أسباب نزف الحلمات الشائعة
في أغلب الأحيان لا يكون نزف الحلمات مقلقاً، وعادة ما يكون نتيجة الرضاعة الطبيعية أو نتيجة لصدمة أو احتكاك مثل احتكاك الحلمة بحمالة الصدر أو قماش قميص قاسٍ ومزعج، وسواء كانت الإفرازات دموية أم لا فهي شائعة نسبياً، لذا تابعي القراءة معنا للتعرف إلى أسباب نزف الحلمات المحتملة:
-
الرضاعة الطبيعية
تعد الرضاعة الطبيعية هي السبب الأكثر شيوعاً وراء حدوث نزيف الحلمات، فقد تعاني العديد من النساء المرضعات من آلام شديدة في الثدي والحلمات، والتي قد تسبب نزف الحلمات. وعادة تحدث تلك الآلام بعد الولادة مباشرة، إلا أنها قد تحدث بعد أسبوعين إلى قرابة شهر من الولادة أحياناً، وتتعدد الأسباب وراء آلام الحلمات، ومنها:
- الاحتكاك بفم الطفل.
- امتصاص الطفل للحلمة بقوة خلال الرضاعة.
- التقام الرضيع للثدي بشكل غير صحيح.
- وضعية الرضيع الخاطئة خلال الإرضاع.
- وجود مشاكل في فم الطفل كالتصاق اللسان.
- وجود مشاكل في ثدي الأم كالحلمات المسطحة والمقلوبة.
- وجود بعض الأمراض كبثور الحليب والتهاب الجلد والعدوى والصدفية.
برغم شيوع آلام ونزيف الحلمات المصاحِب للإرضاع من الثدي، فإن الأبحاث العلمية حول كيفية علاجه غير كافية، ولكن ما يُنصح به في حال كان الاحتكاك بفم الطفل هو السبب فهو استخدام مرهم الفيتامين أ أو دهان اللانولين المنقى.
-
مرض القلاع (Thrush)
هذا المرض هو التهاب ناتج من الإصابة بالفطريات، وتتمثل أعراضه بوجود آلام شديدة وتشقق في الحلمات والهالة المحيطة بها، بجانب حدوث آلام الثدي بدون وجود كتل فيه، وتحدث تلك الحالة غالباً نتيجة لانتقال عدوى فطرية لثدي الأم عبر الإرضاع من الطفل المصاب بالتهاب الفم بالفطريات، ويعد التهاب الفم بالفطريات من أكثر أنواع العدوى الفطرية شيوعاً بين الأطفال.
تظهر العدوى الفطرية بصورة بقع بيضاء وبقع حمراء مؤلمة في فم الطفل. ويتمثل علاج تلك العدوى الفطرية في الاهتمام بالصحة العامة والنظافة، بجانب تعديل النظام الغذائي عبر التقليل من تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة والإكثار من تناول الخضراوات والعناصر الغذائية المتنوعة، وفي بعض الأحيان قد يتطلب الأمر الذهاب للطبيب لوصف بعض الأدوية مثل مضادات الفطريات الموضعية.
-
التهاب الثدي
يحدث التهاب الثدي كعدوى ناتجة عن توسع القنوات اللبنية، والتي تكون شائعة لدى النساء المرضعات، وقد تحدث لدى النساء غير المرضعات أيضاً. وتزداد خطورة الإصابة بالتهاب الثدي بوجود السمنة وداء السكري والتدخين، ويتضمن علاج تلك الحالة إفراغ الثدي من اللبن عبر الإرضاع المستمر أو استخدام مضخة الثدي، وتطبيق كمادات دافئة قبل وبعد الإرضاع، وتغيير وضع الطفل أثناء الرضاعة، وفي بعض الأحيان يمكن اللجوء لتناول بعض الأدوية المسكنة للآلام أو المضادات الحيوية.
-
توسع القنوات اللبنية
كما أسلفنا، قد يحدث نزف الحلمات بفعل أسباب غير متعلقة بالرضاعة الطبيعية، ومن بين تلك الأسباب توسع قنوات الحليب. تحدث هذه الحالة بفعل اتساع القنوات اللبنية في الثدي، الأمر الذي يعد شائعاً بين النساء في أواخر الأربعينات والخمسينات من العمر، وتتمثل أعراض تلك الحالة بوجود تورم وألم في الثديين، وربما انقلاب الحلمة للداخل، وظهور إفرازات لزجة من الحلمات، ووجود تكتل خلف الحلمة، وحدوث خراج أو ناسور، ويمكن علاج توسع القنوات اللبنية باستخدام كمادات دافئة، أما إذا كانت الحالة ناجمة عن عدوى كالتهاب الثدي فيجب اللجوء للطبيب الذي قد يقوم بوصف علاج بالمضادات الحيوية.
-
التهاب الجلد
يمكن لالتهابات الجلد أن تسبب نزف الحلمات الذي يظهر بشكل طفح أحمر خشن مثير للحكة يظهر على الحلمة أو الهالة المحيطة بها، ويحدث التهاب الجلد بفعل الالتهابات أو العدوى أو الحساسية أو بعض الأمراض الذي قد تسببه ملامسة الجلد لبعض أنواع الأقمشة أو الصابون أو المنظفات، لذا يُنصح بتجنب المستحضرات والمنتجات المثيرة للحساسية، واختيار المنتجات غير المثيرة للتحسس والخالية من الكيماويات والعطور والأصباغ، وذلك بغرض الوقاية من التهاب جلد الحلمات، كما قد تسبب الإصابة بإكزيما الحلمات حدوث التهاب جلد الحلمات ومن ثم نزفها، الأمر الذي قد يستوجب اللجوء للطبيب للعلاج.
-
الورم الحُليمي داخل القنوات
يعد ذلك النوع من الأورام التي تحدث داخل القنوات اللبنية بالثدي ورماً حميداً وغير ضار، إلا أنه قد يسبب حدوث نزيف بالحلمات، وعادة ما يظهر الورم الحُليمي داخل القنوات بصورة كتلة في الثدي بالقرب من الحلمات، أو بشكل تكتلات صغيرة منتشرة عبر الثدي، ويحدث ذلك الورم في أي مرحلة عمرية لدى النساء والرجال على السواء، لكنه أكثر شيوعاً لدى النساء بعمر بين 35 و55 عاما. تزداد خطورة الإصابة بتلك الأورام نتيجة لاستخدام موانع الحمل، والعلاج الهرموني، والتعرض لهرمون الإستروجين، ووجود تاريخ مرضي بالعائلة للإصابة بأورام الثدي.
-
سرطان الثدي
في بعض الأحيان قد يكون نزف الحلمات من أعراض الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنه لا يحدث منفرداً في تلك الحالة، إذ يكون مصحوباً بالعديد من الأعراض الأخرى، وقد يشير وجود أعراض أخرى إلى الإصابة بسرطان الثدي مثل وجود كتلة في الثدي، وإفرازات الحلمات التي لا تتحسن عبر العناية بصحة الثدي، وآلام الثدي مع تورم بعض الأجزاء أو الثدي بأكمله. وفي كافة الأحوال؛ يجب اللجوء إلى الطبيب حال وجود أحد تلك الأعراض أو جميعها مع نزف بالحلمات، خاصة عند استمرارها وعدم تحسنها، ورغم أن سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء، إلا أن اكتشاف المرض في أطواره المبكرة يزيد من نسب الشفاء بشكل مرتفع للغاية.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا استمر إفراز الدم من الحلمة لأكثر من يوم واحد فيجب تحديد موعد مع الطبيب للحصول على استشارة. سيجري الطبيب فحصاً سريرياً وربما بعض الفحوصات التصويرية للكشف عن أي شيء غير طبيعي داخل الثدي، وقد يشمل ذلك الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو تصوير الثدي بالأشعة السينية، ويجب عليك استشارة الطبيب فوراً إذا لاحظتِ أياً مما يلي:
- ظهور كتلة أو نتوء جديد في الثدي.
- ظهور تغيرات في الملمس.
- انقلاب الحلمة أو تسطّحها بشكل غير معتاد.
- تقشّر الحلمة أو الهالة حول الحلمة.
- احمرار في جلد الثدي.
- تغيرات في حجم الثدي أو شكل أو مظهر الثدي.
ولا تتطلب الجروح أو التشققات أو أي تلف آخر في جلد الثدي علاجاً فورياً وضرورياً، لكن إذا لم تتحسن الأعراض، أو إذا لاحظتِ ظهور أي علامات للعدوى فيجب استشارة الطبيب. تشمل علامات العدوى وجود حمى وقشعريرة، واحمرار وسخونة الثدي عند اللمس وألم شديد.
الأسئلة الشائعة
هل يجب عليّ الاستمرار في الرضاعة إذا كانت حلماتي تنزف؟
مع أن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية قد يكون غير مريح، فإن الاستمرار في رضاعة الطفل يعتبر آمناً، ولكن من المهم طلب المساعدة في أسرع وقت إذا كانت الحلمات مؤلمة وتنزف أثناء الرضاعة لتقييم المشكلة الأساسية ومعالجتها وتجنب المضاعفات مثل الالتهاب.
كم من الوقت يحتاج شفاء نزف الحلمات؟
قد يستغرق علاج الحلمات المتشققة والنازفة بضعة أيام أو ربما بضعة أسابيع.
لماذا قد تنزف الحلمات أثناء الحمل؟
يُعد تَسرب الإفرازات من الحلمات أثناء الحمل أمراَ شائعاً، ومع ذلك إذا احتوت الإفرازات على دم فيجب استشارة الطبيب، وتعد متلازمة الأنابيب الصدئة (Rusty pipe syndrome) حالة تتسرب فيها إفرازات دموية من حلمات بعض النساء الحوامل أو بعد الولادة وهي ظاهرة نادرة وغير ضارة.
نصيحة من موقع صحتك
هناك بعض الحالات الكامنة التي قد تسبب نزف الحلمات، وتشمل هذه الحالات: الرضاعة والتهيج والحساسية والالتهاب والأورام، وإذا كان نزيف الحلمات ناتجاً عن الرضاعة فحاولي إيجاد طريقة لتحسين التقام الطفل للحلمة، ويمكنك طلب الدعم من القابلة أو الطبيبة النسائية، وفي حالة العدوى قد يصف الأطباء المضادات الحيوية، وفي حال ظهرت أعراض أخرى في الثدي مع نزف الحلمات مثل انقلاب الحلمة أو احمرار الجلد أو تغير في شكل وحجم الثدي فيجب استشارة الطبيب على الفور لاستبعاد الأسباب الخطيرة مثل سرطان الثدي.