أشارت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون للتمييز في محيط العمل هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ، وبالطبع لا نقصد هنا المعنى المجازي وإنما المعنى الحقيقي.
فقد أظهرت الدراسة التي نُشرت بتاريخ 26 أبريل 2023 في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن الأشخاص الذين صرحوا عن شعورهم بالتمييز الشديد في العمل كانوا أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 54٪، مقارنة بأولئك الذين ذكروا تعرضهم لمستويات منخفضة من التمييز في مكان العمل.
كيف أجريت الدراسة؟
نظر الباحثون في بيانات 1246 من البالغين في الولايات المتحدة الذين لم يصابوا بارتفاع ضغط الدم قبل الدراسة، والذين أكملوا تقييمات خاصة بقياس مستويات التمييز في مكان العمل. كان المشاركون في الغالب من ذوي البشرة البيضاء، ولديهم مجموعة مختلفة من المهن والمستويات التعليمية، وكان نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء، وتمت متابعة جميع المشاركين بعد ذلك لمدة 8 سنوات تقريباً.
تم تقييم التمييز في مكان العمل باستخدام استبيان للتحقق من صحة البيانات، فقد تم طرح أسئلة على المشاركين حول عملهم، وفيما إذا كانوا يشعرون أن معاملتهم في العمل غير عادلة، وما إذا تمت مراقبتهم، أو تجاهلهم أكثر من الآخرين، وما إذا كانت الترقيات الوظيفية تُعطى بشكل عادل، وكم مرة تعرضوا للإهانات أو النكات المؤذية ذات الصلة بالعرق أو الجنس.
تم تصنيف الإجابات عن كل سؤال بعلامات تراوحت بين 1 (أبداً) إلى 5 (مرة واحدة على الأقل في الأسبوع)، وتم تقسيم المشاركين بناءً على النتيجة الإجمالية إلى ثلاث مجموعات: تمييز في العمل منخفض أو متوسط أو مرتفع.
التأثيرات النفسية للتمييز في العمل
أشارت الدراسات السابقة إلى أن العنصرية والتمييز يمكن أن يكون لهما آثار كبيرة على الصحة البدنية والصحة النفسية، لذلك لم تكن نتائج الدراسة مفاجئة كما يقول الخبراء، وحتى وجود مستويات معتدلة من التمييز في مكان العمل يبدو أن لها تأثيرًا، فالأشخاص الذين حصلوا على درجات تمييز متوسطة في مكان العمل كانوا أكثر عرضة بنسبة 22٪ لارتفاع ضغط الدم، مقارنة بالذين حصلوا على درجات تمييز منخفضة.
كيف تتعامل مع التوتر المرافق للتمييز في مكان العمل؟
تتمثل إحدى الصعوبات في مواجهة التمييز في مكان العمل في سياسة قسم الموارد البشرية الذي قد يساهم في التمييز ضد العمال، فقد لا يكون هناك الكثير مما يستطيع العمال القيام به.
وفي حين أن هذا قد لا يكون متاحاً لجميع العمال، فإن العمل عن بُعد يمكن أن يخفف في بعض الأحيان من ضغوط التمييز في مكان العمل. علاوة على ذلك، يقول الخبراء إن هناك حاجة إلى تغييرات في السياسات والممارسات الثقافية للحد من التمييز في مكان العمل.
المصدر:
