صحــــتك

سرطان الثدي وبراءة اختراع جديدة قد تسهم في العلاج

إعداد ميرفت غانم
براءة اختراع لعلاج سرطان الثدي، الفريق البحثي في الجامعة الأمريكية، الدكتور غالب الحسيني والدكتور محمد الصياح
براءة اختراع لعلاج سرطان الثدي، الفريق البحثي في الجامعة الأمريكية، الدكتور غالب الحسيني والدكتور محمد الصياح

ما يزال سرطان الثدي من أكثر الأمراض التي تعاني منها النساء اليوم، وسعياً لإيجاد حلول مبتكرة لعلاج السرطان بأقل الآثار الجانبية، نجح فريق بحثي من الجامعة الأمريكية في الشارقة في الحصول على براءة اختراع جديدة من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي، لتطويرهم نموذج علاج كيميائي قد يسهم في علاج سرطان الثدي. 

تُوظّف تقنية العلاج الكيميائي الجديدة كبسولات صغيرة، تُعرف باسم الناقلات النانَوية، تحتوي على عوامل متعددة مضادة للسرطان، بما في ذلك تسعة أدوية للعلاج الكيميائي. عندما ترتبط هذه الناقلات النانَوية بأنسجة سرطان الثدي، يتم تنشيطها بواسطة الموجات فوق الصوتية، مما يؤدي إلى إطلاق الدواء مباشرة في الأنسجة المصابة فقط. ويُجري الفريق البحثي حاليًا تجارب حيوانية تهدف إلى ضبط صفات الموجات فوق الصوتية، وهي خطوة حاسمة نحو التطبيق العملي لهذه التكنولوجيا المبتكرة.

ضم الفريق البحثي بقيادة الدكتور غالب الحسيني، أستاذ الهندسة الكيميائية والبيولوجية في الجامعة الأمريكية في الشارقة، كلًا من الدكتور محمد الصياح، أستاذ الأحياء والكيمياء وعلوم البيئة في كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية في الشارقة، وأمل الصادق، خريجة برنامج ماجستير العلوم في الهندسة الكيميائية في الجامعة الأمريكية في الشارقة عام 2018.

 

وحول آلية عمل تقنية العلاج الكيميائي الجديدة قال الدكتور الحسيني: "تضمَن هذا التقنية توصيل جرعات علاجية عالية التركيز إلى الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الخلايا السليمة، مما يقلل من الآثار الجانبية الضارة التي غالبًا ما تصاحِب العلاج الكيميائي. ولهذا السبب تمثّل براءة الاختراع هذه تقدمًا ملحوظًا في مجال علاج السرطان، مما يفتح الأبواب أمام المزيد من حلول العلاج الفعالة التي تخفف معاناة مرضى السرطان". 

وأضاف "تكمن أهمية براءة الاختراع في ملاءمتها لأمراض مثل أورام الثدي، نظراً لتوفر أجهزة الموجات فوق الصوتية في العيادات، مما يجعل هذه التكنولوجيا في متناول المرضى بشكل أكبر".

وقد تم بناء براءة الاختراع الجديدة هذه على براءة اختراع سابقة للفريق البحثي ذاته الصادرة في عام 2020، والتي توظف الترددات ومستويات الطاقة العالية للموجات فوق الصوتية لتعزيز فعالية العلاج.

وأما الدكتور محمد الصياح فقد سلَّط الضوء على التأثير المحتمل لبراءة الاختراع قائلًا: "نحن على أعتاب حقبة جديدة في علاج السرطان، وبراءة الاختراع هذه هي شهادة على سعينا الدؤوب لإيجاد علاجات أكثر فعالية وأقل تدخلًا لتغيير حياة مرضى السرطان".

فيما أكّدت أمل الصادق: "يسعدني أن أكون جزءًا من هذه التجربة البحثية التي أثمرَت بالحصول على براءة اختراع جديدة، والتي تشكل خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر إشراقًا لمرضى السرطان، وأنا سعيدة لأن ألعب دورًا فعالًا فيها".

 

براءة اختراع تكشف عن أسلوب جديد قد يُسهم في علاج سرطان الثدي

أما فيما يخص البحث السابق، فقد تمكّن فريق من باحثي الجامعة الأمريكية في الشارقة من الحصول على براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية عن أنظمة وأساليب علاج مستهدفة تسلّط الضوء على سرطان الثدي، وكان الفريق قد تقدّم بطلب الحصول على براءة الاختراع في عام 2017، وصدرت يوم 15 ديسمبر 2020.

وقد عملت حينها مجموعةُ الباحثين المعروفة باسم "مجموعة الموجات فوق الصوتية في أبحاث السرطان" وبحسب ما ذكَرته "وكالة وام" عن الجامعة الأمريكية في الشارقة، عن برنامج للعلاج الكيميائي يَستخدم كبسولات دقيقة تستهدف الخلايا السرطانية، متجاوزةً الخلايا السليمة في الجسم، مما يقلل من الآثار السلبية للعلاج الكيميائي، ويمكن لهذا الابتكار مساعدة مرضى السرطان على تجنب بعض الآثار الجانبية القاسية، والمنهِكة أحيانًا، للعلاجات الحالية.

أكّد الدكتور غالب الحسيني، أستاذ الهندسة الكيميائية وكرسي أستاذية دانة غاز للهندسة الكيميائية في الجامعة الأميركية في الشارقة ومؤسّس مجموعة "الموجات فوق الصوتية لأبحاث السرطان" في الجامعة: "تصف براءة الاختراع برنامج علاج كيميائي يتكون من ناقلات نانَوية تَستخدم عقار الهرسبتون، وتغلّف العديد من العوامل المضادة للأورام المضادة للسرطان بمجرد أن تصل المركّبات النانَوية إلى أنسجة سرطان الثدي وترتبط بها، ويتم إطلاق الدواء باستخدام الموجات فوق الصوتية، مما يضمن وصول تركيزات عالية من العلاج إلى الأنسجة المريضة مع تجنب تفاعل العلاج الكيماوي مع الخلايا السليمة في الجسم، وبالتالي تقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي التقليدي".

وأضاف أنه باستخدام هذه الطريقة تستهدف الناقلات النانََوية نوعًا من البروتين يسمّى مستقبِل عامل نمو البشرة البشري 2 /HER2/، والذي يعزز نمو الخلايا السرطانية، وبمجرد أن ترتبط الناقلات النانَوية بالخلايا الخبيثة، يتم استخدام الموجات فوق الصوتية لإطلاق دواء العلاج الكيميائي في الموقِع المستهدَف.

وأوضح أن استخدام الموجات فوق الصوتية أمر مثالي لأنه سهل الاستخدام، ومَفهوم على نطاق واسع، كما تعمل مجموعة "توصيل الدواء في الجامعة الأميركية في الشارقة" على أبحاث ذات صلة لمحاربة سرطان الثدي، وقد تقدَّم الباحثون في هذه المجموعة أيضاً بطلب للحصول على براءة اختراع في الولايات المتحدة لعلاج قائم على استخدام هرمون الأسترون والجسيمات الشحمية لإيصال العلاج الكيميائي في علاج سرطان الثدي، وشكَّلت هذه الدراسات البحثية فرصةً لطلبة الدراسات العليا والبكالوريوس المتخصصين في الهندسة الكيميائية والطبية الحيوية والكهربائية في الجامعة لاكتساب خبرة بحثية ضمن عملهم في الفرق البحثية.

 

تؤكد براءة الاختراع الجديدة التي حصل عليها الفريق البحثي مؤخرًا على تفاني أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة الأمريكية في الشارقة في البحث عن التميز والمسؤولية الاجتماعية، مما يجسد التزامهم بتعزيز الحياة تماشيًا مع مهمة الجامعة الأمريكية في الشارقة لإحداث تأثير واضح في مواجهة التحديات العالمية الملحة.

 

آخر تعديل بتاريخ
31 يناير 2024

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.