من الأطعمة المقلية، وخصوصاً النشويات مثل البطاطا، تزيد من نسبة الأكريلاميد في الدم، والذي بدوره قد يسبب اختلافات في وظائف الخلايا العصبية في الدماغ، وربما يسبب القلق والاكتئاب، وتكون هذه التأثيرات أوضح لدى اليافعين.
يرى الباحثون أن نتائج الدراسة هذه تشير إلى أهمية التقليل من تناول الأطعمة المقلية للحفاظ على الصحة البدنية والنفسية، والتقليل من فرص الإصابة بالعديد من الأمراض والاضطرابات، بما فيها القلق والاكتئاب.
المصدر: