عندما تحمل المرأة، يمكن أن تتوقع مجموعة من التغييرات الجسدية والعلامات الأخرى مثل مثل غثيان الصباح، والإرهاق، ونمو الثديين بسرعة، وترخي المفاصل، وتورم اليدين والقدمين، وتغيرات الشعر والجلد، وجفاف العينين وأكثر من ذلك.
لكن ماذا يحدث لدماغها؟
لا يوجد ما يكفي من المعلومات التي تدعم مفهوم “تغير دماغ الأم”؛ وهو مصطلح يُستخدم لوصف فكرة أن الحمل أو الأمومة المبكرة يمكن أن تؤذي ذاكرة المرأة وقدرتها على التفكير.وقد بدأ الباحثون في دراسة نظرية “تغير دماغ الأم” لأنه كثيرًا ما تذكر النساء أنهن يشهدن تغيرات إدراكية، وخاصةً النسيان، خلال فترة الحمل وبعد أن يصبحن أمهات بوقت قصير. لذا، دأبت الدراسات على فحص العلاقة بين الحمل أو المراحل المبكرة من الأمومة والتغيرات في قدرة المرأة على التفكير، إلا أن النتائج جاءت متضاربة.
فقد أظهرت بعض الدراسات أن الحمل يضعف ذاكرة المرأة خلال فترة الحمل وبعدها بوقت قصير، ومن المحتمل أن يرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية أو الحرمان من النوم أو الضغط النفسي من التعامل مع هذا التغير الحياتي الكبير، في حين أظهرت دراسات أخرى أن الحمل والأمومة لا ترتبط بهما أي آثار إدراكية سلبية.
ونظرًا لأن مفهوم “تغير دماغ الأم” مقبول بشكل واسع، فيشير بعض الخبراء إلى أن النساء الحوامل والأمهات الجدد يكنّ مدركات بشكل أكثر للتعثرات الإدراكية اليومية، وكنتيجة لذلك، قد يعتقدن بالخطأ أنهن يعانين من صعوبة التفكير.
وفي عام 2002، نشر باحثون في إمبريال كوليدج في لندن دراسة تضمنت جمع صور لأدمغة 14 امرأة حاملا قبل الحمل وأثناءه وبعد عام من الولادة. ووجدوا أن مناطق معينة من أدمغة النساء تقلصت أثناء الحمل وتوسعت مناطق أخرى مرة أخرى بعد الولادة. لكن لم يتضح كيف أثرت هذه التغييرات على السلوك.
فإذا كنتِ حاملاً أو أمًا جديدة، فلا تفترضي أنكِ تعانين من انخفاض في الإدراك، وضعي في اعتبارك أن الأمومة تنطوي على تغيرات عاطفية وبدنية، وركزي على الجوانب الإيجابية للحمل والأمومة والرحلة التي تنتظرك